ألغام الحوثيين تسقط 105 ضحايا منذ مطلع العام

لجنة حكومية رصدت 58 واقعة قتل خلال شهر

يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)
يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)
TT

ألغام الحوثيين تسقط 105 ضحايا منذ مطلع العام

يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)
يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)

بينما كان العالم يحيي اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام، واصلت الجماعة الحوثية حصد أرواح اليمنيين بألغامها في محافظتي لحج والحديدة، بالتزامن مع تقارير محلية كشفت عن سقوط 105 ضحايا منذ مطلع العام الحالي، فيما أكدت لجنة رسمية استمرار الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين والأعيان المدنية.

وفي سياق الحوادث الأخيرة، ذكرت مصادر حقوقية أن طفلاً يبلغ الثالثة عشرة من عمره قُتِل وأصيب آخران من أقرانه في مديرية المراوعة شرق محافظة الحديدة (غرب)، بعد انفجار لغم بهم خلال عودتهم من جلب المياه إلى منازلهم من إحدى الآبار في إحدى قرى مديرية المراوعة، وتسبب الانفجار في بتر الساق اليسرى لأحد الطفلين.

منظمات محلية ودولية تطالب بإزالة الألغام بوصفها أحد شروط السلام والاستقرار والتنمية في اليمن (أ.ف.ب)

كما قُتل يمنيان قبل أيام في انفجار لغم أثناء مرورهما على متن دراجة نارية في منطقة كهبوب القريبة من مضيق باب المندب والتابعة لمحافظة لحج، وهي المنطقة التي تعاني من انتشار الألغام التي زرعتها الجماعة الحوثية قبل انسحابها منها منذ سنوات، رغم جهود تطهيرها، حيث زرعت الجماعة الألغام من دون خرائط.

إلى ذلك أصيب شخص آخر في مديرية الحالي التابعة لمحافظة الحديدة بجراح خطيرة، بعد انفجار لغم أرضي به أثناء عمله في حراسة أرضية تابعة لمؤسسة خيرية، وبحسب المصادر الطبية في المحافظة؛ فإن انفجار اللغم أدى إلى بتر قدميه وإحدى يديه.

وكان مركز حقوقي يمني أكد مقتل وإصابة أكثر من مائة مدني يمني منذ مطلع العام الحالي في محافظات ومناطق مختلفة، جراء الألغام التي زرعتها الجماعة الحوثية ومخلفات الحرب.

وقال المرصد اليمني للألغام إن «الألغام والذخائر غير المنفجرة تواصل حصد أرواح المدنيين خصوصاً الأطفال والنساء في محافظات يمنية عدة، مؤكداً أنه تمكن خلال فترة الثلاثة أشهر الأولى من هذا العام، من رصد وتوثيق سقوط 105 ضحايا في صفوف المدنيين بواقع 41 قتيلاً و64 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء، كما أصيب عدد من الجرحى بإعاقات دائمة».

أكبر حقل ألغام

تصدرت محافظة الحديدة اليمنية قائمة ضحايا انفجارات الألغام والذخائر، بينما توزعت خريطة الحوادث والضحايا على مناطق ملوثة في محافظات لحج وتعز والبيضاء ومأرب والجوف وصعدة وحجة.

مشروع مسام السعودي أسهم في إزالة ما يقرب من نصف مليون لغم وذخيرة غير متفجرة (مشروع مسام)

ووفقاً للمدير التنفيذي للمرصد فارس الحميري، فرغم انخفاض التصعيد العسكري منذ بدء سريان الهدنة في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، فإنه لا تزال الألغام تفتك بالمدنيين، والحاجة الملحة تتمثل في البدء بإجراءات إزالتها بوصفها ركيزة أساسية في حماية المدنيين، وإعادة دورة الحياة الطبيعية، وشرطاً أولياً لتحقيق الأمان والسلام في البلاد.

وأشاد المرصد اليمني للألغام بعمليات الإسناد الإنساني الذي يقوم به المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، الذي يحظى بتقدير يمني كبير، حيث مثلت جهود المشروع على الأرض مصدراً حقيقياً لحماية وإنقاذ آلاف المدنيين الأبرياء، بحسب بيان المرصد.

