الحوثيون يزعمون مهاجمة «أيزنهاور» ويقرّون بمقتل 16 عنصراً

غداة ضربات غربية دمرت 13 هدفاً و8 مسيّرات

طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تتجه لشن ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن (أ.ب)
طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تتجه لشن ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن (أ.ب)
TT

الحوثيون يزعمون مهاجمة «أيزنهاور» ويقرّون بمقتل 16 عنصراً

طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تتجه لشن ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن (أ.ب)
طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تتجه لشن ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر، وذلك غداة ضربات أميركية وبريطانية مشتركة هي الخامسة من نوعها، دمرت 13 هدفاً في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز.

وأقرت الجماعة بمقتل 16 من عناصرها، وإصابة 42 آخرين جراء الضربات الجديدة، في حين أفاد الجيش الأميركي بأن قواته دمرت 8 طائرات حوثية من دون طيار، في سياق العمليات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية الملاحة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس» أن قواتها نجحت بين الساعة 3:15 والساعة 5 مساءً تقريباً (بتوقيت صنعاء) في 30 مايو (أيار) الحالي في تدمير 8 طائرات من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وفوق البحر الأحمر.

وبالإضافة إلى ذلك، قال البيان الأميركي إن قوات القيادة المركزية إلى جانب القوات المسلحة البريطانية نفذت دفاعاً عن النفس ضربات ضد 13 هدفاً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

ووفق الجيش الأميركي، تبين أن هذه الطائرات من دون طيار والمواقع الحوثية المستهدفة كانت تمثل تهديداً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأن الإجراءات المتخذة كانت ضرورية لحماية القوات وضمان حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي نحو 470 غارة، أدت في مجملها حتى الآن إلى مقتل 56 عنصراً، وجرح 77 آخرين، وفق ما أقرت به الجماعة.

القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)

وتقول الحكومة اليمنية إن «الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية». وتشدد على أن الحلّ ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم قواتها الحكومية لاستعادة الأراضي كلها؛ بما فيها الحديدة وموانئها.

13 غارة

اعترف المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، في بيان متلفز، الجمعة، بتلقي جماعته 13 غارة، 6 منها في صنعاء وريفها، وواحدة في تعز، و6 غارات في الحديدة، وزعم أن جماعته ردت بمهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر، وإصابتها.

ووفق شهود في صنعاء، استهدفت 3 غارات منطقة النهدين، حيث يعتقد بوجود مخازن أسلحة، ورابعة استهدفت قاعدة الديلمي بجوار مطار صنعاء، وغارتان استهدفتا معسكراً في منطقة جربان التابعة لمديرية سنحان في الضواحي الجنوبية للعاصمة اليمنية المختطفة.

وفي حين أقر المتحدث الحوثي بسقوط جريح واحد في الغارات على صنعاء ومحيطها، قال إن الغارة في تعز استهدفت موقعاً في منطقة الأعبوس التابعة لمديرية حيفان، وإن الضربات في الحديدة وعددها 6 غارات استهدفت مقر خفر السواحل التابع لجماعته في الصليف ومبنى الإذاعة في الحديدة ومعسكر غليفقة، ومنزل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، ومنزل نائب الرئيس السابق على محسن الأحمر، والمنزلان كلاهما يرابط فيه عناصر الجماعة.

واعترف سريع بأن الضربات الأميركية البريطانية الجديدة في الحديدة أسقطت 16 قتيلاً و41 جريحاً، زاعماً أن بينهم مدنيين، كما اعترف بتضرر مبنى خفر السواحل في الصليف، ومبنى إذاعة الحديدة، بالإضافة إلى تضررِ عدد من السفن التجارية.

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

وادعى المتحدث الحوثي أن قوات جماعته الصاروخية والبحرية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحرِ الأحمرِ بعدد من الصواريخِ المجنحةِ والباليستيةِ، وأن الإصابة كانت دقيقة، وفق ادعائه.

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وفي خطبته الأسبوعية، كان زعيم الجماعة قد ادعى، الخميس، مهاجمة 129 سفينة منذ بداية التصعيد، كما ادعى أن الجماعة هاجمت خلال أسبوع 12 سفينة في البحر الأحمر وبحر العرب وفي المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، باستخدام 27 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، من بينها 10 سفن زعم أنها مرتبطة بأميركا وبريطانيا وإسرائيل.

وهدد الحوثي باستمرار العمليات الهجومية ضمن ما وصفها بـ«المرحلة الرابعة» التي قال إن الهجمات ستتصاعد خلالها «كماً وكيفاً». وزعم أنه ليس هناك تراجع في مستوى الهجمات، وأن التراجع هو في حركة الملاحة وحركة السفن من الجانب الأميركي والبريطاني وشبه الانعدام للحركة الإسرائيلية.

سفينة «لاكس» اليونانية تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر بـ3 صواريخ هذا الأسبوع (أ.ب)

ومع تبني الحوثي إسقاط طائرة أميركية من دون طيار في أجواء مأرب، زعم أنها السادسة خلال الأشهر السبعة الماضية، وقال إنه «ليست هناك عوامل سياسية، ولا عوامل اقتصادية، ولا أي عوامل أخرى يمكن أن تؤثر» في هجمات الجماعة.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.


