الحوثيون يتبنّون مهاجمة تل أبيب بصاروخين ومسيَّرة من دون أضرار

غداة انتقام إسرائيلي ثامن استهدف ميناءي الحديدة والصليف

حريق اندلع بعد اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على إسرائيل (د.ب.أ)
حريق اندلع بعد اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على إسرائيل (د.ب.أ)
TT

الحوثيون يتبنّون مهاجمة تل أبيب بصاروخين ومسيَّرة من دون أضرار

حريق اندلع بعد اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على إسرائيل (د.ب.أ)
حريق اندلع بعد اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على إسرائيل (د.ب.أ)

استمراراً للتصعيد العسكري المتبادل بين الجماعة الحوثية وإسرائيل، تبنت الجماعة، الأحد، مهاجمة تل أبيب بصاروخين باليستيين وطائرة مسيَّرة، بينما أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخ واحد دون الإبلاغ عن أي أضرار.

وجاءت الهجمات عقب موجة ثامنة من الضربات شنتها إسرائيل على ميناءي الحديدة والصليف، الجمعة، ضمن سعيها للانتقام من البنى التحتية والمنشآت الحيوية الخاضعة للجماعة في اليمن.

ومنذ انهيار الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، عادت الجماعة المدعومة من إيران لهجماتها التي كانت توقفت في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي بعد 14 شهراً من التصعيد البحري ضد السفن وإطلاق الصواريخ والمسيَّرات تجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وتبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، في بيان متلفز، الأحد، استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخين باليستيين وطائرة مسيّرة، مدعياً أن أحد الصاروخين فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» والآخر من طراز «ذو الفقار».

اعتراض صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنه أُطلق من اليمن شوهد من مدينة عسقلان (رويترز)

وزعم المتحدث الحوثي أن «العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروع ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، وتوقف حركة الملاحة في المطار قرابة الساعة»، وفق تعبيره.

كما تبنى سريع إطلاق طائرة مسيَّرة من دون طيار، صباح السبت، قال إنها استهدفت مطار بن غوريون نفسه، ولم تؤكد إسرائيل هذه المزاعم.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر، الأحد، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، وقال إنه تسبب في تفعيل صفارات الإنذار بمناطق عدة من البلاد. حسبما جاء في تغريدة على منصة «إكس» للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي.

25 صاروخاً

منذ 17 مارس (آذار) الماضي أطلقت الجماعة نحو 25 صاروخاً باتجاه إسرائيل والعديد من الطائرات المسيَّرة، وكان أخطر هذه الهجمات انفجار أحد الصواريخ قرب مطار بن غوريون في 4 مايو (أيار) الحالي، محدثاً حفرة كبيرة، بعد أن فشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.

وفتح هذا الهجوم المجال لإسرائيل لتشن مزيداً من الضربات الانتقامية حيث دمرت بها ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومصنعي أسمنت ومحطات كهرباء، قبل أن تشن، الجمعة الماضي، الموجة الثامنة من هذه الضربات الانتقامية على ميناءي الحديدة والصليف.

وأفاد قطاع الصحة الخاضع للحوثيين بأن الغارات الإسرائيلية، على الميناءين تسببت في مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، دون الحديث عن الخسائر المادية.

عناصر حوثيون في صنعاء يرفعون مجسماً لصاروخ وهمي ضمن حشد دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

وتوعدت إسرائيل باستمرار ضرباتها، وقال وزير دفاعها يسرائيل كاتس، في منشور عبر منصة «إكس»: «إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فسوف يتلقون ضربات موجعة، وكما فعلنا مع الضيف والسنوارين في غزة، ومع نصر الله في بيروت، ومع هنية في طهران، سنطارد عبد الملك الحوثي في اليمن ونقضي عليه».

هجمات بلا فاعلية

أطلق الحوثيون منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيَّرة باتجاه إسرائيل، لكنها لم تحقق أي نتائج مؤثرة، باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيرة ضربت شقة في تل أبيب في 19 يوليو (تموز) 2024.

