تقرير: سفينة تجسس إيرانية تساعد «الحوثيين» في هجماتهم بالبحر الأحمر

تقدّم معلومات استخباراتية وأسلحة للميليشيات

سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» بعد أن قرصنتها قوارب الحوثيين بالبحر الأحمر في 20 نوفمبر الماضي (رويترز)
سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» بعد أن قرصنتها قوارب الحوثيين بالبحر الأحمر في 20 نوفمبر الماضي (رويترز)
TT

تقرير: سفينة تجسس إيرانية تساعد «الحوثيين» في هجماتهم بالبحر الأحمر

سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» بعد أن قرصنتها قوارب الحوثيين بالبحر الأحمر في 20 نوفمبر الماضي (رويترز)
سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» بعد أن قرصنتها قوارب الحوثيين بالبحر الأحمر في 20 نوفمبر الماضي (رويترز)

قال مسؤولون أمنيون غربيون وإقليميون إن القوات شبه العسكرية الإيرانية تقدم معلومات استخباراتية وأسلحة، بما في ذلك طائرات دون طيار وصواريخ، للحوثيين في اليمن يستخدمونها لاستهداف السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال». وقال المسؤولون إن معلومات التتبع التي جمعتها سفينة مراقبة في البحر الأحمر تسيطر عليها القوات شبه العسكرية الإيرانية، تم تسليمها إلى الحوثيين، الذين استخدموها لمهاجمة السفن التجارية التي تمر عبر مضيق باب المندب في الأيام الأخيرة.

ويشنُّ الحوثيون، المتحالفون مع إيران والذين يسيطرون على مناطق يمنية، هجمات، منذ أسابيع، على سفن تعبر مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر، في تحرك يقولون إنه يأتي ردّاً على حرب إسرائيل في غزة.

وشكّلت واشنطن، يوم الثلاثاء، قوة عمل، لحماية التجارة في البحر الأحمر، بعدما أجبرت هجمات جماعة الحوثي اليمنية التي تستهدف سفناً تمر عبر البحر الأحمر، شركات الشحن الكبرى على تغيير مساراتها، ما أثار مخاوف من اضطرابات مستمرة في التجارة العالمية، وأدى إلى ارتفاع أسعار النفط وأسعار التأمين.

وتعهدت جماعة الحوثي بتحدّي المهمة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة، ومواصلة استهداف السفن في البحر الأحمر، معلِّلة تصرفاتها بأنها تأتي دعماً لحركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة في حربها مع إسرائيل.

وقال المسؤولون إن العديد من السفن المبحرة في المضيق أغلقت أجهزة الراديو الخاصة بها لتجنب تعقبها عبر الإنترنت، لكن سفينة إيرانية متمركزة في البحر الأحمر تعطي إحداثيات للطائرات دون طيار والصواريخ الحوثية لاستهداف السفن بدقة، بحسب الصحيفة.

ناقلة المواد الكيميائية «MT Strinda» التي أعلن الحوثيون باليمن مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي عليها (أ.ف.ب)

ورأت الصحيفة أن التورط المباشر للجهات الفاعلة الإيرانية في هجمات البحر الأحمر، يزيد من المخاطر بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تتوقان إلى احتواء دور طهران في المنطقة، وتخاطران بخلق جبهة جديدة في الصراع بين إسرائيل وخصومها في المنطقة، تماماً كما حدث مع إيران. وتحاول الولايات المتحدة منعه من التصعيد. وقال مسؤول أمني غربي للصحيفة: «الحوثيون لا يملكون تكنولوجيا الرادار لاستهداف السفن، إنهم بحاجة إلى المساعدة الإيرانية. ودون ذلك، سوف تسقط الصواريخ في الماء».

وطالب مسؤولو البيت الأبيض و«البنتاغون» الحوثيين بوقف الهجمات على السفن التجارية وسفن البحرية الأميركية. وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون أميركيون في أحاديث خاصة إنهم يدرسون رداً عسكرياً هجومياً على الهجمات. وفي الأسبوع الماضي، ضرب الحوثيون سفينة شحن نرويجية بصاروخ «كروز» مضاد للسفن. اشتعلت النيران في السفينة واضطرت إلى الإبحار للميناء بعد تعرضها لأضرار. ولم يصب أي فرد من أفراد الطاقم. ويوم الجمعة، رفع البيت الأبيض السرية عن معلومات استخباراتية قال إنها تظهر مدى الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين لشن هجمات في البحر الأحمر وعلى القوات الأميركية في العراق وسوريا. ويبدو أن نشر المعلومات الاستخبارية كان بمثابة محاولة لوضع الأساس لعمل عسكري محتمل ضد الحوثيين، بحسب «وول ستريت جورنال». وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة وجدت أن الحوثيين يعتمدون على المراقبة والاستخبارات التكتيكية من الإيرانيين لاستهداف السفن، وقدمت طائرات دون طيار مصممة إيرانياً وصواريخ أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل وسفينة واحدة على الأقل في البحر الأحمر.

