مصر تدين الاحتلال الإسرائيلي لأرض سورية جديدة

عدّتها «انتهازاً لحالة السيولة»... وطالبت مجلس الأمن بالتدخل

جنود إسرائيليون بجوار دبابتين في مرتفعات الجولان المحتلة بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)
جنود إسرائيليون بجوار دبابتين في مرتفعات الجولان المحتلة بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)
TT

مصر تدين الاحتلال الإسرائيلي لأرض سورية جديدة

جنود إسرائيليون بجوار دبابتين في مرتفعات الجولان المحتلة بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)
جنود إسرائيليون بجوار دبابتين في مرتفعات الجولان المحتلة بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)

أدانت مصر، الاثنين، استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثّل «احتلالاً» لأراضٍ سورية، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل واتخاذ «موقف حازم».

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، إن مصر «تدين بأشد العبارات استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثّل احتلالاً لأراضٍ سورية»، وعدّته «انتهاكاً صارخاً لسيادتها، ومخالفة صريحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974».

وأعلن «تلفزيون سوريا»، التابع للفصائل المسلحة التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد، في حسابه على موقع «فيسبوك»، الاثنين، «تقدم الاحتلال الإسرائيلي» برياً، بالتزامن مع قصف درعا جنوب البلاد.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد صرّح بأنه تم استهداف مواقع أسلحة كيماوية وصواريخ طويلة المدى مشتبه بها في سوريا، من أجل منع وقوعها في أيدي أطراف عدائية.

وشدّدت مصر، في بيان «خارجيتها»، على أن الممارسات الإسرائيلية «تخالف القانون الدولي وتنتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتُعدّ انتهازاً لحالة السيولة والفراغ في سوريا لاحتلال مزيد من أراضيها؛ لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي».

وطالبت «الخارجية» المصرية مجلس الأمن الدولي والقوى الدولية بـ«الاضطلاع بمسؤولياتها واتخاذ موقف حازم من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بما يضمن سيادتها على كامل أراضيها».

وتترقّب مصر بحذر بالغ تداعيات سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وقالت «الخارجية» المصرية، عقب إعلان الإطاحة بالنظام السوري، الأحد، إنها «تتابع باهتمام كبير التغيّر الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها سيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها».

ودعت «الخارجية»، «جميع الأطراف السورية بتوجهاتها كافّة إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسّس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي».


مقالات ذات صلة

تعويل تركي على انفتاح ترمب على موقفها من «قسد»

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

تعويل تركي على انفتاح ترمب على موقفها من «قسد»

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
خاص مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية (الصف الأمامي يسار) يقود متطوعين في دورية راجلة بحي الميدان الدمشقي (الشرق الأوسط)

خاص «الشرق الأوسط» تستطلع عمل دوريات أهلية وسط دمشق

بلباس مدني وأسلحة خفيفة ومتطوعين شكلوا لجاناً أمنية، قرر مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية، قيادة شبان حي الميدان، لحماية البيوت والمحلات بعد سقوط نظام الأسد.

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر تتبع قوات سوريا الديمقراطية (قناتهم عبر تطبيق «تلغرام»)

مقتل 8 من عناصر «قسد» في معارك بشمال وشرق سوريا

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الاثنين، مقتل 8 من عناصرها، خلال المعارك في مناطق شمال وشرق سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي تصاعد الدخان قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب 11 يناير وسط المعارك بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا (أ.ف.ب)

دمشق ترفض تكتلاً خاصاً بالأكراد في الجيش

رفضت دمشق وجود تكتل خاص بالأكراد في الجيش، وقال وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة، إنه لن يكون من الصواب أن يحتفظ المسلحون الأكراد المدعومون من الولايات.


مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».