​تصعيد حوثي في جبهات مأرب... والجيش اليمني يتصدّى

الجيش اليمني يرد على هجمات الحوثيين في إحدى الجبهات (سبأ)
الجيش اليمني يرد على هجمات الحوثيين في إحدى الجبهات (سبأ)
TT
20

​تصعيد حوثي في جبهات مأرب... والجيش اليمني يتصدّى

الجيش اليمني يرد على هجمات الحوثيين في إحدى الجبهات (سبأ)
الجيش اليمني يرد على هجمات الحوثيين في إحدى الجبهات (سبأ)

أعلن الجيش اليمني صد هجمات حوثية في مختلف جبهات محافظة مأرب (شرق صنعاء) وسط مخاوف من عودة الجماعة إلى تفجير الحرب ضد القوات الحكومية مستغلة آلاف المجندين الذين استقطبتهم خلال العام الماضي تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل.

وذكر الإعلام العسكري للقوات المسلحة اليمنية، أن عناصر الجيش أفشلوا، الثلاثاء، كثيراً من المحاولات الهجومية «لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، في مختلف الجبهات القتالية بمحافظة مأرب، تزامناً مع الرد على مصادر نيران معادية في عدّة جبهات».

ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر نت» عن مصادر عسكرية قولها إن عناصر الجيش أحبطوا محاولة تسلل للميليشيات الحوثية في قطاع مدغل شمال مأرب، بعد رصد وتعقب تلك المجاميع واستهدافها بالنيران المناسبة لتلوذ بالفرار.

وبحسب المصادر، استهدفت قوات الجيش مدرعة حوثية كانت تستخدمها الميليشيا لمهاجمة قوات الجيش في الجبهة نفسها، ونتج عن الاستهداف إصابة 4 من عناصر الحوثيين وإعطاب المدرعة.

مخاوف من إشعال الحوثيين الحرب مجدداً ووأد جهود السلام في اليمن (رويترز)
مخاوف من إشعال الحوثيين الحرب مجدداً ووأد جهود السلام في اليمن (رويترز)

وفي جبهة الكسارة، أفادت مصادر بأن قوات الجيش «تعاملت مع موقع لقناصة الميليشيات، ونجحت في إصابته بدقة، وتحييد النيران المعادية».

وفي الجبهة الغربية من محافظة مأرب أورد الإعلام العسكري في الجيش اليمني أن الحوثيين واصلوا اعتداءاتهم، واستهدفوا مواقع الجيش بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون في قطاع المشجح، تزامناً مع استهداف مواقع عسكرية في قطاع الزور بالطيران المسيّر المفخخ.

وذكرت المصادر العسكرية أن الجهة الجنوبية من مأرب، شهدت جبهاتها اعتداءات حوثية، ردت عليها القوات المسلحة بالأسلحة المناسبة، وكبّدت الميليشيا خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

هجمات مضادة

رداً على تصعيد الحوثيين أوضح الإعلام العسكري في الجيش اليمني أن القوات الحكومية استهدفت في قطاع «الأعيرف»، موقعاً للحوثيين، ما أدى إلى مقتل أحد العناصر وإصابة آخرين، وإسكات مصدر النيران المعادية.

وفي حين استهدف الجيش اليمني جرافات كان يستخدمها الحوثيون في استحداث تحصينات في الجبهة ذاتها، قال الجيش اليمني إنه استهدف في قطاع الغريقات تجمعاً للميليشيات، وألحق به خسائر، وتمكن من تحييد نيرانه.

الحوثيون جندوا عشرات الآلاف خلال العام الماضي تحت مزاعم محاربة إسرائيل وأميركا (رويترز)
الحوثيون جندوا عشرات الآلاف خلال العام الماضي تحت مزاعم محاربة إسرائيل وأميركا (رويترز)

ومع تعرّض الجيش اليمني في قطاع العكد، لاعتداءات حوثية بقذائف الطيران المسيّر، ذكرت مصادر أن قوات الجيش استهدفت مواقع الحوثيين ومرابض معداتهم القتالية في قطاع البلق، وذلك رداً على عملياتهم العدائية.

وبحسب المصادر العسكرية، رصدت فرق الاستطلاع والاستخبارات التابعة للجيش اليمني تحركات للميليشيات الحوثية شملت: شق طرقات، واستحداث تحصينات ومواقع في جبهات قتالية متفرقة.

يشار إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ كان أبدى قلقه من حوادث التصعيد الميداني العسكري، وحذّر من عودة القتال على نطاق أوسع بين الحوثيين والحكومية، وذلك بعد الهدنة الأممية والتهدئة التي تلتها منذ أبريل (نيسان) 2022.

ومع الاتهامات للجماعة الحوثية بالسعي إلى نسف جهود السلام، كان مجلس القيادة الرئاسي اليمني تعهد استعادة الدولة ومؤسساتها، وإنهاء الانقلاب الحوثي، سواء كان ذلك بالحرب أو بالسلم.


