انتهاكات وترحيل قسري للاجئين الأفارقة بمناطق سيطرة الحوثيين

تقرير أممي: انخفاض عدد الواصلين إلى اليمن بنسبة 78%

المهاجرون الأفارقة يتعرضون لصنوف الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
المهاجرون الأفارقة يتعرضون لصنوف الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
TT

انتهاكات وترحيل قسري للاجئين الأفارقة بمناطق سيطرة الحوثيين

المهاجرون الأفارقة يتعرضون لصنوف الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
المهاجرون الأفارقة يتعرضون لصنوف الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)

اتهمت الأمم المتحدة الجماعة الحوثية في اليمن بتعريض اللاجئين الأفارقة لشتى صنوف الانتهاكات قبل إجبارهم على الرحيل القسري إلى مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، مشيرة إلى وفاة وفقد 1860 مهاجراً على طول الطريق من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال العام الحالي.

وفي تقرير عن المستجدات الإنسانية ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أن الحوثيين في صنعاء ومحافظة صعدة، قاموا بترحيل آلاف من المهاجرين الأفارقة نحو مدينة عدن التي تتخذها الحكومة المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.

10 آلاف مهاجر أفريقي وصلوا اليمن خلال النصف الأول من العام الحالي (الأمم المتحدة)

وأكد المكتب أن المهاجرين يتعرضون للاحتجاز وصنوف الانتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قبل إجبارهم على الرحيل باتجاه مناطق سيطرة الحكومة.

وخلال الفترة الأخيرة، وفق المكتب الأممي، زاد عدد المهاجرين الأفارقة الذين يتم ترحيلهم بالقوة من مناطق سيطرة الحوثيين إلى عدن، وهي المناطق التي يوجد فيها نحو 5 آلاف مهاجر تقطعت بهم السبل.

وأشار التقرير إلى أن عدد المهاجرين الأفارقة العالقين في اليمن زاد مؤخراً، إذ يوجد أكثر من 14 ألف شخص في 3 محافظات تقع تحت سيطرة الحكومة، منهم 5 آلاف في عدن، و4.500 في مأرب، ومثلهم في محافظة شبوة. وقال إن هؤلاء بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وينتظرون رحلات عودة آمنة إلى بلدانهم.

كان الحوثيون نفذوا حملات متتالية لترحيل المهاجرين الأفارقة من مناطق سيطرتهم إلى مناطق سيطرة الحكومة، عقب المحرقة التي شهدها أحد مراكز الاحتجاز، وأدت إلى وفاة العشرات.

وتقول مصادر حكومية يمنية إن الحوثيين يخيرون المهاجرين بين الانخراط في صفوفهم للقتال أو ترحيلهم قسراً إلى مناطق سيطرة الحكومة، حيث يتم وضعهم في شاحنات لنقل الحيوانات ويلقى بهم في أطراف المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في أوضاع إنسانية بائسة.

مسارات آمنة

دعت المنظمة الدولية للهجرة، من جهتها، الدول إلى توفير مسارات هجرة منتظمة لضمان الهجرة الآمنة، وقالت إنه منذ بداية العام الحالي، سجل مشروع المهاجرين المفقودين 1,860 حالة وفاة واختفاء بين المهاجرين على طول ما يسمى بالطريق الشرقي من شرق أفريقيا والقرن الأفريقي إلى اليمن، بما في ذلك 480 شخصاً بسبب الغرق.

وبينت المنظمة أنها تشجع الدول على اعتماد استراتيجيات إقليمية لتحسين إدارة الهجرة التي تقدم المساعدة للأشخاص، بغض النظر عن وضعهم، كما أنها تنسق مع 48 منظمة إنسانية وتنموية أخرى وحكومات لمواجهة هذه التحديات.

الطريق من القرن الأفريقي إلى اليمن أكثر طرق الهجرة ازدحاماً وخطورة في العالم (الأمم المتحدة)

وأعادت «الهجرة الدولية» التذكير بأن الطريق من شرق القرن الأفريقي إلى اليمن هو أحد أكثر طرق الهجرة المختلطة ازدحاماً وخطورة في العالم، إذ يرتاده مئات الآلاف من المهاجرين، الذين يقوم معظمهم برحلات غير نظامية. وكثيراً ما يعتمد المهاجرون على المهربين في الرحلة، وغالباً ما يتعرضون لخطر متزايد، بما في ذلك الاتجار بالبشر، أثناء رحلة القارب المحفوفة بالمخاطر إلى شواطئ اليمن.

وعلى الرغم من النزاع المستمر في اليمن، لا يزال آلاف المهاجرين، وفق المنظمة، يعبرون الحدود إلى اليمن على أمل الوصول إلى دول الخليج.

وخلال النصف الأول من العام الحالي، لاحظت مصفوفة تتبع النزوح وصول أكثر من 10,300 مهاجر إلى اليمن، وهو انخفاض بنسبة 87 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.


