إسرائيل تعتقد أنها قريبة من إنهاء معركة رفح... لكنها لن تغادر القطاع

بوادر صدام عاجل بين نتنياهو وقادة الجيش حول «استمرار القتال» في غزة و«أهداف الحرب»

الدخان يتصاعد جراء المعارك في حي السلطان بمدينة رفح اليوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء المعارك في حي السلطان بمدينة رفح اليوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعتقد أنها قريبة من إنهاء معركة رفح... لكنها لن تغادر القطاع

الدخان يتصاعد جراء المعارك في حي السلطان بمدينة رفح اليوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء المعارك في حي السلطان بمدينة رفح اليوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن الدولة العبرية لن توقف حملتها العسكرية في قطاع غزة بعد الانتهاء من اجتياح رفح، مؤكداً أن الجيش سيبقى هناك.

جاء ذلك بعدما أبلغت إسرائيل المبعوث الأميركي إلى المنطقة، عاموس هوكستين، بأن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء.

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن الجيش مستعد لمواصلة العمليات العسكرية المكثفة في القطاع، وأنه لن يتوقف، وأن لديه خططاً جاهزة لذلك، إلا في حالة اتفاق كامل يعيد جميع المحتجزين الإسرائيليين.

وأضاف المسؤول أن «إسرائيل ستواصل عملية قوية وفعالة». ونقل موقع «واي نت» عن المسؤول المشارك في المفاوضات: «إذا اعتقدت (حماس) أن القتال سينتهي بنهاية العملية في رفح، فستشعر بخيبة أمل».

الدخان يتصاعد جراء المعارك في حي السلطان بمدينة رفح اليوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأوضح المسؤول أن وقف الحرب والانسحاب من غزة سيكونان ممكنين فقط في إطار مفاوضات تضمن تطبيق الاتفاقات بشكل كامل؛ بما في ذلك عودة جميع المحتجزين الأحياء والجثث. وأشار إلى أن المقترح الإسرائيلي للصفقة، الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من هذا الشهر، لن يخضع لأي مفاوضات إضافية، مشدداً على أنه «لا توجد أي جهة يمكنها تعديل هذا المقترح الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي. ورد حماس على المقترح كان بمثابة رفض قاطع».

جاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي بعد أن أبلغت إسرائيل المبعوث الأميركي، هوكستين، بأن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء.

رفع العلم الفلسطيني فوق ركام مبنى تعرض لغارة إسرائيلية بمخيم البريج وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

وكان هوكستين؛ الذي وصل إلى المنطقة الاثنين وزار إسرائيل ولبنان من أجل خفض التوتر على الحدود، أكد في جميع مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين أن إنهاء التصعيد مع لبنان مرتبط بالتوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار في غزة.

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 256 يوماً؛ وسط خلافات محتدمة فيها حول مواصلة الحرب ومصير المحتجزين، وتعريفها مفهوم النصر على حركة «حماس».

ويوجد خلاف بين المستويين السياسي والعسكري حول هذه الحرب، وفيما يخطط الجيش الإسرائيلي لعرض إنجازاته في غزة على الجمهور الإسرائيلي في محاولة لإقناعه بأنه نجح في هزيمة «حماس» ويمكن وقف الحرب، ظهرت بوادر صدامات علنية أوسع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة المؤسسة العسكرية.

ويحاول الجيش الضغط على نتنياهو بشأن وضع خطة «اليوم التالي»، حتى لا تتآكل «الإنجازات» في القطاع، لكن نتنياهو يريد مواصلة الحرب.

نازحون فلسطينيون على طريق خان يونس بجنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وقال المحلل العسكري عاموس هارئيل في صحيفة «هآرتس» إن صداماً عاجلاً سيحدث بين نتنياهو وقادة الجيش مع الخلاف حول أهداف الحرب. وأوضح أن القادة العسكريين يريدون إنهاء العملية في رفح لإعطاء القوات فترة راحة والاستعداد لتصعيد محتمل في الشمال (الجبهة اللبنانية)، لكن نتنياهو لا يريد ذلك ويجبرهم على مواصلة القتال، ومن المرجح أن يصطدم الجانبان عاجلاً وليس آجلاً؛ وفق ما قال.

وتوقع هارئيل أن يتبنى وزير الدفاع، يوآف غالانت، مرة أخرى موقفاً مهنياً يتماشى مع موقف الجيش، بوضع نهاية مبكرة للعمليات في رفح، والتحول إلى نهج يركز على غارات مركزة في القطاع، مع التركيز على الاستعداد لاحتمال نشوب حرب شاملة مع «حزب الله» في الشمال. وهو وضع يتردد نتنياهو بشأنه؛ لأنه لا يريد مغادرة غزة، ولا يتفق مع الإلحاح والأهمية التي يوليها غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي للسعي إلى صفقة أسرى مع «حماس».

تواسي فتى خلال تشييع ضحايا غارة إسرائيلية في دير البلح اليوم الثلاثاء (رويترز)

ويرى هارئيل أن الخلافات بين رئيس الوزراء وغالانت وهاليفي ومدير «الشاباك» رونين بار تتعلق بطبيعة الإنجازات حتى الآن، وما إذا كان يمكن تحقيق أهداف الحرب فعلاً.