مقالات ذات صلة

تحذيرات من عواقب إنسانية جرَّاء التصعيد العسكري في اليمن

العالم العربي تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)

تحذيرات من عواقب إنسانية جرَّاء التصعيد العسكري في اليمن

مع ارتفاع معدلات انتشار سوء التغذية الحاد في عدة مناطق يمنية بصورة تبعث على القلق، حذَّرت منظمات دولية من عواقب التصعيد العسكري الأخير على الوضع الإنساني.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية تحكم مناطق سيطرتها في اليمن بقوة السلاح وإرهاب السكان (إ.ب.أ)

الحوثيون يعتقلون شباناً ذهبوا إلى مناطق سيطرة الشرعية

في حين يضيّق الحوثيون على المدنيين الذاهبين إلى مناطق سيطرة الشرعية، أكد سجين سابق أن المحققين طلبوا من النشطاء التهوين من آثار الضربات الأميركية

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي جنود إسرائيليون بجانب نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، إنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن، بعد انطلاق صافرات الإنذار في مناطق مختلفة بإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، عن موقف بلاده الرافض «أي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

سكان صنعاء يحمّلون الحوثيين مسؤولية استدعاء الغارات الأميركية

أثارت الضربات الأميركية على صنعاء موجة سخط واسعة بين سكان المدينة، الذين أجمعوا على تحميل قادة الجماعة الحوثية مسؤولية استدعائها لهذه الغارات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

تحذيرات من عواقب إنسانية جرَّاء التصعيد العسكري في اليمن

تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)
تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

تحذيرات من عواقب إنسانية جرَّاء التصعيد العسكري في اليمن

تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)
تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)

في حين دقت منظمات دولية ناقوس الخطر بسبب ارتفاع معدلات انتشار سوء التغذية الحاد في عدة مناطق يمنية بصورة تبعث على القلق، حذَّرت من عواقب التصعيد العسكري الأخير في اليمن.

وأكدت اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» أن أي تصعيد إضافي قد يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانيها اليمنيون جراء النزاع المستمر منذ أكثر من 10 سنوات.

ودعت اللجنة كافة الأطراف إلى وضع حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية على رأس أولوياتها، مؤكدة ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب إزهاق أرواح المدنيين والإضرار بالأعيان المدنية، وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني.

وتقول اللجنة إنها تواصل استجابتها للاحتياجات الإنسانية الملحَّة؛ إذ قدمت إمدادات طبية لدعم بعض المرافق الصحية، في إطار دورها بوصفها منظمة إنسانية محايدة ومستقلة.

إلى ذلك حذَّرت منظمة «أطباء بلا حدود» من مخاطر سوء التغذية في اليمن، ودعا مسؤولون في المنظمة (مكتب اليمن) المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مالي أكبر، بعد انخفاض تمويل المساعدات الإنسانية، لافتين إلى أنَّ سوء التغذية بات منتشراً بنسبة أكبر ويبعث على القلق.

المخيمات في اليمن تفتقد الرعاية الصحية والمياه النظيفة والغذاء الكافي (الأمم المتحدة)
المخيمات في اليمن تفتقد الرعاية الصحية والمياه النظيفة والغذاء الكافي (الأمم المتحدة)

وتؤكد «أطباء بلا حدود» أن النساء والأطفال هم أكثر الفئات في اليمن الذين يعانون خطر سوء التغذية. لافتة إلى أن نسبة كبيرة من النساء الحوامل تعاني سوء التغذية ومن ظروف صحية صعبة، ما ينعكس سلباً على الأطفال اليمنيين حديثي الولادة.

وأفادت بأن معظم المراكز الصحية في اليمن لا تزال تعيش أوضاعاً صعبة، وتكتظ بالأطفال المحتاجين إلى كل أشكال الرعاية؛ حيث يعانون الإصابة بأمراض أخرى، منها: الحصبة والكوليرا والإسهال المائي الحاد؛ مؤكدة أنها تقدم خدماتها لليمنيين بنحو 13 محافظة من أصل 22.

وأدى تعليق المساعدات الغذائية وتخفيضها إلى زيادة الصعوبات المعيشية والصحية التي يواجهها اليمنيون في كافة المناطق.

حاجة ماسة

حسب «أطباء بلا حدود» فإن ثمَّة حاجة ماسة إلى مزيد من عمليات توزيع الأغذية الموجَّهة في اليمن، من أجل ضمان حصول النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك الأطفال دون الخامسة، على التغذية التي يحتاجون إليها قبل أن تُهدَّد صحتهم.

وحذَّرت المنظمة في أحدث بياناتها، من استمرار عدم اتخاذ أي تدابير عاجلة لإنقاذ سكان اليمن الذين قد يواجهون مزيداً من المصاعب، في ظل نظام رعاية صحية منهك ومعدلات سوء تغذية متصاعدة.

وعلى صلة بالموضوع ذاته، أكدت منظمة «يونيسيف»، أن اليمن لا يزال يُسجل أعلى معدلات سوء التغذية على مستوى العالم؛ خصوصاً لدى الأطفال، ما يشكل تهديداً متزايداً لحياة مئات الآلاف منهم.

المخاطر في اليمن تتفاقم نتيجة انعدام خدمات الصحة الإنجابية (الأمم المتحدة)
المخاطر في اليمن تتفاقم نتيجة انعدام خدمات الصحة الإنجابية (الأمم المتحدة)

وأفادت المنظمة، في تقرير حديث لها، بأن الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية في كثير من المناطق اليمنية لا يزال محدوداً وغير كافٍ، نتيجة للصراع والأزمة الاقتصادية المستمرين، مؤكدة أن ذلك أدى إلى تفاقم أزمة سوء التغذية بشكل كبير؛ حيث سُجلت أعلى المعدلات على مستوى العالم.

وذكرت «يونيسيف» أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية يُعزى بشكل رئيسي إلى تفشي الكوليرا والحصبة، فضلاً عن ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي بشكل مستمر، الأمر الذي يؤثر على أكثر من 600 ألف طفل يمني، بمن فيهم 120 ألفاً يعانون سوء التغذية الحاد.

وكان تقرير أممي سابق قد ذكر أن أكثر من 17 مليون يمني يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بينما 15.4 مليون شخص باتوا يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، بالإضافة إلى 20.3 مليون يفتقرون إلى الرعاية الصحية المناسبة.