فوضى أمنية وممارسات طائفية تؤرق اليمنيين في إب

وسط غياب أجهزة الحوثيين وانشغالها بالجبايات والتعبئة

أقرت لجنة حوثية في محافظة إب برنامجاً زمنياً لمكافحة الجرائم والتصدي لما تسمى «الحرب الناعمة» (إعلام حوثي)
أقرت لجنة حوثية في محافظة إب برنامجاً زمنياً لمكافحة الجرائم والتصدي لما تسمى «الحرب الناعمة» (إعلام حوثي)
TT

فوضى أمنية وممارسات طائفية تؤرق اليمنيين في إب

أقرت لجنة حوثية في محافظة إب برنامجاً زمنياً لمكافحة الجرائم والتصدي لما تسمى «الحرب الناعمة» (إعلام حوثي)
أقرت لجنة حوثية في محافظة إب برنامجاً زمنياً لمكافحة الجرائم والتصدي لما تسمى «الحرب الناعمة» (إعلام حوثي)

تعيش محافظة إب اليمنية حالة من الفوضى والانفلات الأمني، ما تسبب في سقوط عدد من الضحايا، مع غياب ملحوظ لأجهزة الأمن والشرطة التابعة للجماعة الحوثية، التي يتهمها السكان بتجاهل هذه الاختلالات، مقابل تعزيز الممارسات الطائفية وتجنيد المقاتلين وجمع التبرعات، تحت مزاعم دعم هجماتها في البحر الأحمر.

وخلال يومين متتاليين من الأسبوع الماضي قُتل شخصان في المحافظة، دون معرفة مرتكبي الجريمتين، إذ وجد سكان قرية صرعد في ريف إب جثة أحد أبناء القرية ملقاة في منطقة مهجورة، وعليها آثار عنف وطلقة نارية، بعد يوم واحد فقط من العثور على جثة مدير الوحدة الصحية في قرية الإيوان في مديرية العدين مخنوقاً داخل مبنى الوحدة.

منظر عام لإحدى ضواحي مدينة إب (ويكبيديا)

واتهم أقارب القتيلين ومحيطهما الاجتماعي أجهزة الأمن والقضاء التابعة للجماعة الحوثية التي تسيطر على المحافظة الواقعة على بعد 193 كيلومتراً جنوب العاصمة المختطفة صنعاء، بعدم الجدية في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحري حول الواقعتين، والبحث عن مرتكبيهما، والاكتفاء بالإجراءات الروتينية، مقابل نشاط هذه الأجهزة في ملاحقة الناشطين السياسيين والاجتماعيين.

وتداول سكان المحافظة قصة تشير إلى تسبب أجهزة الحوثيين بالمحافظة في تصاعد الجرائم، وتفشي الفوضى والانفلات الأمنيين؛ حيث كلف مدير قسم شرطة في مدينة إب؛ حيث مركز المحافظة، أحد أقاربه العاطلين عن العمل بالإشراف على سجن القسم، والذي بدوره ترك العمل من أجل حفلة زفافه، ليكلف شقيقه الذي يعمل سائق سيارة أجرة للعمل بدلاً عنه خلال فترة غيابه.

وذكرت مصادر مطلعة في المدينة أنه خلال يومين من تولي سائق سيارة الأجرة إدارة السجن، تمكن 3 من المحتجزين من الهرب، وتسبب ذلك في تبادل الشقيقين مع مدير القسم ومسؤولين آخرين الاتهامات بتهريب المحتجزين، دون أن تتحرك الجهات الأمنية الأعلى للتحقيق في الواقعة واتخاذ إجراءاتها اللازمة، في حين تمكن محتجز رابع من الهرب.

وأوردت المصادر واقعة أخرى تشير إلى عدم جدية أجهزة الأمن التابعة للجماعة بالمحافظة في التعامل مع الانفلات والفوضى الأمنيين؛ حيث أقدمت عصابة على الاعتداء على مطعم ومالكه وسط مدينة إب، بإطلاق النار واقتحام المطعم، ولم يستجب لاستغاثة المعتدى عليه إلا أحد ضباط الشرطة الذي سارع بمفرده إلى مكان الواقعة.

يتهم أهالي إب الجماعة الحوثية بالتسبب في الفوضى الأمنية في محافظتهم منذ 9 أعوام (رويترز)

وعند وصوله وجد الضابط العصابة المكونة من عدة أفراد داخل المطعم، وهي على استعداد لمقاومته وإطلاق النار عليه، ففضل التريث إلى حين وصول قوة أمنية لتطويق العصابة، ورغم محاولاته الاتصال بزملائه في عدة مواقع وأقسام؛ فإنهم تجاهلوا طلباته تماماً، ما اضطره إلى الانسحاب بعد أن اطمأن إلى تمكن صاحب المطعم من النجاة والفرار.

