منتسبو جناح «مؤتمر صنعاء» عرضة للتعبئة القتالية الحوثية

الجماعة ألزمت الحزب بحشد 2000 عضو للتدريب

قيادات جناح «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية (إكس)
قيادات جناح «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية (إكس)
TT
20

منتسبو جناح «مؤتمر صنعاء» عرضة للتعبئة القتالية الحوثية

قيادات جناح «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية (إكس)
قيادات جناح «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية (إكس)

يستعد الانقلابيون الحوثيون لإخضاع المئات من أعضاء جناح حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع لها في العاصمة المختطفة صنعاء للتعبئة وإلحاقهم بدورات عسكرية مكثفة، استعداداً لإشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لنصرة غزة وتحرير فلسطين، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط».

وعلى وقع الضربات العسكرية الأميركية واسعة النطاق ضد الحوثيين في صنعاء ومدن أخرى، من بينها صعدة حيث معقلهم الرئيسي، كشفت المصادر عن ضغوط كبيرة تُمارسها الجماعة على قيادة جناح الحزب الخاضعين لها في صنعاء لإقناعهم بإلحاق نحو 2000 شخص من منتسبي الحزب للتجنيد في صفوف الجماعة.

وتحدثت مصادر في جناح حزب «المؤتمر» لـ«الشرق الأوسط»، عن إبلاغ أعضاء ما يسمى المكتب السياسي الحوثي المنحدرين من صعدة كبار قادة جناح الحزب، بمَن فيهم صادق أمين أبو راس وقاسم لبوزة ويحيى الراعي وجابر عبد الله غالب وعبد الله مجيديع، بأن زعيم الجماعة يشعر بالغضب من استمرار تغيُّب جناح الحزب عن أي حضور أو مشاركة ميدانية فيما يسمونها برامج «التعبئة العامة والحشد».

ويتهم قادة الجماعة جناح الحزب وهو شريكهم الصوري في الحكم الانقلابي بالتهرب من إلحاق كوادره في الجبهات، والتخلف عن تقديم الدعم المالي والعيني للمجهود الحربي.

وألزمت الجماعة الحوثية، بحسب المصادر، قيادات جناح «المؤتمر» باقتراح عدد 2000 عضو يتم اختيارهم من صنعاء وريفها وإب وذمار وحجة والمحويت وعمران وريمة للدفع بهم لتلقي التعبئة والمشاركة بدورات عسكرية مفتوحة تحت اسم دورات «طوفان الأقصى».

مبنى اللجنة المركزية التابع لحزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء (الشرق الأوسط)
مبنى اللجنة المركزية التابع لحزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء (الشرق الأوسط)

كما اشترطت الجماعة على القيادات المؤتمرية الخاضعة لها ضرورة تمويل جميع برامج التعبئة والدورات العسكرية التي تعتزم عبرها استهداف التابعين لها بالتطييف والتعبئة القتالية.

وسبق للحكومة اليمنية الشرعية أن تحدثت عن استمرار الجماعة في قمع كوادر حزب «المؤتمر» الموجودين في مناطق سيطرتها، وشنّها أعمال خطف واعتقال ضد بعضهم، واحتجاز العشرات منهم في سجونها، داعية إلى توحيد الجهود الوطنية من أجل وضع حد لانتهاكات الجماعة.

ويأتي تجدُّد الاستهداف لجناح الحزب في صنعاء، بعد أن أقصته الجماعة من حكومتها الانقلابية الجديدة، وفصلت أعداداً من المحسوبين عليه من المؤسسات الخاضعة لها بذريعة ما تسميه «التغييرات الجذرية».

تخوف ورفض

يبدي أعضاء في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» بصنعاء تخوفهم من أن يجري اختيارهم من قبل كبار قادة حزبهم «لحضور برامج تروج لأفكار الجماعة وتمجد زعيمها وتؤكد أحقيته في حكم اليمنيين، والمشاركة بدورات عسكرية، تنتهي بالزج بهم للجبهات للقتال بمعارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل».

وأكد عدد من الأعضاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» رفضهم المشاركة في تلك الأنشطة التعبوية، ورأوا أنها تُعد ضمن أعمال التضييق الحوثية على جناح المؤتمر، وفي سياق القيود المشددة التي وضعتها الجماعة على أنشطة الأحزاب السياسية في مناطق سيطرتها، والرامية إلى تغييب أي مشاركات وطنية، والاقتصار على الأنشطة ذات الطابع الطائفي والعسكري.