وردّت إسرائيل على الهجمات الحوثية السابقة بخمس موجات، كانت أولاها في 20 يوليو الماضي، وكان آخرها في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن تشن 3 موجات جديدة.

واستهدفت الغارات مواني الحديدة، ومستودعات الوقود، ومحطات الكهرباء في صنعاء، والحديدة، كما طالت الغارات مطار صنعاء الدولي، ومصنعي أسمنت باجل وعمران.

الحوثيون أعادوا تشغيل الرحلات من مطار صنعاء إلى الأردن عقب الضربات الإسرائيلية (إ.ب.أ)

ويحمّل المجلس الرئاسي اليمني الجماعة الحوثية مسؤولية هجماتها، التي يقول إنها لا تفيد الفلسطينيين بقدر ما تدفع إسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

كما تتهم الحكومة اليمنية الشرعية الحوثيين بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، والهروب من استحقاقات السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع الدامي المستمر منذ انقلاب الجماعة على التوافق الوطني في 2014.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنهى في 6 مايو الحالي حملته ضد الحوثيين التي بدأها في منتصف مارس الماضي، معلناً استسلام الجماعة، بعد تلقيهم أكثر من 1700 غارة جوية وضربة بحرية، وفق ما أقر به زعيم الحوثيين.

وحسبما أعلنته سلطنة عمان، التزم الحوثيون باتفاق توسطت فيه السلطنة، ينص على التوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، مقابل توقف ضربات ترمب. واستثنت الجماعة إسرائيل من الهجمات.

ويرجح مراقبون أن إسرائيل ستستمر من وقت لآخر في ضرب المنشآت الخاضعة للجماعة الحوثية رداً على الهجمات، لكنهم يستبعدون أن تكون ذات تأثير حاسم على بنية الجماعة وقادتها وأسلحتها بسبب البعد الجغرافي.


مقالات ذات صلة

العليمي يشدد على «تصفير الخلافات» بين المكونات اليمنية

العالم العربي العليمي دعا لنبذ الخلافات بين المكونات السياسية والتركيز على ملف الاقتصاد والخدمات (سبأ)

العليمي يشدد على «تصفير الخلافات» بين المكونات اليمنية

شدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي على ضرورة توحيد الصف الوطني و«تصفير الخلافات» بين المكونات السياسية لمواجهة التحديات المتفاقمة

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحركة النسائية في عدن تقود الاحتجاجات لتحسين الأوضاع المعيشية (إعلام محلي)

نقص الخدمات وتهاوي العملة يؤرقان الحكومة اليمنية

وسط استياء شعبي، تعاني الحكومة اليمنية من معضلة نقص الخدمات وتهاوي سعر العملة المحلية، بالتزامن مع عدم القدرة على ضبط انتظام صرف الرواتب الشهرية للموظفين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الجماعة الحوثية استغلت حرب غزة لحشد مزيد من المقاتلين (أ.ب)

تهديد الحوثيين بمهاجمة السفن الأميركية يُثير مخاوف اليمنيين

أثار تهديد الحوثيين بالاستعداد لمهاجمة السفن الأميركية رداً على قصف مفاعلات إيران النووية غضب الشارع اليمني لجهة الخوف من استدعاء مزيد من الضربات الجوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي حرائق على متن سفينة شحن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر العام الماضي (مهمة أسبيدس الأوروبية)

الحوثيون يعلنون استعدادهم لمهاجمة السفن الأميركية انتقاماً لإيران

جدّدت الجماعة الحوثية تهديدها بمهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر، بعد ساعات من قيام قاذفات واشنطن الشبحية بضرب المفاعلات النووية الإيرانية

علي ربيع (عدن)
أسعار الوقود في اليمن تغيرت أربع مرات هذا العام بسبب تغير صرف العملات الأجنبية (أ.ف.ب)

دخان الحرب الإيرانية - الإسرائيلية يطول الاقتصاد اليمني

يواجه اليمنيون مخاوف تأثيرات عميقة للحرب الإسرائيلية - الإيرانية على معيشتهم فيما اضطرت الحكومة اليمنية إلى رفع أسعار الوقود نتيجة تدهور سعر العملة المحلية.

