الحوثيون يرفعون أسعار الكهرباء بعد الضربات الإسرائيلية

محطات كهرباء في صنعاء تعرضت لغارات إسرائيلية عنيفة (إكس)
محطات كهرباء في صنعاء تعرضت لغارات إسرائيلية عنيفة (إكس)
TT

الحوثيون يرفعون أسعار الكهرباء بعد الضربات الإسرائيلية

محطات كهرباء في صنعاء تعرضت لغارات إسرائيلية عنيفة (إكس)
محطات كهرباء في صنعاء تعرضت لغارات إسرائيلية عنيفة (إكس)

عقب توقف محطتي توليد كهرباء يُديرها تجار حوثيون بشكل كلي عن العمل في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إثر ضربات جوية إسرائيلية، أقدمت الجماعة على رفع سعر استهلاك الكهرباء التجارية، وهو الأمر الذي يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون ظروفاً بالغة السوء منذ نحو عقد من الزمن.

جاء ذلك بينما لم تُظهِر سلطة الجماعة الانقلابية أي تحرك ميداني جاد لترميم محطات الكهرباء المُدمرة، ولا حتى الحديث عن أي مشروع خُطة بديلة لتوفير التيار الكهربائي للسكان المتضررين.

وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إبرام اتفاق غير معلن بين قيادات حوثية تدير قطاع الكهرباء وعدد من ملاك المحطات التجارية يقضي بفرض جرعة سعرية جديدة، تحصل الجماعة على نصيب منها، مقابل حصول التجار على امتيازات، منها استمرار تزويدهم بالمحروقات عبر شركة النفط الخاضعة لها.

ويشمل الاتفاق رفع تسعيرة الخدمة بواقع 330 ريالاً يمنياً بدلاً من 260 ريالاً؛ الأمر الذي يضاعف من الأعباء المعيشية للملايين في ظل ما يعانونه من أوضاع بائسة وانعدام لأبسط الخدمات. (الدولار بنحو 535 ريالاً يمنياً في مناطق سيطرة الحوثيين).

محطات كهرباء في صنعاء تعرضت لغارات إسرائيلية عنيفة (إكس)

وشنَّت إسرائيل، الثلاثاء الماضي، ضربات انتقامية على صنعاء أدت إلى تدمير مطارها الدولي ومحطتي توليد كهرباء «ذهبان» و«حزيز» في شمال المدينة وجنوبها.

واضطر سكان في صنعاء جراء ذلك للاشتراك في محطات توليد الكهرباء التجارية بعد فقدانهم للخدمة من محطات الكهرباء الحكومية التي تم تأجيرها خلال سنوات سابقة لقيادات في الجماعة؛ الأمر الذي فتح شهية الجماعة ودفعها إلى تعويض تلك الخسائر عبر عقد صفقات مع العاملين بذلك القطاع بغية مقاسمتهم العائدات.

وتُعد محطتا «حزيز» و«ذهبان»، ضمن أبرز محطات توليد الكهرباء الحكومية التي استولت عليها الجماعة الحوثية في أعقاب انقلابها واجتياحها صنعاء، كما سارعت الجماعة في أغسطس (آب) 2017، إلى تأجير المحطتين ومحطات أخرى لعدد من التجار الموالين لها بغية توسيع استثماراتها.

ارتفاع مفاجئ

اشتكى سكان صنعاء في مديريات معين وبني الحارث والوحدة ومنطقة حزيز التابعة إدارياً لمديرية سنحان بريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من الارتفاع المفاجئ لأسعار خدمة الكهرباء التجارية، وأكدوا أنه ليس بمقدورهم دفع الفواتير جراء هذه الزيادة.

وأجمع السكان بمن فيهم القاطنون في الأماكن التي تقع قرب محطات الكهرباء المستهدفة بغارات إسرائيلية على تحميل قادة الانقلاب مسؤولية استدعاء تلك الضربات مقابل عجزهم عن القيام بأي تحركات حيال التوقف التام الذي أصاب تلك المنشآت الخدمية.

وأكد السكان أن فاتورة الكهرباء وصلتهم بمبالغ مرتفعة شاملة رسوم اشتراك هي الأخرى مرتفعة عما كانت عليه سابقاً، ورأوا أن ذلك يُعد إضافة إلى سلسلة ارتفاعات سابقة بالخدمة بعد أن كان سعرها الرسمي نحو 17 ريالاً للكيلوواط قبل انقلاب الجماعة.