اعتقالات وجبايات

منذ أكثر من شهر، اعتقلت الجماعة الحوثية التربوي أحمد الحسني، مدير مدرسة «الشوكاني» في قرية صهبان، التابعة لمديرية السياني في محافظة إب، ولم تفرج عنه حتى الآن، بسبب رسائل على تطبيق «واتساب» حول ادعاءات الجماعة مناصرة أهالي قطاع غزة المحاصر.

وطبقاً لمصادر مطلعة؛ فإن التربوي الحسني كتب رسالة في إحدى المجموعات المخصصة لمناصرة أهالي القطاع المحاصر في التطبيق الشهير، مطالباً بصرف مرتبات المعلمين من الأموال التي يتم تخصيصها لدعم الفلسطينيين، أو من ثمن الأسلحة المستخدمة في الهجمات على السفن في البحر الأحمر، حتى لا تكون تلك المناصرة مجرد مزاعم لتحقيق مكاسب سياسية.

في غضون ذلك، يشتكي سكان إب من أن قيادات حوثية في عدة مديريات في المحافظة، وجهت بجمع أموال لدعم هجماتها في البحر الأحمر.

تشهد محافظة إب اليمنية انفلاتاً أمنياً متزايداً خلال الأعوام الأخيرة (إكس)

وكشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن مكتب التربية والتعليم الخاضع للجماعة الحوثية، أمر إدارات المدارس بجمع تبرعات، ووجَّه المكتب إدارات المدارس بإغراء الطلاب بأنهم -من خلال التبرعات- سيساهمون في المعركة بشكل مباشر، ويكون لهم يد في نصرة أهالي قطاع غزة.

ورغم أن التربوي الحسني من المحسوبين على الجماعة الحوثية، ولديه صلات قرابة بقيادات حوثية، فإن تلك الرسالة تسببت في احتجازه ومنع عائلته من زيارته حتى الآن.

شحن طائفي

وتعد محافظة إب من أكثر المحافظات التي تشهد توتراً طائفياً في الأعوام الأخيرة، إلى جانب انتشار حوادث قتل الأقارب والاعتداء عليهم لأسباب دينية وطائفية.

وخلال الأسابيع الماضية، أعلنت ما تعرف بـ«اللجنة التنسيقية للمنظومة العدلية» التابعة للجماعة الحوثية في محافظة إب، عن برنامج زمني لتنفيذ خطة مكافحة انتشار الجرائم، والتصدي لما وصفته بالحرب الناعمة، وهو البرنامج الذي يتضمن حملة توعوية مكثفة حول مخاطر انتشار الجرائم، وخطورة الحرب الناعمة في تفكيك المجتمع والنسيج الاجتماعي، وفقاً لوسائل إعلام الجماعة.

وتطلق الجماعة اسم «الحرب الناعمة» على كافة الأنشطة والآراء المعارضة والمناهضة لسيطرتها ونفوذها، وتُستخدم للتحريض عليهم وتبرير الممارسات الموجهة ضدهم.

وخلال خطبة صلاة يوم الجمعة قبل الماضي في جامع «الرحمن»، وسط مدينة إب، وقعت مشادة كادت أن تؤدي إلى سقوط ضحايا، بعد أن أشهر أحد أفراد الجماعة الحوثية السلاح وسط الجامع، واستعد لإطلاق النار منه، قبل أن يقدم بعدها على طعن والدته.

تشهد مساجد محافظة إب مشاحنات طائفية مستمرة خلال السنوات الأخيرة (إعلام حوثي)

وبدأت الواقعة -حسب شهود عيان- خلال خطبة الجمعة التي شن فيها الخطيب الموالي للجماعة الحوثية هجوماً على من وصفهم بالمنافقين والعملاء والخونة، وحددهم بمن يعترضون على موقف الجماعة من مواجهة إسرائيل والغرب، ليضطر أحد المصلين إلى الاعتراض على مضمون خطبته الذي قال إنه يحرض على غالبية الموجودين في المسجد.

ويوضح شهود العيان أن عنصراً حوثياً يدعى سام الفقيه، وهو مكلف من قيادي آخر يدير مكتب الأوقاف في المحافظة بالإشراف على الجامع، وقف متصدياً للمصلي الذي اعترض على خطيب الجمعة، وأشهر بندقيته الآلية في وجهه، وأوشك على إطلاق النار متسبباً في فزع المصلين ومغادرتهم الجامع.

