ضحايا لأول مرة بهجوم حوثي على سفينة في خليج عدن

واشنطن اعترضت هجمات في البحر الأحمر

منظر سابق لسفينة الشحن الأميركية «باربادوس» التي استهدفها الحوثيون في خليج عدن الأربعاء (رويترز)
منظر سابق لسفينة الشحن الأميركية «باربادوس» التي استهدفها الحوثيون في خليج عدن الأربعاء (رويترز)
TT

ضحايا لأول مرة بهجوم حوثي على سفينة في خليج عدن

منظر سابق لسفينة الشحن الأميركية «باربادوس» التي استهدفها الحوثيون في خليج عدن الأربعاء (رويترز)
منظر سابق لسفينة الشحن الأميركية «باربادوس» التي استهدفها الحوثيون في خليج عدن الأربعاء (رويترز)

بلغ خطر الهجمات البحرية الحوثية مرحلة أكثر تهديداً، مع استهداف ناقلة شحن في خليج عدن الأربعاء. أسفر ذلك عن فقد ثلاثة بحّارة وإصابة أربعة بحروق بالغة، في الهجوم الـ56 الذي تتعرض له قطع بحرية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم نصرة غزة.

وعلى الرغم من عمليات التصدي الغربية التي تقودها واشنطن والضربات الاستباقية، فإن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران لا تزال كما يبدو تملك مزيداً من القدرات على شن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة في الشهر الرابع من التصعيد.

توعدت الجماعة الحوثية باستمرار الهجمات البحرية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة (أ.ف.ب)

ونقلت «رويترز» عن مصدر ملاحي قوله، إن ثلاثة أفراد من طاقم ناقلة البضائع «ترو كونفيدانس» التي ترفع علم باربادوس فقدوا، وأن أربعة آخرين أُصيبوا بحروق خطيرة بعد تعرض السفينة لأضرار قبالة اليمن.

وفي وقت لاحق، أكدت السفارة البريطانية لدى اليمن عبر منشور بوسائل التواصل الاجتماعي مقتل بحارين على الأقل في الهجوم، واصفة إياه بالمتهور. وقالت السفارة إنهم يجب أن يتوقفوا.

وأبلغت وكالتان بريطانيتان، الأربعاء، عن تلقي تقارير تفيد بتعرض سفينة شحن تملكها جهة أميركية للهجوم جنوب غربي عدن، مع الإبلاغ عن دوي انفجار ودخان ضخم، حيث تحاول سفينة عسكرية هندية في المنطقة تقديم المساعدة.

وأفادت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري بأن الناقلة التي تعرضت للهجوم على بعد 57 ميلا بحريا جنوب غربي عدن تحمل بضائع سائبة، وأن تقارير ذكرت أن عمليات إنقاذ تجري، وأن بعض أفراد الطاقم في زوارق نجاة.

وبحسب الوكالة، فإن السفينة ترفع علم باربادوس، وأبلغت أن كياناً يقول إنه «البحرية اليمنية» (أي الحوثيين) خاطب السفينة، وأمرها بتغيير مسارها.

لم يتبن الحوثيون الهجوم على الفور لكنهم أصدروا لاحقا بيانا اعترفوا فيه باستهداف السفينة وزعموا بأنها أميركية، وهو مايتضارب مع أنباء نشرتها وكالات أنباء تراوحت بين ملكية يونانية أو من ليبيريا.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أبلغت من جهتها عن الواقعة، وقالت إنها تلقت تقريراً عن حادثة على بُعد 54 ميلاً بحرياً جنوب غربي مدينة عدن اليمنية، وقالت إن سفنا بالجوار أبلغت بسماع دوي انفجار قوي، ومشاهدة عمود ضخم من الدخان.

وجاء الهجوم الذي يرجح وقوف الحوثيين وراءه، غداة هجمات استهدفت مدمرة أميركية، وبعد يومين من استهداف سفينة «سكاي 2» التي كانت متجهة إلى ميناء جيبوتي.

