منظمة دولية تتهم الحوثيين باستخدام المعتقلين أوراقاً للمساومة

انتقدت تهاون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء الانتهاكات

جنود مسلحون يحرسون مقر السفارة الأميركية في صنعاء (رويترز)
جنود مسلحون يحرسون مقر السفارة الأميركية في صنعاء (رويترز)
TT

منظمة دولية تتهم الحوثيين باستخدام المعتقلين أوراقاً للمساومة

جنود مسلحون يحرسون مقر السفارة الأميركية في صنعاء (رويترز)
جنود مسلحون يحرسون مقر السفارة الأميركية في صنعاء (رويترز)

انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من حملة الاعتقالات التي نفذها الحوثيون وطاولت نحو 50 من العاملين في هذه المنظمات بتهمة أنهم جواسيس للولايات المتحدة، وأكدت أن للحوثيين تاريخاً في استخدام المعتقلين والمخفين قسراً أوراقاً للمساومة السياسية.

وفي تقرير لها نقلت المنظمة عن بعض المصادر القول إن وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات التي كان المحتجزون يعملون فيها لم تبذل جهوداً للاتصال بعائلاتهم، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في الخارج والذين كان من الممكن الوصول إليهم بأمان.

وقالت المنظمة إنه من الضروري أن تتخذ الأمم المتحدة والمجموعات المستقلة العاملة في اليمن والحكومات المعنية كل ما في وسعها لضمان إطلاق سراح المعتقلين..

الجماعة الحوثية اتهمت موظفين في السفارة الأميركية والمنظمات الدولية بالتخابر (إعلام حوثي)

وطالبت «هيومن رايتس ووتش» سلطنة عُمان، التي كانت وسيطاً في المفاوضات بين الحوثيين والأطراف المتحاربة الأخرى، أن تعمل مع دول أخرى بشكل جماعي لضمان إطلاق سراح الحوثيين للمحتجزين.

وقالت نيكو جعفراني الباحثة في الشأن اليمني: «يجب على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لضمان إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص على الفور».

وذكر التقرير أنه منذ نهاية شهر مايو (أيار) اعتقلت جماعة الحوثي عشرات من موظفي المجتمع المدني والأمم المتحدة تعسفياً دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، واحتجزتهم بمعزل عن العالم الخارجي، وهو ما يرقى إلى الاختفاء القسري.

وأوضح أن هذه الاعتقالات جاءت في أعقاب قرار الحكومة اليمنية بنقل إدارات البنوك الكبرى من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وأن للجماعة تاريخاً في استخدام المعتقلين أوراقاً للمساومة.

وأكد التقرير أن هذه الاعتقالات التعسفية تأتي في حين لا يزال الجوع والعطش منتشرين على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

إخفاء قسري

وفق منظمة «هيومن رايتس ووتش»: «يستخدم الحوثيون الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري أداة سياسية في وقت يفتقر فيه الأشخاص الذين يعيشون في أراضيهم حتى إلى أبسط الاحتياجات».

الجماعة الحوثية أقنعت أتباعها بوجود مواجهة مباشرة بينها وبين إسرائيل (رويترز)

وأشارت المنظمة إلى أنها تحدثت إلى 20 شخصاً على علم بالاعتقالات، بالإضافة إلى أربعة محللين يمنيين. لم يتم الكشف عن هوياتهم لسلامتهم، لأنهم يخشون الانتقام. كما راجعت وثائق ومقاطع فيديو ووسائل التواصل الاجتماعي وتقارير إعلامية وتسجيلات صوتية ومواد أخرى ذات صلة بالاعتقالات.

وأكدت «هيومن رايتس» أن قوات الحوثيين لم تقدم أوامر تفتيش أو اعتقال وقت الاعتقال، ورفضت السلطات إخبار الأسر بمكان احتجاز المعتقلين، مما يعني أن هذه الأفعال ترقى إلى الاختفاء القسري. كما احتجزت المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي، دون السماح لهم بمقابلة المحامين أو عائلاتهم.

وبشأن المقاطع المصورة التي بثها الحوثيون لمعتقلين وهم يعترفون بأنهم كانوا يتجسسون لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، قالت المنظمة إن هناك خطراً كبيراً بأن تكون هذه الاعترافات قد انتُزِعَت بالإكراه، وأنها قد وثقت في السابق استخدام الحوثيين التعذيب للحصول على اعترافات، وأن نشر مقاطع فيديو للاعترافات يقوض الحق في المحاكمة العادلة، ويفتقر إلى المصداقية.

أحد المعتقلين بصحبة شقيق زعيم الحوثيين قبل اعتقاله بفترة قليلة بسبب خلاف مالي (إعلام محلي)

وأعادت التذكير بأن حالات الاختفاء القسري، حيث تحتجز السلطات شخصاً ثم ترفض الاعتراف بمكان وجوده أو وضعه، هي جرائم خطيرة بموجب القانون الدولي ومحظورة في جميع الأوقات بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وذكرت المنظمة الدولية أن الحوثيين أخبروا عائلات المعتقلين بعدم التحدث عن احتجاز أفراد أسرهم، تحت مزاعم أنه سيتم إطلاق سراحهم بمجرد أن يتم استكمال استجوابهم. ونقلت عن أحد المصادر القول: «الحوثيون يعلمون أنه لن يكون هناك تصعيد دولي من اعتقال الموظفين اليمنيين، ولكن إذا اعتقلوا موظفين دوليين فسوف يكون هناك تصعيد كبير».


مقالات ذات صلة

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي خسائر بشرية بصفوف الحوثيين جراء استمرار خروقهم الميدانية (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يشيّدون مقابر جديدة لقتلاهم ويوسّعون أخرى

خصصت الجماعة الحوثية مزيداً من الأموال لاستحداث مقابر جديدة لقتلاها، بالتزامن مع توسيعها لأخرى بعد امتلائها في عدد من مناطق العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.