ونوه المرصد إلى أن جهود السلام في اليمن تبدأ من محددات أساسية، وإزالة المخاطر اليومية المحدقة بالسكان أبرزها، داعياً الجهود الدولية والإقليمية كافة إلى وضع ملف الألغام ضمن أولويات أي جهود للحل في اليمن.

تشير التقديرات إلى أن إزالة الألغام في اليمن ستستغرق 8 سنوات على الأقل (أ.ف.ب)

وأعلن أسامة القصيبي مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) أنه، ومنذ بدء عمل المشروع في منتصف عام 2018، نجح في إزالة أكثر من (436,376) لغماً، بما في ذلك ألغام مضادة للأفراد، وأخرى مضادة للدبابات، وذخائر غير متفجرة، وعبوات ناسفة تشكل خطراً جسيماً على حياة المدنيين، وتهدد الاستقرار والتنمية في اليمن.

وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام، شدد القصيبي على التزام مشروع «مسام» الراسخ بتخليص اليمن من هذه الآفة المدمرة.

من جهتها اتهمت السفارة الأمريكية في اليمن، الجماعة الحوثية بتحويل اليمن إلى أكبر حقل ألغام على الإطلاق، بعد أن زرعت مليوني لغم منذ عقد من السنوات.

ودعت السفارة الجماعة الحوثية المصنفة كياناً إرهابياً دولياً إلى التوقف عن استخدام أراضي البلاد سلاحاً في الحرب، والبدء في العمل من أجل مستقبل سلمي لجميع اليمنيين، مشيرة إلى أن إزالة هذه الألغام ستستغرق 8 سنوات.

انتهاكات بالجملة

ووثقت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، 281 واقعة انتهاك للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان خلال مارس (آذار) الماضي ارتكبتها الجماعة الحوثية.

وفي بيان صحافي للجنة حول مستجدات أعمالها للعام الحالي، والتعريف بمستجدات أنشطتها، قالت إنها تمكنت من التوثيق والتحقيق في سقوط 415 ضحية، بينهم 61 قتيلاً في 58 واقعة قتل وإصابة مدنيين، منهم 11 طفلاً و4 نساء في محافظات مختلفة.

يمنيون في مدينة رداع يحفرون قبوراً لضحايا تفجير حي الحفرة الذي ارتكبته الجماعة الحوثية (إكس)

كما تحققت اللجنة من 90 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري، إضافة إلى 11 واقعة قتل خارج نطاق القانون، و69 واقعة اعتداء على ممتلكات خاصة، و23 حالة تهجير قسري، و23 واقعة تهجير، و6 وقائع اعتداء على مدارس وأعيان طبية.

وشملت أنشطة اللجنة واقعة تفجير المنازل في حي الحفرة في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء خلال مارس الماضي.

وأقدمت قوة تابعة للجماعة الحوثية على زراعة عبوات ناسفة وتفجيرها في الحي المذكور في 19 من الشهر الماضي ما أدى إلى تدمير 7 منازل بشكل كلي، و7 منازل ومحال تجارية بشكل جزئي، وأسفرت العملية عن مقتل 9 مدنيين بينهم طفل واحد و3 نساء، وإصابة 9 آخرين بينهم 3 أطفال و3 نساء.

وجاء في بيان اللجنة أن الجماعة استهدفت منزلاً مجاوراً بمقذوف ناري بعد لحظات من عملية التفجير أسفر عن مقتل وإصابة 5 مدنيين من أسرة واحدة بينهم 4 أطفال، ولا تزال إجراءات التحقيق حول الواقعة مستمرة.

وكشفت اللجنة 11 واقعة زراعة ألغام فردية وأخرى مضادة للمركبات، سقط بسببها 13 ضحية، بينهم طفل.

