محادثات مصرية - أميركية بشأن توترات البحر الأحمر

هيغسيث وصقر ناقشا تأثير هجمات الحوثيين على قناة السويس

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
TT

محادثات مصرية - أميركية بشأن توترات البحر الأحمر

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)

تصدرت «توترات البحر الأحمر» أجندة محادثات مصرية - أميركية بين وزيري دفاع البلدين، اللذين ناقشا تأثير هجمات الحوثيين على قناة السويس، بحسب إفادة رسمية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء الثلاثاء.

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أجرى اتصالاً هاتفياً مع القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، عبد المجيد صقر، «لتأكيد متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين»، مشيراً إلى أن الوزيرين استعرضا «سبل تعزيز المصالح المشتركة»، وفقاً للإفادة الأميركية.

وقال البنتاغون إن «الوزيرين ناقشا أهمية أمن البحر الأحمر، وتطرقا للأفعال المتهورة من جانب جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، التي كان لها تأثير سلبي على قناة السويس والاقتصاد العالمي». بينما لم يصدر بيان مصري رسمي بشأن المحادثة.

ومطلع الشهر الحالي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حسابه على منصة «تروث سوشيال»، إنه ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي «التقدم العسكري الهائل الذي أحرزناه ضد الحوثيين الذين يدمرون السفن في اليمن. كما ناقشنا أيضاً غزة، والحلول الممكنة، والاستعداد العسكري، وما إلى ذلك».

وقالت «الرئاسة» في إفادة رسمية للمتحدث باسمها السفير محمد الشناوي، إن الاتصال تناول «تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وجهود الوساطة لاستعادة الهدوء للمنطقة، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على الملاحة في البحر الأحمر، ويوقف الخسائر الاقتصادية لكل الأطراف».

وبدأت الولايات المتحدة في 15 مارس (آذار) الماضي هجمات عسكرية على الحوثيين، بعد أيام قليلة من إعلان الجماعة المدعومة من إيران عزمها استئناف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل وتمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، منهين فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي مع وقف إطلاق النار في غزة. وقال ترمب إن «الضربات جاءت رداً على هجمات الجماعة على سفن الشحن في البحر الأحمر».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»، ما دفع شركات الشحن العالمية، لتغيير مسارها متجنبة المرور في البحر الأحمر.

وشنت جماعة «الحوثيين» اليمنية المدعومة مع إيران أكثر من 100 هجوم على سفن الشحن منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في أواخر 2023، وفق «رويترز».

سفينة حاويات تابعة لشركة «MSC» (إ.ب.أ)

وتحدثت القاهرة مراراً عن تضررها من استمرار التوتر في البحر الأحمر، وقال السيسي الشهر الماضي إن «الخسائر في إيرادات قناة السويس بلغت 800 مليون دولار شهرياً بسبب الوضع في المنطقة».

وبينما أكد الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج أن القاهرة تؤيد أي جهود من شأنها الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر، لا سيما مع تأثر قناة السويس سلباً بحالة عدم الاستقرار في الممر الملاحي؛ فإنه يشدد على أن «مصر ترفض الدخول في أي تحالفات عسكرية».

وقال فرج لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تطالب بالمساعدة في تأمين الملاحة في البحر الأحمر، لكنها ترفض الدخول في أي تحالفات عسكرية، وسبق ورفضت الانضمام لتحالف (حارس الازدهار) الأميركي»، مشيراً إلى أن «استعادة الأمن في البحر الأحمر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوقف الحرب في غزة، بدليل توقف الهجمات على السفن خلال الهدنة».

وتشكك أصوات يمنية في مزاعم الحوثيين، إذ ترى أن الجماعة لا تؤثر في مسار الحرب الإسرائيلية، وتتهمها بجني دعاية واستقطاب داخلي في اليمن جراء هذه الهجمات.

وشكّلت الولايات المتحدة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تحالف «حارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تنضم له.

بدوره، أوضح مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة تدرك أن هجمات الحوثي مرتبطة بالحرب في غزة»، وقال: «في ضوء هذا التفسير لن تدخل القاهرة طرفاً في نزاع مباشر مع (الحوثي)، ولن تشارك في تحالفات وأعمال عسكرية ضده».