قوات خفر السواحل اليمنية في محيط باب المندب (أ.ف.ب)

وكانت الولايات المتحدة قد قالت في وقت سابق إن إيران التي تمكِّن الحوثيين من شن هجمات على السفن، لكنها لم توضح كيف حتى الآن.

وفي حين قال الحوثيون إن الهجمات تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية في غزة، فإن السفن التي هاجموها ليس لها سوى صلات قليلة بإسرائيل، أو في بعض الحالات لا علاقة لها بها على الإطلاق، وفق الصحيفة. وقال مسؤولون أميركيون وحكوميون آخرون للصحيفة إن واشنطن طلبت من إسرائيل السماح للجيش الأميركي بالرد على الحوثيين بدلاً من اتخاذ إجراءات قد توسع صراعها مع «حماس - حزب الله» اللبناني المدعومين من إيران. وقال المسؤولون الأميركيون أيضاً إنهم يرغبون في فصل الهجمات في البحر الأحمر عن الصراع داخل غزة. وبوصف هجمات البحر الأحمر بأنها مشكلة دولية تتطلب حلاً متعدد الأطراف، تأمل الولايات المتحدة في ثني الإسرائيليين عن ضرب الحوثيين وتوسيع صراعهم مع مسلحي «حماس».

وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة إن الدعم الاستخباراتي الذي تقدمه السفينة الإيرانية للحوثيين يظهر أن الغرب يحتاج إلى الضغط على طهران لوقف مساعدتها، الأمر الذي يعطل تجارة الشحن العالمية.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: «إيران تمدهم بالأسلحة، ويمكن لإيران أن توقف ذلك. نحن بحاجة إلى العمل على الضغط على إيران، حتى يتوقفوا».

وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن هناك القليل من المؤشرات على أن إيران تحاول ثني الحوثيين عن الهجمات، على الرغم من اعتراف مسؤولين آخرين بأن الجماعة تمثل «ورقة جامحة» ويصعب السيطرة عليها.

وكان مسؤولون أمنيون غربيون قد قالوا في وقت سابق إن المساعدة الإيرانية للحوثيين تشرف عليها قوة «القدس»، وهي فرع من «الحرس الثوري» الإيراني شبه العسكري الذي يعمل بشكل مستقل عن الحكومة المدنية في طهران.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

العالم العربي صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)

هيئة بريطانية: انفجار صاروخين بالقرب من سفينة قبالة سواحل عدن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، يوم الجمعة، إن صاروخين انفجرا على مقربة من سفينة تبعد 130 ميلاً بحرياً شرق عدن في اليمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

اليونان: رصد تسرب نفطي محتمل حول الناقلة «سونيون» في البحر الأحمر

قالت اليونان في رسالة وزّعتها وكالة تابعة للأمم المتحدة إن تسرباً نفطياً محتملاً بطول 2.2 ميل بحري رُصد في منطقة مطابقة لموقع الناقلة «سونيون».

«الشرق الأوسط» (أثينا)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في عدن المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)

العليمي للمبعوث الأممي: الحوثيون ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام

وسط مساعي المبعوث الأممي لتحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية، أبلغه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بأن الحوثيين ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام.

علي ربيع (عدن)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم: «اندلع حريق هائل إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة، شمالي مدينة عدن، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين».

وأكد شهود عيان أن الانفجار خلف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة، «فيما لا تزال عملية البحث عن الضحايا مستمرة».

أحد أفراد قوات الأمن اليمنية يسير باتجاه المنطقة المتضررة جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حجم الحريق الذي اندلع جراء انفجار محطة الغاز الواقعة في حي سكني مكتظ بالسكان.

وقالت إدارة أمن عدن في بيان لها، إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن «بلغ 18 مصابا، إصابات بعضهم بالغة».

وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث.

في ذات السياق، قام أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، بزيارة ميدانية، لمعاينة آثار الانفجار، حيث «أطلع على تقارير أولية حول الحادث الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات البشرية».

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن بن مبارك «وجه بإجراء مراجعة شاملة للتراخيص الممنوحة لمحطات الغاز خاصة في الأحياء السكنية والتحقيق مع المخالفين ومحاسبتهم على عدم التقيد بمعايير السلامة المهنية».

وشدد رئيس الحكومة على معاقبة كل مسؤول «يثبت تورطه في منح تصاريح مخالفة لمحطات غاز في أحياء سكنية بالمخالفة لإجراءات ومعايير السلامة المهنية، وما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة على السكان».