منع «المؤتمر الشعبي» في صنعاء من الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب

الحوثيون سمحوا بإقامة ندوة مصغرة لبعض القيادات

مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)
مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)
TT

منع «المؤتمر الشعبي» في صنعاء من الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب

مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)
مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)

منعت جماعة الحوثيين في اليمن قادة جناح حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضعين لها في العاصمة المختطفة صنعاء من إقامة مهرجان جماهيري في أحد الميادين، أو حتى تنظيم احتفالية كبيرة احتفاء بذكرى تأسيس الحزب التي تصادف 24 أغسطس (آب) من كل عام.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن رفض جماعة الحوثي طلبات تقدم بها قادة جناح حزب «المؤتمر» للسماح لهم بتنظيم احتفالية بذكرى التأسيس لهذا العام.

مبنى اللجنة الدائمة التابع لحزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع لجماعة الحوثي في صنعاء (الشرق الأوسط)

وأبلغ قادة في الحزب قبل نحو أسبوع أعضاء فيما يسمى المكتب السياسي لجماعة الحوثي بصنعاء، عن نيتهم تنظيم احتفالية كبيرة بالذكرى الـ42 لتأسيس الحزب، إلا أن المصادر أكدت أن قادة الجماعة أبلغوا كبار قادة الحزب، ومن بينهم صادق أمين أبو راس، ويحيى الراعي، وعبد العزيز بن حبتور، بصدور تعليمات من زعيم الجماعة، تقضي بمنع الحزب من إقامة أي احتفالية؛ سواء في ميدان السبعين، أو في القاعة التي تتبع الحزب في حي الحصبة شمال العاصمة.

واكتفت جماعة الحوثي بالسماح لبعض قادة جناح الحزب في صنعاء بإقامة ندوة مصغرة، شارك فيها عدد محدود من قيادات وأعضاء الحزب، ظهر فيها يحيى الراعي، وهو النائب الأول لرئيس جناح حزب «المؤتمر» في صنعاء، ورئيس البرلمان غير الشرعي، وهو منزعج بشدة بسبب أنه لم يُبلغ بخبر الفعالية إلا قبيل تنظيمها بنصف ساعة. وفق ما أفادت به المصادر.

استياء شديد

وذكر ثلاثة من أعضاء الحزب حضروا الندوة لـ«الشرق الأوسط» أن الراعي قدَّم في كلمة ألقاها لدى ترؤسه الندوة اعتذاره للمشاركين، نتيجة التقصير الحاصل والوقت المفاجئ والضيق الذي حُدِّدَ لإقامة الندوة.

وأبدى الراعي انزعاجه من حجم القاعة الذي لا يتناسب مع إقامة الفعالية، ورأى أن ذلك يعد إهانة متعمدة لقادة حزب «المؤتمر» الخاضعين للجماعة بصنعاء، وطالب الحاضرين بمزيد من الصبر والتحمل «حتى يفرجها الله»، وفق تعبيره.

ندوة محدودة أقامها جناح حزب «المؤتمر» الموالي للحوثيين في صنعاء (فيسبوك)

ويندرج التضييق الحوثي على جناح حزب «المؤتمر» ضمن قيود مشددة وضعتها الجماعة على أنشطة الأحزاب والتنظيمات السياسية في مناطق سيطرتها، خشية بروز أصوات منددة بالممارسات القمعية وسياسات الفساد والعبث والتجويع.

وأبدى قادة في حزب «المؤتمر» في صنعاء، استيائهم الشديد من الممارسات الحوثية تجاه الحزب ومنتسبيه، ووصفوا ذلك بأنه يندرج ضمن سلوك الجماعة الاستفزازي ضد الأحزاب والتنظيمات السياسية، وضد اليمنيين بشكل عام.

