واشنطن تدمر صاروخاً حوثياً وزعيم الجماعة يتبنى مهاجمة 90 سفينة

الجيش اليمني رفع جاهزيته لمواجهة الأعمال العدائية

أدت الهجمات الحوثية البحرية إلى أضرار اقتصادية بسبب عزوف شركات الشحن عن مضيق باب المندب (رويترز)
أدت الهجمات الحوثية البحرية إلى أضرار اقتصادية بسبب عزوف شركات الشحن عن مضيق باب المندب (رويترز)
TT

واشنطن تدمر صاروخاً حوثياً وزعيم الجماعة يتبنى مهاجمة 90 سفينة

أدت الهجمات الحوثية البحرية إلى أضرار اقتصادية بسبب عزوف شركات الشحن عن مضيق باب المندب (رويترز)
أدت الهجمات الحوثية البحرية إلى أضرار اقتصادية بسبب عزوف شركات الشحن عن مضيق باب المندب (رويترز)

أعلن الجيش الأميركي، الجمعة، تدمير صاروخ حوثي مضاد للسفن في منطقة تسيطر عليها الجماعة التي تبنى زعيمها عبد الملك الحوثي مهاجمة 90 سفينة منذ بدء التصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

جاء ذلك في وقت شدد فيه رئيس أركان الجيش اليمني صغير بن عزيز على رفع الجاهزية العسكرية للقوات للتصدي للأعمال العدائية الحوثية، بعد تصاعدها في الآونة الأخيرة على خطوط التماس في لحج ومأرب والضالع.

وأوضحت القوات المركزية الأميركية، في بيان، أنه في نحو الساعة 2:20 ظهراً (بتوقيت صنعاء) يوم 4 أبريل (نيسان) نجحت القوات في الاشتباك مع صاروخ مضاد للسفن وتدميره في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية.

وبحسب البيان، تبين أن الصاروخ كان يمثل تهديداً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وشدد على أن القيادة المركزية مكرسة لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكان الجيش الأميركي قد أفاد بالتصدي لهجمات صاروخية ومسيرة، الأربعاء الماضي، وتدمير منظومة دفاع جوي حوثية في سياق العمليات الدفاعية والاستباقية الرامية لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن.

من جهته، تعهد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في أحدث خطبة له (مساء الخميس)، بالاستمرار في شن الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، متبنياً مهاجمة 90 سفينة منذ بدء التصعيد.

وتباهى الحوثي بقدرة جماعته على تنفيذ الهجمات، زاعماً أنها نفذت خلال شهر واحد 34 عملية هجوم استخدمت خلالها 125 صاروخاً باليستياً ومُجَنَّحاً، وطائرةً مُسَيَّرة. كما أقر بتلقي جماعته 424 غارة وقصفاً بحرياً، ومقتل 37 عنصراً من جماعته وجرح 30 آخرين.

صورة جوية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن وأدى إلى مقتل 3 من بحارتها (الجيش الأميركي)

ومع ملاحظة انخفاض فاعلية هجمات الجماعة المدعومة من إيران في الأيام الأخيرة، يزعم قادتها أنهم يهدفون إلى منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأميركية والبريطانية، نصرةً للفلسطينيين في غزة.

وكانت واشنطن قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.

ويشارك الاتحاد الأوروبي في التصدي للهجمات الحوثية، عبر مهمة «أسبيدس» التي أطلقها في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتشارك فيها فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا واليونان والدنمارك، دون شنّ ضربات على الأرض، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفّذت مئات الغارات على الأرض ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

وتأمل واشنطن أن تقود جهودها إلى تحجيم قدرة الجماعة الحوثية، وحماية السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، كما تأمل أن تتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف الهجمات التي تصفها بـ«الإرهابية» والمتهورة.

فرقاطة دنماركية أصيبت بهجمات حوثية في البحر الأحمر قبل عودتها إلى قواعدها (رويترز)

وأُصيبت 16 سفينة على الأقل، خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى الآن، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر، بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

تأهب عسكري

بينما يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى إبرام خريطة طريق للسلام في اليمن بناء على جهود الوساطة السعودية والعمانية، تزداد المخاوف من عودة القتال بخاصة مع التصعيد الحوثي على خطوط التماس مع القوات الحكومية.

وفي هذا السياق، عقد رئيس أركان الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، اجتماعاً مع كبار قادته في مأرب، واستمع - بحسب الإعلام الرسمي - من القادة إلى «إحاطات موجزة للموقف الميداني والعملياتي في مسرح العمليات، ومستوى الجاهزية القتالية والتحصينات الدفاعية للوحدات العسكرية».

وأمر رئيس الأركان اليمني «بتعزيز التعاون والتنسيق للحفاظ على اليقظة والاستعداد القتالي والمعنوي للتعامل مع أي تطورات والتعامل الحازم مع تصعيدات تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية الإيرانية وردع عملياتها العدائية اليائسة»، وفق ما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية.

رئيس الأركان اليمني اجتمع في مأرب مع كبار قادته وشدد على رفع الجاهزية القتالية (سبأ)

وقال بن عزيز إن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان تبذل كل الجهود للقيام بواجباتها في توفير الرعاية والدعم للجيش والتنسيق مع الجهات الحكومية لانتظام صرف المرتبات ورعاية الجرحى وأسر القتلى، في ضوء إجراءات الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تتبناها الحكومة.

وتزامنت تصريحات رئيس الأركان اليمني مع تصريحات لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أشار فيها إلى التعقيدات التي تواجه مساعي السلام بسبب سلوك الحوثيين وهجماتهم على المنشآت النفطية، وسفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية.

ونقل الإعلام الحكومي عن العليمي قوله إن «السلام العادل القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً خصوصاً القرار 2216، كان وسيظل مصلحة أولى للشعب اليمني على طريق استعادة مؤسسات الدولة الضامنة للحقوق والحريات، والعدالة والمواطنة المتساوية، التي ستجعل اليمن أكثر أمناً واستقراراً وحضوراً في محيطه الإقليمي والدولي».

وتابع العليمي بالقول إن «استعادة مؤسسات الدولة هي أولوية قصوى لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ومنتهى الهدف من أي جهود للسلام المستدام يجب أن يعني الشراكة الواسعة دون تمييز أو إقصاء، والتأسيس لمستقبل أكثر إشراقاً لجميع اليمنيين».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

وزير خارجية الأردن: قرارات «الجنائية الدولية» يجب أن تنفذ وتحترم

أيمن الصفدي (رويترز)
أيمن الصفدي (رويترز)
TT

وزير خارجية الأردن: قرارات «الجنائية الدولية» يجب أن تنفذ وتحترم

أيمن الصفدي (رويترز)
أيمن الصفدي (رويترز)

قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الخميس، إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن «تنفذ وتحترم»، وإن الفلسطينيين يستحقون العدالة.

ووفقاً لـ«رويترز»، فقد جاء ذلك في رد فعله على أمرَي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.