«قمة بغداد»... «كيانات موازية» تُهدد اليمن والسودان

العليمي لمواجهة «الميليشيات»... و«السيادة» السوداني يهاجم «الدعم السريع»

قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
TT

«قمة بغداد»... «كيانات موازية» تُهدد اليمن والسودان

قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

من بين قضايا ملحة تناولها قادة وزعماء خلال القمة العربية في بغداد، سيطر حديث لافت عن «الكيانات الموازية» التي تُهدد الدولة، وقد برز السودان واليمن مثالين لدول تتعرض للاستنزاف وغياب الاستقرار.

ففي السودان، اندلعت الحرب الأخيرة في أبريل (نيسان) 2023، وتسببت في نزوح أكثر من 12 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها.

أما في اليمن، فيستمر الحوثيون في عرقلة العملية السياسية اليمنية، وتهدد الجماعة الملاحة في البحر الأحمر، وتعطل عمل المؤسسات الشرعية، وترفض الانخراط في تسوية سياسية سلمية لأزمة تجاوزت عقداً من الزمن.

«صلف الميليشيات»

وخلال كلمته في اجتماع القمة العربية الرابعة والثلاثين، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، السبت، إلى اتخاذ قرارات حازمة لتعزيز قدرة اليمن على مواجهة «صلف الميليشيات»، بما في ذلك «التنفيذ الصادق لقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين بتصنيف الميليشيات الحوثية منظمة إرهابية أجنبية».

وهاجم العليمي «جماعة الحوثي»، قائلاً إنها «لم تترك جرماً إلا اقترفته، من استهداف المواني والمطارات وتفجير المنازل والمساجد، إلى سرقة المساعدات الإنسانية، واختطاف موظفيها، وزراعة الألغام، وتجنيد الأطفال، وتجريف الهوية وفرص العيش، فضلاً عن انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في «قمة بغداد»، إن «هجمات البحر الأحمر تُدمر الاقتصاد العالمي»، داعياً إلى «حوار يمني - يمني لضمان الاستقرار».

قرارا السلم والحرب

وأشار إلى أن «الموقف الجماعي الرافض لسلوك جماعة الحوثي، إلى جانب قرار التصنيف، يقطع الشك باليقين في مدى التزامنا بميثاق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، كما من شأنه أن يبعث برسائل حاسمة لكل الميليشيات التي تنازع دولنا الوطنية حقها الحصري في احتكار السلاح وقراري السلم والحرب».

وخاطب القادة والرؤساء العرب بالقول: «منذ أكثر من 10 سنوات، لا يزال شعبنا اليمني يخوض معركته الوجودية ضد ميليشيات الحوثي وداعميها»، مضيفاً: «اليوم يتطلّع اليمنيون إلى دعمكم ومواقفكم الأخوية، ونحن عازمون أكثر من أي وقت مضى على إنهاء المعاناة، وإسقاط هذا المشروع وأجندته العابرة للحدود، بعد أن استنفدت كل الجهود لدفع هذه الجماعة إلى التخلي عن نهجها العنصري، والاستجابة للإرادة الشعبية، وقرارات الشرعية الدولية».

وقدَّم العليمي شكره للأشقاء في تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن «لهما الفضل في صناعة الصمود الأسطوري لشعبنا اليمني العظيم، وتخفيف معاناته، والحفاظ على تماسك مؤسساته الوطنية على مدى السنوات الماضية».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضر القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

حكومات موازية

وعن السودان، فأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض بلاده «أي مساعٍ تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية».

وقال السيسي، خلال كلمته في القمة العربية، إن «السودان الشقيق في منعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار».

وشدد السيسي على «ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية ومؤسساتها الوطنية، ورفض أي مساعٍ تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية».

من جانبه، أكد نائب رئيس «مجلس السيادة السوداني» إبراهيم جابر، خلال «قمة بغداد»، أن «المنطقة العربية تمر بتحديات كبيرة، منها تصاعد الصراعات العسكرية»، لا سيما في السودان، إذ «تستهدف (قوات الدعم السريع) كل مكتسبات الشعب السوداني».

وأعرب جابر عن دعمه لـ«مبادرة وقف إطلاق نار يترافق مع انسحاب كامل لـ(الدعم السريع)»، مؤكداً تأييده لـ«حوار سوداني شامل يمهد للانتخابات»، داعياً «الدول العربية للإسهام في إعمار السودان، وتأهيل البنى التحتية».

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في سبتمبر (أيلول) 2024 أن الحصيلة المؤكدة لضحايا الحرب الدائرة في السودان منذ 2023، قد تجاوزت 20 ألف شخص. في حين تقدّر دراسات أخرى أن عدد القتلى تجاوز 150 ألفاً، منهم من قُتل نتيجة العنف، ومنهم من مات من الجوع والأوبئة التي سببتها الحرب.

وقد تسببت الحرب في تدمير مرافق حيوية، مثل الجسور والسدود، إلى جانب شبكات الكهرباء والمياه والمنشآت الصحية والتعليمية.

ووفقاً لتقديرات غير رسمية، تتراوح قيمة الخسائر الناجمة عن تدمير هذه البنى والمنشآت بين 120 و150 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يعزز قواته في شمال البلاد

شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يحيِّي مؤيديه في العاصمة الخرطوم (أرشيفية - أ.ب)

الجيش السوداني يعزز قواته في شمال البلاد

أفاد شهود بأن الجيش السوداني دفع فجر الخميس، بتعزيزات إلى الولاية الشمالية، بعد أقل من 24 ساعة على إعلان «الدعم السريع» السيطرة على مثلث حدودي مع مصر وليبيا.

