مخاوف يمنية من اشتداد بطش الحوثيين وتصاعد أزمات المعيشة

تستغل الجماعة الحوثية الضربات الأميركية البريطانية لحشد المزيد من الأنصار والمقاتلين وجمع الأموال (رويترز)
تستغل الجماعة الحوثية الضربات الأميركية البريطانية لحشد المزيد من الأنصار والمقاتلين وجمع الأموال (رويترز)
TT

مخاوف يمنية من اشتداد بطش الحوثيين وتصاعد أزمات المعيشة

تستغل الجماعة الحوثية الضربات الأميركية البريطانية لحشد المزيد من الأنصار والمقاتلين وجمع الأموال (رويترز)
تستغل الجماعة الحوثية الضربات الأميركية البريطانية لحشد المزيد من الأنصار والمقاتلين وجمع الأموال (رويترز)

كان صباح الجمعة الماضي في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عادياً، فلم تتغير عادات السكان في صبيحة الإجازة الأسبوعية، إذ استمرت الشوارع شبه خالية من حركتهم حتى موعد صلاة الجمعة، فبعد أن أيقظتهم الغارات الأميركية البريطانية من نومهم، عاد بعضهم إلى النوم مجدداً، وبعضهم سهر لمتابعة الأخبار ومعرفة التطورات.

غير أن القلق ساور أهالي المدينة من أن تؤدي هذه التطورات إلى إفشال خريطة الطريق التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، والتي كان يتوقع خروجها إلى النور قريباً، حيث ينتظر منها أن تبدأ بتخفيف أثر الحرب وأزماتها الممتدة على مدار تسعة أعوام، إلا أن هذه التطورات تعني إنهاء تلك الآمال، حالياً على الأقل.

يساور القلق أهالي العاصمة صنعاء من تأثير الضربات الأميركية البريطانية على عملية السلام وعلى حياتهم المعيشية (رويترز)

وكما كان متوقعاً، وجهت الجماعة الحوثية خطباء الجوامع إلى استغلال الضربات الأميركية البريطانية لرفع حدة الخطاب المضاد للحرب الإسرائيلية على غزة، وربطه بهذه الغارات، إذ حصلت الجماعة على ما يؤكد مزاعمها وشعاراتها التي خاضت تحتها الحرب ضد الدولة اليمنية واستولت عليها وخلقت أزمة سياسية وصراعاً لا تريد له أن ينتهي.

ولم تحظَ الحشود الحوثية التي تنظمها الجماعة في الميادين العامة بزيادة في أعداد المشاركين فيها، واقتصرت على أنصار الجماعة الذين تعودت جمعهم في مناسباتها الاحتفالية، وأغلبها ذات طابع طائفي، لكن حدة الخطاب الحوثي وحماس أنصاره ارتفعا بعد تلك الضربات، فهذه فرصة لمزيد من التبجح، كما يقول أحد الصحافيين لـ«الشرق الأوسط».

ويقول الصحافي الذي أصبح عاطلاً عن العمل بعد استيلاء الجماعة على المؤسسة الإعلامية التي كان يعمل فيها، إن كل شيء بدا غريباً بعد الضربات الأميركية البريطانية، فالسكان، وإن ساورهم القلق، فإنهم لم يكترثوا كثيراً، ولم يبدُ عليهم الغضب، ويفسر ذلك بأن ممارسات الجماعة غيرت من طباع الناس وتعاطيهم مع الأحداث.

هددت الجماعة الحوثية باستهداف المصالح الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر (رويترز)

ويشير إلى أن المظالم التي تناسلت في زمن سيطرة الجماعة تحت شعارات مواجهة إسرائيل والغرب واتهام المطالبين بحقوقهم والرافضين للنهب والفساد بالعمالة والارتزاق، جعلت المشاعر شبه محايدة، وإذا كانت السلطة التي تهيمن عليهم تنصلت من تقديم الخدمات وتوفير الاحتياجات لهم، فإن ادعاءاتها لا تعنيهم.

مخاوف معيشية

لكن مظاهر القلق بدت على الناس وتمثلت في مساعي كثير منهم إلى توفير احتياجاتهم من السلع الأساسية والضرورية، وشهدت متاجر المواد الغذائية ازدحاماً، بينما تراصت السيارات أمام محطات الوقود للتزود بأكبر كمية منه مع توقعات بانقطاعه أو توقفه.

ويفيد مالك معرض سيارات بأن اثنين من زبائنه الذي كانوا على وشك إتمام صفقة شراء سيارتين أبلغاه بتأجيل الشراء، وعند إلحاحه عليهما، أخبره أحدهما أن التطورات الجديدة دفعته للتفكير بمتطلبات أخرى لعائلته، أما الآخر فأبلغه أنه يخشى ألا يستمتع بالسيارة بعد شرائها لعدم توفر الوقود.