وفي رسائل تمت مشاركتها عن طريق الخطأ مع صحافي أميركي في مجلة «ذي أتلانتيك» الشهر الماضي، كشفت عن خطط الحرب الأميركية على الحوثي، قال أحد المسؤولين الأميركيين الذي نُقلت عنه أقواله في المحادثة إن ترمب وافق على خطط اليمن، لكن «سنوضح قريباً لمصر وأوروبا ما نتوقعه في المقابل».

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري السفير حسين هريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حديثاً أميركياً عن محاولات لإشراك مصر بطريقة أو بأخرى فيما يجري في البحر الأحمر»، مرجحاً أن يكون الاتصال بين وزيري دفاع البلدين في هذا الإطار.

وأوضح هريدي أن «مصر رغم أنها أكثر المتضررين من توترات البحر الأحمر فهي ترفض الدخول في تحالفات عسكرية كونها تدرك أن المشكلة ليست في اليمن بل في استمرار الحرب على قطاع غزة».

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أشار في مؤتمر صحافي الشهر الماضي، إلى أن «قناة السويس خسرت نحو 65 في المائة من إيراداتها، ما يفوق 8 مليارات دولار»، وأضاف: «موقفنا واضح وهو ضرورة تخفيض التوتر والتصعيد والتوقف الكامل عن استهداف السفن وضمان حرية الملاحة»، مشيراً إلى أن «العسكرة والتصعيد لا يخدمان أي طرف في المنطقة، من المهم المحافظة على حرية الملاحة والابتعاد عن العسكرة والتعامل مع جذور المشكلة من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 -2023 إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023- 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

تحركات مصرية سياسية واقتصادية لتنشيط الملاحة في قناة السويس

العالم العربي تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

تحركات مصرية سياسية واقتصادية لتنشيط الملاحة في قناة السويس

تكثف مصر تحركاتها السياسية والاقتصادية بهدف عودة حركة الملاحة بقناة السويس إلى طبيعتها في ظل تراجع كبير لحركة السفن منذ بداية حرب غزة عام 2023.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي إيرانية تمر أمام جدارية معادية للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة وسط طهران (أ.ف.ب)

مصر تعوِّل على المفاوضات الأميركية - الإيرانية في خفض توترات المنطقة

تتطلع مصر لأن تُفضي المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران إلى تقريب وجهات النظر، بما يسهم في خفض التصعيد والحد من التوترات في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حاويات على متن سفينة شحن تابعة لشركة «ميرسك» في ميناء ألميريا بإسبانيا (رويترز)

«ميرسك»: الاتفاق التجاري بين أميركا والصين «خطوة في الاتجاه الصحيح»

أعلنت مجموعة الشحن الدنماركية «ميرسك»، يوم الاثنين، أن الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة، يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
أوروبا بعض الاضطرابات استمرت لعدة ساعات (رويترز)

بلاغات بتعرض سفن في البحر الأحمر لأعطال في نظام «جي بي إس»

أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت بلاغات من عدة سفن في منطقة البحر الأحمر تفيد بتعرضها لاضطرابات في نظام «جي بي إس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حاويات على متن سفينة «ماجيستيك ميرسك» في ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا (رويترز)

«ميرسك» تحذّر من تراجع شحن الحاويات بسبب الحرب التجارية

حذرت مجموعة الشحن الدنماركية «إيه بي مولر - ميرسك» يوم الخميس من أن الحرب التجارية العالمية وعدم اليقين الجيوسياسي قد يؤديان إلى انخفاض أحجام الحاويات العالمية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن )

وزاري «قمة بغداد» يؤكد دعم فلسطين ولبنان ويرحب برفع «عقوبات سوريا»

وزراء الخارجية العرب يحضرون لقمة بغداد (الخارجية المصرية)
وزراء الخارجية العرب يحضرون لقمة بغداد (الخارجية المصرية)
TT

وزاري «قمة بغداد» يؤكد دعم فلسطين ولبنان ويرحب برفع «عقوبات سوريا»

وزراء الخارجية العرب يحضرون لقمة بغداد (الخارجية المصرية)
وزراء الخارجية العرب يحضرون لقمة بغداد (الخارجية المصرية)

في اجتماع مرّ سريعاً دون مناقشات جدلية، اعتمد وزراء الخارجية العرب، الخميس، جدول أعمال الدورة الـ34 من القمة العربية المقرر عقدها، السبت، في العاصمة العراقية بغداد. وتوافق الوزراء على مشروعات القرارات المعروضة عليهم في مختلف مجالات العمل العربي المشترك. واعتمدوا مبادرة عراقية جديدة لإنشاد صندوق عربي للتعافي والدعم الإنساني.