مقالات ذات صلة

زعيم الحوثيين يتبنى مهاجمة 162 سفينة خلال 30 أسبوعاً

العالم العربي مشهد وزعه الحوثيون لمهاجمة سفينة «ترانس وورلد نافيجيتور» في البحر الأحمر بزورق مسير مفخخ (أ.ف.ب)

زعيم الحوثيين يتبنى مهاجمة 162 سفينة خلال 30 أسبوعاً

تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة 162 سفينة منذ بدء التصعيد البحري في 19 نوفمبر الماضي، وأقر بتلقي جماعته 19 غارة غربية خلال أسبوع من دون ضحايا.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي تقارير دولية تؤكد أن 4.5 مليون طفل يمني لا يذهبون إلى المدارس (منظمة حماية الطفولة)

إتاوات الانقلابيين في صنعاء ترفع رسوم المدارس الخاصة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على المدارس الخاصة مع بدء العام الدراسي؛ وهو ما قاد إلى قيام المدارس بزيادة الرسوم وسط عجز السكان عن إلحاق أبنائهم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي أحد موظفي الأمم المتحدة قرب سيارة تابعة للمنظمة الدولية في صنعاء (إ.ب.أ)

«العفو الدولية»: سجل الحوثيين حافل بالتعذيب لانتزاع الاعترافات

وصفت منظمة العفو الدولية موجة الاعتقالات الحوثية التي استهدفت عاملين في مكاتب الأمم المتحدة ومنظمات محلية ودولية أخرى بأنها «مخيفة»، ودعت لإطلاقهم فوراً.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تُحلّق فوق سفينة شحن في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)

مصادر: الناقلة «لافانت» ربما غرقت قبالة سواحل اليمن

كشفت 3 مصادر بحرية وأمنية أن ناقلة انجرفت قبالة ساحل يمني وغادرها طاقمها اختفت ويُعتقد أنها غرقت، لتصبح أحدث سفينة مفقودة في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (أ.ف.ب)

اتهامات يمنية لـ«الحرس» الإيراني بإدارة التشكيلات العسكرية والأمنية الحوثية

ذكرت مصادر وثيقة الاطلاع في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء أن ممثلي «الحرس الثوري» الإيراني استكملوا إحكام قبضتهم على جميع التشكيلات المخابراتية والعسكرية.

محمد ناصر (تعز)

قوات «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة حدودية بين السودان وجنوب السودان

نزوح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك في السودان (أ.ف.ب)
نزوح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك في السودان (أ.ف.ب)
TT

قوات «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة حدودية بين السودان وجنوب السودان

نزوح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك في السودان (أ.ف.ب)
نزوح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك في السودان (أ.ف.ب)

أعلنت قوات «الدعم السريع» التي تحارب الجيش في السودان منذ أكثر من عام، عن سيطرتها على منطقة الميرم الحدودية مع جنوب السودان التي تضم أحد اللواءات التابعة للجيش بولاية غرب كردفان.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أفادت قوات «الدعم السريع» عبر حسابها على منصة «إكس» بأنها «سجلت انتصاراً جديداً على ميليشيا البرهان وكتائب النظام البائد الإرهابية بتحرير اللواء 92 (الميرم) التابع للفرقة 22 مشاة بولاية غرب كردفان»، وتابعت: «وبسطت قواتنا سيطرتها الكاملة على المنطقة».

وشنّت قوات «الدعم السريع»، الشهر الماضي، هجوماً على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان القريبة من حقول إنتاج النفط، وأعلنت سيطرتها على مقر اللواء 91 التابع للجيش بغرب كردفان.

وبهذا الإعلان أصبحت قوات «الدعم السريع» تسيطر على إقليم دارفور الشاسع غرب البلاد وأجزاء من المناطق الجنوبية، خصوصاً بعدما سيطرت خلال الأيام الماضية على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنّار في جنوب شرقي السودان.

ومنطقة الميرم التي تقع في جنوب غربي السودان تتاخم منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

وكانت الأمم المتحدة دعت في مايو (أيار) جنوب السودان إلى سحب قواته من منطقة أبيي، محذرة من تزايد التوترات في هذه المنطقة، حيث تتمركز أيضاً قوات أممية لحفظ السلام.

وفي فبراير (شباط) أدى انقطاع خط أنابيب رئيسي في السودان، والناقل للنفط الخام من جنوب السودان، إلى العصف بعائدات جوبا النفطية ما وجه ضربة قوية لاقتصاد الجنوب الذي يعاني بالفعل.

ووفق الأمم المتحدة، نزح إلى جنوب السودان نتيجة الحرب المستعرة في السودان أكثر من 720 ألف شخص بينهم أكثر من نصف مليون نازح من جنوب السودان عادوا إلى بلدهم مجدداً.

يشهد السودان منذ 15 أبريل (نيسان) 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع، في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى «150 ألفاً»؛ وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.