«الأغذية العالمي» يستأنف جمع بيانات المستفيدين تحت سيطرة الحوثيين

6 أشهر من توقف المساعدات في مناطق سيطرة الجماعة

تم جمع بيانات 45 ألف أسرة يمنية ما يمهد لاستئناف توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
تم جمع بيانات 45 ألف أسرة يمنية ما يمهد لاستئناف توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
TT

«الأغذية العالمي» يستأنف جمع بيانات المستفيدين تحت سيطرة الحوثيين

تم جمع بيانات 45 ألف أسرة يمنية ما يمهد لاستئناف توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
تم جمع بيانات 45 ألف أسرة يمنية ما يمهد لاستئناف توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)

بعد توقف زاد على 6 أشهر، استأنف برنامج الأغذية العالمي جمع بيانات المستحقين للمساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين وتحديد أولوية المستفيدين، في خطوة من شأنها أن تمهّد لإعادة توزيع المساعدات في تلك المناطق، الذي كان قد توقف عقب تدخل الجماعة في تحديد قوائم المستفيدين.

وبينما يواصل الحوثيون تصعيد المواجهة الاقتصادية مع الحكومة المعترف بها دولياً، أظهر أحدث البيانات أن هناك 3.5 مليون شخص يعانون من سوء التغذية الحاد في جميع محافظات اليمن.

2.4 مليون طفل يمني تأثروا من وقف مساعدات سوء التغذية (الأمم المتحدة)

وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه في مواجهة الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، وضع برنامجاً أصغر وأفضل استهدافاً للمساعدة الغذائية العامة، وفي جزء من هذه الجهود، تُجرى حالياً عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين، حيث أدى رفض الحوثيين لقرار البرنامج خلال العام الماضي إسقاط أسماء نحو مليون مستفيد إلى خلافات مع الجماعة الانقلابية، ومن ثم توقف عمل البرنامج في مناطق سيطرتها.

وبحسب البرنامج، بدأت عملية تجريبية لتسجيل المستفيدين في مناطق سيطرة الحوثيين في منتصف أبريل (نيسان) الماضي في 3 محافظات، هي الحديدة والمحويت وحجة، وتم الانتهاء من جمع البيانات في أوائل مايو (أيار).

وفي أواخر الشهر ذاته تلقى البرنامج الموافقة اللازمة من سلطة الحوثيين للمضي قدماً في التحقق من صحة البيانات التي تم جمعها من قبل طرف ثالث، لنحو 45 ألف أسرة، مما يمهّد الطريق للمرحلة التالية من المشروع التجريبي.

مناطق الحكومة

أما في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، فذكر «الأغذية العالمي» أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد، وأن عملية تصحيح البيانات جارية، وتُجرى الاستعدادات الآن لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية العامة.

وأفاد البرنامج بأنه يواجه نقصاً في الإمدادات، مع إعطاء الأولوية للمساعدة للأشخاص الذين يواجهون مستويات أعلى من انعدام الأمن الغذائي في المرحلة الرابعة (الطوارئ) من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

في مناطق الحكومة اليمنية استمرّ توزيع المساعدات الأممية (الأمم المتحدة)

وأكد البرنامج الأممي أن توزيع المساعدات الغذائية العامة في مناطق سيطرة الحوثيين لا يزال متوقفاً منذ نهاية العام الماضي. وقال إنه وخلال شهر مايو الماضي استمرّت المداولات مع السلطات والجهات المانحة الرئيسية حول الطريقة التي يمكن من خلالها جمع البيانات، ما يسمح باستئناف توزيع المساعدات.

وأوضح أن التوقف أدى إلى تعطيل سلسلة توريد المساعدات الغذائية العامة، وسيستغرق الاستئناف الكامل لها أشهراً عدة، بشرط الانتهاء بنجاح من عملية إعادة تسجيل المستفيدين المستهدفين.