وأرجعت مصادر حزبية أسباب المنع الحوثي من إقامة أي مهرجانات أو احتفالات بذكرى تأسيس حزب «المؤتمر»، إلى تخوف كبار قادة الجماعة من أي حضور جماهيري واسع في ميدان السبعين، إلى جانب خشيتها من أي هجوم جديد قد يشنه رئيس جناح الحزب، صادق أمين أبو راس، على خلفية سياسة التهميش والإقصاء التي انتهجتها الجماعة أثناء تشكيل حكومتها الجديدة غير المعترف بها.

موالون للجماعة الحوثية يرددون «الصرخة الخمينية» في احتفالية سابقة لحزب «المؤتمر» في صنعاء (فيسبوك)

وليست هذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها جماعة الحوثي جناح حزب «المؤتمر» وغيره من التنظيمات السياسية تحت سيطرتها من إقامة أي احتفالات بذكرى التأسيس وبالمناسبات الوطنية، فقد سبق أن منعت مطلع أبريل (نيسان) العام الماضي، قادة حزب «المؤتمر» الخاضعين لها في صنعاء وريفها، مع بقية الأحزاب الأخرى، من إقامة أي فعاليات تنظيمية وأمسيات رمضانية.

وعادة ما تبرر جماعة الانقلاب منع أي أنشطة سياسية وتنظيمية للأحزاب وغيرها في مدن سيطرتها، بأنه يأتي انطلاقاً من اعتقادها أن الحزبية والتعددية السياسية والديمقراطية والانتخابات وغيرها، عبارة عن مخطط غربي يستهدف المجتمعات الإسلامية والعربية.


مقالات ذات صلة

الجيش اليمني يُسقط 3 مسيّرات حوثية هاجمت منشأة نفطية حيوية

العالم العربي جانب من منشأة «صافر» لتكرير النفط في محافظة مأرب اليمنية (إكس)

الجيش اليمني يُسقط 3 مسيّرات حوثية هاجمت منشأة نفطية حيوية

هاجمت الجماعة الحوثية منشأة «صافر» النفطية بمحافظة مأرب الخاضعة للحكومة الشرعية بثلاث طائرات مسيرة تم اعتراضها وإسقاطها، وذلك في أخطر تصعيد ضد المنشآت الحيوية.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي المركز الصحي الوحيد في منطقة «مفرق المخا» يقدم الرعاية الطبية مجاناً (إعلام محلي)

«مفرق المخا»... بلدة يمنية تحاصرها خطوط المواجهة

يعيش أكثر من 4500 نازح في بلدة «مفرق المخا» اليمنية قرب خطوط المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين في ظروف إنسانية صعبة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أضرار كبيرة في محافظة الحديدة اليمنية في ظل ضعف أعمال الإغاثة وتسييسها (رويترز)

جبايات حوثية من بوابة «منكوبي السيول»... ورفض لمبادرات الإغاثة

فرض الحوثيون جبايات على التجار بذريعة إغاثة منكوبي السيول في الحديدة، في حين رفضوا مبادرات الإغاثة المقدمة من طرف الحكومة الشرعية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي إجبار طلبة المدارس بمناطق سيطرة الحوثيين على المشاركة في فعاليات طائفية (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يكثفون انتهاكاتهم في قطاع التعليم

أجبر الحوثيون مدارس أهلية على تخصيص أوقات لإحياء مناسبات ذات منحى طائفي، وإجبار معلمين على المشاركة في دورات تعبوية وعسكرية، وترديد «الصرخة الخمينية».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي محمد آل جابر خلال استقباله هانس غروندبرغ في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

آل جابر وغروندبرغ يستعرضان جهود السعودية في دعم التهدئة والسلام اليمني

ناقش محمد آل جابر سفير السعودية لدى اليمن مع هانس غروندبرغ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مستجدات الأزمة اليمنية، ودور السعودية في دعم جهود التهدئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

اتهامات سودانية - أميركية متبادلة بشأن إلغاء اجتماع القاهرة

مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
TT

اتهامات سودانية - أميركية متبادلة بشأن إلغاء اجتماع القاهرة

مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في يوليو 2024 (الخارجية المصرية)

تبادلت الحكومة السودانية الاتهامات مع المبعوث الأميركي للسودان توم بيريللو، بشأن تحمل مسؤولية إلغاء «اجتماع القاهرة» التشاوري، الذي كان مقرراً له الثلاثاء الماضي، ضمن جهود يقوم بها «وسطاء دوليون»؛ لوقف الحرب، وإنفاذ المساعدات لداخل السودان.

وأبدى خبراء ودبلوماسيون سابقون، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، إحباطهم من تعثر اجتماع القاهرة، مؤكدين أنه «يعكس الانتقال لمرحلة أكثر تعقيداً»، محذرين من «إجراءات عقابية على السودان، حال عدم الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في محادثات سويسرا».

ورفضت الحكومة السودانية المشاركة في المحادثات التي دعت لها الولايات المتحدة في سويسرا 14 أغسطس (آب) الحالي، في حين شارك ممثلون عن «الدعم السريع». غير أن مجلس السيادة السوداني أعلن تجاوبه مع اتصالات أجراها وسطاء دوليون (أميركا ومصر)، وقرر (الأحد) إرسال وفد حكومي للقاهرة، للقاء وفد من الإدارة الأميركية؛ «لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة».

ووسط حالة ترقب صاحبت إعلان المبعوث الأميركي وصوله للقاهرة، الثلاثاء الماضي، لإجراء مشاورات مع وفد الحكومة السودانية، أعلن بيريللو عودته لسويسرا مرة أخرى، دون إجراء الاجتماع، وبموازاة ذلك لم يصل الوفد السوداني لمصر.

وحمّلت الحكومة السودانية الولايات المتحدة سبب إلغاء مشاورات القاهرة، وقالت في إفادة لمجلس السيادة السوداني، مساء الأربعاء، إنها «قررت إرسال وفد حكومي، وتأكيداً على جديتها، وصل اثنان من أعضاء الوفد للقاهرة يوم الاثنين الماضي، انتظاراً لالتحاق باقي الوفد بهما»، غير أن الاجتماعات لم تعقد بسبب ظروف تتعلق بوفد الولايات المتحدة».

وأكد البيان أن المشاورات التي كانت مقررة في القاهرة، «ليس لها علاقة باجتماعات جنيف، لكن استهدفت توضيح رؤية الحكومة لتنفيذ إعلان جدة الإنساني الموقع 11 مايو (أيار) 2023»، وقالت الحكومة إنها «مستعدة لأي جولات تشاورية يتم تحديدها لتحقيق السلام»، غير أنها طالبت بضرورة «التنسيق المسبق، وليس بفرض الأمر الواقع من طرف واحد».

في المقابل، حمّل المبعوث الأميركي للسودان، الحكومةَ السودانية مسؤولية إلغاء اجتماع القاهرة، وقال عبر حسابه الرسمي على منصة (إكس)، إن «الحكومة المصرية كانت حددت موعداً لعقد اجتماع مع وفد من بورتسودان، لكن قيل لنا إنه سيتم إلغاء الاجتماع بعد أن خرق الوفد البروتوكولات».

وعبر بيريللو، في الوقت نفسه، عن تقديره للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، وقال إنها تأتي «جزءاً من الشراكة الوثيقة المستمرة مع مصر في محاولة إنقاذ الأرواح في السودان»، وأضاف: «متحمسون لمواصلة نتائج جهودنا مع مصر والشركاء الدوليين في سويسرا لتوسيع نطاق الوصول الإنساني والبرامج الأخرى لتخفيف معاناة الشعب السوداني».

