جامعة الأزهر توقف أستاذاً أفتى بجواز «سرقة الكهرباء»

جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)
جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)
TT

جامعة الأزهر توقف أستاذاً أفتى بجواز «سرقة الكهرباء»

جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)
جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)

أوقفت جامعة الأزهر بمصر، الثلاثاء، الدكتور إمام رمضان إمام، أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بكلية التربية في الجامعة، بعد أن أفتى بإباحة «سرقة الكهرباء»، وكذلك عدد من الخدمات العامة التي تقدمها الحكومة المصرية، مثل المياه والغاز، وسط «استهجان رسمي».

وظهر إمام، المعروف بآرائه الجدلية، في مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، تحت عنوان «اسرقوهم يرحمكم الله»، أحل خلاله سرقة الكهرباء والماء، بداعي «ارتفاع الأسعار، واسترداد الحقوق»، قبل أن تتخذ جامعة الأزهر قراراً بإحالته للتحقيق، بسبب ما عدَّته «فتوى شاذة تتضمن مخالفات فقهية، وتتعارض مع تعاليم الدين الحنيف».

ووفق قرار رسمي لرئيس جامعة الأزهر، سلامة داود، جرى «إيقاف إمام عن العمل لمدة 3 أشهر، أو لحين انتهاء التحقيق معه، أيهما أقرب».

وكانت «دار الإفتاء المصرية» قد ردت على فتوى الأستاذ الأزهري، محرمةً في إفادة لها، الأحد: «الانتفاع بموارد الدولة من شبكات المياه أو خطوط التيار الكهربائي، عن طريق التحايل على ذلك بأي وسيلة غير قانونية، بغرض التهرب من دفع الرسوم المقررة لذلك».

وعدَّت «الإفتاء المصرية» ذلك «سرقةً محرمة، وأكلاً لأموال الناس بالباطل، وإضراراً بالمصلحة العامة، وخرقاً للنظام، وخيانةً للأمانة، ومخالفة لولي الأمر الذي أمر الشرع بطاعته».

وشددت على تبعات الأمر من «انتشار للفساد، وضياع للحقوق، والتعدي على حق الفقراء ومحدودي الدخل باستغلال الحصة المخصصة لحاجتهم الأصلية من تلك الخدمات. والادعاء بأن ذلك من الحقوق المشروعة المباحة دون مقابل ادعاء باطل، لا أصل له في الشرع الشريف».

ومؤخراً عملت الحكومة المصرية على اتخاذ إجراءات مشددة في مواجهة سرقات الكهرباء. وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في وقت سابق: «إيقاف صور الدعم المقدم من الدولة عن كل من يحرَّر ضده محضر سرقة الكهرباء». كما دعت الحكومة المواطنين لـ«الإبلاغ عن وقائع السرقة».

ويؤيد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أسامة العبد، ما أفتت به «دار الإفتاء المصرية» من «حرمة سرقة موارد الدولة»، مؤكداً أن «الأزهر لا يمكن أن يوافق على ما صدر من الأستاذ الجامعي»، وطالب بضرورة «الأخذ برأي (دار الإفتاء)، باعتبارها الجهة الأساسية المسؤولة عن إقرار الحلال والحرام».

وعدَّ العبد -في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»- أن ما صدر من الأستاذ الجامعي «مخالفة شرعية»، وقال إن «موارد الدولة مشاركة بين الشعب بأكمله، وتديرها الدولة بالطريقة التي تحقق منفعة للجميع».

وطالب النائب البرلماني بضرورة «محاسبة من يخالف النظام العام بالدولة»؛ مشيراً إلى أن «مصر في مرحلة بناء للدولة حالياً، ويجب على الجميع المساهمة في هذا المسار، بتحصيل مقابل الخدمات المقدمة لهم».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف الأستاذ الأزهري إمام رمضان، فقد سبق أن أوقف عن العمل عام 2019، في واقعة «أمر طالبين بجامعة الأزهر على خلع سرواليهما أمام زملائهما في المحاضرة بحجة التعلُّم»، وعاد للعمل بالجامعة مجدداً بعد انتهاء العقوبة.


مقالات ذات صلة

مصر تشدد على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر

شمال افريقيا حاويات تعبر قناة السويس (رويترز)

مصر تشدد على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر

دعت مصر إلى ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن «بلاده تكبدت خسائر اقتصادية كبيرة»، بسبب التوترات الأمنية.

