الحوثيون يصعّدون في مأرب هرباً من عواقب تصنيفهم إرهابيين

ضبط أسلحة في لحج وتوقيف خليّتين في حضرموت وأبين

الحوثيون حشدوا تعزيزات عسكرية باتجاه مأرب وشنوا هجمات ضد القوات الحكومية (رويترز)
الحوثيون حشدوا تعزيزات عسكرية باتجاه مأرب وشنوا هجمات ضد القوات الحكومية (رويترز)
TT

الحوثيون يصعّدون في مأرب هرباً من عواقب تصنيفهم إرهابيين

الحوثيون حشدوا تعزيزات عسكرية باتجاه مأرب وشنوا هجمات ضد القوات الحكومية (رويترز)
الحوثيون حشدوا تعزيزات عسكرية باتجاه مأرب وشنوا هجمات ضد القوات الحكومية (رويترز)

استبق الحوثيون في اليمن الموعد المقرر لسريان تصنيفهم من قبل الولايات المتحدة «منظمة إرهابية أجنبية»، وحشدوا أعداداً كبيرة من مقاتليهم باتجاه مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً في محافظة مأرب المنتجة للغاز والنفط، بالتزامن مع تكثيف نشاطهم التخريبي في المناطق المحررة والاستمرار في تهريب الأسلحة.

ووفق مصادر عسكرية يمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن الحوثيين دفعوا بالآلاف من مقاتليهم إلى مناطق خطوط التماس مع القوات الحكومية في جنوب وغرب محافظة مأرب، مع قيامهم بهجمات محدودة ضمن استعداداتهم للاستيلاء على تلك المواقع.

ورجحت المصادر أن يكون هذا المخطط محاولة من الجماعة المدعومة من إيران لخلط الأوراق، والهروب من الإجراءات والقيود التي ستترتب على بدء سريان تصنيفهم من قِبل الحكومة الأميركية «جماعة إرهابية أجنبية».

ومع إعلان القوات المسلحة اليمنية إحباط عمليات عدائية للحوثيين في قطاعات الكسارة والمشجح ومدغل في محافظة مأرب، استخدمت فيها المدفعية وصواريخ الكاتيوشا والقناصة، بيّنت المصادر العسكرية أن الجماعة مستمرة في إرسال التعزيزات إلى مناطق التماس.

الجماعة الحوثية أطلقت تعبئة عسكرية عامة شملت المدنيين والموظفين وطلبة الجامعات والمزارعين (رويترز)

وتشير التقديرات لدى الحكومة اليمنية إلى أن هناك مخططاً حوثياً لمهاجمة مناطق سيطرتها واستهداف حقول إنتاج النفط والغاز، في مسعى لخلط الأوراق مع دخول قرار تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» حيز التنفيذ.

هذه التحركات أتت بعد أن عبّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن في آخر إحاطة له قدمها إلى مجلس الأمن، عن قلقه بخصوص التقارير عن العمليات العسكرية التي يقوم بها الحوثيون في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء، ومقتل طفلين وإصابة آخرين في هجوم غرب مدينة تعز، وتأكيده وجوب «أن تتوقف هذه الهجمات».

تعبئة قتالية

كان القيادي الحوثي محمد مفتاح، المعين نائباً لرئيس الحكومة التي لا يعترف بها أحد، قد حذّر الولايات المتحدة من أي إجراءات عقابية تستهدف الجماعة والاستقرار الاقتصادي، وقال إن «أي خطوة من هذا القبيل ستُعتبر إعلان حرب، وسيتم الرد عليها بكل قوة». ودعا الإدارة الأميركية إلى إدراك هذه الرسالة «جيداً»، واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتشديد الخناق على الجماعة الحوثية خلال ولايته السابقة، وتعهد بمواجهة «أي مؤامرات أميركية جديدة».

تأتي هذه التصريحات مواكبة لحملة الحوثيين لتجنيد طلاب الجامعات في مناطق سيطرتهم قسراً، حيث أُبلغ الطلاب أن عدم الالتحاق بدورات التدريب على القتال سيؤدي إلى حرمانهم من الدراسة.

مسلح حوثي خلال استعراض لأتباع الجماعة في صنعاء (رويترز)

وفي هذا السياق، نظمت الجماعة الحوثية، الثلاثاء، عرضاً لطلاب التعبئة العامة في الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والأهلية في محافظة إب، بحضور القيادي حمود شثان، المعين في منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة.

وزعم القيادي هادي عمار، وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم الأساسي في حكومة الانقلاب، أن أهمية دورات التعبئة العامة تكمن في توعية وتدريب أفراد المجتمع من مختلف الشرائح ليكونوا في أتم الاستعداد والجهوزية لمواجهة أي عدوان أو تصعيد، وفق تعبيره.

وأشاد القيادي الحوثي بعملية إرغام الجامعات والكليات والمعاهد على المشاركة والحرص على إقامة هذه الدورات والدفع بالطلاب للالتحاق بها. كما أشاد القيادي الآخر عبد الفتاح غلاب، المعين مسؤول التعبئة العامة في إب، بعناصر الجماعة القائمين على دورات التعبئة العامة في الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والأهلية.

أسلحة وخلايا

أعلنت القوات الحكومية في محافظة لحج (غرب عدن) ضبط قارب يحمل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في ساحل منطقة رأس العارة، ويُرجح أن هذه الشحنة كانت في طريقها إلى الحوثيين، حيث كثفت الجماعة من محاولات تهريب الأسلحة خلال الفترة الأخيرة، وتمكنت السلطات من إحباط أكثر من أربع محاولات.