شمال افريقيا «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على مناطق قرب الحدود مع ليبيا ومصر

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على مناطق قرب الحدود مع ليبيا ومصر

أعلنت «قوات الدعم السريع» إكمال سيطرتها على مناطق سودانية في المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر، بينما قال الجيش السوداني إنه أخلى قواته من المنطقة كترتيب دفاعي

أحمد يونس (كمبالا) وجدان طلحة (بورتسودان)
أوروبا فتاة فلسطينية تركض بين أنقاض المباني المدمَّرة على طول ساحل مدينة غزة (أ.ب) play-circle

دراسة: عام 2024 شهد أعلى عدد نزاعات مسلحة منذ 1946

سجّل العام الماضي 61 نزاعاً في 36 دولة يشهد بعضها نزاعات عدة في آنٍ.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
تحليل إخباري قوات «كتيبة السلام» التابعة للجيش الوطني الليبي خلال انتشار في جنوب شرقي ليبيا (الجيش الليبي)

تحليل إخباري هل تُقاتل قوات المشير حفتر فعلاً في السودان؟

أثارت اتهامات الجيش السوداني للجيش الوطني الليبي بـ«تقديم إسناد لـ(الدعم السريع) في اشتباكات مسلحة بمنطقة حدودية» تساؤلات بشأن تدخل قوات حفتر في الحرب السودانية

علاء حموده (القاهرة)
العالم العربي معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تسيطر على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا

أعلن الجيش السوداني، اليوم (الأربعاء)، أن قواته أخلت منطقة المثلث المطلّة علي الحدود بين السودان ومصر وليبيا، في إطار «ترتيبات دفاعية».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

أميركا تجرى عمليات تنقّل وتغييرات لمواردها العسكرية في الشرق الأوسط

حاملة الطائرات «كارل فينسون» ومجموعتها القتالية وأمامها طائرات (إف 15) و(إف 35) وطائرة إنذار مبكر (صفحة حاملة الطائرات فينسون عبر فيسبوك)
حاملة الطائرات «كارل فينسون» ومجموعتها القتالية وأمامها طائرات (إف 15) و(إف 35) وطائرة إنذار مبكر (صفحة حاملة الطائرات فينسون عبر فيسبوك)
TT

أميركا تجرى عمليات تنقّل وتغييرات لمواردها العسكرية في الشرق الأوسط

حاملة الطائرات «كارل فينسون» ومجموعتها القتالية وأمامها طائرات (إف 15) و(إف 35) وطائرة إنذار مبكر (صفحة حاملة الطائرات فينسون عبر فيسبوك)
حاملة الطائرات «كارل فينسون» ومجموعتها القتالية وأمامها طائرات (إف 15) و(إف 35) وطائرة إنذار مبكر (صفحة حاملة الطائرات فينسون عبر فيسبوك)

قال مسؤولان أميركيان، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تجرى عمليات تنقّل وتغييرات لمواردها العسكرية، ومنها السفن، في الشرق الأوسط، رداً على الضربات الإسرائيلية والانتقام الإيراني المحتمل.

وأمرت البحرية الأميركية المدمرة «توماس هودنر» للبدء بالإبحار نحو شرق البحر المتوسط، كما وجهت مدمرة ثانية بالبدء في التحرك قدماً في اتجاه المنطقة لتكون متاحة في حال طلب البيت الأبيض استخدامها.

وقال المسؤولان إن الرئيس دونالد ترمب بصدد عقد اجتماع مع كبار أعضاء مجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

حاملة الطائرات الأميركية جورج واشنطن ومجموعتها القتالية (صفحة حاملة الطائرات فينسون عبر فيسبوك)

وقد أدلى المسؤولان الأميركيان بالتصريحات شريطة عدم الكشف عن هويتهما، بدعوى الكشف عن تفاصيل لم يتم الإعلان رسمياً عنها بعد.

يذكر أن القوات الأميركية في المنطقة اتخذت تدابير احترازية منذ عدة أيام، من بينها السماح لأفراد عائلات العسكريين بمغادرة القواعد في المنطقة طوعاً، وذلك تحسباً للضربات الإسرائيلية وحماية هؤلاء الأفراد في حال وقوع رد واسع النطاق من جانب طهران.

أحد عناصر البحرية الأميركية فوق جناح طائرة حربية على متن حاملة الطائرات «كارل فينسون» (صفحة حاملة الطائرات فينسون عبر فيسبوك)

وعادة ما يتمركز نحو 30 ألف جندي في الشرق الأوسط، ويوجد نحو 40 ألف جندي في المنطقة الآن، وفقاً لمسؤول أميركي ثالث. وقد ارتفع هذا العدد ليصل إلى 43 ألف جندي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وسط التوترات المستمرة بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى الهجمات المستمرة على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

ولدى البحرية الأميركية أصول إضافية يمكن أن تدفع بها إلى الشرق الأوسط إذا لزم الأمر، خاصة حاملات الطائرات ومجموعتها القتالية التي تبحر معها. وتتمركز حاملة الطائرات «كارل فينسون» في بحر العرب، وهي حاملة الطائرات الوحيدة في المنطقة.

وقال أحد المسؤولين إن حاملة الطائرات «نيميتز» موجودة في المحيطين الهندي والهادي ويمكن توجيهها إلى الشرق الأوسط إذا لزم الأمر، كما أن حاملة الطائرات «جورج واشنطن» غادرت للتو ميناءها في اليابان ويمكن توجيهها إلى المنطقة إذا ما طُلب منها ذلك.