وبعد 4 أيام صدر أمر قبض قهري على الفقيه، لإقدامه على طعن والدته في ذراعها والهروب إلى جهة غير معلومة، في حين يرجح جيرانه بأنه لجأ للاحتماء بالقيادي الحوثي أحمد الحمران، مشرف الأوقاف في المحافظة.


مقالات ذات صلة

ضربة جوية جديدة على صنعاء... و«الحوثي» تتهم أميركا وبريطانيا

العالم العربي صورة من مقطع فيديو تُظهر مباني محترقة عقب ضربات إسرائيلية على محطة كهرباء بالحديدة اليمنية 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ضربة جوية جديدة على صنعاء... و«الحوثي» تتهم أميركا وبريطانيا

ضربت غارة جوية جديدة العاصمة اليمنية صنعاء، الجمعة، بعد يوم على غارات إسرائيلية مميتة، وفق جماعة «الحوثي».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن موظفاً بالأمم المتحدة أصيب في ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء، الخميس، أُجليَ إلى الأردن.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العربي صاروخ باليستي أرض - أرض تبنى الحوثيون إطلاقه باتجاه إسرائيل (رويترز)

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ويستأنفون عمل مطار صنعاء غداة قصفه

تبنى الحوثيون مهاجمة إسرائيل، الجمعة، بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة، واستهداف سفينة في البحر العربي، واستأنفوا عمل مطار صنعاء غداة قصفه من قِبل تل أبيب.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي انقلابيو اليمن يسعون إلى إيجاد جهاز شرطة ذي ولاء طائفي (إعلام محلي)

الحوثيون ينفذون عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء

ضمن ما سمّته الجماعة الحوثية «الاستعدادات لمواجهة إسرائيل»، نفذت عملية اجتثاث شاملة لضباط وأفراد الشرطة في صنعاء، واستحدثت مواقع عسكرية وسط التجمعات السكانية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي لقطة جوية لمخيم الجفينة في محافظة مأرب الذي يُعدّ أكبر مخيمات النزوح في اليمن (إكس)

النازحون اليمنيون يواجهون الصقيع والطرد من المساكن

تتزايد معاناة النازحين اليمنيين خلال الشتاء، ويتسبب البرد بالأمراض والوفيات، وتؤدي محاولات التدفئة إلى حرائق خطيرة ومميتة، ويعجز كثيرون عن دفع الإيجارات

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ويستأنفون عمل مطار صنعاء غداة قصفه

برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
TT

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ويستأنفون عمل مطار صنعاء غداة قصفه

برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)
برج مطار صنعاء المتضرر من الضربات الإسرائيلية (رويترز)

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، مهاجمة إسرائيل بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي فرط صوتي، وقصف سفينة شحن في البحر العربي، كما أعلنت استئناف عمل مطار صنعاء وميناء الحديدة وذلك غداة ضربات إسرائيلية استهدفتهما مع محطتي كهرباء، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة 46 آخرين.

وتشنّ الجماعة هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى جانب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وإذ أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ حوثي قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية، ادعى المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان متلفز، أن قوات جماعته نفذت 3 عمليات عسكرية.

صاروخ باليستي أرض - أرض تبنى الحوثيون إطلاقه باتجاه إسرائيل (رويترز)

وشملت الهجمات - وفق سريع - قصف مطار «بن غريون» بصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين2»، وقصف هدف عسكري في يافا بطائرة مسيرة، واستهداف سفينة في البحر العربي تدعى «Santa Ursula» قال إنها اخترقت قرار حظر الجماعة على مواني إسرائيل.

وزعم المتحدث الحوثي أن الهجومين حققا أهدافهما، وأن الصاروخ وصل إلى مطار بن غوريون، «وأدى إلى وقوعِ إصاباتٍ وتوقُّفِ حركةِ المِلاحةِ في المطار»، وهي الرواية التي نفاها الجيش الإسرائيلي.

ومع توعد المتحدث الحوثي باستمرار الهجمات وتوسيع بنك الأهداف، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، اعتراض صاروخ باليستي أُطْلِق من اليمن قبل دخوله إلى وسط البلاد.

وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 18 شخصاً خلال التدافع وهم في طريقهم إلى الملاجئ، بينما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هبوط الطائرات إلى مطار بن غوريون توقف أثناء تفعيل صفارات الإنذار.

وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قالت إن صفارات الإنذار دوت في عشرات المناطق وسط إسرائيل إثر رصد إطلاق صاروخ من اليمن.

في السياق نفسه، قال أفيخاي أدرعي المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، في تغريدة على «إكس» إنه «تم اعتراض صاروخ أُطْلِقَ من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي. وتم تفعيل الإنذارات في وسط إسرائيل خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض».