وتشمل الشحنة، وفقاً لما أعلنته القوات الحكومية، بنادق آلية ومواد لصناعة المتفجرات وذخائر، حيث أصبحت منطقة القرن الأفريقي واحدة من أهم مصادر تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، مع تأكيد مصادر وجود تعاون كبير بين الجماعة وجماعة «الشباب» في الصومال، والمصنفة أيضاً منظمة إرهابية.

ضبط شحنة جديدة من الأسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين (إعلام حكومي)

إلى ذلك، أعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة حضرموت ضبط خلية لها علاقة بجماعة الحوثيين. وشارك في العملية أمن وادي وصحراء حضرموت واللواء 23 ميكا، حيث تمت مداهمة أحد المطاعم والقبض على الخلية المكونة من 13 شخصاً في أثناء وقوفهم في مديرية العبر.

وذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن العملية جاءت بعد عملية رصد وجمع معلومات وتحريات واسعة، حيث يقود الخلية أحد سكان مديرية القطن، والذي تولى مهمة استقطاب بقية عناصرها تمهيداً لنقلهم إلى صنعاء بهدف التدريب، ومن ثم إعادة توزيعهم بعد ذلك في محافظة حضرموت. وقد أشاد وزير الداخلية اليمني، اللواء إبراهيم حيدان، بالجهود الأمنية التي بذلتها قوات الأمن في القبض على الخلية.

وفي محافظة أبين (شرق عدن) ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية خلية أخرى تابعة لجماعة الحوثي، بعد معلومات استخباراتية دقيقة من أمن مديرية «رصد» حول نشاط مشبوه لمجموعة من العناصر المرتبطة بالجماعة.

وقالت أجهزة الأمن إنها نفذت عملية مداهمة ناجحة أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المشتبه بانتمائهم للخلية، وإيداعهم السجن، حيث يخضعون حالياً للتحقيقات لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.


مقالات ذات صلة

رسالة قاآني تجلي جماعة الحوثي من بغداد

المشرق العربي الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)

رسالة قاآني تجلي جماعة الحوثي من بغداد

اضطرت جماعة «الحوثي» اليمنية إلى إخلاء مقر لها في العاصمة العراقية بغداد، بعد رسالة تحذير إيرانية، وإجماع داخل تحالف «الإطار التنسيقي» على تجنب التصعيد.

«الشرق الأوسط» ( طهران) علي السراي (لندن)
شؤون إقليمية مطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي

أعلن متحدث عسكري حوثي، استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (رويترز)

غارات في الحديدة مع نهاية الأسبوع الأول من حملة ترمب ضد الحوثيين

واصل الجيش الأميركي، الجمعة، حملته التي أمر بها ترمب ضد الجماعة، مستهدفاً في ختام الأسبوع الأول من الحملة مواقع جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي حوثيون على متن دورية أثناء خطفهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

استأنفت الجماعة الحوثية حملات دهم الشركات والأسواق والمتاجر في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء؛ بغية إرغام مُلاكها على دفع مزيد من الأموال تحت عدة أسماء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)

ضربات أميركية على الحديدة... والحوثيون يتبنون استهداف إسرائيل مرتين

أعلن الجيش الأميركي أن الحملة ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة. وأعلنت الجماعة استهداف قطع أميركية وتنفيذ هجومين ضد إسرائيل التي قالت إنها أحبطتهما.

علي ربيع (عدن)

الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن

صاروخ حيتس 3 «أرو - 3» إسرائيلي الصنع (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
صاروخ حيتس 3 «أرو - 3» إسرائيلي الصنع (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
TT

الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن

صاروخ حيتس 3 «أرو - 3» إسرائيلي الصنع (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
صاروخ حيتس 3 «أرو - 3» إسرائيلي الصنع (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن، مساء الجمعة، بعدما انطلقت صافرات الإنذار في القدس ومناطق في وسط إسرائيل.

وأوضح الجيش، في بيان: «بعد انطلاق صافرات الإنذار قبل فترة قصيرة في عدد من مناطق إسرائيل، اعترض سلاح الجو صاروخاً أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وهدد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطاب، مساء الثلاثاء، بالتصعيد إلى أعلى مستوياته ضد أميركا وإسرائيل تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة.

وكان ترمب أمر، السبت الماضي، بإطلاق حملة ضد الحوثيين، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» لإرغامهم على وقف تهديد الملاحة، بعد أن هددت الجماعة باستئناف الهجمات على خلفية منع إسرائيل المساعدات عن غزة، وذلك قبل أن يعود نتنياهو للحرب مجدداً على القطاع.

وحمّل الرئيس الأميركي إيران المسؤولية عن هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن والأصول الأميركية في البحر الأحمر، في حين قالت وزارة دفاعه إن العمليات لن تتوقف حتى يتوقف الحوثيون عن هجماتهم.

وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحوثيين بالقول إنه سيقضي عليهم، وكتب على منصته «تروث سوشيال»، الأربعاء، أن «أضراراً كبيرة لحقت بالهمجيين الحوثيين وراقبوا كيف سيتدهور الوضع تدريجياً. هذه ليست معركة عادلة ولن تكون أبداً على هذا النحو. سيتم القضاء عليهم تماماً».

وبثت القيادة المركزية الأميركية مشاهد لطائراتها في أثناء تدمير المسيّرات الحوثية، كانت واشنطن أكدت أن حملتها ضد الجماعة ستستمر أياماً وحتى أسابيع بهدف إرغام الجماعة على وقف هجماتها ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وغداة إطلاق الجماعة، الأربعاء، صاروخاً باليستياً فرط صوتي باتجاه إسرائيل، اعترفت وسائل إعلامها بتلقي العديد من الغارات في صعدة استهدفت مواقع في مديرية الصفراء بعد يوم من استهداف مواقع في مديرية مجز.