وحاولت الجماعة الحوثية إظهار تماسكها، ليس فقط على المستوى العسكري والخطابي، بل وعلى المستوى الاقتصادي أيضاً، من خلال بث رسائل بتوفر المواد الأساسية والوقود، وإن كانت لم تفعل ذلك بشكل رسمي، لكنها سربت معلومات عن توفر كميات كبيرة في المخازن وموانئ الحديدة عبر ناشطين تابعين لها.

ومع ذلك، تشير المعلومات الواردة من العاصمة صنعاء ومدن أخرى إلى أن الزحام من أجل شراء المواد الأساسية والوقود لم يكن كبيراً، ويفسر صحافي آخر ذلك بأن بعض اليمنيين تعودوا على الحروب وأزمات المواد الضرورية لحياتهم، وتوفرت لديهم قناعة بأنهم سيعيشون رغم كل تلك الصعوبات، بينما البعض الآخر أو الغالبية منهم، ليس في جيوبهم أو أرصدتهم ما يكفي للتعامل مع أي أزمات طارئة.

تجند الجماعة الحوثية الكبار والصغار من أجل الدفاع عن أجندتها للهيمنة على اليمن (أ.ف.ب)

واتهمت الحكومة اليمنية، الجماعة الحوثية، بجر البلاد وإقحامها في مواجهة عسكرية مع القوى الغربية؛ لتحقيق «أغراض دعائية»، مؤكدة أنها صاحبة الحق السيادي في تعزيز أمن وسلامة البحر الأحمر وما يتبعه من استقرار للمنطقة والعالم، وأن الطريق الأمثل على هذا الصعيد لا يمكن أن يتحقق إلا باستعادة مؤسسات الدولة.

مخاوف من القمع والتنكيل

بينما كان الغضب الشعبي تجاه الممارسات الحوثية يتصاعد باستمرار، جاءت الضربات الأميركية البريطانية لتتسبب في خفوت الصوت المناهض للجماعة، وظهر ذلك من خلال مواقف عدد من الناشطين والشخصيات الاجتماعية التي اصطدمت خلال الأسابيع الماضية بالجماعة، وتعرضت للتخوين والتهديدات، وتوج ذلك باختطاف القاضي عبد الوهاب قطران من منزله، واحتجازه حتى الآن مع تلفيق اتهامات له بحيازة وتعاطي الخمور والممنوعات.

يتخوف الناشطون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية من القمع والتنكيل تحت تهم تأييدهم الضربات الأميركية البريطانية (غيتي)

وكان القاضي قطران سخر من ادعاءات الجماعة بمواجهة الغرب وإسرائيل، مستنكراً تنصيب نفسها ممثلاً لليمنيين في تلك الممارسات، ومطالباً بتحسين الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتها، وصرف رواتب الموظفين، وهي المواقف التي اشتهر بها خلال الأعوام الماضية مع عدد من أصدقائه وزملائه.

وأصدر عدد من الشخصيات الاجتماعية والناشطين بياناً اعترضوا فيه على الهجمات الأميركية البريطانية.

إلا أن البيان حمل مطالب صريحة للجماعة الحوثية بوقف ممارساتها تجاه اليمنيين والتوقف عن استهداف الحريات العامة والخاصة، وفك الحصار عن مدينة ومحافظة تعز وفتح الطرقات فيها.

ودعا إلى الإفراج عن المختطفين لدى الجماعة، مثل السياسي محمد قحطان والقاضي عبد الوهاب قطران والنقابي التربوي أبو زيد الكميم المختطف على ذمة المطالبة العادلة بصرف مرتبات المعلمين.

يشكك مراقبون يمنيون في نجاعة الضربات الأميركية للحوثيين (رويترز)

وشدد البيان على أن صرف المرتبات أبرز الواجبات التي ينبغي على أي سلطة حاكمة تنفيذها، دون أن يكون لها الحق في اختطاف الناس أو معاقبتهم بسبب المطالبة بها.

وأبدى العديد من الناشطين والكتاب والصحافيين المقيمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مخاوفهم من أن تتخذ ضدهم إجراءات قمعية وتعسفية بتهمة تأييد الضربات الأميركية البريطانية، وهي الممارسات التي دأبت عليها الجماعة منذ الانقلاب.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك اطّلع على مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر (الشرق الأوسط)

رئيس مجلس الوزراء اليمني: سنرى مشاريع قادمة في مسيرة البناء والتنمية مع السعودية

اطلع رئيس مجلس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك، على مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر، ومشروع إعادة تأهيل منفذ الوديعة، اللذين ينفذهما «البرنامج السعودي».

«الشرق الأوسط» (مأرب)
العالم العربي يهدف مشروع الاستجابة للأمن الغذائي إلى استغلال مياه الأمطار في توسيع الرقعة الزراعية (إعلام محلي)

وكالة أممية تعالج ندرة المياه والتصحر في اليمن

ينفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروعاً لمواجهة انعدام الأمن الغذائي في اليمن.

محمد ناصر (تعز)
الخليج جانب من توقيع الاتفاقية بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (واس)

«مركز الملك سلمان للإغاثة» يوقّع اتفاقية لتمكين المرأة اليمنية في مشاريع الطاقة المتجددة

وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس، اتفاقية تعاون مشترك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمكين المرأة اليمنية في مشاريع الطاقة المتجددة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية توقف صرف المساعدات النقدية للحالات الأشد فقراً في مناطق سيطرتها، وتستقطع منها لصالح جبهاتها، متسببة بمزيد من المعاناة الإنسانية للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

كيف سيتصرف «حزب الله» وهل يتفلّت نتنياهو من الضغط الأميركي؟

لدى نصر الله ونتنياهو حسابات معقدة تحول دون تراجعهما (أ.ف.ب - رويترز)
لدى نصر الله ونتنياهو حسابات معقدة تحول دون تراجعهما (أ.ف.ب - رويترز)
TT

كيف سيتصرف «حزب الله» وهل يتفلّت نتنياهو من الضغط الأميركي؟

لدى نصر الله ونتنياهو حسابات معقدة تحول دون تراجعهما (أ.ف.ب - رويترز)
لدى نصر الله ونتنياهو حسابات معقدة تحول دون تراجعهما (أ.ف.ب - رويترز)

يتوقف بدء سريان المفاعيل السياسية للنداء الأميركي - الفرنسي، المدعوم أوروبياً وعربياً، للحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، على الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لمنعه من التفلُّت من مسؤوليته بتوفير الأجواء السياسية المواتية لتطبيق مضمون هذا النداء، بعد أن كان قد التزم بمضامينه، لينقلب عليه لاحقاً بذريعة أن مجرد التلازم في وقف إطلاق النار ليشمل جبهتي جنوب لبنان وغزة يتيح لـ«حزب الله» تبرير مساندته لـ«حماس»، على نحو يرتد عليه سلباً، ويتسبّب له بإشكالات داخل حكومته المناوئة بأكثريتها للربط بين الجبهتين، فيما يلقى فصل الجبهتين معارضة من «حزب الله»، كونه يشكل له إحراجاً أمام بيئته بعدم الجدوى من انخراطه في إسناد غزة، وما ترتب عليه من أكلاف باهظة كان في غنى عنها.

«فيتوات» متبادلة بين إسرائيل والحزب

لكن صدور النداء الأميركي - الفرنسي بصيغته الراهنة قوبل بتبادل «الفيتوات» بين إسرائيل و«حزب الله»، الذي يتمسك بتطبيق التلازم بوقف إطلاق النار على جبهتي غزة والجنوب، بخلاف نتنياهو المعترض عليه، وهذا ينسجم مع ما طرحه الوسيط الأميركي، أموس هوكستين، في مفاوضاته مع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، بتفويض من قيادة «حزب الله» لتهدئة الوضع جنوباً ونزع فتيل التفجير ومنع توسعة الحرب.

وكان الرئيس بري يعد العدّة لاستئناف التفاوض مع هوكستين لاستكمال البحث بينهما في الورقة التي أعدها الأخير لتهدئة الوضع جنوباً، للبدء بالتفاوض غير المباشر والتوصل إلى وقف إطلاق النار على قاعدة تهيئة الأجواء لتطبيق القرار رقم (1701) كونه الناظم الدولي لتحديد الحدود بين لبنان وإسرائيل.

لكن الرئيس بري، الذي كان قد تواصل مع هوكستين فور صدور النداء، فوجئ، كما يقول مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط»، بمبادرة نتنياهو إلى سحب تأييده له باعتراضه على التلازم بتطبيق وقف إطلاق النار على الجبهتين الغزاوية والجنوبية، ومطالبته بعدم الربط بينهما بذريعة أنه يشكل انحيازاً لوجهة نظر «حزب الله» بإسناده لـ«حماس».

انقلب نتنياهو فألغى هوكستين زيارته

ويؤكد المصدر النيابي أن هوكستين كان يتحضر للعودة إلى بيروت لمواصلة البحث في الورقة التي أعدها لتطبيق القرار رقم (1701)، وسبق لبري أن سجّل ملاحظاته على بعض بنودها، لكنه عدل عن المجيء، بعد أن انقلب نتنياهو على موافقته المبدئية على ما ورد في النداء الذي يحظى أيضاً بتأييد إيران، انسجاماً مع توافقها والولايات المتحدة على استيعاب التأزم لمنع توسعة الحرب في الإقليم.