وفي سياق عمليات الرد الغربي على الهجمات الحوثية أفاد الجيش الأميركي، الأربعاء، بأنه تصدى ودمر صواريخ وطائرات مسيرة للجماعة في عمليات متفرقة، الثلاثاء.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان أنه في يوم 5 مارس (آذار)، بين الساعة 3 بعد الظهر، والساعة 5 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أسقطت قواتها صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن وثلاث طائرات مسيّرة من دون طيار هجومية ذات اتجاه واحد انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران باتجاه السفينة «يو إس إس كارني» في البحر الأحمر، حيث لم تسجل أي إصابات أو أضرار بالسفينة.

وفي وقت لاحق بين الساعة 8:45 والساعة 9:40 مساءً بتوقيت صنعاء، قال البيان الأميركي إن القوات دمرت ثلاثة صواريخ مضادة للسفن، وثلاثة زوارق مسيرة غير مأهولة ضمن إجراء للدفاع عن النفس.

وأضاف أن الصواريخ والزوارق كانت موجودة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، حيث حددت القوات مكانها، وقررت أنها تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، قبل أن تقوم باستهدافها.

الجماعة الحوثية سبق لها الإقرار بالضربات مساء الثلاثاء، وتبنت الهجمات ضد السفن الأميركية، وذكرت وسائل إعلامها أن مواقع الجماعة تلقت غارتين في منطقة الجبانة على البحر الأحمر غرب مدينة الحديدة، وثلاث غارات في منطقة رأس عيسى شمال الحديدة حيث مديرية الصليف.

وتبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان استهداف مدمرتين حربيتين أميركيتين في البحر الأحمر بصواريخ بحرية وطائرات مسيرة، وفق قوله.

وتوعدت الجماعة على لسان محمد العاطفي وزير دفاعها في حكومتها غير المعترف بها بشن مزيد من الهجمات ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، في حين اشترط وزير اتصالاتها مسفر النمير حصول سفن الكابلات البحرية على تصريح من الجماعة لإصلاح الأضرار التي أصابت الكابلات في باب المندب.

تصعيد مستمر

تشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر الماضي هجمات ضد السفن تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة من خلال منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل قبل أن تضيف إلى لائحة الأهداف السفن الأميركية والبريطانية.

وفي أحدث خطبه توعد زعيمها عبد الملك الحوثي بما وصفه بـ«مفاجآت» لا يتوقعها أعداء جماعته التي أقرت بمهاجمتها 56 سفينة منذ بدء التصعيد البحري الذي رأت فيه الحكومة اليمنية هروباً من استحقاقات السلام اليمني، ومحاولة لتلميع صورة الجماعة داخلياً وخارجياً، من بوابة الحرب في غزة.

السفينة البريطانية «روبيمار» أثناء غرقها التدريجي في البحر الأحمر إثر هجوم حوثي (أ.ف.ب)

وأطلقت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض ضد الحوثيين، إلى جانب تنفيذ العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية والقوارب المفخخة.

وأقر الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن عملية «أسبيدس»، التي تعني الدروع أو الحامي، دون المشاركة في شن هجمات مباشرة على الأرض، ووصلت قبل أيام مدمرة إيطالية وفرقاطة ألمانية إلى المنطقة لتضاف ذلك إلى مدمرتين فرنسيتين.

وأدى هجوم حوثي في 18 فبراير (شباط) 2024 إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» تدريجيا، قبالة سواحل مدينة المخا اليمنية على البحر الأحمر، بعدما تعذرت عملية إنقاذها بسبب التصعيد العسكري، وضآلة إمكانيات الحكومة اليمنية، ومحاولة الجماعة الحوثية استثمار الحادث للمزايدة السياسية دون استشعار الكارثة البيئية.

وقالت السفارة الأميركية في اليمن في بيان، الأربعاء، إن حطام السفينة البريطانية «روبيمار» لا يشكل فقط خطراً على الأنظمة البيئية لليمن ودول البحر الأحمر الأخرى، بل وأيضاً تمثل خطراً على سلامة الملاحة في هذا الممر المائي بالغ الأهمية.

ورأت السفارة في غرق السفينة جراء الهجوم الحوثي «مثالا آخر على عدم اكتراث الحوثيين بأرواح الطواقم البحرية وحياة اليمنيين». ووصفت هذه الهجمات الحوثية بـ«البغيضة». وشدّدت على أنها «لا بد أن تتوقف فوراً».

ثبات الموقف الحكومي

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات ضد الحوثيين غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو مساندة قواتها على الأرض لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة.

