تراجع معدل تدفق المهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال الشهر الماضي بنسبة 63 في المائة وفق أحدث بيانات وزعتها منظمة الهجرة الدولية، فيما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية تشكيل لجنة وطنية لوضع أُسس واستراتيجية للتعامل مع قضايا الهجرة والمهاجرين.
مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة ذكرت أن اليمن استقبل خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي 1551 مهاجراً، بانخفاض قدره 63 في المائة عن الشهر الماضي، حيث بلغ إجمالي عدد الواصلين 4176 شخصاً.
وبالتوازي مع ذلك انخفض عدد المهاجرين الذين يدخلون اليمن عبر ساحل محافظة لحج بنسبة 76 في المائة عن الشهر الماضي، حيث وصل 548 مهاجراً مقارنة بـ2249 مهاجراً وصلوا خلال شهر أغسطس (آب) الماضي.
وعزت منظمة الهجرة الدولية هذا الانخفاض الكبير والملحوظ منذ شهر أغسطس إلى الحملة الأمنية المشتركة للقوات اليمنية المستمرة التي تنفذها الحكومة منذ شهرين.
تدابير أمنية
تضمنت التدابير اليمنية الأمنية - وفق المنظمة الأممية - مداهمة ممتلكات المهربين واعتقال بعض الذين ساعدوا في عملية نقل المهاجرين من إثيوبيا، فضلاً عن نشر نقاط عسكرية على الشريط الساحلي لملاحقة قوارب المهربين.
وأكدت المنظمة أن هذه الحملة مستمرة حتى الآن في محافظة لحج التي كانت تستقبل أعداداً كبيرة من المهاجرين الواصلين من جيبوتي على الضفة الأخرى من البحر الأحمر.
ورأت المنظمة في تقريرها أن الحملة الأمنية المستمرة أثرت على نقاط الوصول للانتقال من لحج إلى محافظة تعز، حيث يحاول فريق مصفوفة تتبع النزوح تطوير عمل الباحثين الميدانيين في نقاط الوصول الجديدة.
وأوضحت أن عدد المهاجرين الذين يدخلون عبر محافظة شبوة انخفض أيضاً ولكن بنسبة 48 في المائة خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي إلى 1.003 مهاجرين مقارنة بـ1927 مهاجراً كانوا وصلوا عبر سواحل هذه المحافظة في أغسطس، وأرجعت أسباب ذلك إلى التغيرات في الظروف الجوية، وتحديداً المد البحري وسرعة الرياح.
ووفقاً للهجرة الدولية، شكلت الحركات الناجمة عن النزاع 50 في المائة من جميع حركة الهجرة الواردة خلال شهر سبتمبر الماضي، وقالت إنها لاحظت ذلك حصرياً في محافظة شبوة، حيث كان مصدر المهاجرين ميناء باري بالصومال.
وأوضحت المنظمة أن نسبتهم توزعت بين 21 في المائة من الأطفال، و19 في المائة من النساء، و60 في المائة من الرجال، وذكرت أن الأزمة الإنسانية في اليمن وتحديات الوصول إلى دول الخليج أدت إلى عودة كثير من المهاجرين إلى القرن الأفريقي.
وخلال الشهر الماضي سجل فريق مصفوفة تتبع النزوح التابع للهجرة الدولية في جيبوتي عودة 559 مهاجراً (498 ذكراً و61 أنثى) من اليمن حيث انطلقوا في رحلة خطيرة للعودة إلى وطنهم على قارب، بالإضافة إلى ذلك، تلقت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة تقريراً مفصلاً عن عودة 76 مهاجرا (من بينهم 74 إثيوبياً وصوماليان اثنان) كانوا قد سافروا في البداية من اليمن إلى عمان ولكن تم ترحيلهم في النهاية إلى اليمن.
لجنة حكومية
في سياق متصل بوضع المهاجرين، بحث وزير الداخلية اليمني اللواء الركن إبراهيم حيدان مع رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية بالإنابة مارت هوبر قضايا الهجرة وسبل معالجتها، حيث استعرض الوزير المشاكل التي يواجهها اليمن جراء تدفق الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين.
وكشف حيدان عن أنه تم أخيرا وبناء على توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي تشكيل لجنة وطنية عليا لوضع سياسات واستراتيجيات تخص قضايا الهجرة والمهاجرين.
ونقل الإعلام الرسمي عن الوزير حيدان التأكيد أن المهاجرين من دول القرن الأفريقي يتلقون معاملة إنسانية من الشعب والحكومة على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، ونبه إلى الاستغلال الذي يتعرض له المهاجرون مِن قِبل الحوثيين سواء من خلال الزج بهم في المعارك أو عبر المعاملة القاسية التي يتلقونها منهم.
ووصف وزير الداخلية اليمني المحرقة التي تعرض لها المهاجرون الأفارقة على يد الحوثيين بأنها «جريمة ضد الإنسانية ويجب أن يحاكم المتورطون فيها»، وأشاد بالجهود التي تبذلها منظمة الهجرة الدولية في سبيل التخفيف من معاناة المهاجرين.
ونسب الإعلام اليمني الرسمي عن رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة أنه أثنى على جهود الحكومة اليمنية في التعامل مع ملف المهاجرين، مبيناً أنها تتطلب تكاتف دول المنطقة للحد من هذه الظاهرة والتعامل معها، ووعد بأن تعمل المنظمة مع الحكومة اليمنية لوضع السياسات والاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة وذلك بالتنسيق مع دول القرن الأفريقي.