الخارجية العراقية تحذر من «نار تأكل المنطقة كلها»

أعلنت إطلاق سراح مختطف عراقي في سوريا

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ب)
TT

الخارجية العراقية تحذر من «نار تأكل المنطقة كلها»

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ب)

حذّر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، من أن استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة سيحولها إلى «نار تأكل المنطقة بشكل كامل». وفي هذه الأثناء، أعلنت الوزارة أنها تمكنت من إطلاق سراح مواطن عراقي كان مختطفاً في سوريا من دون أن تدفع فدية للخاطفين.

وقال وزير الخارجية فؤاد حسين في تصريحات صحافية، الأحد، إن «استمرار الحرب والعدوان الإسرائيلي سيؤدي إلى مخاطر كبيرة، وإن توسيع رقعة الحرب إلى مناطق أخرى يعني تهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم أجمع».

وشدد حسين على «ضرورة العمل العربي الجماعي والتواصل مع القوى الغربية والدفع قدماً بالضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب، والحد من انتقالها إلى مناطق أخرى».

وتأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه بغداد لاستضافة القمة العربية في مايو (أيار) المقبل. وقال حسين، إن حكومة بلاده «بدأت الاستعداد للقمة العربية، منذ انتهاء قمة البحرين، وتمت تهيئة جميع الأمور لانعقادها».

وأعلنت وزارة الخارجية، الأحد، إطلاق سراح مواطن عراقي اختطف في محافظة حمص السورية.

وقالت في بيان، انها تمكنت من «إطلاق سراح المواطن العراقي أبو الحسن حميد مساعد، الذي اختطف قبل ثلاثة أسابيع في منطقة البياضة بريف حمص، بعد قدومه من محافظة البصرة لغرض الزواج من فتاة سورية».

وأضافت أنه «بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها سفارة العراق في دمشق وبيروت، وبالتعاون مع جهاز المخابرات الوطني العراقي، والتواصل المباشر مع القيادات الأمنية في الحكومة السورية والجهات الأمنية اللبنانية، ممثلة بقيادة المخابرات، تم تحرير المواطن».

وتابع بيان الوزارة أن «العصابة التي قامت بالاختطاف كانت قد طالبت بفدية مالية قدرها 500 ألف دولار، إلا أن السفارة العراقية وجهاز المخابرات الوطني تمكنا من تحريره دون الدخول في أي مفاوضات مع الخاطفين، وسيتم التعامل مع الجناة وفقاً للقانون من قبل الجهات المختصة».

وأكدت الوزارة «التزامها الثابت بحماية مواطنيها في الخارج»، معربة عن «تقديرها للتعاون المثمر بين الأجهزة الأمنية العراقية ونظرائها في سوريا ولبنان، والذي أسهم في تحقيق هذا النجاح».

ظاهرة الزواج بسوريات

ونشطت في السنوات الأخيرة ظاهرة زواج العراقيين من السوريات، وتشير بعض التصريحات والإحصاءات شبه الرسمية إلى وقوع 5 آلاف حالة زواج خلال عام 2023 وحده.

سوريون من العائدين من لبنان في مايو 2024 (إ.ب.أ)

وغالباً ما يتوجه الراغبون في الزواج إلى سوريا، ويمكثون هناك، خصوصاً في بعض الأرياف نحو 3 أسابيع قبل أن يحصلوا على مرادهم بالزواج من فتاة سورية، ثم يعودون إلى العراق بعد تصديق عقد الزواج في السفارة العراقية بدمشق.

وارتبطت قصة الزواج هذه بكثير من التفاصيل والمشكلات والانتقادات، حيث ينظر البعض إلى الأمر بإيجابية، بينما يرى آخرون أنه بمثابة استغلال يقوم به البعض لحالة الفقر والضياع التي تعيشها بعض الأسر السورية جراء الحرب وعدم الاستقرار المتواصل منذ عام 2011. ويتحدث كثيرون عن قيام بعض المتزوجين باستغلال المتزوجات ومعاملتهن بطريقة غير لائقة بالنظر لبعدهن عن ديارهن وعوائلهن، في مقابل احترام آخرين لهن واعتيادهن على أجواء الحياة العراقية.

وهناك من يعزو كثرة حالة الزواج العراقية السورية إلى قلة المهور والأموال التي ينفقها الزوج، حيث لا يتجاوز المهر في بعض الحالات الـ 500 ألف دينار (نحو 325 دولاراً) في مقابل الغلاء الفاحش في المهور داخل العراق التي قد تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 10 آلاف دولار.

حماية العراقيين في ليبيا

من جهة أخرى، وفي شأن يتعلق بوزارة الخارجية أيضاً، أعلن القائم بالأعمال المؤقت لسفارة جمهورية العراق لدى ليبيا أحمد الصحاف، الأحد، عن التنسيق مع السلطات المعنية للوقوف على سلامة العراقيين من السيول في ليبيا.

وقال الصحاف لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن «سفارة جمهورية العراق في طرابلس تتابع باهتمام بالغ ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم أحداث السيول التي تطول مدينة سبها جنوب دولة ليبيا الشقيقة».

وأضاف أنها «تنسق مع السلطات المعنية هناك للوقوف على سلامة المواطنين العراقيين، وتتابع مع عدد من العائلات العراقيَّة، وتم تخصيص رقم هاتف للتواصل عند الحاجة لتقديم المساعدة المُمكنة».


