بوادر اتفاق بين «الأغذية العالمي» والحوثيين لاستئناف توزيع المساعدات

الجماعة وافقت على إسقاط 3 ملايين مستفيد

تدخلات الحوثيين تسببت في إيقاف المساعدات عن 9 ملايين شخص (فيسبوك)
تدخلات الحوثيين تسببت في إيقاف المساعدات عن 9 ملايين شخص (فيسبوك)
TT

بوادر اتفاق بين «الأغذية العالمي» والحوثيين لاستئناف توزيع المساعدات

تدخلات الحوثيين تسببت في إيقاف المساعدات عن 9 ملايين شخص (فيسبوك)
تدخلات الحوثيين تسببت في إيقاف المساعدات عن 9 ملايين شخص (فيسبوك)

ذكرت مصادر حكومية يمنية وأخرى عاملة في قطاع الإغاثة في اليمن أن هناك بوادر اتفاق بين برنامج الأغذية العالمي وجماعة الحوثي بشأن استئناف توزيع المساعدات الغذائية بعد نحو أسبوعين من تعليقها بسبب تدخلات الجماعة في التوزيع وقوائم المستفيدين.

المصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أنه ونتيجة الضغوط التي مارستها المنظمات الإغاثية الكبرى العاملة في اليمن والمخاطر التي تتهدد 9 ملايين شخص يستفيدون من المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية، رضخ الحوثيون لقرار البرنامج.

تتهم الجماعة الحوثية من قبل المنظمات الأممية بسرقة الطعام من أفواه الجوعى (إ.ب.أ)

ويقضي القرار بخفض أكثر من 3 ملايين مستفيد في مناطق سيطرة الجماعة من أصل 9 ملايين شخص، بسبب نقص التمويل وتوجيه المساعدات نحو الفئات الأشد احتياجاً، وهو القرار الذي كان الحوثيون رفضوه، ما دفع البرنامج إلى تعليق توزيع المساعدات بشكل كامل.

وبينت المصادر أن برنامج الأغذية العالمي سيعلن قريباً استئناف عمله في مناطق سيطرة الحوثيين بموجب هذه التفاهمات، ولكنه سيحتاج إلى عدة شهور لتوزيع الحصص الغذائية المقررة للمستفيدين هناك، بسبب نفاد المخزون لديه، والحاجة إلى نقل هذه المواد إلى المحافظات وتخزينها ومن ثم توزيعها.

فيما أكد عاملون في البرنامج أن العشرات من العاملين المحليين أبلغوا بانتهاء عقود عملهم مع نهاية الشهر الحالي بسبب نقص التمويل وخفض أعداد المستفيدين من المساعدات الغذائية.

وبموجب هذه التفاهمات سيقوم برنامج الأغذية العالمي بتمرير قراره بخفض أعداد المستفيدين، على أن يقوم بتنفيذ عملية مسح شاملة للمستحقين للمساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين لتحديد الفئات الأكثر احتياجاً، استناداً إلى استراتيجيته للتعامل مع الأزمة الغذائية في اليمن المرتبطة بانخفاض نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، وهي العملية التي بدأ البرنامج تطبيقها في مناطق سيطرة الحكومة من دورة التوزيع الجديدة، وتم من خلالها استبعاد نحو مليون مستفيد من الحصص الغذائية المقررة.

تحسن غذائي موسمي

بالتزامن مع ذلك، أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن اليمن شهد تحسناً موسمياً في حالة الأمن الغذائي خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبما يتماشى مع الزيادة النموذجية في توافر الغذاء وتحسين الدخل من فرص العمل الزراعي والإنتاج الخاص بعد بدء الحصاد في المرتفعات، وذكر أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ظلت مستقرة نسبياً خلال الربع الثالث من هذا العام، وتوقع أن تستمر التحسنات حتى نهايته.

خفض التمويل سيحرم نحو 4 ملايين في كل مناطق اليمن من المساعدات (منظمات إغاثية)

وفي تقريره الشهري عن الوضع الإنساني، قال المكتب إنه وعلى الرغم من التراجع الأخير في أسعار النفط الخام عالمياً، ارتفعت أسعار الديزل والبنزين بسرعة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام. وأعاد سبب القفزة في أسعار الوقود إلى ضعف الريال اليمني مقابل الدولار الأميركي وانخفاض إمدادات الوقود عبر مواني عدن والمكلا.

