اليمن ينتقد ضعف الأمم المتحدة في حماية موظفيها من بطش الحوثيين

المنظمة الدولية طالبت الجماعة بتفسيرات لوفاة أحد موظفيها

مزاعم التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ذريعة الحوثيين لاعتقال موظفي الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
مزاعم التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ذريعة الحوثيين لاعتقال موظفي الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
TT
20

اليمن ينتقد ضعف الأمم المتحدة في حماية موظفيها من بطش الحوثيين

مزاعم التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ذريعة الحوثيين لاعتقال موظفي الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
مزاعم التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ذريعة الحوثيين لاعتقال موظفي الأمم المتحدة (أ.ف.ب)

انتقدت الحكومة اليمنية ردود الفعل الضعيفة للأمم المتحدة إزاء الانتهاكات الحوثية التي يتعرّض لها موظفو المنظمة الدولية والتي كان آخرها وفاة أحد العاملين في برنامج الأغذية العالمي، بعد اعتقاله مع ثمانية من زملائه في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي.

ومع تجديد الحكومة دعوتها إلى نقل المقار الأممية والدولية من مناطق سيطرة الجماعة الحوثية في صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وفاة الموظف أحمد باعلوي بـ«المروعة»، وطالب الجماعة بـ«تفسيرات».

وجاءت الانتقادات اليمنية، في تصريحات رسمية، الأربعاء، على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، ندّد فيها بموقف الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، واصفا إياه بـ«الضعيف للغاية».

وقال الإرياني إن الأمم المتحدة لم تمارس الضغط الكافي على ميليشيا الحوثي لإطلاق سراح المختطفين، مما يُظهر فشلاً في الوفاء بمسؤولياتها تجاه حماية موظفيها والعاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)
معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الوزير اليمني إن جريمة مقتل باعلوي في سجن الحوثيين تؤكد الحاجة الملحة إلى نقل المقار الرئيسية لبعثة الأمم المتحدة، والوكالات الأممية، والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة «أونمها»، فوراً إلى العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، لضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للعاملين في هذا المجال، وضمان استمرار عمليات المساعدة الإنسانية دون أي عوائق.

وطالب الإرياني بضرورة تحرّك المجتمع الدولي واتخاذ خطوات حاسمة للضغط على ميليشيا الحوثي لإطلاق جميع المختطفين فوراً، ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم التي وصفها بـ«الوحشية».

واتّهم الوزير اليمني الحوثيين بالتسبّب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، وتقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تقديم الدعم والمساعدات للمحتاجين، وقال إن هذه التصرفات تؤكد بشكل قاطع أن الجماعة الحوثية «عبارة عن عصابة إجرامية إرهابية ليس لها أي علاقة بقيم الدولة ومؤسساتها».

من جهتها، كانت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية أشارت، في بيان، إلى خطورة استمرار اعتقال موظفي الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، وحمّلت منسق الشؤون الإنسانية جوليان هانس، والمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، المسؤولية الكاملة عن ضرورة تقديم صورة واضحة لما تقوم به الميليشيات الحوثية.

تضامن أممي

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة» وفاة أحمد باعلوي الموظف ببرنامج الأغذية العالمي في 10 فبراير (شباط) في أثناء احتجازه، وقال إنه كان قد تمّ اعتقاله تعسفياً من قِبل سلطات الأمر الواقع (الحوثيين) في 23 يناير (كانون الثاني) 2025.

وقدّم غوتيريش في البيان الذي جاء على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، تعازيه إلى عائلة الضحية وزملائه في برنامج الأغذية العالمي، وقال إنه يقف «متضامناً مع جميع الزملاء المحتجزين وعائلاتهم».

وأوضح الأمين العام أن الظروف المحيطة بهذه المأساة المروعة لا تزال غير واضحة، وأن الأمم المتحدة تسعى بشكل عاجل للحصول على تفسيرات من الحوثيين، داعياً إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الواقعة.

وأشار إلى أن العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية لا يزالون رهن الاحتجاز، والبعض منهم محتجز منذ سنوات.

ووصف غوتيريش استمرار احتجازهم التعسفي بأنه «أمر غير مقبول»، مجدداً الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وقال إن الأمم المتحدة تواصل متابعة هذا الوضع من كثب، وستتخذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة وأمن موظفيها في جهودهم الرامية لتقديم الخدمات إلى الشعب اليمني.

وكان غوتيريش قبيل ورود خبر وفاة باعلوي بساعات قد أعلن تعليق عمل الوكالات الأممية في محافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للحوثيين، ردا على حملة الاعتقالات الأخيرة التي كانت قد شملت باعلوي وسبعة من زملائه.

ولم يعلّق الحوثيون على حادثة وفاة الموظف الأممي باعلوي، وسط أنباء عن إجبارهم عائلته على تسلّم جثمانه ودفنه، في مسعى منهم للتغطية على الظروف التي أدت إلى وفاته في المعتقل، خصوصاً مع وجود تكهنات بتعرضه للتعذيب حتى الموت.


