صاروخ حوثي يصيب سفينة أميركية واعتراض آخر وفشل ثالث

هجمات الجماعة مستمرة رغم الضربات والتحذيرات الدولية

أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)
أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)
TT

صاروخ حوثي يصيب سفينة أميركية واعتراض آخر وفشل ثالث

أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)
أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)

صعّد الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، رغم الضربات الأميركية والبريطانية والتحذيرات الدولية، إذ أصيبت ناقلة أميركية بصاروخ في خليج عدن، الاثنين، وفشلَ صاروخ ثان في الطيران، وذلك عقب ساعات من اعتراض واشنطن صاروخاً ثالثاً كان يستهدف إحدى مدمراتها.

هجمات الحوثيين باتجاه المياه اليمنية حيث سفن الشحن والقوات الدولية المرابطة هناك واكبتها هجمات في الداخل اليمني بالطائرات المسيرة، حيث استهدفت مواقع خاضعة للحكومة الشرعية في محافظتي الضالع وشبوة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

مدمرة أميركية لحماية الملاحة في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

وكانت واشنطن ولندن وجهتا ضربات يوم الجمعة الماضي شملت عشرات الأهداف الحوثية في صنعاء وأربع محافظات، قبل أن تعزز واشنطن منفردة هذه الضربات، السبت، باستهداف موقع حوثي قرب مطار صنعاء.

وذكرت هيئة العمليات البحرية البريطانية، الاثنين، أنها تلقت تقريرا عن حادث على بعد 95 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن، حيث أبلغ الربان أن جانب الميناء من السفينة أصيب بصاروخ من الأعلى.

وفيما ذكر بيان الهيئة أن السلطات تقوم بالتحقيق نصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، ولم تتوفر على الفور معلومات عن جنسية السفينة وحمولتها، كما لم يسارع الحوثيون إلى تبني الهجوم الذي تعتقد مصادر يمنية أنه تم بصاروخ من شمال محافظة الضالع.

من جهتها، قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إن ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم جزر مارشال تعرضت لهجوم بصاروخ أثناء مرورها بالقرب من عدن باليمن.

مسلحون حوثيون قبالة السفينة المقرصنة «غالاكسي ليدر» (رويترز)

وأكدت القيادة المركزية الأميركية، الهجوم، وقالت في بيان إنه في 15 يناير (كانون الثاني) في حوالي الساعة 4 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وأصابوا سفينة الحاويات «M/V Gibraltar Eagle»، التي ترفع علم جزر مارشال، وتمتلكها وتديرها الولايات المتحدة، وإنه لم تبلغ السفينة عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة، وتواصل رحلتها.

وأضاف البيان أن الجماعة الحوثية أطلقت في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر (بتوقيت صنعاء)، صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن أطلق باتجاه الممرات الملاحية التجارية بجنوب البحر الأحمر، لكنه فشل في الطيران واصطدم بالأرض. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر عسكري حوثي تأكيده القيام بقصف سفينة في البحر الأحمر، بعد أن رفضت الاستجابة لنداءات الجماعة.

هذه التطورات جاءت بعد ساعات من إعلان القيادة المركزية الأميركية إسقاط صاروخ حوثي من نوع «كروز» كان يستهدف حاملة للطائرات في البحر الأحمر.

وذكر بيان القيادة المركزية الأميركية أنه في 14 يناير في حوالي الساعة 4:45 مساءً (بتوقيت صنعاء)، تم إطلاق صاروخ كروز مضاد للسفن من مناطق الحوثيين المدعومين من إيران باتجاه السفينة «يو إس إس لابون» (DDG 58)، التي كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر. وتم إسقاط الصاروخ في محيط ساحل الحديدة من قبل مقاتلات أميركية. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وجدد الحوثيون تهديداتهم باستمرار مهاجمة السفن التي يزعمون أنها إسرائيلية أو متجهة من أو إلى موانئ تل أبيب، كما هدد قادة الجماعة باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر انتقاماً للضربات التي أدت إلى مقتل 15 مسلحاً حوثياً وإصابة ستة آخرين منذ 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقالت الجماعة الموالية لإيران، الاثنين، في بيان إنها مستمرة «في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة».

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة وجدت في حرب إسرائيل على غزة فرصة لاستغلال العاطفة الشعبية، في حين أنها تخدم أهداف إيران في المنطقة، وتسعى إلى مفاقمة الأزمة الإنسانية.

رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك مجتمعاً في الرياض مع السفيرة البريطانية (سبأ)

وجدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، الاثنين، موقف بلاده من التطورات، خلال لقائه في الرياض السفيرة البريطانية عبدة شريف، وقال إن تأمين حركة التجارة العالمية، واستقرار المنطقة لا يمكن أن يتحققا إلا باستعادة مؤسسات الدولة اليمنية بوصفها الضامن الرئيسي للحفاظ على سيادة اليمن واستقراره.

ومع المخاوف من انهيار جهود السلام اليمني الذي تقوده الأمم المتحدة بدعم سعودي وعماني، واصلت الجماعة الحوثية هجماتها في الداخل، بالطائرات المسيرة والصواريخ، حيث قُتل جنديان على الأقل في شبوة، كما قُتل ثالث في الضالع، وأصيب ثلاثة آخرين، إثر ضربات بطائرات مسيرة مفخخة.

تأثر الملاحة

وألقت الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر بآثارها السلبية على الأوضاع إقليمياً ويمنياً، مع عزوف شركات الشحن عن المرور عبر قناة السويس وارتفاع تكلفة الشحن إلى ثلاثة أضعاف للوصول إلى الموانئ اليمنية، وهو الأمر الذي سيزيد من معاناة السكان الذين يعيش نحو 18 مليوناً منهم على المساعدات الإنسانية الدولية.

استهدفت ضربات أميركية وبريطانية أهدافاً للحوثيين لردعهم عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر (أ.ب)

ونقلت «رويترز»، الاثنين، أن شركة الطاقة القطرية، من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، علقت مؤقتاً إرسال ناقلات عبر البحر الأحمر بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، التي استهدفت الطريق التجارية الحيوية.

وبحسب البيانات الأميركية، شنت الجماعة أكثر من 28 هجوماً ضد السفن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بما في ذلك القيام بقرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها وتحويلها إلى مزار لأتباعها قبالة الحديدة.

وفي حين حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الحوثيين من الاستمرار في الهجمات وتوعد بضربات جديدة، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قبل البيان الذي ألقاه أمام البرلمان الاثنين، إن بلاده تريد «خفض التوترات» في البحر الأحمر، وإنها انضمت للغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على مواقع الحوثيين في اليمن بوصف ذلك «ملاذاً أخيراً».

يشكك باحثون يمنيون في جدوى ضربات واشنطن ولندن ويتوقعون استمرار تهديد الحوثيين للملاحة (رويترز)

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن بلاده سوف «تدرس» ما إذا كانت سوف «تتخذ مزيداً من الإجراءات» لردع هجمات الحوثيين على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر.

ونقلت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية عن شابس القول إن بريطانيا في حاجة «للانتظار» لترى ما سيحدث بعد الهجمات الجوية المشتركة مع الولايات المتحدة الجمعة الماضي، التي أعقبت أسابيع من الهجمات على حركة الشحن على طول الطريق الدولية الحيوية من جانب الحوثيين المدعومين من إيران.

في سياق التصريحات البريطانية، أكد وزير الخارجية ديفيد كاميرون، عزم بلاده على وضع حد لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وقال: «ما يفعله الحوثيون خطأ، ونحن عازمون على وضع حد له»، مضيفاً أنه يجب العمل مع الحلفاء للدفاع عن حرية الملاحة وحماية الاقتصاد العالمي.


مقالات ذات صلة

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

العالم العربي للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال، من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

قالت الإمارات إنها ترحب ببيان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية حول الخطوط الجوية والقطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
العالم العربي دخان يتصاعد من موقع الغارات الجوية الإسرائيلية بمدينة الحديدة الساحلية باليمن في هذه الصورة المنشورة 20 يوليو 2024 (رويترز)

الحوثيون: هجماتنا على إسرائيل ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية

قال عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، الخميس، إن هجمات الجماعة على إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في طريقها من صنعاء إلى عمان (أرشيفية - أ.ب)

اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن يدخل مسار التنفيذ

دخل اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي بين الحكومة اليمنية والحوثيين حيّز التنفيذ مع عودة «السويفت» الدولي إلى البنوك المعاقبة، واستئناف الرحلات من صنعاء إلى عمان.

علي ربيع (عدن)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.