مقالات ذات صلة

حملات حوثية في صنعاء لإقناع السكان بمقاطعة اللقاحات

العالم العربي طفل يمني يتلقى تطعيم ضد مرض الكوليرا (أ.ف.ب)

حملات حوثية في صنعاء لإقناع السكان بمقاطعة اللقاحات

شنت الجماعة الحوثية حملات تحريض جديدة ضد اللقاحات في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها بالتزامن مع تسجيل نحو 10 حالات إصابة جديدة بشلل الأطفال خلال أسبوع.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي تراجع تسرب الطلبة وزادت دوافعهم للتعلم بعد تحسين البيئة التعليمية (الأمم المتحدة)

صعوبة التضاريس تحرم ثلثي أطفال اليمن من التعليم

أكثر من ثلثي الأطفال في اليمن يعيشون في مناطق نائية يصعب الوصول إليها، وهو ما يحد من قدرتهم على الوصول إلى المؤسسات التعليمية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أحد شوارع حي الصافية وسط صنعاء بعد هطول الأمطار (إكس)

المستنقعات تحاصر سكان صنعاء وتهددهم بالأوبئة

يتحول كثير من شوارع صنعاء في موسم الأمطار إلى مستنقعات وتغرق غالبية الأحياء بالأوحال لأيام طويلة ما يسبب خسائر مادية وإعاقة للحركة وتفشي الأوبئة

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مع العقوبات المفروضة على تدفق الأسلحة للحوثيين تُتهم إيران بأنها تقوم بتهريب الأسلحة لهم (أ.ف.ب)

عقوبات أميركية على كيانات وشخصين لتسهيل شراء أسلحة للحوثيين

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على فردين يمنيين و4 شركات مقارها في اليمن والصين على خلفية تسهيل شراء أسلحة للحوثيين المدعومين من إيران

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي رفع العقوبات الأممية عن أحمد علي صالح ووالده

اليمن: رفع العقوبات الأممية عن صالح ونجله أحمد

إثر جهود رئاسية يمنية ودعم سعودي وإماراتي، أزالت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، اسمَي الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ونجله أحمد من قائمة العقوبات.

علي ربيع (عدن)

عقوبات أميركية على كيانات وشخصين لتسهيل شراء أسلحة للحوثيين

مع العقوبات المفروضة على تدفق الأسلحة للحوثيين تُتهم إيران بأنها تقوم بتهريب الأسلحة لهم (أ.ف.ب)
مع العقوبات المفروضة على تدفق الأسلحة للحوثيين تُتهم إيران بأنها تقوم بتهريب الأسلحة لهم (أ.ف.ب)
TT

عقوبات أميركية على كيانات وشخصين لتسهيل شراء أسلحة للحوثيين

مع العقوبات المفروضة على تدفق الأسلحة للحوثيين تُتهم إيران بأنها تقوم بتهريب الأسلحة لهم (أ.ف.ب)
مع العقوبات المفروضة على تدفق الأسلحة للحوثيين تُتهم إيران بأنها تقوم بتهريب الأسلحة لهم (أ.ف.ب)

فرضت واشنطن عقوبات جديدة على فردين يمنيين و4 شركات يملكانها مقارها في اليمن والصين على خلفية تسهيل شراء أسلحة للحوثيين المدعومين من إيران، وفق ما أفاد به بيان الخزانة الأميركية.

ويستهدف الإجراء الأميركي، وفق البيان، الجهات الفاعلة الرئيسية الموجودة في الصين، بما في ذلك هونغ كونغ واليمن والتي دعمت بشكل مباشر جهود الحوثيين لشراء مواد عسكرية من الخارج وشحن هذه العناصر إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون؛ مما مكّن الجماعة من شنّ هجمات مستمرة.

جانب من ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين المتهمين باستخدامه لتهريب الأسلحة الإيرانية (رويترز)

وقال براين إي نيلسون، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، الأربعاء، إن «الحوثيين سعوا إلى استغلال مناطق نفوذ قضائي رئيسية مثل جمهورية الصين الشعبية وهونغ كونغ من أجل الحصول على المكونات اللازمة لأنظمة الأسلحة القاتلة ونقلها». وأضاف نيلسون: «ستواصل وزارة الخزانة استهداف الميسرين الذين يمكّنون أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار».

وشملت العقوبات الأميركية الجديدة كلاً من: ماهر يحيى محمد مطهر الكينعي، وشركته «واي تك»، وأحمد خالد يحيى الشهاري، وشركاته الثلاث «الشهاري المتحدة»، و«قوانغتشو الشهاري المتحدة»، و«هونغ كونغ الشهاري»، ومقارها في اليمن والصين.

وسهّلت الشركات الأربع الكثير من الشحنات من الموردين المقيمين في الصين إلى الحوثيين، بما في ذلك المكونات المستخدمة في تصنيع الصواريخ والطائرات من دون طيار الحوثية. بحسب ما جاء في البيان.

مكونات مزدوجة الاستخدام

أوضحت وزارة الخزانة الأميركية في بيانها أن شركة «الشهاري المتحدة» تحافظ على اتصال وثيق مع عملاء الحوثيين المقيمين في جمهورية الصين الشعبية واليمن، الذين استخدموا الشركة للمساعدة في تسهيل بعض أهم جهود المشتريات الخاصة بهم.

وقال البيان إن الكينعي نسّق مع عملاء آخرين لمشتريات الحوثيين لتسهيل شحن المعدات والمكونات ذات الاستخدام المزدوج للاستخدام المحتمل في تصنيع الأسلحة الحوثية.

وأضاف البيان أنه «تم تصنيف شركة (الشهاري المتحدة) بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 المعدل، لمساعدتها مادياً أو رعايتها أو توفير الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لمليشيات الحوثي أو دعمت لهم».

طائرة مسيّرة حوثية قالت الجماعة إنها استخدمتها لمهاجمة تل أبيب (أ.ف.ب)

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أشار البيان الأميركي إلى أن الحوثيين نشروا مجموعة من الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة ونفّذوا حملتهم المتهورة التي تستهدف السفن التجارية، ومصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

وكانت الخارجية الأميركية صنّفت الحوثيين على أنهم منظمة إرهابية بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 المعدل، بسريان مفعول بدءاً من 16 فبراير (شباط) 2024، دون أن يستبعد مراقبون أن تلجأ واشنطن إلى تشديد التصنيف لتصبح الجماعة منظمة إرهابية عالمية.