السيسي يختتم جولته الأوروبية بزيارة آيرلندا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي يوناس جار ستور رئيس وزراء النرويج الاثنين قبل زيارته إلى آيرلندا الثلاثاء (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي يوناس جار ستور رئيس وزراء النرويج الاثنين قبل زيارته إلى آيرلندا الثلاثاء (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يختتم جولته الأوروبية بزيارة آيرلندا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي يوناس جار ستور رئيس وزراء النرويج الاثنين قبل زيارته إلى آيرلندا الثلاثاء (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي يوناس جار ستور رئيس وزراء النرويج الاثنين قبل زيارته إلى آيرلندا الثلاثاء (الرئاسة المصرية)

بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، زيارة عمل رسمية إلى مدينة دبلن عاصمة جمهورية آيرلندا، في ثالث وآخر محطة في جولته الأوروبية، التي شملت أيضاً الدنمارك والنرويج.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، إن الرئيس السيسي سيجري لقاءات مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الآيرلنديين، للتباحث حول الفرص المتاحة لتعزيز التعاون بين البلدين وتنسيق المواقف بالنسبة للقضايا والأزمات الدولية ذات الاهتمام المشترك.

ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، ترحيب عدد كبير من أعضاء الجاليات المصرية في آيرلندا وبعض الدول الأوروبية بالرئيس السيسي، فور وصوله إلى مقر إقامته بالعاصمة الآيرلندية دبلن. حيث استقبل العشرات من أبناء الجاليات المصرية الرئيس بترديد شعار «تحيا مصر» ورفع صور الرئيس والعلم المصري معربين عن سعادتهم بزيارة الرئيس إلى آيرلندا.

وكان السيسي قد اختتم زيارته للنرويج، الاثنين، بالمشاركة في مأدبة العشاء مع ولي عهد النرويج الأمير هاكون ووزيرة التنمية الدولية، بحضور كبار مسؤولي الشركات النرويجية والصناديق الاقتصادية والاستثمارية.

وفي كلمته أشاد السيسي بمباحثاته مع ملك النرويج، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، وما وصفه بـ«توافق في الرؤى»، حول حرص البلدين على تعميق مختلف أوجه التعاون الثنائي؛ سياسياً واقتصادياً وثقافياً.

وقال السيسي إن «الحكومة المصرية تبنّت خطة طموحة لتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز دور القطاع الخاص في قيادة التنمية الاقتصادية من خلال توفير حوافز وتسهيلات للمستثمرين الأجانب، وتذليل أية عقبات قد تواجههم».

وأكد سعيه في لقاءاته على تناول أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، والأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة المصرية، لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى السوق المصرية، التي توفر العديد من الفرص في مختلف القطاعات الحيوية ذات الأهميـة المشتركة مثل الطاقة بمصادرها التقليدية والجديدة والمتجددة والخضراء، والنقل، والبنية التحتية، والصناعة، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ودعا الرئيس المصري جميع الشركات والصناديق الاستثمارية النرويجية، لتعزيز الوجود في السوق المصرية، والبناء على النجاحات القائمة بالفعل، الخاصة بالتعاون بين عدد من كبرى الشركات النرويجية والجانب المصري.


مقالات ذات صلة

التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يعزز التقارب بين القاهرة وطهران

شمال افريقيا السيسي يلتقي بزشكيان على هامش «قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي» بالقاهرة ديسمبر الماضي (الرئاسة المصرية)

التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يعزز التقارب بين القاهرة وطهران

اتصالات ولقاءات مصرية إيرانية عززها التصعيد الإسرائيلي على طهران تُبرز تقارباً في المواقف والعلاقات التي تقف دون مستوى السفير منذ عقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا طالبات عقب أداء امتحان اللغة العربية في الثانوية العامة (غرفة عمليات إدارة الشرابية التعليمية على «فيسبوك»)

مصر: تسريب بامتحانات «الثانوية» يثير الجدل حول إجراءات مواجهة «الغش»

أثار تسريب جديد في امتحانات الثانوية العامة بمصر، الأحد، الجدل حول إجراءات وزارة التربية والتعليم لمواجهة «الغش».

رحاب عليوة (القاهرة )
شمال افريقيا مصر تؤكد أنها بعيدة عن أي تأثير مباشر عقب استهداف المنشآت النووية الإيرانية (الشرق الأوسط)

تطمينات مصرية بشأن آثار استهداف المنشآت النووية الإيرانية

أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية أن «مصر بعيدة عن أي تأثير مباشر نتيجة للتطورات التي حدثت فجر الأحد من استهداف لمنشآت تخصيب وتحويل اليورانيوم بإيران».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا سد النهضة الإثيوبي (أ.ف.ب)

هل يُسهم حديث ترمب عن «سد النهضة» في حلحلة الأزمة بين مصر وإثيوبيا؟

أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «سد النهضة» تساؤلات حول مدى إمكانية تدخل واشنطن لحلحلة الأزمة القائمة بين القاهرة وأديس أبابا حول «السد».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عبور سفينة حاويات قناة السويس (هيئة قناة السويس)

مصر تؤكد عدم تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بـ«حادثة القنطرة»

أكّدت مصر عدم تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بـ«حادثة القنطرة»، مشددة على تعامل قاطرات الإنقاذ البحري بهيئة قناة السويس بـ«احترافية» مع طوارئ الملاحة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

دون ذكر أميركا... مصر قلقة من «التطورات الأخيرة» في إيران

لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)
لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)
TT

دون ذكر أميركا... مصر قلقة من «التطورات الأخيرة» في إيران

لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)
لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)

عبّرت مصر عن «قلقها البالغ» إزاء «التطورات الأخيرة» في إيران، ورغم إدانتها لما وصفته بـ«التصعيد المتسارع»، وتحذيرها من «عواقب خطيرة» على الأمن في المنطقة والعالم، عقب ضربات أميركية، الأحد، على منشآت نووية إيرانية، فإنه كان لافتاً أن القاهرة لم تذكر الولايات المتحدة بالاسم.

وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس بالضرورة ولا مطلوب تعريف ما هو معروف، فالبيان عبّر عن إدانة التصعيد، بعد القصف الأميركي، ومن ثم فالكل يعلم أن مصر تقصد ما قامت به واشنطن، وليس غيرها».

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً، الأحد، قالت فيه إن مصر تعرب عن «قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وتدين التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي».

وحسب البيان، حذّرت مصر من «مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر»، مشددة على أن «الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية، وليس الحلّ العسكري، هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة».

جاء ذلك بعدما نفّذت الولايات المتحدة، فجر الأحد، ضربة عسكرية خاطفة وناجحة بحسب الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد منشآت نووية ومواقع استراتيجية داخل إيران، في واحدة من أخطر مراحل التصعيد بين واشنطن وطهران منذ سنوات، بحسب المراقبين.

العلاقة بين القاهرة وواشنطن شهدت توتراً بسبب الخلاف بشأن حرب غزة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

ويرى الخبير المصري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي، أن «مصر لها علاقة تحالف استراتيجي قوية مع الولايات المتحدة، ومن الأساس حصلت توترات في تلك العلاقة خلال الفترة الماضية تتعلق بتباين موقفي البلدين بشأن الوضع في غزة ومسألة تهجير الفلسطينيين، ومن ثم مصر لم ترغب في إشارة بشكل واضح للولايات المتحدة، رغم أن الأخيرة هي من قامت بالضربة على إيران، ما استدعى إصدار ذلك البيان».

وأضاف الشوبكي لـ«الشرق الأوسط»؛ مع ذلك فـ«الإشارة العامة والتعبير عن القلق البالغ من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر يظلان توجهات عامة لمصر، فهي عبّرت عن قلقها من الضربة، لكن لم تذكر الولايات المتحدة بالاسم حتى لا تحدث مواجهة مفتوحة ومزيد من التوتر في العلاقات مع البلدين».

وكانت الرئاسة المصرية أصدرت بياناً، مساء السبت، أعلنت فيه عن اتصال السيسي بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وكان لافتاً في البيان أن السيسي أكّد رفض مصر للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، على عكس البيان الذي صدر عقب الضربة الأميركية، ولم يذكر الولايات المتحدة.

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، كثّفت مصر من اتصالاتها الدبلوماسية لاحتواء الأزمة. وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيان، الأحد، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً بالسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، أكّد خلاله أهمية العمل على وقف التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران، محذراً من التبعات الجسيمة لتوسع دائرة الصراع في المنطقة، ومؤكداً ضرورة العودة لمائدة التفاوض حقناً للدماء.

وأشاد السيسي بالدور الذي تقوم به سلطنة عُمان للوساطة بين إيران والولايات المتحدة، مؤكداً ضرورة استعادة مسار المفاوضات وتعزيزه لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، ومن جانبه ثمّن سلطان عُمان الجهود المصرية لوقف العنف بالمنطقة، مؤكداً حرص بلاده على العمل المشترك في هذا الإطار، وفق البيان المصري.

كما أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالين هاتفيين، مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، وعبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين، للتشاور والتنسيق بشأن التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

ووفق بيان للخارجية المصرية، الأحد، جرى التأكيد على أهمية وقف التصعيد العسكري، ووقف إطلاق النار، وتغليب الحلول السياسية والدبلوماسية كسبيل وحيد للخروج من الأزمة الراهنة والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وضرورة العمل على تجنب انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى والتوتر، كما تم التأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ويقول عضو الحزب الجمهوري الأميركي، توم حرب، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئيس المصري حريص على علاقته بالرئيس الأميركي ترمب». وأوضح أنه «في وجهة نظر واشنطن أن البيان المصري كان الأولى به أنه يوجه الإدانة لإيران، لأنها هي التي تهدد وهدّدت الأمن في المنطقة لعقود، ومصر نفسها تضررت من جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران، التي تستهدف السفن في البحر الأحمر، ما أدّى إلى تضرر كبير لقناة السويس».

من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الأميركية والدولية المقيم في نيويورك، محمد السطوحي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «البيان المصري واضح أنه يعبّر بدبلوماسية عن انزعاج ورفض للخطوة الأميركية، لكن الارتباط بأميركا ارتباط زمني فقط، لأنه جاء بعد الهجمات الأميركية مباشرة، بينما جاء تعبير (الإدانة) للتصعيد ومخاطره، دون إشارة واضحة للطرف المسؤول عن هذا التصعيد».

وأضاف: «في مثل هذه المواقف تحاول فيها البيانات الرسمية السير على خط رفيع، يؤكد على الموقف المبدئي دون استخدام لغة تستفز الطرف الأقوى في المعادلة، وبما يهدد المصالح المشتركة. وقد لاحظت أن المواقف السلبية من إيران انعكست في كثير من بيانات الدول التي اكتفت بالقلق والدعوة إلى وقف التصعيد، دون أي تضامن مع طهران، مع تفادى إثارة الغضب الأميركي الإسرائيلي».