وعقد وزراء الخارجية العرب، اجتماعاً، الخميس، في بغداد لإعداد جدول أعمال القمة العربية ومشروع البيان الختامي و«إعلان بغداد»، مختتمين أربعة أيام من الجلسات التحضيرية للقمة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، إن «التحضيرات التي تمت على مدار الأيام الماضية والإعداد الجيد مهّدا الطريق للتوافق على جميع مشروعات القرارات في مختلف موضوعات العمل العربي المشترك»، مشيراً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أهم القرارات كان ذلك المتعلق بتأكيد الثوابت العربية من القضية الفلسطينية».

وأوضح أن «مجمل القرارات التي تم اعتمادها هي قرارات عادة ما تضمنتها الاجتماعات العربية، مع تحديثات تتسق مع تطور الأوضاع»، لافتاً إلى «اعتماد قرار يحدد دعم سوريا والشعب السوري في المرحلة الانتقالية الصعبة وتشجيع عملية الانتقال السياسي، مع الترحيب بقرار الولايات المتحدة الأخير برفع العقوبات عن سوريا».

الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية التحضيري للقمة العربية التي تستضيفها بغداد (جامعة الدول العربية)

كما اعتمد الوزراء العرب قراراً بدعم لبنان، واكب التغيرات الجديدة وانتخاب رئيس للبلاد، بحسب رشدي الذي أشار أيضاً إلى اعتماد مشروعات القرارات الصادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي فيما يتعلق بمبادرة الذكاء الاصطناعي ودعم الاقتصاد الأزرق وغيرها».

وأشار رشدي إلى أن «من بين القرارات المهمة التي اعتمدها الوزراء العرب، مقترحاً عراقياً بإنشاء صندوق للتعافي والدعم الإنساني بميزانية مبدئية 40 مليون دولار مقدمة من العراق»، مشيدة بأهمية هذا القرار في دعم الدول التي تمر بأزمات.

وشهدت الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب تسليم رئاسة الدورة، من مملكة البحرين إلى جمهورية العراق، واعتماد كافة القرارات السياسة التي أجازها اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، المتضمنة بنوداً تتعلق بالأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية، ومن بينها بند يتعلق بدعم السلام والتنمية في السودان، تضمن التأكيد على التضامن مع جمهورية السودان والشعب السوداني في سعيه لتأمين مقدراته وحماية أرضه وبنيته التحتية الحيوية، والحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، ورفض التدخل في شؤونه، وتعزيز جهوده في الحفاظ على مؤسساته الوطنية والحيلولة دون انهيارها.

ودعا القرار إلى وقف إطلاق النار وفقاً لإعلان جدة، وبحث إمكانية استئناف مسار جدة، ودعوة مجموعة الاتصال العربية المشكلة من وزراء خارجية السعودية ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى مواصلة مساعيها الحميدة بغية التوصل لحلول تلبي تطلعات الشعب السوداني في تحقيق الاستقرار والتنمية. وأكد السفير حسين الأمين الفاضل، وكيل وزارة الخارجية السوداني المكلف، بحسب إفادة رسمية، أن «الاجتماع أكد التضامن الكامل مع السودان، حكومة وشعباً».

وكانت المناقشات على مدار الأيام الماضية محتدمة بشأن الوضع في السودان، لا سيما مع وجود تباينات عربية في التعامل مع الأزمة، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية أشارت لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «تم حلحلة هذه الخلافات قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية، والتوصل لصياغة ترضي جميع الأطراف تتناول مؤسسات الدولة، مع الحديث عن حكومة مدنية منتخبة»، مشيرة إلى أن «هذا الحل سرّع وسهل التوافق بين الوزراء على مشروعات القرارات».

