التصعيد البحري والصراع الاقتصادي في اليمن على طاولة مجلس الأمن

إلى جانب عملية السلام والغذاء والكوليرا والمناخ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT
20

التصعيد البحري والصراع الاقتصادي في اليمن على طاولة مجلس الأمن

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

رجحت مصادر أممية أن يستعرض مجلس الأمن الدولي في جلسته المقررة (الاثنين) الصراع الاقتصادي في اليمن مع إقدام الحوثيين على إصدار فئة من العملة اليمنية من طرف واحد، وتأثير التغيرات المناخية وانتشار وباء الكوليرا، إلى جانب الأحداث في جنوب البحر الأحمر، وتعثر مسار السلام.

ووفق ما جاء في برنامج عمل المجلس، فإن الأعضاء سيكررون إدانتهم لمواصلة الحوثيين مهاجمة السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، إلا أنهم سيجددون دعمهم المستمر لجهود المبعوث الأممي الخاص باليمن هانس غروندبرغ، ودوره الحاسم في الوساطة بين أطراف الصراع.

جلسة مقررة لمجلس الأمن الدولي بخصوص تطورات الأزمة في اليمن (الأمم المتحدة)

ورجح العرض التقديمي للجلسة أن تركز إحاطة نائب منسق الشؤون الإنسانية عن ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر الأخيرة، مع تفاقم الوضع نتيجة توقف برنامج الأغذية العالمي عن توزيع المساعدات الغذائية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي بسبب الخلافات مع السلطات هناك حول أولوية المستحقين للمساعدة إلى جانب أزمة التمويل الخانقة.

وبحسب ما جاء في برنامج اجتماع المجلس، فإن منسق الشؤون الإنسانية سيثير المخاوف بشأن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا، وقد يدعو أعضاء المجلس الجهات المانحة إلى زيادة تمويلها لخطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي، إذ إن تمويل هذه الخطة لم يتجاوز حالياً نسبة 10 في المائة، بينما تم تمويل برامج الأمن الغذائي والتغذية بنسبة 5 و3 في المائة فقط، على التوالي، استناداً إلى إحاطة غير رسمية قدمها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لأعضاء المجلس في وقت سابق من هذا الأسبوع.

عملة معدنية غير قانونية من فئة 100 ريال يمني سكها الحوثيون (إكس)

ووفق البرنامج، فإن أعضاء مجلس الأمن سيسلطون الضوء أيضاً على ضرورة التعاون بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإدارة الأزمة الاقتصادية في البلاد، والتي تعد سبباً رئيسياً للاحتياجات الإنسانية، خاصة بعد تصاعد «الحرب الاقتصادية» بين الطرفين، إثر إصدار فرع البنك المركزي الذي يسيطر عليه الحوثيون، في 30 مارس (آذار)، عملة معدنية جديدة من فئة 100 ريال، وهي خطوة قوبلت بالرفض من البنك المركزي الذي تديره الحكومة المعترف بها دولياً ومنع تداولها، وأعقب ذلك إصدار قرار ملزم للبنوك المحلية بنقل مقراتها المركزية إلى عدن في غضون 60 يوماً.

آثار المناخ

من المتوقع كذلك أن يتم خلال جلسة مجلس الأمن تناول آثار تغير المناخ على الوضع في اليمن من خلال الإحاطة التي يقدمها ممثل المجتمع المدني، حيث بين تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي صدر في نهاية العام الماضي، أن اليمن من بين الدول الأكثر عُرضة لتغير المناخ، كما يتضح من الأمطار والفيضانات الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، بينما تواجه البلاد أيضاً أزمة مياه متفاقمة منذ عقود.

تهدد التغيرات المناخية قطاع الزراعة الذي يعتمد عليه ثلثا السكان في اليمن (إعلام محلي)

وقد يؤكد أعضاء المجلس - بحسب البرنامج - على أهمية تحسين الوضع الأمني لتعزيز قدرة اليمن على الصمود في وجه تغير المناخ، ويتناولون الأمن المناخي، وكيف يمكن أن تسهم ندرة المياه والتصحر والظواهر الجوية القاسية في زيادة التنافس على الموارد وإذكاء الصراع بشكل كبير.

ومن القضايا الأخرى التي من المرجح أن يثيرها بعض أعضاء المجلس خلال الجلسة حادثة قتل الحوثيين ما لا يقل عن 12 مدنياً في مدينة رداع بمحافظة البيضاء في 19 مارس الماضي، حين حاصرت قواتهم منزل رجل زعم أنه قتل اثنين من مقاتليهم، قبل أن يفجروا المنزل على رأس ساكنيه، مما أسفر عن هذا العدد من القتلى من أسرة واحدة، بينهم سبعة أطفال، حيث أرسلت الحكومة اليمنية رسالة بذلك إلى مجلس الأمن.

ووفق دراسة أعدها قطاع الدراسات بوزارة التخطيط اليمنية بدعم من الأمم المتحدة، تتسبب التغيرات المناخية في تفاقم النقص الحاد بالغذاء، حيث يعتمد ثلثا اليمنيين على الزراعة لتلبية احتياجات معيشتهم الأساسية، ومعظمهم بالمناطق الريفية، وفقاً للبنك الدولي.

ووفق الدراسة التي تناولت تأثير التغيرات المناخية على البلاد خلال العقود القليلة المقبلة، فإن زيادة نسبة التصحر باليمن بلغت نحو 86 في المائة من إجمالي مساحة الدولة.