مؤسسة الكهرباء في صنعاء تحولت إلى شركة خاصة بالحوثيين لجني الأرباح (إكس)

وانتقد السكان في صنعاء انشغال الجماعة الحوثية بجباية الأموال عبر فرض إتاوات غير قانونية وجُرع سعرية على بعض الخدمات لمضاعفة المعاناة، مع تغاضيها عن إيجاد أي حلول لإعادة تشغيل محطات الكهرباء وغيرها من المنشآت التي خرجت كلياً عن الخدمة جراء الغارات الإسرائيلية.

وعلى مدى السنوات الماضية كان معظم ملاك محطات توليد الكهرباء في صنعاء (ينتمي بعضهم إلى الجماعة الحوثية) يرفعون تسعيرة الخدمة دون سابق إنذار، بالتواطؤ مع قادة في الجماعة.

واتهم عاملون بمؤسسة الكهرباء في صنعاء الجماعة الحوثية بتحويل المؤسسة إلى شركة تجارية، بعد الأرباح الكبيرة التي حصل عليها ملاك مولدات الكهرباء التجارية، الذين سمحت لهم بالعمل وتقديم الخدمة منذ سنوات عدة.


مقالات ذات صلة

تصعيد حوثي اقتصادي من بوابة سكّ عملة معدنية جديدة

العالم العربي الجماعة الحوثية سكت عملة معدنية من فئة 100 ريال يمني وصفتها الحكومة بأنها غير شرعية (إكس)

تصعيد حوثي اقتصادي من بوابة سكّ عملة معدنية جديدة

في خطوة من شأنها تعميق الانقسام النقدي والتوتر الاقتصادي مع الحكومة اليمنية الشرعية أعلن الحوثيون عن إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً يمنياً.

علي ربيع (عدن)
خاص تساور الشكوك خبراء البيئة حول انتهاء خطر خزان النفط اليمني «صافر» بعد سنوات من تفريغها (أ.ف.ب) play-circle

خاص الأمم المتحدة تنأى بنفسها عن نقل وقود «نوتيكا»... وتحمّل «صافر» المسؤولية

نأت الأمم المتحدة بنفسها عن أي مسؤولية تتعلق بعمليات نقل وقود من وإلى ناقلة النفط العملاقة (نوتيكا) التي يسيطر عليها الحوثيون قبالة سواحل الحديدة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي أحد عناصر الجيش اليمني يعد كمية من الألغام الحوثية المنزوعة للإتلاف (سبأ)

تنديد يمني بمقتل 5 أطفال في تعز جراء عبوة ناسفة حوثية

في حين تتوسع الجماعة الحوثية في سياساتها القمعية ضد المخالفين لها مذهبياً قتل خمسة أطفال بمديرية التعزية بتعز جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها الجماعة

علي ربيع (عدن)
العالم العربي بعد 18 عاماً عاد شلل الأطفال للظهور في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)

حملة في المحافظات اليمنية المحررة للتلقيح ضد شلل الأطفال

بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، أطلقت الحكومة اليمنية حملة طارئة جديدة للتطعيم ضد شلل الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بينما يواصل الحوثيون منع اللقاحات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يشنون هجماتهم تحت لافتة منع الملاحة المرتبطة بإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة (أ.ب)

الحوثيون يتهمون غروندبرغ بـ«الانحياز» ويلوِّحون بقطع التواصل معه

في حين توالت الإدانات لهجمات الحوثيين البحرية، اتخذت الجماعة موقفاً غاضباً من تصريحات الأمم المتحدة، ولوحت بقطع التواصل مع غروندبرغ، واتهمته بـ«الانحياز».

علي ربيع (عدن)

مصر: مطالبات بمراجعة دورية للبنايات مع تكرار حوادث الانهيار

أدى حادث انهيار عقار بالإسكندرية صباح الأحد لمقتل مواطنين وإصابة 5 آخرين (محافظة الإسكندرية)
أدى حادث انهيار عقار بالإسكندرية صباح الأحد لمقتل مواطنين وإصابة 5 آخرين (محافظة الإسكندرية)
TT

مصر: مطالبات بمراجعة دورية للبنايات مع تكرار حوادث الانهيار

أدى حادث انهيار عقار بالإسكندرية صباح الأحد لمقتل مواطنين وإصابة 5 آخرين (محافظة الإسكندرية)
أدى حادث انهيار عقار بالإسكندرية صباح الأحد لمقتل مواطنين وإصابة 5 آخرين (محافظة الإسكندرية)

جدد انهيار بناية في محافظة الإسكندرية في الساعات الأولى من صباح (الأحد) المطالبات بمراجعة دورية لحالة البنايات مع تكرار وقائع انهيارها، بينما أسفر الحادث عن وفاة شخصين وإصابة 5 آخرين.