مقالات ذات صلة

التصعيد على جبهة لبنان هدفه دغدغة غرائز الداخل الإسرائيلي

شؤون إقليمية إسرائيلية تتفقد الأضرار بعد هجمات نفذها «حزب الله» باتجاه شمال إسرائيل (رويترز)

التصعيد على جبهة لبنان هدفه دغدغة غرائز الداخل الإسرائيلي

كلا الطرفين يؤكد أنه غير معنيّ بحرب واسعة، لكنهما مستعدان لخوض الحرب إذا فُرضت، وكلاهما ينتظر قدوم المغيث الأميركي، أموس هوكشتاين، ليجدد الجهود نحو التسوية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)

منشورات إسرائيلية تدعو أهالي قرى لبنانية إلى إخلائها

استفاق سكان بلدات جنوبية حدودية على منشورات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء منازلهم، مما أثار الخوف في نفوسهم مع التصعيد المتواصل الذي تشهده جبهة الجنوب.

كارولين عاكوم (بيروت)
شؤون إقليمية مسؤول السياسة الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمد مصطفى في «لقاء مدريد» (إ.ب.أ)

وزير الخارجية الإسرائيلي يهاجم بوريل لتنظيمه «لقاء مدريد»

هاجم وزير خارجيتها، يسرائيل كاتس، الممثلَ السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، جوزيف بوريل، وعَدّه عنصرياً ومعادياً للسامية ولليهود.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال لقاء مع جنوده في 14 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

هاليفي: لسنا قريبين من نهاية حرب غزة

قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، إنه لا يعرف متى ستنتهي الحرب في غزة، مؤكداً أن جيشه «ليس قريباً بعدُ من إنهاء الحرب».

كفاح زبون (رام الله)
العالم العربي «حماس» تتهم أميركا بعدم الضغط على إسرائيل بشكل كافٍ لوقف الحرب في قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: الفلسطينيون يجب أن يحكموا قطاع غزة

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أسامة حمدان الأحد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ الحركة تريد «حكماً فلسطينياً مشتركاً» لقطاع غزة المحاصر والمدمر.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

وزير الدفاع المصري يتفقَّد قاعدة «محمد نجيب» وسط توترات إقليمية

وزير الدفاع المصري يشارك مقاتلي المنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الغداء (المتحدث العسكري)
وزير الدفاع المصري يشارك مقاتلي المنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الغداء (المتحدث العسكري)
TT

وزير الدفاع المصري يتفقَّد قاعدة «محمد نجيب» وسط توترات إقليمية

وزير الدفاع المصري يشارك مقاتلي المنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الغداء (المتحدث العسكري)
وزير الدفاع المصري يشارك مقاتلي المنطقة الشمالية العسكرية تناول وجبة الغداء (المتحدث العسكري)

تفقَّد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد المجيد صقر، قاعدة «محمد نجيب» العسكرية شمال البلاد، مؤكداً أهمية القاعدة كـ«قوة ردع على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي»، وقدرتها على «صد أي عدائيات».

ووفق بيان للمتحدث العسكري المصري، الأحد، فإن جولة وزير الدفاع جاءت بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة، في إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على المتابعة الميدانية لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.

وتعد القاعدة واحدة من «أبرز قلاع العسكرية المصرية»، بما تضمه من قوة عسكرية ضاربة ووحدات قتالية وإدارية وميادين للرماية والتدريب على الأسلحة المختلفة كافة، بحسب البيان المصري.

وخلال جولته التي تضمنت المرور على ميادين التدريب التخصصية وميادين الرماية الإلكترونية، أكد وزير الدفاع «الأهمية الاستراتيجية للقاعدة كقوة ردع على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي»، باعتبارها «قادرة على صد أي عدائيات بما تمتلكه من أسلحة ومعدات وفقاً لأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى كونها مسرحاً للتدريبات المشتركة تجتمع فيها كل مقومات التدريب والقدرة القتالية طبقاً لأسس ومبادئ ومكونات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة».

وشدَّد الوزير المصري على حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعظيم إمكاناتها وقدراتها بإنشاء قواعد عسكرية متكاملة على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة لتتضمن قوات برية وتجميعاً قتالياً يشتمل على مواني بحرية وقواعد جوية، وإمدادها بأحدث نظم التسليح العالمية، كي تكون «مرتكزاً لتنفيذ أي مهام توكل إليها بكفاءة واقتدار، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الدولة المصرية».

وأشار إلى مضي القوات المسلحة بـ«كل قوة وإصرار في تطوير خطط وبرامج التدريب القتالي وفقاً لأسس علمية مدروسة».

وتأتي جولة وزير الدفاع المصري وسط توترات إقليمية عدة، أبرزها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، على حدود البلاد الشرقية، وكذلك التوترات المصرية-الإثيوبية بسبب نزاع «سد النهضة» الإثيوبي، والرفض المصري لمساعي إثيوبيا إقامة ميناء بحري في «أرض الصومال».

وقبل نحو أسبوع أجرى رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد خليفة، زيارة مفاجئة للحدود مع قطاع غزة، اعتبرها مراقبون «رسالة حادة» من القاهرة رداً على تصعيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتمسكه بالبقاء في محور «فيلادلفيا» الحدودي بين غزة ومصر، والذي يعدّ منطقة عازلة بموجب «اتفاقية السلام» الموقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979.