46 قتيلاً وجريحاً

أعلنت السلطات الصحية الخاضعة للحوثيين في صنعاء أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت، الخميس، صنعاء والحديدة أدت إلى مقتل وإصابة 46 شخصاً، وأوضحت أن الغارات على مطار صنعاء قتلت 3 أشخاص، وأصابت 30، في حين أدت الغارات على الحديدة إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 10.

وعلى الرغم من هذه الموجة الرابعة من الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين التي استهدفت مطار صنعاء لأول مرة ومواني الحديدة للمرة الرابعة، أعلن قادة الجماعة استئناف العمل، الجمعة، بشكل طبيعي، حيث أقلعت من صنعاء طائرة ركاب كما هو مجدول لها.

وكانت الضربات في المطار قد أدت إلى تضرر برج المراقبة وصالة الانتظار والمدرج، كما استهدفت محطة الكهرباء في منطقة «حزيز» جنوب مدينة صنعاء، ومحطة الكهرباء في منطقة «رأس كثيب» شمال مدينة الحديدة.

أحد موظفي المطار في صنعاء يسير بالقرب من الطائرات بعد يوم من الغارات الجوية الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وعلى امتداد 14 شهراً، أطلقت الجماعة الحوثية مئات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، وكذا تضررت مدرسة بشكل كبير جراء انفجار رأس صاروخ في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر، السبت الماضي، 21 ديسمبر.

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات في 19 ديسمبر الحالي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين. قبل أن تشن تل أبيب الموجة الرابعة من الضربات يوم الخميس 26 ديسمبر.

زجاج متناثر على الأرض في مبنى مطار صنعاء جراء الغارات الإسرائيلية (رويترز)

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ أعضاء الكنيست بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين. وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال نتنياهو: «وجّهت قواتنا المسلحة بتدمير البنى التحتية للحوثيين؛ لأننا سنضرب بكامل قوتنا أي طرف يحاول إلحاق الضرر بنا. سنواصل سحق قوى الشر بقوة ومهارة، حتى إن استغرق الأمر وقتاً».

تنديد يمني وقلق أممي

بينما استنكر الجيش اليمني الهجمات الإسرائيلية على المصالح العامة في صنعاء والحديدة، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه من التصعيد.

وقال رئيس الأركان اليمني صغير بن عزيز في تغريدة على منصة «إكس»: «نستنكر بكل العبارات استمرار الكيان الصهيوني ضرب المصالح اليمنية العامة، ونحمّل الموتور عبد الملك الحوثي وجماعته الإرهابية كامل المسؤولية في تدمير البنى التحتية».

واجهات مبنى مطار صنعاء الزجاجية تعرضت للتحطم بسبب الغارات (إ.ب.أ)

وأضاف بن عزيز بالقول: «عبد الملك الحوثي رأس الشر والمتسبب في كل ما يحصل لليمن واليمنيين، وآخرها جلب الكيان الصهيوني لتدمير بلادنا وأملاك الشعب».

من جهته، ندد غوتيريش بالتصعيد، وقال إن الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي ومواني البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن تثير القلق بشكل خاص.

وأشار غوتيريش في البيان الذي أدلت به ستيفاني ترمبلاي، مساعدة المتحدث باسم الأمين العام إلى إصابة أحد أفراد طاقم خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي الإنساني عندما تَعَرَّضَ المطار للقصف.

وقال الأمين العام إن الغارات الإسرائيلية أتت بعد نحو عام من الأعمال التصعيدية التي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر والمنطقة والتي تهدد المدنيين والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية.

أضرار كبيرة لحقت ببرج المراقبة في مطار صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وشدد غوتيريش على وجوب احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني حسب الاقتضاء، في جميع الأوقات؛ وناشد الجميع احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وقال: «لا يجوز استهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ويجب احترامهم وحمايتهم في جميع الأوقات».

ومع دعوته إلى وقف جميع الأعمال العسكرية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. حذر أمين عام الأمم المتحدة من أن الغارات الجوية على مواني البحر الأحمر ومطار صنعاء تشكل مخاطر جسيمة على العمليات الإنسانية في وقت يحتاج فيه ملايين الأشخاص إلى المساعدة المنقذة للحياة.

ورأى غوتيريش أن «مزيداً من التصعيد في المنطقة لا يزال يقوض جهود الوساطة التي يقودها المبعوث الخاص هانس غروندبرغ للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع في اليمن».

وجدد الأمين العام دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الموظفين المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين.