تقرير دولي: تراجع عدد المحتاجين في اليمن إلى 18 مليوناً

ساهمت الهدنة في خفض أعداد المحتاجين للمساعدات في اليمن (إعلام حكومي)
ساهمت الهدنة في خفض أعداد المحتاجين للمساعدات في اليمن (إعلام حكومي)
TT

تقرير دولي: تراجع عدد المحتاجين في اليمن إلى 18 مليوناً

ساهمت الهدنة في خفض أعداد المحتاجين للمساعدات في اليمن (إعلام حكومي)
ساهمت الهدنة في خفض أعداد المحتاجين للمساعدات في اليمن (إعلام حكومي)

تراجعت أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في اليمن من 21.6 مليون شخص إلى 18.2 مليون شخص مع نهاية العام الحالي، وفق بيانات دولية حديثة، أكدت خروج هذا البلد من المراكز الخمسة الأولى لأكثر الدول عرضة للطوارئ الإنسانية.

وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية في تقرير حديث أن اليمن خرج من المراكز الخمسة الأولى، لأكثر الدول عرضة للطوارئ الإنسانية، للمرة الأولى منذ أن تم تصنيفه في هذا الموقع في عام 2021.

يفتقر 60 % من السكان في اليمن للرعاية الصحية (الأمم المتحدة)

وأكدت اللجنة أن هذا التحول جاء نتيجة انخفاض عدد الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدات من 21.6 مليون في عام 2023 إلى 18.2 مليون مع حلول العام الجديد، ولكنها بينت أن السبب الرئيسي لهذا التحسن هو الهدنة الأممية، «التي قللت من احتمالات العودة إلى صراع واسع النطاق في البلاد».

وبحسب اللجنة، فإن عقداً من الصراع أدى إلى انهيار اقتصاد البلاد بشكل كبير وانتشار الفقر على نطاق واسع، فقد دمرت الحرب الاقتصاد وأضعفت العملة ورفعت أسعار السلع الأساسية، كما أن وجود اقتصادين متوازيين أدى إلى تعطيل وظائف الاقتصاد الكلي الأساسية.

وحذرت من أن انخراط الحوثيين في حرب غزة من خلال إطلاق مسيّرات وصواريخ نحو جنوب إسرائيل واستهداف الملاحة في جنوب البحر الأحمر، «قد يؤدي إلى فرض عقوبات إضافية من شأنها أن تزيد من إضعاف الاقتصاد».

اعتماد على المساعدات

وفق ما أوردته اللجنة، فإن معدلات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في اليمن مرتفعة بشكل مستمر؛ إذ سيظل اليمنيون يعتمدون بشكل كبير على المساعدة الدولية.

ونبهت إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد لعام 2023 موّلت بنسبة 37.8 في المائة فقط، بعد سبع سنوات من بلوغ مستويات التمويل بحدود 50 في المائة على الأقل، وأكدت أن فجوات التمويل أجبرت بالفعل المنظمات الإنسانية الكبرى على تقليص برامجها.

يمثل الجفاف وتقلب المناخ عائقاً أمام التنمية في اليمن (إ.ب.أ)

اللجنة في تقريرها ذكرت أن نظام الرعاية الصحية في اليمن على حافة الانهيار؛ إذ يفتقر 60 في المائة من السكان (20.3 مليون شخص) إلى الرعاية الصحية، و46 في المائة من مرافق الرعاية الصحية إما خارج الخدمة أو تعمل جزئياً فقط، كما تنتشر أمراض مثل الحصبة والحصبة الألمانية والكوليرا وشلل الأطفال. وأعادت أسباب ذلك جزئياً إلى انخفاض معدلات التطعيم وارتفاع مستويات سوء التغذية وصعوبة الحصول على المياه النظيفة.

آثار تغير المناخ

في سياق متصل بالأمن الغذائي، ذكر تقرير وزعه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أن اليمن يعاني من تفاقم آثار تغير المناخ؛ إذ تؤدي الكوارث الطبيعية الناجمة عنه إلى زيادة التحديات الموجودة مسبقاً للأزمات، كما أن هذه الكوارث تشكل تهديداً كبيراً لحياة العديد من المجتمعات المحلية وسبل عيشها ورفاهها.

ووفق التقرير، فإن الفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية كانت السبب الرئيسي في نزوح ما نسبته 77 في المائة من إجمالي أكثر من 300 ألف شخص نزحوا حديثاً أو بشكل ثانوي في البلاد، خلال الفترة بين يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني).

ونبّه إلى أن ظروف الشتاء شديدة البرودة، تؤثر على مئات الآلاف من الأفراد الذين يعيشون في المرتفعات الجبلية، وما يعانيه البلد من الإجهاد المائي وتحديات ندرة المياه والتصحر الناجم عن الضغط الزراعي والجفاف المتكرر والجراد الصحراوي الذي يهدد بشكل متكرر سبل العيش القائم على الزراعة والأمن الغذائي.

وبحسب التقرير، فإنه وفقاً لمؤشر معرفة المخاطر في تغير المناخ (2022) يحتل اليمن المرتبة الثالثة عالمياً بعد الصومال وجنوب السودان من بين أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ والأقل استعداداً للصدمات.

يحتل اليمن المرتبة الثالثة عالمياً من حيث التأثر بتغيرات المناخ (إعلام حكومي)

وبيّن أنه في السنوات الأخيرة شهد اليمن زيادة في عدد وفي شدة الأعاصير؛ إذ زادت الأعاصير في بحر العرب بنسبة 52 في المائة من حيث التوتر و80 في المائة في مدتها، وزادت شدتها مقارنة بالعقدين السابقين.

التقرير أكد أن تغير أنماط هطول الأمطار يشكل تحدياً آخر مرتبطاً بالمناخ؛ إذ يتسبب هذا التغيير إما في عدم كفاية الأمطار؛ مما يؤدي إلى الجفاف، أو زيادة هطولها؛ مما يؤدي إلى فيضانات وتشريد الأسر والتأثير على القطاع الزراعي. وذكر أن البلاد تعرضت خلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضي لطقس جاف ينذر بالمخاطر؛ مما جعله ثالث أكثر الأعوام جفافاً في العقود الأربعة الماضية.

ونبّه التقرير إلى أن موسم الأمطار بدأ خلال العام الحالي بشكل ملحوظ في وقت أبكر من السنوات الماضية؛ مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة وسيول أثرت على أكثر من 800 ألف شخص.


مقالات ذات صلة

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.