وقالت مصادر دبلوماسية في جنيف لــ«الشرق الأوسط» إن السبب الرئيس وراء تعثر الاجتماع التشاوري بين الطرفين، أن المبعوث الأميركي رفض لقاء الوفد بصفته ممثلاً للحكومة السودانية، وتمسك بلقاء وفد من القوات المسلحة.بدوره قال رئيس الوفد الحكومي، محمد بشير أبونمو لصحيفة «السوداني» المحلية، الخميس إن أي تغيرات تقوم بها الحكومة في طاقم وفدها المفاوض شأن داخلي، مضيفاً لم أفهم ماذا يعني المبعوث الأميركي لدى السودان، توم بيرييلو بعبارته «خرق الوفد البرتكولات».وترى مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام، أماني الطويل، أن «مسار المفاوضات السودانية انتقل لمرحلة جديدة من التعقيد، بعد إلغاء مشاورات القاهرة»، وأوضحت أن أسباب إلغاء الاجتماع «ملتبسة وغير مفهومة».

وتوقعت الطويل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «يزداد المشهد تعقيداً، خاصة أن تصريحات بيريللو، تعكس انحيازه لأطراف عسكرية وسياسية معينة»، على حد قولها.

وانتقدت الخبيرة المصرية حديث المبعوث الأميركي عن أسباب إلغاء اجتماع القاهرة، وطالبت بـ«ضرورة استثمار طرفي الحرب في السودان، جهودَ الوسطاء الدوليين في جنيف لوقف الحرب»، ورأت أن «البديل اتخاذ إجراءات عقابية أو ممارسة ضغوط على طرفي الحرب، أو إهمال المجتمع الدولي ملف السودان».

بدوره، قال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، إن «مغادرة المبعوث الأميركي القاهرة قبل عقد المشاورات، تأتي للرد على مواقف الحكومة السودانية الرافضة للمشاركة في اجتماعات سويسرا، ورد فعل على التقارب السوداني مع روسيا، خصوصاً بعد زيارة وزير الدفاع السوداني لموسكو مؤخراً لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين».

وتشهد العلاقات السودانية - الروسية، تقارباً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، حيث أنهى وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، زيارة لموسكو (الجمعة)، التقى خلالها عدداً من قادة الجيش الروسي، وفي الوقت نفسه، زار وفد مصرفي من البنك المركزي الروسي، بورتسودان (السبت)، للعمل على تعزيز العلاقات المصرفية والمالية بين البلدين.

وحول الموقف المصري، قال حليمة لـ«الشرق الأوسط»، إن «القاهرة حريصة على إنجاح الجهود الدولية لوقف الحرب في السودان»، مشيراً إلى «إجراء مصر اتصالات لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة»، وقال «إن جهود واتصالات مصر مستمرة لحلحلة الأزمة السودانية».

وأشاد بيان مجلس السيادة السوداني بالجهود المصرية، وقال: «تثمن حكومة السودان عالياً الجهود التي ظلت تبذلها مصر، منذ اندلاع الحرب، لا سيما استضافتها للسودانيين، وكذلك جهودها لتحقيق السلام، ومبادرتها لاستضافة اجتماع تشاوري مع الولايات المتحدة».

في المقابل، يرى المحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة «التيار»، أن «مشاورات الحكومة السودانية مع (وسطاء جنيف) لم تتوقف»، وقال إن «المفاوضات تسير في مسارين؛ الأول معلن، والآخر غير معلن»، مشيراً إلى أن «المحادثات أنهت التوافق على الجوانب الإنسانية، ويتبقى مسار وقف الحرب»، واستدل على ذلك «بالإجراءات الأخيرة لتسهيل دخول المساعدات عبر معبر أدري الحدودي».

وأوضح ميرغني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحكومة السودانية، تشترط تنفيذ إعلان جدة»، وقال إن «الوسطاء الدوليين، قدموا تعهدات وضمانات بتنفيذ الإعلان، لكن الحكومة تشترط التنفيذ أولاً وليس التعهد به».

وكان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أعلن مؤخراً، فتح معبر أدري الحدودي في غرب البلاد مع تشاد، لتسهيل إنفاذ المساعدات الإنسانية، كما قرر نقل الإشراف على المعابر الحدودية لمجلس السيادة، لتسهيل الإجراءات وضمان انسياب الحركة التجارية وسرعة تخليص البضائع، حسب إفادة لمجلس السيادة.