الحوثيون يختارون التّصعيد رغم وعيد ترمب واستمرار الضربات

الجماعة زعمت مهاجمة حاملة الطائرات «ترومان» مرتين

حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم عبد الملك الحوثي لاستعراض القوة أمام الضربات الأميركية (إ.ب.أ)
حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم عبد الملك الحوثي لاستعراض القوة أمام الضربات الأميركية (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون يختارون التّصعيد رغم وعيد ترمب واستمرار الضربات

حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم عبد الملك الحوثي لاستعراض القوة أمام الضربات الأميركية (إ.ب.أ)
حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم عبد الملك الحوثي لاستعراض القوة أمام الضربات الأميركية (إ.ب.أ)

اختارت الجماعة الحوثية تمسُّكها بالتصعيد البحري والإقليمي رغم الوعيد والضربات الأميركية المستمرة التي أمر بها الرئيس ترمب، زاعمة أنها هاجمت حاملة الطائرات «هاري ترومان» مرتين خلال 24 ساعة، كما دعا زعيمها عبد الملك الحوثي أتباعه إلى الاحتشاد في صنعاء وبقية مناطق سيطرته في مسعى لاستعراض القوة.

وإذ أكد الجيش الأميركي، الاثنين، الاستمرار في العملية التي بدأت، مساء السبت الماضي، باستهداف مواقع الحوثيين ومخابئهم في صنعاء و6 محافظات أخرى، تحدث إعلام الجماعة عن استهداف مواقع في زبيد جنوب الحديدة وفي الصليف في شمالها، وفي محافظة الجوف شمال شرقي صنعاء.

ومع تكتم الحوثيين على حجم خسائرهم على مستوى القيادات المستهدفة والعتاد العسكري، زعموا أن أحدث ضربات الجيش الأميركي استهدفت قيادة السفينة المقرصنة «جلاكسي ليدر» الراسية في ميناء الصليف على البحر الأحمر، كما زعموا قصف مقر محافظة الجوف في مدينة الحزم، ومحلج للقطن في زبيد.

وكانت الضربات الأوسع والأعنف التي بدأت، السبت، أدت إلى مقتل 53 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، وفق بيانات الجماعة الحوثية، بينما أكدت واشنطن استهداف قيادات رئيسية في الجماعة دون تحديد أسماء.

مقاتلة أميركية تُقلع لضرب الحوثيين من فوق متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تُقلع لضرب الحوثيين من فوق متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)

واحتشد، الاثنين، عشرات الآلاف من الموالين للجماعة والخاضعين لها في صنعاء وفي بقية المناطق استجابة لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي الذي ظهر في خطبة متلفزة للتعليق على الضربات الأميركية.

وقال الحوثي في خطبته إن جماعته «ستواجه التصعيد بالتصعيد»، وسترد على الضربات باستهداف حاملات الطائرات الأميركية والبوارج الحربية وبحظر السفن التجارية من الملاحة في البحر الأحمر إلى جانب السفن الإسرائيلية.

كما هدد الحوثي بأن جماعته «ستنتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية» إذا استمرت العمليات الأميركية، دون أن يشير إلى ماهية هذه الخيارات.

مهاجمة «ترومان»

رداً على العمليات الأميركية المباغتة زعمت الجماعة الحوثية، في وقت مبكر، الاثنين، أنها استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس هاري ترومان» للمرة الثانية خلال 24 ساعة.

وادعى المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع أن جماعته هاجمت الحاملة بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة في اشتباك استمر لعدة ساعات.

وفي وقت سابق زعمت الجماعة أنها هاجمت الحاملة والقطع الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر بـ18 صاروخاً ومسيرة، في حين أكدت مصادر غربية إسقاط 12 مسيرة، دون أن تشكل تهديداً، وسقوط صاروخ بالقرب من السواحل اليمنية.

وإذ يزعم الحوثيون أن تصعيدهم البحري والإقليمي هو من أجْل مناصرة الفلسطينيين في غزة، كانوا تبنوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى هدنة غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» في يناير (كانون الثاني) الماضي مهاجمة 211 سفينة، وأطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل دون أن يكون لها نتائج عسكرية مؤثرة.