وأعاد «الأغذية العالمي» التأكيد على حاجته بشكل عاجل إلى التمويل الإضافي؛ لتجنب انقطاع كامل للمساعدات الغذائية في الأشهر المقبلة، حيث ساعدت آلية الاستجابة السريعة 28900 شخص، بمَن في ذلك الأسر المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزوح الناجم عن الصراع.

سوء التغذية

وفقاً لأحدث بيانات لأمن الغذاء الذي وزّعه برنامج الأغذية العالمي، ارتفع معدل الاستهلاك غير الكافي للغذاء على مستوى اليمن إلى 51 في المائة في أبريل بعد انخفاض موسمي مؤقت في مارس (آذار) الماضي، حيث أبلغ 49 في المائة من الأسر في المناطق الخاضعة للحوثيين عن استهلاك غير كافٍ للغذاء. ويمثل هذا زيادة بنسبة 16 نقطة مئوية على أساس سنوي.

وفي المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً أبلغ 55 في المائة من الأسر عن استهلاك غير كافٍ للغذاء، وتمثل هذه زيادة بنسبة 13 في المائة على أساس سنوي، ويتعلق ذلك بتدهور الظروف الاقتصادية. وقال البرنامج إنه وخلال شهر مايو قدّم البرنامج المساعدات الغذائية العامة إلى 686 ألف شخص في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية.

برنامج الغذاء العالمي يعاني من نقص في تمويل عملياته الإنسانية في اليمن (الأمم المتحدة)

وطبقاً لبيانات «الأغذية العالمي»، تمت مساعدة 466 ألف امرأة وفتاة حامل ومرضع وطفل في إطار برنامج علاج سوء التغذية الحاد المتوسط ​​في مايو الماضي مع أن برنامج علاج سوء التغذية الحاد معلق بالكامل؛ بسبب نقص التمويل.

وأوضح البرنامج أنه ونظراً لاستمرار نقص التمويل، فقد أدى ذلك إلى فقدان 205 آلاف طفل وفتاة حامل ومرضع علاج سوء التغذية الحاد، علاوة على ذلك، تأثر 2.4 مليون طفل وطفلة.

وبحسب البرنامج فإن عملياته في اليمن لا تزال تعاني من نقص حاد في التمويل، حيث تم تمويلها بنسبة 7 في المائة فقط للفترة من يونيو (حزيران) إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، مع متطلبات تمويل صافية تبلغ 1.29 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

العالم العربي جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية توقف صرف المساعدات النقدية للحالات الأشد فقراً في مناطق سيطرتها، وتستقطع منها لصالح جبهاتها، متسببة بمزيد من المعاناة الإنسانية للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي دُشنت المشروعات التنموية برعاية عدد من الوزراء والمسؤولين (الشرق الأوسط)

«البرنامج السعودي» يضع حجر الأساس لمشروعات تنموية في مأرب

وضع «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» حجر الأساس لحزمة مشروعات تنموية في محافظة مأرب.

«الشرق الأوسط» (مأرب)
العالم العربي آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

وسط احتفالات واسعة بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أكد رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي أنه لا خيار في بلاده إلا الانتصار على المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين

علي ربيع (عدن)

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
TT

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون في المرحلتين الثالثة والرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، من بينهم 6 ملايين شخص في حالة طوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.

وفي تحديثه الشهري، أكد البرنامج استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي بسرعة، حيث يواجه 62 في المائة من السكان في جميع أنحاء اليمن الآن استهلاكاً غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى معدل يسجله البرنامج في اليمن على الإطلاق.

3.5 مليون مستفيد من المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (الأمم المتحدة)

وبحسب التحديث الأممي، فقد بدأ «برنامج الأغذية العالمي»، الشهر الماضي، توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار الاستجابة السريعة للطوارئ، حيث وصل إلى 1.4 مليون شخص في 34 مديرية، بهدف تخفيف آثار قرار وقف المساعدات الغذائية هناك، نهاية العام الماضي، بسبب الخلافات مع سلطات الحوثيين.

