انقلابيو اليمن يتبنون 3 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 12 ساعة

تل أبيب أعلنت اعتراض صاروخين ومسيّرة دون أضرار

صاروخ باليستي فرط صوتي يطلق عليه الحوثيون «فلسطين 2» ويستخدمونه في مهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي فرط صوتي يطلق عليه الحوثيون «فلسطين 2» ويستخدمونه في مهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يتبنون 3 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 12 ساعة

صاروخ باليستي فرط صوتي يطلق عليه الحوثيون «فلسطين 2» ويستخدمونه في مهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي فرط صوتي يطلق عليه الحوثيون «فلسطين 2» ويستخدمونه في مهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

صعَّدت الجماعة الحوثية من هجماتها باتجاه إسرائيل على الرغم من الضربات التي تلقتها، الجمعة الماضي، إذ تبنت تنفيذ 3 عمليات باستخدام صاروخَين باليستيَّين فرط صوتيين و4 طائرات مسيَّرة خلال 12 ساعة، كان آخرها صباح الثلاثاء، في حين أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخَين ومسيَّرة واحدة دون تسجيل ضحايا أو أضرار.

وتزعم الجماعة المدعومة من إيران أن هجماتها المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً ضد السفن في البحرَين الأحمر والعربي، وباتجاه إسرائيل تأتي لمساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تنفيها الحكومة اليمنية، متهمةً الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، والتهرب من إحلال السلام في اليمن.

وقال المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع، في بيان متلفز، إن قوات جماعته أطلقت، صباح الثلاثاء، صاروخاً باليستياً فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» باتجاه تل أبيب، زاعماً أنه استهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأن منظومات الدفاع فشلت في اعتراضه. وأشار إلى أنها العملية الهجومية الثالثة خلال 12 ساعة.

وكان المتحدث الحوثي أعلن، في بيان مساء الاثنين، إطلاق صاروخ باليستي باتجاه تل أبيب، و4 طائرات مسيَّرة، زاعماً أن العمليتين حققتا أهدافهما بنجاح.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أنه «اعترض على الأرجح» صاروخاً أطلقه الحوثيون من اليمن بعدما أشار، الاثنين، إلى أنه اعترض صاروخاً آخر وطائرة مسيَّرة. وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه نحو الساعة 03:0 بالتوقيت المحلي (الساعة 01:30 ت.غ) «بعد انطلاق صفارات الإنذار في عدد من المناطق في وسط إسرائيل، جرت محاولات عدّة لاعتراض صاروخ أُطلق من اليمن». وأضاف: «من المرجّح أنّ الصاروخ تمّ اعتراضه» مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو أضرار.

وقال الجيش الإسرائيلي على منصة «إكس»: «للمرة الثانية اليوم، دوّت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل؛ بسبب مقذوف أُطلق من اليمن»، حيث كان أفاد في بيان سابق، مساء الاثنين، بأن «سلاح الجو اعترض مقذوفاً أُطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية». كما أفاد باعتراض مسيَّرة في جنوب إسرائيل.

في غضون ذلك، أفادت خدمة الطوارئ الإسرائيلية أنه لم تسجل أي إصابات جراء الصاروخ أو الحطام المتساقط، لكن 11 شخصاً أُصيبوا في أثناء التدافع إلى الملاجئ.

تصعيد مستمر

على وقع هذا التصعيد الحوثي المستمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 سواء فيما يتعلق بالهجمات البحرية ضد السفن، أو إطلاق الصواريخ والمسيَّرات باتجاه إسرائيل، تقول الجماعة إنها لن تتوقف عن هجماتها إلا بوقف الحرب في غزة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي عليها.

وإذ تؤكد الجماعة أن الضربات الأميركية والبريطانية، وأخيراً الضربات الإسرائيلية التي تلقتها، لن تؤثر على قدراتها العسكرية، تسود مخاوف يمنية من أن يؤدي الرد الانتقامي من قبل تل أبيب إلى مضاعفة المعاناة الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة.