مقالات ذات صلة

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

العالم العربي جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرات بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «ترومان».

العالم العربي يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)

منظمة دولية: الحوثيون يعرّضون المساعدات الإنسانية للخطر

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحوثيين بقمع المجتمع المدني وتعريض المساعدات الإنسانية للخطر، وقالت إنهم مستمرون في احتجاز وإخفاء موظفي الأمم المتحدة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي العليمي مستقبلاً في الرياض السفيرة البريطانية عبدة شريف (سبأ)

تنسيق يمني - بريطاني لاجتماع المانحين في نيويورك الأسبوع المقبل

«مؤتمر نيويورك» يناقش أولويات الحكومة ودعم الإصلاحات فيما طلبت الأمم المتحدة 2.47 مليار دولار لتغطية استجابتها الإنسانية في اليمن خلال 2025.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الحوثيون متهمون بإنفاق مبالغ ضخمة على التعبئة العسكرية والطائفية وتجاهل جوع السكان (إ.ب.أ)

الحوثيون يكثفون التعبئة العسكرية لطلبة المدارس

بالتزامن مع اتساع الانتهاكات كثف الحوثيون الأنشطة العسكرية والتعبئة الطائفية لطلاب مدارس محافظة إب بهدف كسب المزيد من المقاتلين والدفع بهم إلى جبهات القتال.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي شارع رئيسي في صنعاء حوّله الحوثيون معرضاً لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

انقلابيو اليمن يخصصون شارعا رئيسيا في صنعاء لصور قتلاهم الجدد

حوّل الحوثيون شارعاً رئيسياً في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إلى معرض مفتوح لصور المئات من قتلاهم الجُدد، الذين سقطوا خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«هدنة غزة» الثانية... اتفاق بعد «مخاض عسير»

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
TT
20

«هدنة غزة» الثانية... اتفاق بعد «مخاض عسير»

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

بعد جولات عدّة على مدار أكثر من عام، أسفرت محادثات الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة عن إبرام هدنة جديدة في قطاع غزة، هي الثانية بالقطاع منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وعلى مدار هذه الفترة شهدت المحادثات الكثير من المحطات، كان أبرزها.

24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023:

هدنة أولى أسفرت عن تسلم 109 من الرهائن ولم تصمد سوى أسبوع.

28 يناير (كانون الثاني) 2024:

تعثر محادثات بباريس عقب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدعوى «وجود فجوات كبيرة» لم يحددها.

13 فبراير (شباط):

تعثر مفاوضات بالقاهرة بعد حديث إسرائيلي عن أن مطالب حركة «حماس»، «وهمية».

23 فبراير:

محادثات «باريس 2» التي لم تسفر عن جديد، مع حديث إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن «(حماس) بعيدة عما ترغب إسرائيل في قبوله».

18 مارس (آذار):

مفاوضات بالدوحة لم تحقق انفراجة.

7 أبريل (نيسان):

محادثات القاهرة تشهد تمسك «حماس» بوقف إطلاق دائم لإطلاق النار قبل إبرام أي تهدئة.

مايو (أيار):

مصر تطرح مقترحاً و«حماس» تعلن في الـ6 من الشهر ذاته قبوله ونتنياهو يفشله باجتياح رفح الفلسطينية.

14 مايو:

الدوحة تتهم نتنياهو بـ«إدخال المفاوضات في طريق مسدودة».

31 مايو:

واشنطن تعلن خريطة طريق و«حماس» ترحب، ونتنياهو يتمسك باستمرار الحرب.

يوليو (تموز):

لم تسهم محادثات في 10 و11 من الشهر ذاته بالقاهرة، و27 من الشهر ذاته بروما عن تقدم.

16 أغسطس (آب):

مفاوضات بالدوحة تسفر عن تقديم واشنطن مقترحاً معدلاً لسد الفجوات.

26 أكتوبر:

بعد جمود نحو شهرين، عادت مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، باجتماع إسرائيلي - أميركي -قطري بالدوحة... ومقترح مصري بهدنة مصغرة لإدخال المساعدات.

مطلع نوفمبر:

مصادر في «حماس» تعلن أن أي صفقة مصغرة لا تبلي احتياجات شعبها.

10 نوفمبر:

قطر تعلن تعليق وساطتها في ظلّ تمسُّك كل من إسرائيل وحركة «حماس» بشروطهما السابقة.

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

3 ديسمبر (كانون الأول):

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يهدّد الشرق الأوسط بـ«جحيم» حال لم يتم إبرام صفقة قبل موعد تنصيبه في يناير 2025.

7 ديسمبر:

الدوحة تعلن عودته للوساطة بعد تعليق قبل نحو شهر.

21 ديسمبر:

«حماس» تعلن أن «هدنة غزة ممكنة، إن كفَّت إسرائيل عن وضع شروط جديدة»، ونتنياهو يقول إن الحركة تراجعت عن «تفاهمات».

7 يناير 2025:

الدوحة تعلن مواصلة استضافتها للمفاوضات.

14 يناير:

الدوحة تعلن أن الاتفاق أقرب مما يكون.

15 يناير:

الوسطاء يعلنون الاتفاق على هدنة ثانية في قطاع غزة من 3 مراحل المرحلة الأولى تمتد إلى 42 يوماً.