وضاح الجليل (عدن)

رسائل حميدتي الودية «لا تلقى اهتماماً» في مصر

السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل حميدتي الودية «لا تلقى اهتماماً» في مصر

السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)

يبدو أن الرسائل الودية الأخيرة لقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (الشهير بـ«حميدتي»)، تجاه مصر، لم تجد لها صدى في القاهرة، التي عادة ما تؤكد «احترامها للشرعية والمؤسسات الرسمية السودانية».

ولأول مرة منذ نحو عام ظهر حميدتي، وسط جنوده فيما يبدو أنه معسكر تدريب ميداني يُرجح أنه في إحدى ولايات إقليم دارفور بغرب البلاد، متحدثاً بنبرة تصالحية تجاه مصر، رغم أنه من أسبوعين فقط ظهر عبر مقطع فيديو مكرراً اتهامات سابقة لها بمساندة الجيش السوداني عسكرياً، وهو ما نفته مصر بشدة.

وفي خطاب مسجل بُث مساء الأحد على قناته بمنصة «تلغرام» قال حميدتي: «راجعنا حساباتنا، وتوصلنا إلى أنه يمكن أن نحل مشكلاتنا مع مصر عبر طاولة الحوار والنقاش، وليس بالمشاحنات». وأكد أن «قوات الدعم السريع» ليست ضد أي دولة، وترغب في التعاون مع جميع دول الجوار لتأمين الحدود.

ورداً على تصريحات حميدتي، قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «سياسة مصر تجاه السودان ثابتة، وتتلخص في السعي إلى تحقيق الاستقرار والسلم الأهلي في هذا البلد الشقيق، واحترام سيادته وعدم التدخل في شؤونه، إضافة إلى احترام الشرعية والمؤسسات الرسمية السودانية، وأنها تواصل تعاملها في الملف السوداني انطلاقاً من هذه المبادئ والمعايير».

وجاء خطاب حميدتي بعد نحو أسبوع من سيطرة قواته على منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، بعدما أعلن الجيش إخلاء قواته من المنطقة في إطار «ترتيبات دفاعية».

وفي كلمته، قال حميدتي: «دخول المثلث، لو ما كان إضافة للجيران فلن يكون خصماً عليهم»، مضيفاً: «ذهابنا إلى الصحراء أمن لجيراننا المصريين والليبيين والتشاديين، كلهم جيراننا، نحترمهم ونحترم حدودهم، ونحن ما عندنا مشكلة مع أي دولة».

من جانبه، قال عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري لـ«الشرق الأوسط» إنه «بغض النظر عن نيات حميدتي من وراء هذا الكلام، خاصة أنه كان دائم الإساءة لمصر ويكيل الاتهامات غير المسؤولة لها بأنها تدعم الجيش السوداني بالسلاح والطيران، فإن سياسة مصر هي التعامل مع السلطات الشرعية فقط»، منوهاً بأنه «لا يعتقد أن السلطات المصرية تهتم بحديث حميدتي كثيراً لأنه يثبت تضاربه بنفسه».

وأكد بكري أن «مصر ضد تقسيم السودان، ومعنى أن تتعاون مع دقلو، أي تضر وحدة البلاد هناك، وهذا يمثل تهديداً للأمن القومي المصري الذي تتحدد سياستها وفقاً له ومن أجل الحفاظ عليه».

بدوره، قال وكيل جهاز المخابرات المصرية سابقاً اللواء محمد رشاد لـ«الشرق الأوسط» إن «حميدتي يرغب من وراء هذا الحديث الزج بمصر طرفاً في الصراع بالسودان، وهي مناورة منه لمحاولة تأكيد ما نفته القاهرة».

وشدد على أن «مصر ليست طرفاً في الصراع السوداني، لكنها تتعامل وتدعم سياسياً السلطة الشرعية»، موضحاً أن «مصر تستطيع الحفاظ على أمنها وحدودها جيداً... ولا تنتظر وعوداً منه أو من أي خارج على الشرعية».