والعقار المنهار مكون من دور أرضي و4 أدوار علوية بالإضافة إلى جزء من دور خامس، ويضم 6 وحدات سكنية، وصادر بحقه قرار منذ عام 1993 يقضي بهدم الدور الرابع والجزء الخاص بالدور الخامس مع ترميم بقية العقار، وهو القرار الذي لم ينفَّذ حتى انهيار أجزاء منه، فجر الأحد، بحسب بيان رسمي صادر عن المحافظة.

ووجَّه محافظ الإسكندرية أحمد خالد والذي زار المصابين بسرعة صرف التعويضات المستحقة، ورفع الأنقاض مع التأكد من سلامة العقارات المجاورة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين فيها.

وجَّه محافظ الإسكندرية بالتأكد من سلامة العقارات المجاورة (محافظة الإسكندرية)

وتتكرر حوادث انهيار العقارات في الإسكندرية بين الحين والآخر لأسباب متباينة كان من بينها مخالفات البناء، وعدم تنفيذ قرارات الإزالة والترميم الصادرة للمباني، بالإضافة إلى مخالفات البناء التي زادت بشكل كبير بعد عام 2011، بحسب تقارير رسمية صدرت عن المحافظة في وقت سابق.

وأكد أستاذ التخطيط العمراني سيف الدين فرج لـ«الشرق الأوسط» أن تكرار وقائع انهيار العقارات في مصر لا يشكل أزمة مقارنة بعدد البنايات الموجودة، مشيراً إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في غياب وجود شركات لصيانة العقارات تعمل على معالجة أي مشكلات تطرأ عليها بشكل سريع.

وأضاف فرج أن بعض العقارات المنهارة يكون السبب فيها مشكلة بالصرف تُركت فترة طويلة دون إصلاح أو مشكلات كان يمكن إصلاحها بشكل سريع، وتجنب الوصول لمرحلة الانهيار، الأمر الذي يتطلب جهوداً من الدولة للدفع نحو إنشاء مثل هذه الشركات التي سيكون وجودها ضماناً للحد من حوادث الانهيارات.

ورصدت إحصائيات رسمية صادرة عن محافظة الإسكندرية عام 2022، شكاوى الانهيارات الجزئية والكلية والسقوط بـ484 شكوى، بينما قدَّر رئيس «لجنة التنمية المحلية» بالبرلمان المصري أحمد السجيني عدد المباني المخالفة في مصر بـ3 ملايين مبنى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

انهار العقار على سيارات مصطفة أمامه (محافظة الإسكندرية)

وأكد محافظ الإسكندرية الأسبق رضا فرحات لـ«الشرق الأوسط» أن جزءاً من مشكلة تنفيذ قرارات الإزالة في المباني الصادر بحقها هذه القرارات يرجع لصعوبة توفير مساكن بديلة، وعدم قدرة السكان على الخروج من العقار، بل إنه في بعض الحالات يوقِّع السكان على إقرارات بالإقامة على مسؤوليتهم الشخصية.

وأضاف: «العقارات بالإسكندرية لها طبيعة خاصة بسبب العوامل المناخية التي تجعل هناك ضرورة لمتابعة المباني وسلامتها من جميع النواحي بشكل أكثر من غيرها، بجانب وجود بعض العقارات المتهالكة التي لم تخضع للصيانة أو التي بها مشكلات في الأعمال الإنشائية».

وشهدت مصر في الأسابيع الأخيرة تكراراً لوقائع انهيار بنايات في عدد من المحافظات، من بينها القاهرة التي شهدت الشهر الماضي انهيار 4 بنايات أدت لمقتل 18 شخصاً على الأقل وإصابة آخرين.

وأكد أستاذ التخطيط العمراني سيف الدين فرج مرة أخرى أن الصيانة والمتابعة الدورية لسلامة العقارات بعد إنشائها ستحدان بشكل كبير من تكرار هذه الحوادث التي لا يمكن وصفها بالظاهرة، مؤكداً أن وجود «اتحاد لشاغلي العقارات» والتنسيق مع الجهات المعنية فيما يتعلق بتنفيذ الاشتراطات المطلوبة للسلامة سيحدان من هذه الحوادث التي تقع نتيجة - في الغالب - استمرار تجاهل وتأجيل أعمال الترميم أو الإزالة للمخالفات.