وينفي المصدر نفسه كل ما أُشيع عن أن هوكستين بحث في اتصاله ببري وجوب انسحاب الحزب إلى ما وراء جنوب الليطاني، ويقول إن الاتصال بينهما بقي في العموميات، ولم يتطرقا إلى أي تفصيل يتعلق بالورقة، طالما أن للبحث بينهما صلة.

ويبقى السؤال: هل ينجح الرئيس الأميركي جو بايدن في إقناع نتنياهو بتعديل موقفه بما يسمح بتعبيد الطريق لتنفيذ ما ورد في النداء؟ أم أن محاولته، وقد تكون الأخيرة، لن تلقى التجاوب المطلوب؟ وهذا ما يفتح الباب لسؤال آخر: كيف سيتصرف «حزب الله» في حال أصر نتنياهو على المضي في اجتياحه الجوي للبلدات الجنوبية والبقاعية، وفي اغتياله لأبرز قياداته وكوادره العسكرية؟

فلدى الحزب، كما تقول أوساط مقربة منه، القدرات العسكرية والقتالية للتعويض عن تراجع حدة المواجهة في القطاع، كما يشيعه بعضهم، وتقول إنه جاهز لمواجهة كل الاحتمالات، وسيمضي في دفاعه عن النفس ضد العدوان الإسرائيلي، ولن يرضخ لضغوط نتنياهو النارية باستهدافه المدنيين من دون أن يستدرج لتوسيع الحرب، مع احتفاظه بحق الرد على تجاوز نتنياهو الخطوط الحمر باغتياله لأبرز قيادات الحزب العسكرية والميدانية.

مخزون «حزب الله» الصاروخي

لكن الأوساط نفسها لا تعلق على ما يتردد بأن القتال في غزة بدأ ينحسر، وأن القطاع تحوّل إلى جبهة مساندة، ما يجعل الحزب منفرداً في حربه مع إسرائيل، وأنه أصبح يختصر بنفسه وحدة الساحات بتراجع منسوب الانشغال الذي تتولاه أذرع محور الممانعة في المنطقة، كما تفضّل عدم التعليق على تحليلات سياسية تتحدث عن التفاوض بين طهران وواشنطن، وتتهم إيران بترك الحزب وحيداً، وتحمله القسط الأكبر في المواجهة، بذريعة أن لديها حسابات وأوراق سياسية لا تريد التصرف بها في غير أوانها، وتحتفظ بها لتحسين شروطها في المفاوضات.

وتؤكد هذه الأوساط لـ«الشرق الأوسط» أن لدى الحزب مخزوناً صاروخياً، يعود له وحده استخدام الصواريخ الدقيقة منه في الوقت المناسب، وتقول إن استخدامه لصاروخ من نوع «قادر-1» لن يكون الأول والأخير، وأريد منه تمرير رسالة يجب أن يأخذها العدو على محمل الجد، بأن الحزب قادر على تجاوز ما بعد حيفا باستهدافه مواقع إسرائيل العسكرية والمخابراتية، وهذا ما أصاب إحدى قياداته الواقعة على تخوم تل أبيب.

متى تتدخل إيران؟

لذلك، هل يبقى الحزب وحيداً في المواجهة لتراجع وحدة الساحات كما يقول خصومه في الداخل والخارج؟ أم أنه لا يزال يراهن، تبعاً لحساباته، على تدخل إيران في الوقت المناسب في حال تمادت إسرائيل في عدوانها بما ينذر باندلاع حرب شاملة؟ وهذا ما أكده وزير خارجيتها عباس عرقجي بقوله إن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال قيام إسرائيل بتوسيع الحرب لتشمل الإقليم، مع أن طهران تتمهل لأسباب خاصة بها في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، في عقر دار الحرس الثوري.

في المقابل فإن تل أبيب تواصل اجتياحها الجوي لتفريغ البلدات الجنوبية والبقاعية والضاحية الجنوبية لبيروت من سكانها، كونها مدرجة على بنك أهدافها، بغية تكبير أزمة النزوح بما يشكل إحراجاً للحزب أمام بيئته الحاضنة، والتحريض عليه بذريعة عدم قدرته على توفير الاحتياجات الضرورية لمئات الألوف من النازحين، في ظل عدم استطاعة الدولة على تلبيتها كما يجب، وهذا ما يفسر إصرار إسرائيل على تحييد الطرقات الدولية والفرعية المؤدية إلى هذه القرى لتسهيل عملية النزوح منها.