تراجع غير مسبوق في أعداد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن

بسبب الإجراءات الأمنية وسوء الأحوال الجوية

أسهمت الحملة الأمنية اليمنية في لحج في وقف تدفق المهاجرين من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)
أسهمت الحملة الأمنية اليمنية في لحج في وقف تدفق المهاجرين من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)
TT

تراجع غير مسبوق في أعداد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن

أسهمت الحملة الأمنية اليمنية في لحج في وقف تدفق المهاجرين من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)
أسهمت الحملة الأمنية اليمنية في لحج في وقف تدفق المهاجرين من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)

سجل معدل وصول المهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن انخفاضاً غير مسبوق منذ أكثر من عامين ونصف العام، مدفوعاً بالإجراءات الأمنية وتشديد الرقابة على سواحل محافظة لحج التي تُعد أهم منفذ لتدفق أكثر من تسعين ألف مهاجر منذ بداية العام، كما ساعدت الحالة المدارية في بحر العرب في هذا التراجع.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فإن معدلات وصول المهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن انخفضت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى أدنى مستوى منذ عام 2021، حيث تم تسجيل وصول 1169 مهاجراً فقط، مقارنة بـ489 مهاجراً وصلوا البلاد في مايو (أيار) عام 2021.

يتعرض المهاجرون لحوادث غرق وانتهاكات أثناء توجههم إلى اليمن (الأمم المتحدة)

ووفق تقرير جديد للمنظمة الأممية فإن عدد من وصل الشهر الماضي، يشكل انخفاضاً بنسبة 25 في المائة عن الشهر السابق الذي شهد وصول 1.551 مهاجراً، معظمهم دخلوا عبر سواحل محافظة شبوة على بحر العرب.

ولم تسجل الهجرة الدولية وصول أي مهاجر من القرن الأفريقي عبر سواحل محافظة لحج المنفذ الرئيسي لدخول عشرات الآلاف منذ بداية العام، وهذا انخفاض غير مسبوق على الإطلاق.

نجاح الحملة الأمنية

أعادت المنظمة الأممية سبب تراجع أعداد المهاجرين إلى اليمن من أفريقيا إلى استمرار الحملة الأمنية والعسكرية التي أطلقتها السلطات اليمنية ضد مخابئ المهربين، وتشديد الإجراءات الأمنية على سواحل محافظة لحج.

المنظمة الأممية أكدت أن استمرار هذه الحملة خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة، أدى إلى انخفاض ملحوظ في أعداد الوافدين عبر جيبوتي منذ أغسطس (آب) الماضي، ونبهت إلى ارتفاع عدد المهاجرين الذين وصلوا عبر سواحل محافظة شبوة بنسبة 17 في المائة عن الأعداد التي تم تسجيلها في سبتمبر (أيلول) والبالغة 1.003 مهاجرين.

يواجه المهاجرون إلى اليمن مخاطر كثيرة على يد المهربين (الأمم المتحدة)

وقالت إن عدد المهاجرين الواصلين عبر سواحل محافظة شبوة كان من الممكن أن يرتفع أكثر مما هو عليه، لكن وصول الإعصار المداري «تيج» إلى اليابسة، وما سببه من عدم استقرار الأحوال الجوية البحرية، وهطول أمطار غزيرة نتج عنها فيضانات وأضرار في البنية التحتية، أدى إلى تراجع في أعداد المهاجرين الأفارقة الواصلين.

ووفق التقرير فإن فريق مصفوفة النزوح في جيبوتي سجل الشهر الماضي، عودة 588 مهاجرا (567 ذكرا و21 أنثى) إلى القرن الأفريقي، وذلك عبر رحلات خطيرة بالقوارب، بسبب تدهور الوضع الإنساني في اليمن، وصعوبة الوصول إلى دول الخليج المقصد النهائي لهؤلاء المهاجرين.

وفي تأكيد على محاولة المهربين البحث عن منفذ جديد لإدخال المهاجرين الأفارقة عبر سواحل البحر الأحمر لأنها الأقرب إلى جيبوتي، ذكرت مصلحة خفر السواحل اليمنية أنها تمكنت من إنقاذ 29 مهاجراً من القرن الأفريقي غرق المركب الذي كان يقلهم قبالة سواحل ميناء المخا نتيجة الحمولة الزائدة وحلول موسم الرياح، وأكدت أنها لا تزال تبحث عن 49 مفقوداً.

يستغل الحوثيون ظروف المهاجرين الأفارقة ويقومون بتجنيد بعضهم للقتال (الأمم المتحدة)

ووفق بيانات الأمم المتحدة استقبل اليمن منذ بداية العام الحالي وحتى الشهر الماضي أكثر من 93 ألف مهاجر من القرن الأفريقي، حيث يتعرض غالبية المهاجرين للتمييز والمعاملة القاسية والاستغلال من قبل تجار البشر، حيث عادت أعداد الواصلين إلى البلاد إلى مستويات ما قبل جائحة «كورونا».

