واشنطن تدمر 18 صاروخاً وغواصة حوثية وروما تسقط مسيّرتين

الجماعة هاجمت سفينة سنغافورية وتوعدت بالمزيد في رمضان

السفينة الأميركية «شامبيون» تعرضت لقصف حوثي وهي في طريقها لتوصيل شحن مساعدات لليمن (رويترز)
السفينة الأميركية «شامبيون» تعرضت لقصف حوثي وهي في طريقها لتوصيل شحن مساعدات لليمن (رويترز)
TT

واشنطن تدمر 18 صاروخاً وغواصة حوثية وروما تسقط مسيّرتين

السفينة الأميركية «شامبيون» تعرضت لقصف حوثي وهي في طريقها لتوصيل شحن مساعدات لليمن (رويترز)
السفينة الأميركية «شامبيون» تعرضت لقصف حوثي وهي في طريقها لتوصيل شحن مساعدات لليمن (رويترز)

على مشارف الشهر الخامس من التصعيد الحوثي البحري، أعلن الجيش الإيطالي، إسقاط مسيّرتين في البحر الأحمر، الثلاثاء، دفاعاً عن النفس، في حين تبنت واشنطن ست ضربات استباقية دمرت خلالها 18 صاروخاً وغواصة مسيّرة، بالتزامن مع إعلان الجماعة الموالية لإيران قصف سفينة شحن سنغافورية زعمت أنها أميركية.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية في بيان، الثلاثاء، بأنه بين الساعة 8:50 صباحاً و12:50 ظهراً (بتوقيت صنعاء) في 11 مارس (آذار)، «أطلق الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران»، صاروخين باليستيين مضادين للسفن باتجاه السفينة التجارية بينوكيو، المملوكة لسنغافورة والتي ترفع العلم الليبيري، وأكدت أن الصاروخين لم يصطدما بالسفينة ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وفي اليوم نفسه، بين الساعة 2:50 و11:30 مساءً (بتوقيت صنعاء) قالت القيادة المركزية إن قواتها نفّذت ست ضربات دفاعاً عن النفس، حيث دمرت غواصة مسيّرة تحت الماء و18 صاروخاً مضادة للسفن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وقال البيان الأميركي، إن القوات دمرت هذه الأسلحة الحوثية بعد أن تقرر أنها تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكان الحوثيون اعترفوا، الاثنين، بتلقيهم ست غارات وصفوها بالأميركية والبريطانية، استهدفت مواقع في منطقتَي رأس عيسى وباجل في محافظة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، دون أن يتحدثوا عن آثار هذه الضربات.

مدمرة بريطانية اعترضت مسيّرة حوثية فوق البحر الأحمر (رويترز)

في غضون ذلك، قالت هيئة أركان الدفاع الإيطالية، الثلاثاء، إن سفينة عسكرية إيطالية تعمل ضمن المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، أسقطت طائرتين مسيّرتين.

ووصفت الهيئة في بيان ما قامت به المدمرة «كايو دويليو» التابعة للبحرية الإيطالية بأنه من أعمال الدفاع عن النفس، دون الخوض في تفاصيل. وكانت السفينة نفسها قد أسقطت طائرة مسيّرة أخرى في وقت سابق من هذا الشهر. وفق ما نقلته «رويترز».

في السياق نفسه، تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع مهاجمة السفينة السنغافورية في البحر الأحمر، زاعماً أنها سفينة أميركية، بعدد من الصواريخ البحرية، كما زعم إصابتها بدقة.

وهدد المتحدث الحوثي بتصعيد الهجمات خلال شهر رمضان ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن، حتى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة ووقف الحرب عليها، وهي الذريعة التي تروجها الجماعة لتبرير هجماتها ضد السفن.

حشد الحوثيون عشرات الآلاف من المجندين تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة (أ.ف.ب)

ومع انشغال القوات الدولية بالتصدي للتصعيد الحوثي، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة «أمبري» للأمن البحري، الثلاثاء، بتلقي بلاغ بأن أشخاصاً عدة اعتلوا سفينة قبالة الصومال ويسيطرون عليها على مسافة 600 ميل بحري إلى الشرق من العاصمة الصومالية مقديشو.

وفي حين ذكرت الهيئة البريطانية بأن الأشخاص الذين اعتلوا السفينة وصلوا إليها بقاربين، أحدهما صغير والآخر كبير، قالت شركة «أمبري» إن الناقلة التي ترفع علم بنجلادش اعتلاها 20 مسلحاً، حيث كانت مبحرة من مابوتو في موزمبيق إلى الحمرية في الإمارات العربية المتحدة.

استعادة المؤسسات

في مقابل هذا التصعيد، جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، خلال لقاءات أجراها في الرياض مع سفراء فرنسا والصين وتركيا، الدعوة إلى دعم قوات الحكومة الشرعية لاستعادة كامل التراب اليمني، بكونه الحل الأمثل بدلاً عن الضربات الغربية ضد الحوثيين.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن العليمي أكد التزام المجلس الذي يقوده والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل القائم على المرجعيات المتفق عليها محلياً، وإقليمياً، ودولياً، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وكون السلام أولوية، ومصلحة قصوى للشعب اليمني.

هدد الحوثيون بالمزيد من الهجمات خلال رمضان ضد سفن الشحن (رويترز)

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تتخذ من الحرب في غزة وسيلة للهروب من استحقاقات السلام الذي تقوده الأمم المتحدة، إلى جانب محاولة تبييض جرائمها المستمرة ضد اليمنيين، بما في ذلك قطع الطرقات ومنع تصدير النفط وحصار تعز.

وعلى الرغم من عمليات التصدي الغربية التي تقودها واشنطن والضربات الاستباقية، فإن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران لا تزال – كما يبدو - تملك المزيد من القدرات على شن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة في الشهر الرابع من التصعيد.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

العالم العربي جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

اعترضت إسرائيل، السبت، صاروخين حوثيين قبل يوم واحد من بدء سريان اتفاق الهدنة بين تل أبيب و«حماس» التي تزعم الجماعة التنسيق معها للرد على أي تصعيد إسرائيلي

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

نقلت الجماعة الحوثية كميات من الأسلحة من مستودعات عسكرية بمحافظة عمران إلى مواقع محصنة في صعدة بعد تكثيف واشنطن ضرباتها على المحافظة

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرات بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «ترومان».

العالم العربي يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)

منظمة دولية: الحوثيون يعرّضون المساعدات الإنسانية للخطر

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحوثيين بقمع المجتمع المدني وتعريض المساعدات الإنسانية للخطر، وقالت إنهم مستمرون في احتجاز وإخفاء موظفي الأمم المتحدة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي العليمي مستقبلاً في الرياض السفيرة البريطانية عبدة شريف (سبأ)

تنسيق يمني - بريطاني لاجتماع المانحين في نيويورك الأسبوع المقبل

«مؤتمر نيويورك» يناقش أولويات الحكومة ودعم الإصلاحات فيما طلبت الأمم المتحدة 2.47 مليار دولار لتغطية استجابتها الإنسانية في اليمن خلال 2025.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».