آثار قصف أميركي في محافظة صعدة اليمنية حيث معقل الحوثيين (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي في محافظة صعدة اليمنية حيث معقل الحوثيين (أ.ف.ب)

وأدت هجمات الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال 14 شهراً إلى غرق سفينتين وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» ومقتل 4 بحارة، في حين تلقت نحو 1000 غارة أميركية وبريطانية دون أن يؤدي ذلك إلى وقف هجماتهم.

وكان ترمب أعلن أنه أمر الجيش الأمريكي بشنِّ عملية «عسكرية حاسمة وقوية ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن». وأعاد السبب إلى هجماتهم السابقة في عهد بايدن ضد السفن والطائرات والطائرات المُسيّرة الأمريكية وغيرها.

وأشار ترمب إلى أن هجمات الحوثيين الماضية كلفت الاقتصادَ الأميركيَّ والعالميَّ ملياراتٍ من الدولارات، وعرَّضت أرواحاً بريئةً للخطر، وقال مهدداً «سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا».

وخاطب ترمب الحوثيين بالقول: «لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، ابتداءً من اليوم». وأضاف: «إن لم تفعلوا، فسيمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي هيغسيت لقناة «فوكس نيوز»: «في اللحظة التي يقول فيها الحوثيون: سنتوقف عن قصف سفنكم وطائراتكم المسيَّرة، ستنتهي هذه الحملة، ولكن حتى ذلك الحين، ستستمر (الحملة) بلا هوادة».


مقالات ذات صلة

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

العالم العربي حوثيون على متن دورية أثناء خطفهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

استأنفت الجماعة الحوثية حملات دهم الشركات والأسواق والمتاجر في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء؛ بغية إرغام مُلاكها على دفع مزيد من الأموال تحت عدة أسماء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)

ضربات أميركية على الحديدة... والحوثيون يتبنون استهداف إسرائيل مرتين

أعلن الجيش الأميركي أن الحملة ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة. وأعلنت الجماعة استهداف قطع أميركية وتنفيذ هجومين ضد إسرائيل التي قالت إنها أحبطتهما.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي من فعالية تشييع قتيل حوثي في حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

تصفية 7 مشرفين حوثيين في حوادث انتقامية خلال شهر واحد

بعيداً عن خسائر الحوثيين جراء التصعيد والضربات سجلت مناطقهم 7 حوادث تصفية لمشرفين بدوافع انتقامية وخلافات بينية خلال شهر واحد، في صنعاء وإب والبيضاء وصعدة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)

​مركز دولي: الضربات الأميركية على الحوثيين تحول استراتيجي

وسط تحذيرات من أزمة إنسانية عميقة في اليمن رأى مركز دولي مهتم بتتبع الصراعات العالمية أن الموجة الجديدة للضربات الأميركية على الحوثيين تحول استراتيجي.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي صورة ملتقطة من مقطع فيديو تم نشره في 18 مارس 2025 تظهر طائرة أميركية مقاتلة تقلع في مهمة ضد الحوثيين في اليمن في مكان غير محدد (رويترز) play-circle

تزامناً مع ضربات جديدة... ترمب يتوعّد بـ«القضاء على الحوثيين تماماً»

تزامناً مع ضربات أميركية جديدة، توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحوثيين قائلاً إنه سيتم «القضاء عليهم تماما».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاستخبارات الصومالية: مقتل 82 من «حركة الشباب» في غارات جوية

مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)
مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)
TT
20

الاستخبارات الصومالية: مقتل 82 من «حركة الشباب» في غارات جوية

مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)
مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)

أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية صباح اليوم الجمعة مقتل 82 عنصرا من «حركة الشباب» المتمردة منهم قياديون في غارات جوية نفذتها الوكالة بمحافظة شبيلي السفلى في جنوب البلاد.

وأضافت في بيان أن 19 آخرين أصيبوا في الغارات الجوية التي استهدفت منطقتي سبيد وعانولي في شبيلي السفلى، والتي استمرت منذ الليلة الماضية.

كانت وكالة الأنباء الصومالية قد ذكرت يوم الأحد أن الجيش نفذ بالتعاون مع القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، عملية جوية منسقة في منطقة شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي. وقالت الوكالة إن الغارة استهدفت مسلحين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم «بعد تكبدهم خسائر فادحة في المواجهات الأخيرة مع الجيش الصومالي والمتحالفين معه في المنطقة».