ويوهم المهربون المهاجرين الأفارقة أنهم سينقلونهم من جيبوتي إلى دول الخليج للعمل هناك قبل أن يعرفوا أنهم وصلوا إلى اليمن الذي يعيش ثلثا سكانه على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية، كما يقوم الحوثيون باستغلال بعض هؤلاء المهاجرين في الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً تبنّاه الحوثيون باتجاه النقب

العالم العربي مجسم صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً تبنّاه الحوثيون باتجاه النقب

تبنّى الحوثيون قصف قاعدة إسرائيلية في منطقة النقب بصاروخ باليستي أفادت تل أبيب باعتراضه، في حين أقروا بتلقي غارات غربية في محافظة حجة غداة غارة في صنعاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من اجتماع الحكومة اليمنية (سبأ)

إسناد سعودي لخطة الحكومة اليمنية بهدف إنقاذ الاقتصاد

غداة إقرار الحكومة اليمنية خُطة الإصلاحات الاقتصادية الإنقاذية، قدّمت السعودية مساندة مالية جديدة بقيمة نصف مليار دولار؛ لدعم «البنك» والموازنة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي منتسبو فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب يطلقون نداء استغاثة (فيسبوك)

يمنيون مرضى بالسرطان يواجهون خطر الوفاة جراء نقص الأدوية

أطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) نداء استغاثة هو الثاني خلال أسبوعين؛ لإنقاذ حياة آلاف المرضى؛ بسبب نقص الأدوية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي صورة من مقطع فيديو تُظهر مباني محترقة عقب ضربات إسرائيلية على محطة كهرباء بالحديدة اليمنية 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ضربة جوية جديدة على صنعاء... و«الحوثي» تتهم أميركا وبريطانيا

ضربت غارة جوية جديدة العاصمة اليمنية صنعاء، الجمعة، بعد يوم على غارات إسرائيلية مميتة، وفق جماعة «الحوثي».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن موظفاً بالأمم المتحدة أصيب في ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء، الخميس، أُجليَ إلى الأردن.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً تبنّاه الحوثيون باتجاه النقب

مجسم صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)
مجسم صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً تبنّاه الحوثيون باتجاه النقب

مجسم صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)
مجسم صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)

تبنّى الحوثيون المدعومون من إيران قصف قاعدة جوية إسرائيلية في منطقة النقب، السبت، استمراراً لهجماتهم المتصاعدة خلال الأسبوع الماضي بشكل يومي، في وقت أفادت فيه وسائل إعلامهم باستقبال 4 غارات في محافظة حجة، وذلك غداة غارة ثالثة كانت استهدفت موقعاً لهم في صنعاء.

وفي حين لم تتحدث الجماعة عن خسائر هذه الضربات التي وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، أعلن الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية اعترضت في ساعة مبكرة من صباح السبت صاروخاً أُطلق من اليمن، وأسقطته قبل أن يصل إلى الأراضي الإسرائيلية.

وفيما دوت صفارات الإنذار في عشرات المدن الإسرائيلية، بما في ذلك منطقتي القدس والبحر الميت، زعم المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان متلفز، أن قوات جماعته قصفت قاعدة «نيفاتيم الجوية» الإسرائيلية في منطقة النقب بصاروخ باليستي، فرط صوتي، من نوع «فلسطين 2».

ومع ادعاء المتحدث الحوثي بأن الصاروخ أصاب هدفه، توعّد باستمرار الهجمات التي تقول الجماعة إنها تأتي لمساندة الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك الهجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهي المزاعم التي تنفيها الحكومة اليمنية، متهمة الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة والتهرب من استحقاقات السلام.

دخان يتصاعد في موقع خاضع للحوثيين في صنعاء جراء غارة غربية (أ.ف.ب)

في السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام الجماعة الحوثية أن غارتين وصفتهما بـ«الأميركية والبريطانية» استهدفتا، عصر السبت بتوقيت اليمن، منطقة بحيص، جنوب مديرية ميدي التابعة لمحافظة حجة الحدودية (شمال غربي).

وفي حين لم تذكر الجماعة أي تفاصيل على الفور بخصوص نتائج الغارتين، كانت قد اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن غارة مساء الجمعة استهدفت في صنعاء المقر السابق لما يُسمى «الفرقة الأولى مدرع» في الجيش اليمني، وهي الضربة التي سمع دويها بشكل ضخم في كل مناطق المدينة، وفق السكان.

وتبنّت الجماعة الحوثية، الجمعة، مهاجمة إسرائيل بطائرة مسيّرة، وصاروخ باليستي فرط صوتي، وقصف سفينة شحن في البحر العربي، كما أعلنت استئناف عمل مطار صنعاء وميناء الحديدة، وذلك غداة ضربات إسرائيلية استهدفتهما، الخميس، الماضي مع محطتي كهرباء، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة 46 آخرين.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تقود تحالفاً منذ أكثر من عام سمّته «حارس الازدهار»، للحد من هجمات الحوثيين ضد السفن؛ حيث شنّت منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2023 نحو 850 غارة منفردة، وأحياناً بالاشتراك مع بريطانيا، ضد مواقع الجماعة، لكن لم يفلح ذلك في القضاء على التهديد.

تصعيد بلا فاعلية

وأطلقت الجماعة الحوثية على امتداد 14 شهراً، مئات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، ولم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، وكذا تضررت مدرسة بشكل كبير جراء انفجار رأس صاروخ في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر، السبت الماضي، 21 ديسمبر.

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

حفرة أحدثها سقوط صاروخ حوثي في منطقة يافا جنوب تل أبيب (أ.ف.ب)

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات في 19 ديسمبر الحالي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي موجة رابعة من الضربات في 26 ديسمبر الحالي استهدفت تل أبيب لأول مرة مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.

وفي حين شهد الأسبوع الأخير شبه انتظام يومي في العمليات الحوثية باتجاه إسرائيل، تتصاعد مخاوف اليمنيين من أن تؤدي الضربات الانتقامية إلى أضرار فادحة بالبنية التحتية والمنشآت الحيوية، فضلاً عن الخسائر البشرية المتوقعة، خصوصاً مع التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقادته بتدمير «البنى التحتية»، الواقعة تحت سيطرة الجماعة.