وتطالب الحكومة اليمنية ومنظمات محلية ودولية المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على الجماعة الحوثية للكف عن زراعة الألغام، واحترام القانون الدولي الإنساني، والكشف عن خرائط الألغام؛ حفاظاً على أرواح المدنيين.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً تبنّاه الحوثيون باتجاه النقب

العالم العربي مجسم صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً تبنّاه الحوثيون باتجاه النقب

تبنّى الحوثيون قصف قاعدة إسرائيلية في منطقة النقب بصاروخ باليستي أفادت تل أبيب باعتراضه، في حين أقروا بتلقي غارات غربية في محافظة حجة غداة غارة في صنعاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من اجتماع الحكومة اليمنية (سبأ)

إسناد سعودي لخطة الحكومة اليمنية بهدف إنقاذ الاقتصاد

غداة إقرار الحكومة اليمنية خُطة الإصلاحات الاقتصادية الإنقاذية، قدّمت السعودية مساندة مالية جديدة بقيمة نصف مليار دولار؛ لدعم «البنك» والموازنة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي منتسبو فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب يطلقون نداء استغاثة (فيسبوك)

يمنيون مرضى بالسرطان يواجهون خطر الوفاة جراء نقص الأدوية

أطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) نداء استغاثة هو الثاني خلال أسبوعين؛ لإنقاذ حياة آلاف المرضى؛ بسبب نقص الأدوية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي صورة من مقطع فيديو تُظهر مباني محترقة عقب ضربات إسرائيلية على محطة كهرباء بالحديدة اليمنية 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ضربة جوية جديدة على صنعاء... و«الحوثي» تتهم أميركا وبريطانيا

ضربت غارة جوية جديدة العاصمة اليمنية صنعاء، الجمعة، بعد يوم على غارات إسرائيلية مميتة، وفق جماعة «الحوثي».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن موظفاً بالأمم المتحدة أصيب في ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء، الخميس، أُجليَ إلى الأردن.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ويستأنفون عمل مطار صنعاء غداة قصفه

برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
TT

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ويستأنفون عمل مطار صنعاء غداة قصفه

برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، مهاجمة إسرائيل بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي فرط صوتي، وقصف سفينة شحن في البحر العربي، كما أعلنت استئناف عمل مطار صنعاء وميناء الحديدة وذلك غداة ضربات إسرائيلية استهدفتهما مع محطتي كهرباء، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة 46 آخرين.

وتشنّ الجماعة هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى جانب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وإذ أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ حوثي قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية، ادعى المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان متلفز، أن قوات جماعته نفذت 3 عمليات عسكرية.

صاروخ باليستي أرض - أرض تبنى الحوثيون إطلاقه باتجاه إسرائيل (رويترز)

وشملت الهجمات - وفق سريع - قصف مطار «بن غريون» بصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين2»، وقصف هدف عسكري في يافا بطائرة مسيرة، واستهداف سفينة في البحر العربي تدعى «Santa Ursula» قال إنها اخترقت قرار حظر الجماعة على مواني إسرائيل.

وزعم المتحدث الحوثي أن الهجومين حققا أهدافهما، وأن الصاروخ وصل إلى مطار بن غوريون، «وأدى إلى وقوعِ إصاباتٍ وتوقُّفِ حركةِ المِلاحةِ في المطار»، وهي الرواية التي نفاها الجيش الإسرائيلي.

ومع توعد المتحدث الحوثي باستمرار الهجمات وتوسيع بنك الأهداف، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، اعتراض صاروخ باليستي أُطْلِق من اليمن قبل دخوله إلى وسط البلاد.

وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 18 شخصاً خلال التدافع وهم في طريقهم إلى الملاجئ، بينما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هبوط الطائرات إلى مطار بن غوريون توقف أثناء تفعيل صفارات الإنذار.

وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قالت إن صفارات الإنذار دوت في عشرات المناطق وسط إسرائيل إثر رصد إطلاق صاروخ من اليمن.

في السياق نفسه، قال أفيخاي أدرعي المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، في تغريدة على «إكس» إنه «تم اعتراض صاروخ أُطْلِقَ من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي. وتم تفعيل الإنذارات في وسط إسرائيل خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض».

46 قتيلاً وجريحاً

أعلنت السلطات الصحية الخاضعة للحوثيين في صنعاء أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت، الخميس، صنعاء والحديدة أدت إلى مقتل وإصابة 46 شخصاً، وأوضحت أن الغارات على مطار صنعاء قتلت 3 أشخاص، وأصابت 30، في حين أدت الغارات على الحديدة إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 10.