وطبقاً لبيانات التقرير، فقد ارتفعت تكلفة سلة الغذاء الدنيا في اليمن في الربع الرابع من العام الحالي مقارنة بالربع السابق، ولكن بمعدل أعلى نسبياً في مناطق الحكومة اليمنية (7 في المائة) عنها في مناطق سيطرة الحوثيين (4 في المائة)، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

وتوقع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن يتدهور وضع الأمن الغذائي في الشهرين الأولين من العام في معظم مناطق اليمن، بما يتماشى مع الاتجاهات الموسمية وانخفاض المساعدات الغذائية الإنسانية.

المجاعة تهدد الملايين

كان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أعلن حاجته لـ2.8 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني 80 في المائة منهم لا يحصلون على المياه والصرف الصحي، وفق بيان وزعه المكتب، وأكد فيه أن اليمن يعد واحداً من أكبر 5 نداءات قُطرية، إلى جانب سوريا وأفغانستان وإثيوبيا وأوكرانيا.

ثلث أطفال اليمن لا يحصلون على اللقاحات (الأمم المتحدة)

وتظهر البيانات الأممية وجود 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 6.1 ملايين يعيشون في المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي، وهي المرحلة الأخيرة قبل المجاعة، في حين أن أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر تعاني فجوات شديدة في استهلاك الغذاء تؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن هناك 3.5 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما يوجد 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم حوالي 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العناية العاجلة، بمن فيهم أكثر من 540 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يتهدد حياتهم.


مقالات ذات صلة

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

العالم العربي مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة في صنعاء قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته بالخطأ منذ بدء ضرباته الجوية لإضعاف قدرات الحوثيين

علي ربيع (عدن)
الاقتصاد مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

أعلن مجلس الأعمال السعودي - اليمني التابع لاتحاد الغرف السعودية عن إطلاق 6 مبادرات نوعية لتعزيز التبادل التجاري وتأسيس 3 شركات استراتيجية.

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي جهاز مخابرات الحوثيين اعتقل عشرات الموظفين الأمميين وعمال المنظمات الدولية والمحلية (إعلام حوثي)

تقرير دولي يتهم مخابرات الحوثيين بالسيطرة على المساعدات الإنسانية

اتهم تقرير دولي حديث مخابرات الحوثيين بالسيطرة طوال السنوات الماضية على المساعدات الإنسانية وتوجيهها لخدمة الجماعة الانقلابية وتعطيل المشاريع الإغاثية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز) play-circle 00:37

صواريخ الحوثيين تزداد خطراً على إسرائيل بعد إصابة 23 شخصاً

باتت صواريخ الحوثيين المدعومين من إيران أكثر خطورة على إسرائيل، بعد إصابة نحو 23 شخصاً في تل أبيب، السبت، جراء انفجار صاروخ تبنت إطلاقه الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)

«زينبيات» الحوثيين يُرغِمن يمنيات على فعاليات تعبوية وأنشطة لصالح «المجهود الحربي»

أرغمت الجماعة الحوثية أخيراً مئات النساء والفتيات اليمنيات في 4 محافظات، على حضور فعاليات تعبوية ذات صبغة طائفية، والتبرع بالأموال لدعم الجبهات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
TT

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)

استمراراً للحملة التي يقودها منذ قرابة عام للحد من قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن، أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة أخرى للقيادة والسيطرة في صنعاء، ليل السبت - الأحد، قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته منذ بدء الحملة، بنيران صديقة ونجاة الطيارين.

وتشن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إلى جانب الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وأفاد سكان صنعاء، حيث العاصمة اليمنية المختطفة، بدوي انفجارات ضخمة جراء الغارات التي ضربت منطقة عطان التي يعتقد أنها لا تزال تضم مستودعات للصواريخ الحوثية، وكذا معسكر الحفا الواقع بالقرب من جبل نقم شرق المدينة.