وفي هجوم جديد من قبل مقربين من نتنياهو على قادة الجيش، قال الإعلامي يعقوب باردوغو إن رئيس الأركان هاليفي يسعى إلى الحفاظ على حكم «حماس» في غزة وإنهاء الحرب، قبل أن يرد الجيش عليه بأن ما قاله يمثّل «كذبة خطرة ومحاولة للإضرار بالجيش الإسرائيلي».

وتنضم مزاعم باردوغو إلى الهجمات التي شنها يائير نتنياهو؛ نجل نتنياهو الأكبر، ضد كبار أعضاء المؤسسة الأمنية.

وكان نتنياهو الابن، شارك من ميامي حيث يعيش، قبل أيام قصة كتب فيها أن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، ورئيس «الشاباك» رونين بار، ورئيس جهاز «أمان (الاستخبارات العسكرية)» المتقاعد أهارون حاليفا، هم «ثلاثة إخفاقات قاتلة».

والأحد الماضي وبّخ نتنياهو نفسُه الجيش في أعقاب إعلانه عن هدنة تكتيكية في جنوب قطاع غزة، قائلاً إن ذلك ليس مقبولاً لديه، قبل أن يهاجم الجيش في جلسة الحكومة قائلاً: «لدينا دولة لها جيش، وليس جيشاً له دولة».


مقالات ذات صلة

سكان من غزة رداً على ترمب: «جحيم أكثر من الموجود لدينا؟»

المشرق العربي صبية يتسلقون سيارة محملة بالأمتعة تتحرك على طول طريق في غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

سكان من غزة رداً على ترمب: «جحيم أكثر من الموجود لدينا؟»

سكان غزة يغيِّرون خططهم بعد إعلان ترمب خططاً لإخراج سكان القطاع وإعادة تطويره، وهي الخطط التي قال، أمس، إنها لا تعطيهم حق العودة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية شاحنة تحمل مساعدات إنسانية متجهة إلى غزة تعبر معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة 11 فبراير 2025 (إ.ب.أ) play-circle

مسؤولون إسرائيليون: اتهامات «حماس» لإسرائيل بعدم الالتزام بالهدنة «دقيقة»

قال مسؤولون إسرائيليون ووسيطان إن مزاعم «حماس» حول عدم التزام إسرائيل بإرسال إمدادات إلى غزة بموجب الهدنة «دقيقة».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي لقطة تُظهر الدمار في خان يونس بغزة أثناء عودة الفلسطينيين إلى منازلهم (د.ب.أ) play-circle 00:36

بعد تهديدات ترمب... اتفاق الهدنة في غزة على المحك

وُضع اتفاق وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل على المحك الثلاثاء بعدما توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحركة الفلسطينية بـ«الجحيم»

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون وسط الدمار في أثناء عودتهم إلى منازلهم في خان يونس (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: تدفقات المساعدات إلى غزة زادت منذ وقف إطلاق النار

أعلن مسؤولون من الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، أن تدفقات المساعدات إلى غزة زادت بشكل كبير منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (بترا)

عبد الله الثاني يجدد تأكيد «مواقف الأردن الثابتة» تجاه القضية الفلسطينية

التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في واشنطن يوم أمس (الاثنين)، مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السعودية ومصر لتعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات القانونية

النائب العام السعودي يلتقي وزير العدل المصري في القاهرة بحضور سفير المملكة لدى مصر (وزارة العدل المصرية)
النائب العام السعودي يلتقي وزير العدل المصري في القاهرة بحضور سفير المملكة لدى مصر (وزارة العدل المصرية)
TT

السعودية ومصر لتعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات القانونية

النائب العام السعودي يلتقي وزير العدل المصري في القاهرة بحضور سفير المملكة لدى مصر (وزارة العدل المصرية)
النائب العام السعودي يلتقي وزير العدل المصري في القاهرة بحضور سفير المملكة لدى مصر (وزارة العدل المصرية)

بهدف تعزيز سبل التعاون القضائي، وتبادل الخبرات في مجالات القانون والعدالة والتدريب، يزور النائب العام السعودي الشيخ سعود بن عبد الله المعجب، العاصمة المصرية القاهرة، حيث التقى وزير العدل المصري المستشار عدنان فنجري.

واستقبل المستشار فنجري، بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، الشيخ سعود المعجب، يرافقه سفير المملكة العربية السعودية لدي مصر صالح بن عيد الحصيني والوفد المرافق لهما، بحضور مساعدي وزير العدل المصري المعنيين.

وزير العدل المصري يكرم النائب العام السعودي (وزارة العدل المصرية)

وبحسب بيان لوزارة «العدل» المصرية، رحب الوزير بالضيوف، مشيداً بالعلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين، مؤكداً «أهمية تعزيز سبل التعاون المشترك بين وزارة العدل المصرية والنيابة العامة السعودية، وتبادل الخبرات المشتركة في مجالات القانون والعدالة والتدريب والتعاون القضائي».

ونقل البيان المصري عن النائب العام السعودي «سعادته باللقاء»، مشيراً إلى «أهمية التعاون المشترك بين البلدين في المجالات القضائية كافة»، ومُبدياً «تقديره لما لحق بمنظومة العدالة في مصر من تطوير».