سكان إب اليمنية يرفضون تأجيج الحوثيين النزاعات القبلية

استنكار واسع لحالة الانفلات الأمني في المحافظة

دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)
دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)
TT

سكان إب اليمنية يرفضون تأجيج الحوثيين النزاعات القبلية

دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)
دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)

على خلفية التأجيج الحوثي للصراعات القبلية في محافظة إب اليمنية وبقية مناطق سيطرة الجماعة، والتي أدت أخيرا إلى مواجهات مسلحة خلف بعضها خسائر بشرية ومادية، ندد زعماء القبائل في مديريتي العدين وريف إب بهذا السلوك الحوثي واستنكروا حالة الانفلات الأمني.

وفي تجمع احتجاجي في مدينة إب طالب المشاركون سلطة الانقلاب الحوثي بوقف ملاحقتها لوجهاء وزعماء القبائل في المنطقة، ومنهم الشيخ عبد الواحد الشهاري وهو الأمين العام للمجلس المحلي في مديرية العدين، وحذروا من استمرار تأجيج الجماعة للصراع وصنع الثأر بين القبائل وقد لا تخمد نيران ذلك بسهولة.

تؤجج الجماعة الحوثية النزاعات القبلية لخدمة أجندتها (إ.ب.أ)

وأكد ماجد وهو اسم مستعار لأحد المحتجين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن السكان في المحافظة يرفضون مساعي الجماعة الرامية إلى تأجيج الفوضى الأمنية وإشعال نيران الفتنة والاقتتال بين أبناء الأسر والقبائل، بما في ذلك وقوف الجماعة خلف عودة للنزاع المسلح القائم منذ نحو عامين بين قبيلة «آل الشهاري» وبين قبائل أخرى بنطاق عزلة «خَبَاز» بمديرية العدين، ومع قبيلة «آل الدميني» في ريف إب.

ويتخوف ماجد من تحول هذه الاشتباكات وغيرها إلى حرب ضروس بين القبائل، ما لم يجر تدخل حقيقي من قبل وجهاء ومشايخ المنطقة لاحتوائها بعيدا عن تدخلات قيادات ومشرفي الجماعة الحوثية.

ودعا قبائل المحافظة كافة إلى الوقوف صفا واحدا في وجه الجماعة التي تفتعل - بحسبه - الفتن والمشكلات وتؤجج الخلافات والنزاعات، مشددا على أهمية قطع الطريق أمام محاولات الجماعة لشق النسيج الاجتماعي وتوريث الثأر بين القبائل.

استغلال الخلافات القديمة

يؤكد سكان منطقة العدين في محافظة إب، أن الحوثيين يواصلون إذكاء الصراعات وإشعال القتال في أوساط القبائل والفئات المجتمعية على مستوى مناطقهم وبقية مديريات المحافظة؛ بهدف الاستفادة من تفكيك تلك المجتمعات بعد أن أبدت رفضها المطلق للمشروع الحوثي الانقلابي.

صورة يظهر فيها الشيخ القبلي عبد الواحد الشهاري الملاحق حالياً من قِبل جماعة الحوثي في إب اليمنية (فيسبوك)

وعمدت قيادات في الجماعة، بحسب ما يؤكده أحمد، وهو من سكان منطقة العدين، إلى استغلال خلافات قديمة بين عدة أسر وقبائل بمحافظة إب يعود بعضها لسنوات، من أجل تأجيج الفتنة وإشعال نيران الاقتتال.

ولجأت الجماعة الحوثية منذ اقتحامها وفرض كامل سيطرتها على محافظة إب إلى ضرب مراكز قوى قبلية، إلى جانب ضربها قبائل عدة ببعضها بعضاً وتهميش أعيان قبائل أخرى والتنكيل بهم بهدف تطويعهم لخدمة أجندتها.

وتعيش محافظة إب الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية على وقع فلتان أمني غير مسبوق يضرب مختلف مديريات المحافظة، ومعه زادت أعمال الجريمة والقتل والنهب والسطو المسلح على ممتلكات المواطنين.

توترات جديدة

في هذا السياق، أكدت مصادر محلية في محافظة إب لـ«الشرق الأوسط»، أن عزلة «خَبَاز» بمديرية العدين غرب المحافظة لا تزال، بفعل تغذية الجماعة الحوثية للصراعات، تشهد توتراً إثر نزاع بين أسر قبلية في المنطقة.

وقالت المصادر إن الصراع المحتدم منذ سنوات اشتد أخيراً بين أسرة «آل الشهاري» وأسر محلية أخرى من بينها أسرتا «بيت الدميني» و«بيت الواصلي»، وازداد حدة في الأشهر الماضية متسببا في مقتل وإصابة ما لا يقل عن 15 شخصا بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تسجيل وقوع خسائر مادية كبيرة وتدمير وإحراق منازل لمواطنين.

الحوثيون يفجرون منزل أحد السكان المعارضين لهم في محافظة البيضاء (إكس)

ووفق المصادر، فإن الإذكاء الحوثي المتكرر لذلك الصراع هدفه جر قبيلة «آل الشهاري» ذات الثقل الاجتماعي الكبير في العدين، لدوامة صراع واقتتال ضمن مسلسل يهدف للانتقام من الأسر والقبائل التي لم ينخرط أبناؤها بشكل كبير بصفوف وجبهات الجماعة.

واتهمت المصادر قيادات في الجماعة يتصدرهم أبو حسين الهاروني المعين مشرفا في مديرية العدين بالسعي غير مرة لإفشال جهود مجتمعية ووساطات قبلية لإنهاء ذلك الصراع وإخماد نار الفتنة بين قبائل وأسر المنطقة.

ويشير مراقبون محليون إلى استمرار استخدام جماعة الحوثي قاعدة «فرّق تسد»، حيث تمكنت عبرها من التغلغل داخل جميع القوى السياسية والقبلية والاجتماعية بعناصرها التي تعمل على إنعاش التفرقة والشتات والتناحر والاقتتال بين جميع اليمنيين.


مقالات ذات صلة

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

المشرق العربي التطرفات المناخية باليمن أسهمت إلى جانب الانقلاب والحرب في مضاعفة معاناة اليمنيين (أ.ف.ب)

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

تعتزم الحكومة اليمنية بدء حملة للحصول على تمويلات تساعدها في مواجهة تطرفات المناخ بينما ينفذ برنامج أممي مشروعاً لحماية البيئة والثروة السمكية.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي طفلة تعاني من سوء التغذية وتنتظر العلاج في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء (رويترز)

الكوليرا والحصبة تفتكان بمئات آلاف اليمنيين

تتزايد أعداد المصابين بالكوليرا والحصبة وأمراض أخرى في اليمن، بموازاة تفاقم سوء التغذية الذي تعتزم الحكومة مواجهته بالتعاون مع الأمم المتحدة بمناطق غرب البلاد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».