وأقرت الجماعة الحوثية بتلقي الضربات في صنعاء، وبتلقي غارة أخرى ضربت موقعاً في جبل الجدع التابع لمديرية الحديدة شمال محافظة الحديدة الساحلية، دون الحديث عن آثار هذه الضربات.

ومع وجود تكهنات باستهداف عناصر حوثيين في منشأة السيطرة والتحكم التي قصفتها واشنطن في صنعاء، أفادت القيادة المركزية الأميركية بأن قواتها نفذت غارات جوية وصفتها بـ«الدقيقة» ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وسيطرة تديرها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في صنعاء.

وأوضح البيان الأميركي أن القوات نفذت ضرباتها في صنعاء بهدف تعطيل وتقليص عمليات الحوثيين، مثل الهجمات ضد السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

إسقاط صاروخ ومسيّرات

خلال العملية نفسها، قالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها أسقطت كثيراً من الطائرات الحوثية من دون طيار الهجومية أحادية الاتجاه وصاروخ كروز المضاد للسفن فوق البحر الأحمر، وأشارت إلى أن العملية شاركت فيها قوات جوية وبحرية، بما في ذلك طائرات من طراز «إف 18».

وتعكس الضربة - بحسب البيان - التزام القيادة المركزية الأميركية المستمر بحماية أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف والشركاء الإقليميين والشحن الدولي.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وفي وقت لاحق، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه تم إسقاط إحدى مقاتلاتها من طراز «إف 18» فوق البحر الأحمر، صباح الأحد (بتوقيت اليمن)، عن طريق الخطأ، ما أجبر طياريها على القفز بالمظلة.

في غضون ذلك زعم الحوثيون أنهم أفشلوا الهجوم الأميركي واستهدفوا حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» وعدداً من المدمرات التابعة لها باستخدام 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيّرة. وبحسب ادعاء المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أسفرت العملية عن إسقاط طائرة «إف 18» أثناء محاولة المدمرات التصدي للمسيّرات والصواريخ، كما زعم المتحدث الحوثي أن حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» انسحبت بعد استهدافها من موقعها السابق نحو شمال البحر الأحمر، بعد تعرضها لأكثر من هجوم من قبل القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجو المسيّر التابع للجماعة.

وإذ تعد هذه أولى مقاتلة تخسرها الولايات المتحدة منذ بدء غاراتها على الحوثيين في 12 يناير (كانون الثاني) 2024، أكدت القيادة المركزية أنه تم إنقاذ الطيارين الاثنين، وأصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد «حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو»، ولا يزال ذلك قيد التحقيق.

سفينة مدمرة في موقع ضربته القوات الإسرائيلية بميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون (أ.ف.ب)

وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز «إف إيه 18 هورنت» كانت تحلق فوق حاملة الطائرات «هاري إس ترومان»، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي جيتيسبيرغ، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.

وكانت واشنطن أنشأت ما سمته تحالف «حارس الازدهار» في ديسمبر (كانون الأول) 2023 للتصدي لهجمات الحوثيين البحرية، وإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن، لكن ذلك لم يحل دون إيقاف هذه الهجمات التي ظلت في التصاعد، وأدت إلى إصابة عشرات السفن وغرق اثنتين وقرصنة ثالثة، إلى جانب مقتل 3 بحارة.

ومع تصاعد الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، وكان آخرها صاروخ انفجر في تل أبيب، وأدى إلى إصابة 23 شخصاً، يتخوف اليمنيون من ردود انتقامية أكثر قسوة من الضربات السابقة التي كانت استهدفت مواني الحديدة ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة (الخميس الماضي) استهدفت إلى جانب المواني محطتي كهرباء في صنعاء.

وفي أحدث خطبه، الخميس الماضي، قال زعيم الحوثيين إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1147 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً وطائرة مسيَّرة، فضلاً عن الزوارق المسيّرة المفخخة.

كما تبنى الحوثي مهاجمة 211 سفينة مرتبطة بمن وصفهم بـ«الأعداء»، وقال إن عمليات جماعته أدّت إلى منع الملاحة البحرية لإسرائيل في البحر الأحمر، وباب المندب، والبحر العربي، وعطّلت ميناء إيلات.