الحوثيون يضاعفون القيود على جناح حزب «المؤتمر» وبقية الأحزاب في صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يضاعفون القيود على جناح حزب «المؤتمر» وبقية الأحزاب في صنعاء (فيسبوك)

ويعبّر مراد وهو ناشط في الحزب، لـ«الشرق الأوسط»، عن استيائه الشديد من الممارسات التي ينتهجها الحوثيون ضد الحزب ومنتسبيه، واصفاً ذلك بأنه يأتي في إطار السلوك الاستفزازي المستمر ضد ما تبقى من الأحزاب السياسية بمناطق سيطرة الجماعة.

وكانت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء أفادت لـ«الشرق الأوسط» بوجود ضغوط حوثية مُورست في مطلع رمضان الحالي على قيادات الحزب؛ لإجبارها على تغيير جميع البرامج الرمضانية التي أعدّها قطاع الشؤون التنظيمية في الحزب، وكانت تشمل إقامة أمسيات تنظيمية في جميع الدوائر بالمحافظات والمدن، وإقامة فعاليات تعبوية وقتالية، وهو الأمر الذي أجبر قادة الحزب على إلغاء إقامة البرامج بصورة نهائية.

وعلى مدى السنوات المنصرمة تعرضت قيادة جناح «مؤتمر صنعاء» المتحالف مع الجماعة، لسلسلة لا حصر لها من الضغوط والانتهاكات والمضايقات، تارة لإجبارهم على التماهي مع قرارات الجماعة ومشروعاتها الطائفية، وأخرى لتأييد تعسفها بحق اليمنيين.

وسبق للجماعة أن مارست الضغط على قيادة جناح الحزب في صنعاء لسحب اعتراضهم على ما تسمى «مدونة السلوك الوظيفي» التي وصفت بأنها «وثيقة عبودية»، والتي وضعتها الجماعة وأرغمت موظفي الدولة على التوقيع عليها.


مقالات ذات صلة

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

شمال افريقيا بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، عن موقف بلاده الرافض «أي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

سكان صنعاء يحمّلون الحوثيين مسؤولية استدعاء الغارات الأميركية

أثارت الضربات الأميركية على صنعاء موجة سخط واسعة بين سكان المدينة، الذين أجمعوا على تحميل قادة الجماعة الحوثية مسؤولية استدعائها لهذه الغارات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)

بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

مع انقضاء الأسبوع الأول من الضربات، وسَّعت واشنطن بنك أهدافها في مناطق سيطرة الحوثيين لتشمل مخابئ القيادة والسيطرة، ومخازن الصواريخ والمسيَّرات، ومواقع الإطلاق.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)

رسالة قاآني تجلي جماعة الحوثي من بغداد

اضطرت جماعة «الحوثي» اليمنية إلى إخلاء مقر لها في العاصمة العراقية بغداد، بعد رسالة تحذير إيرانية، وإجماع داخل تحالف «الإطار التنسيقي» على تجنب التصعيد.

«الشرق الأوسط» ( طهران) علي السراي (لندن)
شؤون إقليمية مطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي

أعلن متحدث عسكري حوثي، استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إعلام حوثي: أميركا تشن 8 غارات على الحديدة ومأرب

الدخان يتصاعد بعد غارات أميركية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارات أميركية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

إعلام حوثي: أميركا تشن 8 غارات على الحديدة ومأرب

الدخان يتصاعد بعد غارات أميركية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارات أميركية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)

أفادت قناة «المسيرة»، التابعة للحوثيين في اليمن، ليل السبت، بوقوع «عدوان أميركي» على مطار الحديدة الدولي في غرب اليمن.

وأوردت «المسيرة» أن «عدواناً أميركياً استهدف بـ3 غارات مطار الحديدة الدولي».

وذكر التلفزيون أن خمس غارات أميركية أخرى استهدفت مديرية مجزر بمحافظة مأرب، دون ذكر تفاصيل أخرى.

كانت شبكة تلفزيون «سي إن إن» نقلت، أمس الجمعة، عن مسؤول أميركي القول إن واشنطن قررت إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لتنضم إلى حاملة الطائرات «هاري ترومان» مع استمرار الهجمات على الحوثيين في اليمن.

وأطلقت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، حملةً جديدةً ضد الحوثيين أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استهدفت صنعاء و7 محافظات أخرى.

ومنذ نهاية الأسبوع تشنّ واشنطن حملة جوية ضدّ الحوثيين أسفرت، السبت الماضي، عن مقتل 53 شخصاً وإصابة 98 آخرين، وفق الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.

كما تبنى الحوثيون أربع مرات إطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية منذ خرق الدولة العبرية لوقف إطلاق النار مع حركة «حماس»، الثلاثاء، باستئناف قصفها لقطاع غزة.

وكان الحوثيون أوقفوا هجماتهم على إسرائيل والبحر الأحمر منذ بدء سريان الهدنة في قطاع غزة يوم 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.