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

وكانت الجماعة الحوثية تلقت، في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

ضربات سابقة

مع توقُّع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردَّها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كما تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

مقاتلة من طراز «إف 16» شاركت في الإغارة على مواقع خاضعة للحوثيين في اليمن (الجيش الإسرائيلي)

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

العالم العربي غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

أبدى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أمله في أن يؤدي إبرام «هدنة في غزة» إلى عودة مسار السلام بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية محذراً من عواقب وخيمة للتصعيد.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي 38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)

الحوثيون والكوارث الطبيعية يهجرون اليمنيين

أظهرت بيانات مبادرة دولية معنية برصد الأزمات والنزوح والكوارث أن التغيرات المناخية باتت وكأنها تنافس الحوثيين في تهجير اليمنيين خلال العامين الأخيرين وفق ناشطين

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

زعم الحوثيون مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وقطعاً بحرية تابعة لها شمال البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

تعسفت الجماعة الحوثية مع موظفي قطاع التعليم وحرمتهم من صرف نصف راتب شهري تعهدت به سابقاً وأجبرت طلاب المدارس على المشاركة في دورات قتالية

وضاح الجليل (عدن)

«حماس» وافقت على اتفاق وقف النار... واجتماع مرتقب لحكومة نتنياهو لإقراره

TT

«حماس» وافقت على اتفاق وقف النار... واجتماع مرتقب لحكومة نتنياهو لإقراره

أنباء عن التوصل لاتفاق بشأن غزة (د.ب.أ)
أنباء عن التوصل لاتفاق بشأن غزة (د.ب.أ)

بينما كشفت مصادر عن موافقة «حماس» على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تستعد للاجتماع اليوم الأربعاء أو صباح غد الخميس للتصديق على الاتفاق.

ونقلت صحيفة «هآرتس» نقلا عن مصدر لم تذكره بأن إسرائيل في إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن في بداية الأسبوع المقبل، قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يوم الاثنين.

وفي السياق نفسه، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن مصدرين مطلعين القول إن الحكومة الإسرائيلية تتوقع الإعلان عن الاتفاق في وقت لاحق اليوم الأربعاء أو غدا الخميس. وقال أحد المصدرين «نحن قريبون جدا» من الاتفاق.

 وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأربعاء، إنه قطع زيارته إلى أوروبا اليوم الأربعاء ليتمكن من المشاركة في تصويت مجلس الوزراء الأمني ​​والحكومة على اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.وقالت وزارة الخارجية في بيان «بعد التقدم المحرز في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، قطع الوزير ساعر زيارته الدبلوماسية، التي كان من المقرر أن تستمر غدا في المجر. وسيعود إلى إسرائيل الليلة للمشاركة في المناقشات والتصويت المتوقع في مجلس الوزراء الأمني ​​والحكومة».

وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» بأن تعليمات صدرت إلى وزارة الدفاع والجيش في إسرائيل للاستعداد لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في قطاع غزة. وأضافت الصحيفة دون ذكر مصدر أن التعليمات تتعلق بالقوات في القطاع وعلى حدوده وبالجبهة الداخلية بالإضافة إلى تنظيم الطواقم الطبية وسلاح الجو.

رد «حماس»

إلى ذلك، صرح مصدران فلسطينيان قريبان من مفاوضات الدوحة أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وافقتا على الصفقة. وأكد مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن «(حماس) و(الجهاد الإسلامي) أبلغتا الوسطاء بالموافقة على المسودة النهائية لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى»، بينما قال مصدر آخر إن «(حماس) سلمت إسرائيل عبر الوسطاء الرد الإيجابي... بعد الاتفاق حول كافة النقاط والتفاصيل. 

وأوضح أحد المصدرين أن «حماس تسلمت عبر الوسطاء خرائط الانسحابات الإسرائيلية وفقاً للجدول الزمني المحدد بين الجانبين والتي تشملها المرحلة الأولى من الاتفاق». وقال «لم تعد أي نقطة بحاجة إلى التفاوض» مشيراً إلى أن «الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين سيعلنون الاتفاق في بيان مشترك بعد توقيعه من قبل «حماس» وإسرائيل في الدوحة، ويتضمن ضمانات لتنفيذه».

وأضاف أن «(حماس) عقدت مشاورات مع فصائل المقاومة وهي (الجهاد) والجبهتان الشعبية والديموقراطية والجبهة الشعبية القيادة العامة والتي أبدت موافقتها على الاتفاق من أجل وقف العدوان والحرب من أجل حماية شعبنا».

ونوّه إلى أنه «من المتوقع أن توقع (حماس) وإسرائيل لى الاتفاق في أقرب وقت قبل إعلانه، ومن ثم ننتقل إلى مرحلة التنفي»"، من دون تقدير موعد محدد.

وفي وقت لاحق، قال مصدر مشارك في المحادثات لـ«رويترز» إن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يلتقي بمفاوضي «حماس» في مكتبه لإعطاء دفعة نهائية لمساعي وقف إطلاق النار.