وبسبب التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية تجمدت مساعي السلام اليمني التي تقودها الأمم المتحدة، وسط مخاوف من عودة القتال خاصة بعد أن حشد الحوثيون عشرات آلاف المجندين، مستغلين العاطفة الشعبية تجاه القضية الفلسطينية.

وجدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الثلاثاء، خلال لقائه في الرياض السفير الأميركي ستيفن فاغن التمسك بموقف المجلس من الحل للأزمة.

وأكد العليمي، وفق الإعلام الرسمي، أن «دعم الحكومة، والضغوط الدولية القصوى على الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، يكفلان وقف مغامرات الجماعة على الصعيدين الوطني والإقليمي، وإحياء إمكانية العودة إلى مسار السلام المنشود».

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في الرياض مع السفير الأميركي ستيفن فاغن (سبأ)

ومنذ 19 نوفمبر أصابت الهجمات الحوثية 13 سفينة على الأقل، غرقت إحداها، كما لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها للشهر الرابع.

وتبنت الجماعة إطلاق حوالي 400 صاروخ وطائرة مسيّرة منذ بدء الهجمات، ونفى تأثر الجماعة بالضربات الغربية.

وفي المقابل، تلقت مواقع الجماعة الحوثية نحو 420 غارة، ومع ذلك أقرت فقط بمقتل 22 مسلحاً في الضربات الغربية، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن، فضلاً عن مدني زعموا أنه قُتل في غارة شمال غربي تعز.

ونفّذت واشنطن، شاركتها لندن في 4 موجات، ضربات على الأرض ضد الحوثيين، في نحو 29 مناسبة، ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي رداً على هجماتهم المستمرة ضد السفن.


مقالات ذات صلة

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

العالم العربي امرأتان يمنيتان في محافظة تعز تنقلان العلف لتخزينه كغذاء للمواشي بعد انتهاء موسم الحصاد وبدء مواسم الجفاف (البنك الدولي)

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

بانتهاء موسم حصاد الحبوب الشحيح في اليمن، يواجه المزارعون خيارات صعبة في مواسم الجفاف لتأمين الغذاء وتربية المواشي مع قلة خبرتهم بالتعامل مع تغيرات المناخ

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات بصنعاء وغيرها من المدن الخاضعة للانقلاب

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الحكومة اليمنية التزمت بمحاربة الفساد واستعادة ثقة الداخل والمانحين (إعلام حكومي)

إحالة مسؤولَين يمنيَين إلى المحكمة بتهمة إهدار 180 مليون دولار

في خطوة أولى وغير مسبوقة للحكومة اليمنية، أحالت النيابة العامة مسؤولَين في مصافي عدن إلى محكمة الأموال العامة بتهمة إهدار 180 مليون دولار.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
TT

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون في سجون مخابرات الجماعة الحوثية، أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين، في طليعتهم قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي»، رغم انقضاء شهرين على إيداعهم السجن بتهمة التحضير للاحتفال بذكرى الثورة التي أطاحت أسلاف الجماعة.

وذكرت مصادر حقوقية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أفرجوا أخيراً عن خمسة فقط من المعتقلين في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، لكنها مستمرة في رفض إطلاق سراح وكيل وزارة الشباب والرياضة والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» أحمد العشاري وزميليه في الحزب أمين راجح وسعد الغليسي.

الحوثيون يرون قادة جناح «المؤتمر الشعبي» بصنعاء خصوماً لهم (إعلام محلي)

وقالت المصادر إن الجماعة تتهم المعتقلين بالتآمر مع الحكومة الشرعية لقيادة انتفاضة شعبية في مناطق سيطرتها تحت شعار الاحتفال بالذكرى السنوية لقيام «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في شمال اليمن عام 1962.

ووفق هذه المصادر، فإن الاتصالات التي أجراها جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين للمطالبة بالإفراج عن قياداته قوبلت بتعنت وتسويف.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة كبيرة من المعتقلين لا يُعرف مصيرهم، وأن كلّاً من فهد أحمد عيسى، وعمر أحمد منة، وأحمد البياض، وعبد الخالق المنجد، وحسين الخلقي لا يزالون رهن الاعتقال، إلى جانب الناشطة سحر الخولاني، والكاتبين سعد الحيمي، ومحمد دبوان المياحي، والناشط عبد الرحمن البيضاني، ورداد الحذيفي، وعبد الإله الياجوري، وغالب شيزر، وعبد الملك الثعيلي، ويوسف سند، وعبده الدويري، وغازي الروحاني.