قمة تاريخيّة

في كلمته، الافتتاحية، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن «قمة بغداد» تعقد «في وقت لا يخفى على أحد مدى اضطرابه، في الإقليم والعالم... ومدى خطورة تداعياته على الدول العربية». وقال إن «هذه القمة تواكب لحظة تاريخية مهمة في تاريخ العرب الحديث... وتنعقد عليها آمال كبار».

ولفت في هذا السياق إلى «حرب الإبادة في غزة»، مؤكداً أن «القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية»، ومعرباً عن أمله في أن تخرج عن القمة رسالة موحدة بوقف حرب الإبادة فوراً... ووضع حدٍّ لمخطط متطرفي اليمين في إسرائيل». وأشار إلى أن «هذا المخطط هدفه استمرار حالة التوتر والمواجهات والعنف، ليس فقط في فلسطين، وإنما في سوريا ولبنان أيضاً».

من اجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد الخميس (أ.ف.ب)

وناقش وزراء الخارجية العرب مجموعة من القرارات التي تتناول مختلف القضايا العربية. في مناطق الأزمات أو في غيرها. وفي هذا الصدد، قال أبو الغيط إن «الجميع يعرف مدى تعقيد أزمات المنطقة، ومخاطر استمرارها»، مشدداً على «ضرورة أن تكون رسالتنا واحدة... ورؤيتنا لقضايانا المستعصية وأوضاعنا الصعبة رؤية مشتركة وموحدة».

وأضاف أن «الأزمات في السودان واليمن والصومال وليبيا تمس الأمن الجماعي العربي، وتشكل تهديداً لاستقرار المنطقة ككل... ويتعين التعامل معها على هذا الأساس».

بدوره، أكد وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، حرص بلاده خلال فترة رئاستها للقمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين على تنفيذ قرارات القمة بشكل فعال، مشيراً إلى مشاركة البحرين في رئاسة القمة العربية غير العادية التي عُقدت في القاهرة في 4 مارس (آذار) الماضي، والتي أقرت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة بوصفها خطة عربية.

وشدد وزير الخارجية البحريني على دعم بلاده الكامل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى مشاركة البحرين في التحالف الدولي لدعم حل الدولتين، الذي تترأسه المملكة العربية السعودية. وقال إن «مملكة البحرين ملتزمة بتنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية».

من جانبه، أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، دعم بلاده لخطة إعادة إعمار غزة دون تهجير، والتي أقرّتها القمة الطارئة، مرحّباً بعقد المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في القاهرة.

وقال حسين إن «الاجتماع يأتي في مرحلة حساسة من تاريخ الأمة العربية تتطلب توحيد الجهود»، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية، ومجدداً موقف العراق الداعم لتحرير الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وشدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، وإعادة تفعيل منظمات الإغاثة، مشيداً بمخرجات القمة العربية السابقة بشأن فلسطين.

وأعرب حسين عن دعم العراق جهودَ تحقيق الاستقرار في سوريا، داعياً إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وأكد وقوف العراق إلى جانب لبنان وإدانته المتكررة للانتهاكات الإسرائيلية لسيادته.

كما جدد تضامن بلاده مع السودان ودعمه لسيادته، وأكد دعم الحكومة الليبية في حماية أراضيها وخروج القوات الأجنبية منها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها.

وأشار الوزير العراقي إلى ضرورة إنهاء حالة عدم الاستقرار في اليمن، مثمناً الوساطة العُمانية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وتسهيل حركة الملاحة في البحر الأحمر، معلناً دعم العراق لحكومة الصومال في جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام.

وقال حسين إن «الأحداث السياسية والأمنية المتسارعة في المنطقة تدعونا للعمل المشترك، وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية»، مقترِحاً تشكيل لجنة وزارية عليا مفتوحة العضوية تضم العراق والبحرين والأمانة العامة للجامعة العربية والدول الراغبة، بهدف تقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات العربية، مشيداً في هذا السياق بالجهود الدبلوماسية التي تقودها سلطنة عُمان في الملف اليمني.