مقالات ذات صلة

حملة ترمب على الحوثيين تستهل أسبوعها السابع بـ30 ضربة

الخليج مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات تستعد للإقلاع لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

حملة ترمب على الحوثيين تستهل أسبوعها السابع بـ30 ضربة

اعترضت إسرائيل صاروخاً تبناه الحوثيون، فيما وسعت حملة ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران ضرباتها إلى مناطق جديدة منفذة نحو 30 غارة في مستهل الأسبوع السابع.

علي ربيع (عدن)
الخليج مبنى فرع هيئة الزكاة الحوثية في محافظة إب اليمنية (الشرق الأوسط)

اليمن: تنافس ميليشياوي لنهب العقارات في إب

كثّف قادة الجماعة الحوثية في الأيام الأخيرة من أعمال السطو على الأراضي والعقارات العامة والخاصة في محافظة إب، في سياق تنافس عناصر الجماعة على الإثراء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
الخليج خبراء يتوقعون أن يكون للتغير المناخي وغزارة الأمطار ومياه الري علاقة بانفلاق الشجرة (إكس)

إجراءات يمنية لمعالجة أقدم شجرة معمرة في الجزيرة العربية

بدأت السلطات المحلية في محافظة تعز اليمنية إجراءات لحماية شجرة معمرة من الاندثار، بعدما تسبب انشطار جزء منها بشكل مفاجئ في حالة حزن في أوساط المجتمع.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)

وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

تحدَّث وزير يمني عن تحركات أممية «محمومة» لإنقاذ الحوثيين تحت شعار «إحياء مسار السلام»، في وقت «تلوح في الأفق لحظة سقوط الجماعة طال انتظارها».

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مقاتلة تقلع من حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

القمع الحوثي يزداد ضراوة بالتوازي مع تصاعد الحملة الأميركية

فيما اعترف زعيم الحوثيين في اليمن بتلقي 1200 غارة جوية وقصف بحري خلال 6 أسابيع من حملة ترمب، كثفت الجماعة من أعمال القمع ضد السكان بتهم التخابر مع واشنطن.

علي ربيع (عدن)

إعلام «حوثي»: طائرات أميركية تواصل غاراتها على الحديدة وصنعاء

تجهيز طائرة أميركية على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسون» بالقنابل قبل انطلاقها بتنفيذ عمليات إغارة ضد جماعة «الحوثي» (صفحة حاملة الطائرات عبر «فيسبوك»)
تجهيز طائرة أميركية على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسون» بالقنابل قبل انطلاقها بتنفيذ عمليات إغارة ضد جماعة «الحوثي» (صفحة حاملة الطائرات عبر «فيسبوك»)
TT
20

إعلام «حوثي»: طائرات أميركية تواصل غاراتها على الحديدة وصنعاء

تجهيز طائرة أميركية على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسون» بالقنابل قبل انطلاقها بتنفيذ عمليات إغارة ضد جماعة «الحوثي» (صفحة حاملة الطائرات عبر «فيسبوك»)
تجهيز طائرة أميركية على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسون» بالقنابل قبل انطلاقها بتنفيذ عمليات إغارة ضد جماعة «الحوثي» (صفحة حاملة الطائرات عبر «فيسبوك»)

أفاد تلفزيون «المسيرة» التابع لجماعة «الحوثي» اليمنية، يوم الجمعة، بأن الطائرات الأميركية واصلت غاراتها على العاصمة صنعاء وعلى محافظتي الحديدة ومأرب.

وأوضح التلفزيون أن عشر غارات أميركية استهدفت محافظة الحديدة، منها ست غارات على مديرية باجل وأربع استهدفت منطقة رأس عيسى، في حين شنت الطائرات الأميركية سبع غارات على محافظة مأرب.

وتشن جماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن، هجمات على إسرائيل وعلى السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعماً للفلسطينيين في غزة. وتسبّبت هجمات الحوثيين في تعطيل التجارة العالمية، ودفعت الولايات المتحدة إلى مهاجمة أهداف مرتبطة بالجماعة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر في 15 مارس (آذار) ببدء حملة عسكرية ضد جماعة الحوثي، متوعداً إياها باستخدام «قوة مميتة» و«القضاء الكامل» على قدراتها، في إطار مسعى واشنطن لوقف تهديدات الجماعة للملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ولردع الهجمات المتكررة التي تستهدف إسرائيل.

وتعلن جماعة الحوثي بين الحين والآخر أنها تشن عمليات بالصواريخ والطائرات المسيّرة تستهدف حاملتي الطائرات «هاري ترومان» و«كارل فيسنون» والسفن المرافقة لهما، وهما اللتان تنطلق منهما الطائرات لتقصف أهدافاً للجماعة في اليمن.