ورداً على الزيادة «المثيرة للقلق» في سوء التغذية الحاد بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ذكر البرنامج الأممي أنه بدأ، في أغسطس (آب)، استجابة طارئة في 6 مديريات بمحافظتي الحديدة وتعز (غرب وجنوب غرب)، بما في ذلك توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لمدة شهرين لتشمل 115400 نازح.

البرنامج أكد أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور. وفي الوقت نفسه، تشهد مناطق سيطرة الحكومة زيادة مقلقة في سوء التغذية الحاد. وذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأخير أظهر أن سوء التغذية الحاد في اليمن «لا يزال يشكل تهديداً خطيراً».

أضرار الفيضانات

مع تسبُّب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة بمناطق واسعة من اليمن في أغسطس (آب)، وتضرُّر ما لا يقل عن 400 ألف شخص، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه بدأ تنفيذ خطة استجابة أولية بالتنسيق مع السلطات المحلية، من خلال تقديم المساعدة الطارئة، عبر آلية الاستجابة السريعة المشتركة بين الوكالات.

وبحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي، قال البرنامج إن آلية الاستجابة السريعة ساعدت 120 ألف شخص متضرر من الفيضانات في جميع أنحاء اليمن. وعلاوة على ذلك، كان البرنامج يستعد للاستجابة الطارئة لـ157 ألف شخص في 40 منطقة متضررة من الفيضانات، لإكمال آلية الاستجابة السريعة وتغطية الاحتياجات.

توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية بين النازحين في اليمن (الأمم المتحدة)

وخلال الفترة ذاتها، اختتم البرنامج الأممي توزيع الدورة الثانية للعام الحالي، وبدأ الاستجابة السريعة للطوارئ الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، التي صُممت من أجل الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد خلال فترة التهدئة الحالية؛ إذ تستهدف العملية 1.4 مليون شخص في 34 مديرية. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى 239 ألف شخص.

وفي ظل الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإجراء عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين من المساعدة الغذائية العامة، وتم الانتهاء بنجاح من تمرين تجريبي في مناطق سيطرة الحوثيين، ويستعد البرنامج الآن لجولة توزيع أغذية لمرة واحدة في المنطقتين التجريبيتين كمرحلة أخيرة من المشروع، وتجري مناقشة توسيع نطاقه.

جهود مستمرة

في مناطق سيطرة الحكومة، ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد؛ إذ تستمر الاستعدادات لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد قائمة منقحة لحالات المستفيدين من المساعدة المالية العامة والمساعدات الغذائية الجزئية.

ووفق ما أورده البرنامج، فقد ساعد 739 ألف امرأة حامل ومرضع، بالإضافة إلى فتيات وأطفال، في إطار برامج علاج سوء التغذية الحاد والمتوسط، كما قدم البرنامج المساعدة لـ84 ألفاً من الأطفال والرضع في إطار الوقاية من سوء التغذية الحاد، من أصل 103 آلاف شخص مستهدَف، بموجب مخصصات صندوق التمويل الإنساني.

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

ونبَّه البرنامج الأممي إلى أن مشروع التغذية المدرسية التابع له يواجه نقصاً حاداً في التمويل. ونتيجة لذلك، يخطط في البداية لمساعدة 800 ألف طالب في جميع أنحاء اليمن شهرياً خلال العام الدراسي الحالي، وهو عدد يساوي أقل من نصف العدد الإجمالي للطلاب الذين تم الوصول إليهم، العام الماضي، وبلغ عددهم مليونَي طفل.

ووفق البيانات الأممية، قدم برنامج الغذاء الدعم لـ59 ألف يمني، في إطار برنامج الصمود والتعافي من آثار الأزمة، وسلَّم 1.8 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي المحلية.

وأضاف البرنامج أنه تم توفير 125 ألف لتر من الوقود لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال آلية توفير الوقود بكميات صغيرة، كما تم نقل 69 متراً مربعاً من المواد الطبية إلى ميناء الحديدة لصالح أحد الشركاء.