حديث حوثي عن ضربة غربية استهدفت جنوب الحديدة

بعد أيام من الهدوء وتراجع هجمات الجماعة البحرية

تزعم الجماعة الحوثية مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن نصرة للفلسطينيين في غزة (إ.ب.أ)
تزعم الجماعة الحوثية مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن نصرة للفلسطينيين في غزة (إ.ب.أ)
TT

حديث حوثي عن ضربة غربية استهدفت جنوب الحديدة

تزعم الجماعة الحوثية مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن نصرة للفلسطينيين في غزة (إ.ب.أ)
تزعم الجماعة الحوثية مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن نصرة للفلسطينيين في غزة (إ.ب.أ)

بعد أيام من الهدوء وتراجع وتيرة هجمات الحوثيين ضد السفن، أقرت الجماعة بتلقي ضربة وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية» استهدفت، الاثنين، موقعاً في منطقة «الطائف» التابعة لمديرية الدريهمي، جنوب مدينة الحديدة الساحلية.

جاء ذلك في وقت تواصل فيه الجماعة الحوثية تدابيرها الانقلابية ضد العملة اليمنية، وسط ترقب لردود فعل الحكومة، عقب قيام الجماعة بسك عملة معدنية في صنعاء وطرحها للتداول، وهي العملة التي وصفتها الحكومة بـ«المزورة».

دخان يتصاعد إثر غارة غربية سابقة استهدفت موقعاً للحوثيين في صنعاء (رويترز)

وفي حين لم تورد الجماعة الحوثية أي تفاصيل بخصوص آثار الضربة التي تلقتها في جنوب الحديدة، لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور تنفيذ الغارة التي تعد امتداداً لمئات الضربات الاستباقية التي نفذتها واشنطن ولندن، للحد من قدرات الجماعة، ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكان الجيش الأميركي قد أعلن الجمعة الماضي تصديه لأربع طائرات حوثية دون طيار، وتدميرها فوق البحر الأحمر، في حين أكد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي الاستمرار في الهجمات التي يزعم أنها من أجل مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وتبنى زعيم الجماعة الموالية لإيران مهاجمة 86 سفينة، منذ بدء التصعيد، وادعى أن جماعته نفّذت خلال أسبوع 10 هجمات ضد 9 سفن، واستخدمت خلالها 37 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مُسيَّرة.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.

ويشارك الاتحاد الأوروبي -من جهته– في التصدي للهجمات، عبر مهمة «أسبيدس» التي أطلقها في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتشارك فيها فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا واليونان، دون شنّ ضربات على الأرض، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفذت مئات الغارات على الأرض؛ لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

سك الحوثيون في صنعاء عملة نقدية معدنية من فئة 100 ريال وطرحوها للتداول (رويترز)

وتأمل واشنطن أن تقود جهودها إلى تحجيم قدرة الجماعة الحوثية، وحماية السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تشن الجماعة هجماتها منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتهدد بتوسيعها إلى المحيط الهندي.

وأُصيبت 16 سفينة على الأقل، خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى الآن، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر، بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في السادس من مارس (آذار) في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

ترقب تدابير حكومية

إلى ذلك، تترقب الأوساط الاقتصادية في اليمن ردود الأفعال الحكومية إزاء الخطوة الحوثية المتمثلة في سك عملة معدنية في صنعاء، من فئة 100 ريال يمني، وطرحها للتداول، رغم تحذيرات البنك المركزي في عدن.

ووصف البنك المركزي اليمني العملة الحوثية بـ«المزورة» وغير القانونية، وحذر من التعامل بها، بينما عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اجتماعاً في عدن، ضم رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب، ووزير المالية سالم بن بريك، وكذلك وزير التجارة والصناعة محمد الأشول.

ونقل الإعلام الرسمي أن العليمي استمع من رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، والوزراء والمسؤولين المعنيين، إلى تقارير بشأن الموقف الاقتصادي، والمخزون السلعي، والأداء الخدمي خلال شهر رمضان المبارك، على ضوء تداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.

تترقب الأوساط الاقتصادية في اليمن ردة فعل الحكومة اليمنية إزاء عملة الحوثيين المعدنية (سبأ)

وتطرق الاجتماع إلى تقارير الأداء الاقتصادي والمؤسسي، وجهود تعزيز الاستقرار النقدي والمالي، بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة، والاستفادة من دعم وخبرات الحلفاء الإقليميين والشركاء الدوليين.

وحسب وكالة «سبأ» أثنى العليمي على جهود الحكومة وإجراءات البنك المركزي، ووزارتي: المالية، والصناعة والتجارة، للحفاظ على الاستقرار النقدي، والمالي، والسلعي، واحتواء تداعيات الإجراءات الممنهجة للميليشيات الحوثية المدمرة للاقتصاد الوطني، والقطاع المصرفي، والمدخرات المجتمعية، وضمان استمرار الوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة، بما في ذلك دفع رواتب الموظفين، والاعتمادات اللازمة لاستيراد السلع الأساسية.

وشدد رئيس مجلس الحكم اليمني على «أهمية مضاعفة الجهود من أجل تعزيز وسائل الحماية للفئات الاجتماعية الضعيفة، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي تغذيها الممارسات الإرهابية الحوثية بدعم من النظام الإيراني»، وفق ما أوردته الوكالة الحكومية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)

أعلن الجيش السوداني اليوم السبت «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

وقال الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير وقريبا سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بعد خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.