شروط الإفراج

تقول مصادر سياسية في صنعاء إن «التحالف الشكلي» الذي كان قائماً بين جناح «المؤتمر الشعبي» والحوثيين قد انتهى فعلياً مع تشكيل حكومة الانقلاب الأخيرة، حيث تم استبعاد كل المحسوبين على هذا الجناح، وسيطرة الحوثيين على كل المناصب.

وبالتالي، فإن الحزب لا يعول على ذلك في تأمين إطلاق سراح المعتقلين، والذين لا يُعرف حتى الآن ما نيات الحوثيين تجاههم، هل سيتم الاحتفاظ بهم لفترة إضافية في السجون أم محاكمتهم؟

أكدت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية استخدام الحوثيين التعذيب لانتزاع الاعترافات (إعلام حوثي)

ووفق إفادة بعض المعتقلين الذين أفرج الحوثيون عنهم، فقد تم استجوابهم بتهمة الانخراط في مخطط تآمري للإطاحة بحكم الجماعة في صنعاء بدعم وتمويل من الحكومة الشرعية.

وبعد جلسات من التحقيق والاستجواب وتفتيش الجوالات، ومراجعة منشورات المعتقلين في مواقع التواصل الاجتماعي، أفاد المعتقلون المفرج عنهم بأنه يتم الموافقة على إطلاق سراحهم، ولكن بعد التوقيع على تعهد بعدم العودة للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أو أي فعالية وطنية أخرى، وأن يظلوا رهن الاستعداد للحضور متى ما طُلب منهم ذلك إلى جهاز المخابرات الحوثي.

ولا تقتصر شروط الإفراج على ذلك، بل يُلزم المعتقلون بإحضار ضامن من الشخصيات الاجتماعية، ويكون ملزماً بإحضارهم متى طُلب منهم ذلك، ومنعهم من مغادرة منطقة سكنهم إلا بإذن مسبق، وعدم تغيير رقم جوالاتهم أو إغلاقها، وأن يظل تطبيق «الواتساب» يعمل كما كان عليه قبل اعتقالهم. كما يلحق بذلك تهديدات شفهية بإيذاء أطفالهم أو أقاربهم إذا غادروا إلى مناطق سيطرة الحكومة، أو عادوا للنشر ضد الجماعة.

تعذيب مروع

بالتزامن مع استمرار الحوثيين في اعتقال المئات من الناشطين، كشف النائب اليمني المعارض أحمد سيف حاشد، عما سماها «غرف التعذيب» في سجون مخابرات الجماعة.

وقال حاشد إن هناك مسلخاً للتعذيب اسمه «الورشة» في صنعاء، وتحديداً في مقر سجن «الأمن والمخابرات» (الأمن السياسي سابقاً)، وإن هذا المسلخ يقع في الدور الثالث، وموزع إلى عدة غرف، وكل غرفة تحتوي على وسائل تعذيب تصنع في نفوس الضحايا الخوف المريع والبشاعة التي لا تُنسى.

الناشطة اليمنية سحر الخولاني انتقدت فساد الحوثيين وطالبت بصرف رواتب الموظفين فتم اعتقالها (إعلام محلي)

ووفق ما أورده حاشد، الذي غادر مؤخراً مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، توجد في هذا المكان سلاسل ترفع الشخص إلى الأعلى وتعيده إلى الأسفل بواسطة زر تحكم، حيث يُعلَّق الضحية ويُثبَّت بالطريقة التي يريد المحققون رؤيته عليها.

وذكر أن البعض من الضحايا يُعلق من يديه لساعات طويلة، وبعضهم يُعلق من رجليه، وبعد ذلك يتم إنزاله وقد صار عاجزاً أو محمولاً في بطانية.

ووفق هذه الرواية، فإن هذا القسم يشمل وسائل تعذيب متنوعة تشمل الكراسي الكهربائية، والكماشات لنزع الأظافر، والكابلات، والسياط، والأسياخ الحديدية، والكلاب البوليسية، وكل ما لا يخطر على البال من وسائل صناعة الرعب والخوف والألم.