أحمد إمبابي (القاهرة )
العالم العربي الرئيس الإماراتي ونظيره المصري أثناء محادثات في أبوظبي يناير الماضي (الرئاسة المصرية)

محادثات مصرية - إماراتية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في القاهرة، مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا أبراج وفنادق ومكاتب شركات على نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

حديث ويتكوف عن مصر يُثير امتعاضاً في القاهرة

أثار حديث مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن الوضع في مصر امتعاضاً في القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، عن موقف بلاده الرافض «أي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مدحت صالح يختتم ليالي الأوبرا الرمضانية (وزارة الثقافة المصرية)

مدحت صالح يُسدِل ستارة حفلات «ليالي رمضان» مُقدِّماً جميل أغنياته

شدا مدحت صالح على المسرح الكبير في الأوبرا بأشهر أغنياته برفقة عازف البيانو والموزّع الموسيقي عمرو سليم، والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محادثات مصرية - إماراتية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات

الرئيس الإماراتي ونظيره المصري أثناء محادثات في أبوظبي يناير الماضي (الرئاسة المصرية)
الرئيس الإماراتي ونظيره المصري أثناء محادثات في أبوظبي يناير الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

محادثات مصرية - إماراتية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات

الرئيس الإماراتي ونظيره المصري أثناء محادثات في أبوظبي يناير الماضي (الرئاسة المصرية)
الرئيس الإماراتي ونظيره المصري أثناء محادثات في أبوظبي يناير الماضي (الرئاسة المصرية)

تناولت محادثات مصرية - إماراتية في القاهرة تعزيز التعاون في مختلف المجالات. واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء السبت.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الزيارة تأتي في إطار أخوي، في ضوء العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط الرئيس السيسي بشقيقه رئيس دولة الإمارات؛ حيث أقام الرئيس السيسي مأدبة إفطار تكريماً للشيخ محمد بن زايد، تم خلالها التأكيد على قوة العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، وبحث «سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات الشعبين المصري والإماراتي الشقيقين».

وأضاف متحدث الرئاسة المصرية أن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حرص من جانبه على توجيه الشكر للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال، مؤكداً على «العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، وحرص الإمارات على الاستمرار في تعزيزها».

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فإن السيسي استقبل الشيخ محمد بن زايد في مطار القاهرة الدولي، ورحّب السيسي، خلال استراحة قصيرة في قاعة كبار الزوار في المطار، بالشيخ محمد بن زايد، وتبادلا التهاني وأطيب الأمنيات فيما تبقى من شهر رمضان، كما تبادلا الأحاديث الأخوية الودية التي تعبر عن متانة العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، حسبما أوردت «وام».

والتقى الرئيس الإماراتي نظيره المصري خلال محادثات عُقدت في أبوظبي، يناير (كانون الثاني) الماضي، تناولت الأوضاع الإقليمية وسُبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وشدد السيسي وبن زايد حينها على «ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عراقيل». وأشارا إلى «ضرورة مواصلة المساعي الحثيثة لتطبيق حل الدولتين، بوصفه الحل الوحيد الذي يضمن التوصل إلى السلام المستدام والاستقرار في الشرق الأوسط».

الرئيسان عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد خلال تدشين مشروع «رأس الحكمة» في أكتوبر الماضي (الرئاسة المصرية)

ودشّن الرئيس المصري ونظيره الإماراتي، في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مشروع مدينة «رأس الحكمة» (على الساحل الشمالي المصري)؛ حيث شهد الرئيسان إطلاق المشروع الذي تم وصفه بأنه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البنّاءة بين البلدين.

ووقعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) 2024، بـ«استثمارات قُدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع». (الدولار الأميركي يساوي 50.20 جنيه في البنوك المصرية).

ورأس الحكمة، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

كما تناولت محادثات مصرية - إماراتية لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على هامش فعاليات «منتدى صير بني ياس» بالإمارات، علاقات التعاون، والأزمة السودانية، والحرب في غزة ولبنان.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، حينها، تناول اللقاء العلاقات المتنامية بين البلدين الشقيقين، والتطلع لمزيد من التقدم على صعيد تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بينهما.