بايدن والسوداني يدعوان لتجنب تمدد الصراع بالشرق الأوسط

رئيس الوزراء العراقي تحدث عن «منعطف مهم» في العلاقات بين البلدين

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

بايدن والسوداني يدعوان لتجنب تمدد الصراع بالشرق الأوسط

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)

رحب الرئيس الأميركي جو بايدن، برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في البيت الأبيض، ظُهر الاثنين، في أول زيارة يُجريها السوداني إلى البيت الأبيض وأول لقاء مع الرئيس الأميركي.

وقال بايدن في بداية اللقاء إنه يريد مناقشة الوضع في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب هجمات إيران ضد إسرائيل، حيث تعاونت الولايات المتحدة مع إسرائيل على التصدي لهذه الهجمات. وكرر الرئيس الأميركي دعم بلاده لأمن إسرائيل، وشدد على أن إدارته ملتزمة حماية أمن شركائها في المنطقة بما في ذلك العراق، ووصف الشراكة بين البلدين بأنها بالغة الأهمية، وأن كلاً من العراق والولايات المتحدة سيعملان معاً لهزيمة تنظيم «داعش».

وأثنى بايدن على جهود العراق في تحقيق الاستقلال الذاتي في مجال الطاقة، كما تعهَّد بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة بما يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن ويمنع اتساع نطاق الصراع.

من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي إن زيارته جاءت في وقت حساس ودقيق: «تشهد العلاقة بين العراق والولايات المتحدة منعطفاً مهماً، حيث نبحث الأسس المستدامة لشراكة شاملة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة والانتقال إلى علاقة قائمة على أسس الاقتصاد والأمن والتعليم وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، وضمان الهزيمة المستمرة لـ(داعش)».

وأضاف: «لقد انتصرنا على (داعش) بفضل جهود الشعب العراقي ومساعدة المجتمع الدولي، واليوم العراق يمر بدورة تعافٍ ويشهد مشروعات خدمية، ونتطلع إلى شراكة مستدامة وفق استراتيجية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. وأكد السوداني: «حكومتي جادة في تنفيذ هذه الاستراتيجية وأريد النهوض بواقع بلدي وتحقيق الأمان والازدهار، والتقدم نحو الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وتحديث البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأميركية»

وشدد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، معترضاً على استمرار القصف الإسرائيلي في قطاع غزة والاعتداء على المدنيين خصوصاً النساء والأطفال، مؤكداً على أهمية إيقاف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 6 أشهر وراح ضحيتها الآلاف من الضحايا وترسيخ نظام دولي يحترم المبادئ والقيم.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)

تجنُّب تمدّد الصراع بالشرق الأوسط

هذا وأكد الرئيس الأميركي عزمه على تجنّب تمدّد النزاع في الشرق الأوسط إلى «أبعد مما هو عليه الآن»، مع الحرب في غزة والهجوم الذي شنّته إيران على إسرائيل رداً على استهداف قنصليتها في دمشق. وقال بايدن: «نحن ملتزمون التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن (لدى حماس منذ هجوم 7 أكتوبر - تشرين الأول) إلى منازلهم ويمنع تمدد النزاع إلى أبعد مما هو عليه الآن».

من جهته، شدد رئيس الوزراء العراقي على رغبة بلاده في وقف اتساع الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، معرباً عن أمله في التزام كل الأطراف المعنية ضبط النفس.

وبحث السوداني مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في وقت سابق أهمية دعم الجهود الساعية إلى منع اتساع الصراع في قطاع غزة في المنطقة.

وذكر بيان لمجلس الوزراء: «شهد اللقاء التباحث في أهمّ قضايا المنطقة، وما يجري في غزة»، حيث جدد السوداني تأكيد «موقف العراق الواضح من العدوان، والمسؤولية المشتركة القانونية والأخلاقية إزاء حماية المدنيين العزّل»، وأهمية «دعم الجهود الساعية إلى منع اتساع الصراع، والحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا بين صفوف الشعب الفلسطيني». وقال البيان إنه جرى خلال اللقاء أيضاً بحث عدد من الجوانب الاقتصادية والفرص الاستثمارية للشركات الأميركية، خصوصاً في مجالات الطاقة، وإمكانية توسعة الشراكة مع القطاع الخاص العراقي في مجالات مهمة للسوق العراقية.

ويزور رئيس وزراء العراق واشنطن للقاء الرئيس جو بايدن.

ودعا نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.

نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أضاف تميم في بداية اجتماع لجنة التنسيق الأميركية - العراقية العليا في واشنطن أن «حكومة العراق تُحذر من أن يتحول التصعيد في المنطقة إلى حرب أوسع نطاقاً تهدد الأمن والسلامة الدوليين».

وتابع: «ولذلك ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام قواعد العمل الدبلوماسي وكذلك القوانين الدولية».

من جانبه، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن واشنطن لا تريد أن ترى أي تصعيد في الأعمال العدائية مع إيران لكنها ستواصل الدفاع عن إسرائيل بعد الهجوم الذي شنته طهران رداً على استهداف قنصليتها في دمشق.

وقال بلينكن في مستهلّ اجتماعه مع تميم: «لا نريد تصعيداً لكننا سنواصل الدفاع عن إسرائيل وحماية طواقمنا في المنطقة».

وكان رئيس الوزراء العراقي قد أكد للصحافيين قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة، صباح يوم السبت، أن «هذه الزيارة تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في الأراضي الفلسطينية من جرائم تجاه الأبرياء، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع». وتابع قائلاً: «لقاء الرئيس بايدن سيتناول بحث ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد، والدور المشترك في العمل على التهدئة ومنع الصراع من الاتساع بما يؤثر في مجمل الاستقرار في العالم».


مقالات ذات صلة

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
الاقتصاد صائغ يعرض قطعة من الذهب في متجره بمدينة الكويت (أ.ف.ب)

الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، للجلسة الرابعة على التوالي مدعومة بزيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية آموس هوكستين (أ.ف.ب)

هوكستين يصل إلى تل أبيب قادماً من بيروت: هناك أمل

وصل المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، إلى إسرائيل قادماً من لبنان، في إطار جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» والدولة العبرية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

الحرب تؤثر على جينات الأطفال وتبطئ نموهم

لا يعاني الأطفال الذين يعيشون في بلدان مزقتها الحرب من نتائج صحية نفسية سيئة فحسب، بل قد تتسبب الحرب في حدوث تغييرات بيولوجية ضارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.