وعلى الرغم من هذه الموجة الرابعة من الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين التي استهدفت مطار صنعاء لأول مرة ومواني الحديدة للمرة الرابعة، أعلن قادة الجماعة استئناف العمل، الجمعة، بشكل طبيعي، حيث أقلعت من صنعاء طائرة ركاب كما هو مجدول لها.

وكانت الضربات في المطار قد أدت إلى تضرر برج المراقبة وصالة الانتظار والمدرج، كما استهدفت محطة الكهرباء في منطقة «حزيز» جنوب مدينة صنعاء، ومحطة الكهرباء في منطقة «رأس كثيب» شمال مدينة الحديدة.

أحد موظفي المطار في صنعاء يسير بالقرب من الطائرات بعد يوم من الغارات الجوية الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وعلى امتداد 14 شهراً، أطلقت الجماعة الحوثية مئات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، وكذا تضررت مدرسة بشكل كبير جراء انفجار رأس صاروخ في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر، السبت الماضي، 21 ديسمبر.

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات في 19 ديسمبر الحالي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين. قبل أن تشن تل أبيب الموجة الرابعة من الضربات يوم الخميس 26 ديسمبر.

زجاج متناثر على الأرض في مبنى مطار صنعاء جراء الغارات الإسرائيلية (رويترز)

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ أعضاء الكنيست بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين. وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال نتنياهو: «وجّهت قواتنا المسلحة بتدمير البنى التحتية للحوثيين؛ لأننا سنضرب بكامل قوتنا أي طرف يحاول إلحاق الضرر بنا. سنواصل سحق قوى الشر بقوة ومهارة، حتى إن استغرق الأمر وقتاً».

تنديد يمني وقلق أممي

بينما استنكر الجيش اليمني الهجمات الإسرائيلية على المصالح العامة في صنعاء والحديدة، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه من التصعيد.

وقال رئيس الأركان اليمني صغير بن عزيز في تغريدة على منصة «إكس»: «نستنكر بكل العبارات استمرار الكيان الصهيوني ضرب المصالح اليمنية العامة، ونحمّل الموتور عبد الملك الحوثي وجماعته الإرهابية كامل المسؤولية في تدمير البنى التحتية».

واجهات مبنى مطار صنعاء الزجاجية تعرضت للتحطم بسبب الغارات (إ.ب.أ)

وأضاف بن عزيز بالقول: «عبد الملك الحوثي رأس الشر والمتسبب في كل ما يحصل لليمن واليمنيين، وآخرها جلب الكيان الصهيوني لتدمير بلادنا وأملاك الشعب».

من جهته، ندد غوتيريش بالتصعيد، وقال إن الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي ومواني البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن تثير القلق بشكل خاص.

وأشار غوتيريش في البيان الذي أدلت به ستيفاني ترمبلاي، مساعدة المتحدث باسم الأمين العام إلى إصابة أحد أفراد طاقم خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي الإنساني عندما تَعَرَّضَ المطار للقصف.

وقال الأمين العام إن الغارات الإسرائيلية أتت بعد نحو عام من الأعمال التصعيدية التي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر والمنطقة والتي تهدد المدنيين والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية.

أضرار كبيرة لحقت ببرج المراقبة في مطار صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وشدد غوتيريش على وجوب احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني حسب الاقتضاء، في جميع الأوقات؛ وناشد الجميع احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وقال: «لا يجوز استهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ويجب احترامهم وحمايتهم في جميع الأوقات».

ومع دعوته إلى وقف جميع الأعمال العسكرية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. حذر أمين عام الأمم المتحدة من أن الغارات الجوية على مواني البحر الأحمر ومطار صنعاء تشكل مخاطر جسيمة على العمليات الإنسانية في وقت يحتاج فيه ملايين الأشخاص إلى المساعدة المنقذة للحياة.

ورأى غوتيريش أن «مزيداً من التصعيد في المنطقة لا يزال يقوض جهود الوساطة التي يقودها المبعوث الخاص هانس غروندبرغ للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع في اليمن».

وجدد الأمين العام دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الموظفين المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين.