واشنطن تدمر قارباً حوثياً مسيّراً في البحر الأحمر

جولة لمبعوثها ليندركينغ في المنطقة لبحث وقف هجمات الجماعة وعملية السلام

حشدت الجماعة الحوثية آلاف المجندين الجدد تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل (أ.ف.ب)
حشدت الجماعة الحوثية آلاف المجندين الجدد تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تدمر قارباً حوثياً مسيّراً في البحر الأحمر

حشدت الجماعة الحوثية آلاف المجندين الجدد تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل (أ.ف.ب)
حشدت الجماعة الحوثية آلاف المجندين الجدد تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل (أ.ف.ب)

في الوقت الذي أرسلت واشنطن مبعوثها الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، إلى المنطقة في جولة جديدة هدفها الضغط على الجماعة الحوثية لوقف هجماتها البحرية، تبنى الجيش الأميركي، الثلاثاء، تدمير قارب حوثي مسيّر، في سياق الضربات الاستباقية المستمرة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

ومع ملاحظة انخفاض فاعلية هجمات الجماعة المدعومة من إيران في الأيام الأخيرة، إلا أن قادتها يؤكدون استمرار عملياتهم تحت مزاعم منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأميركية والبريطانية، نصرةً للفلسطينيين في غزة.

وأوضحت القوات المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس» أنه في الساعة التاسعة صباحاً (بتوقيت صنعاء) في الأول من أبريل (نيسان)، نجحت قواتها في تدمير قارب حوثي مسيّر دفاعاً عن النفس. وإذ تقرر أن القارب المسيّر كان يمثل تهديداً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، قال البيان إن هذه الإجراءات ضرورية لحماية القوات، وضمان حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أقرت، الاثنين، بتلقي ضربة وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية» استهدفت منطقة الطائف في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر (غرب اليمن).

وتبنى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مهاجمة 86 سفينة، منذ بدء التصعيد، وادّعى في أحدث تصريحاته أن جماعته نفّذت خلال أسبوع 10 هجمات ضد 9 سفن، استخدمت خلالها 37 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مُسيَّرة.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.

ويشارك الاتحاد الأوروبي -من جهته– في التصدي للهجمات الحوثية، عبر مهمة «أسبيدس» التي أطلقها في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتشارك فيها فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا واليونان، دون شنّ ضربات على الأرض، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفّذت مئات الغارات على الأرض؛ لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر هجوم صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وتأمل واشنطن أن تقود جهودها إلى تحجيم قدرة الجماعة الحوثية، وحماية السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تشن الجماعة هجماتها منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتهدد بتوسيعها إلى المحيط الهندي.

وأُصيبت 16 سفينة على الأقل، خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى الآن، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر، بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في السادس من مارس (آذار) في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

مساعٍ دبلوماسية

في سياق مساعي واشنطن إلى اعتماد الدبلوماسية إلى جانب الضربات الوقائية لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن، أفادت الخارجية الأميركية في بيان بأن المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركنغ، سيسافر إلى السعودية وسلطنة عمان، لمناقشة الشركاء حول الحاجة إلى وقف فوري لهجمات الحوثيين.

وطبقاً للبيان سيلتقي المبعوث الشركاء لتأكيد الحاجة إلى وقف هجمات الحوثيين التي تقوّض التقدم في عملية السلام اليمنية وتقديم المساعدة الإنسانية إلى اليمن وغيرها من الدول المحتاجة.

وأكد البيان أن واشنطن لا تزال ملتزمة التزاماً راسخاً بدعم السلام الدائم في اليمن والتخفيف من الأزمات الإنسانية والاقتصادية المعقَّدة التي تضر الشعب اليمني. وأنها ستدعم العودة إلى جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بمجرد أن يوقف الحوثيون هجماتهم العشوائية.

تزعم الجماعة الحوثية أن هجماتها البحرية ضد السفن نصرة للفلسطينيين في غزة (أ.ف.ب)

وأضاف البيان أن المبعوث ليندركينغ سيجتمع مع نظرائه الإقليميين لمناقشة خطوات تخفيف الوضع الحالي وتجديد التركيز على تأمين سلام دائم للشعب اليمني.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الحوثيين ليست حلاً، وإن السبيل الأمثل هو دعم القوات الحكومية لاستعادة المناطق اليمنية كافة من قبضة الجماعة بما فيها الحديدة وموانئها.

ومع إصرار الحوثيين على التصعيد البحري، تجمدت مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وأعلن المبعوث هانس غروندبرغ مخاوفه الصريحة من عودة القتال مجدداً بين الحوثيين والحكومة اليمنية، بعد نحو عامين من التهدئة الميدانية وخفض التصعيد.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة لتبييض انتهاكاتها ضد اليمنيين، حيث كثّفت عمليات التحشيد والتعبئة والتجنيد في مناطق سيطرتها كافة، تحت مزاعم الاستعداد لقتال أميركا وإسرائيل.


مقالات ذات صلة

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.