معتقل ثالث يفارق الحياة داخل سجون الحوثيين خلال 20 يوماً

حبس معلم في إب عجز عن دفع إيجار مسكنه

يعاني عشرات الآلاف من المعلمين في مناطق الحوثيين من تردي أوضاعهم المعيشية (نادي المعلمين)
يعاني عشرات الآلاف من المعلمين في مناطق الحوثيين من تردي أوضاعهم المعيشية (نادي المعلمين)
TT

معتقل ثالث يفارق الحياة داخل سجون الحوثيين خلال 20 يوماً

يعاني عشرات الآلاف من المعلمين في مناطق الحوثيين من تردي أوضاعهم المعيشية (نادي المعلمين)
يعاني عشرات الآلاف من المعلمين في مناطق الحوثيين من تردي أوضاعهم المعيشية (نادي المعلمين)

​قضى معتقل يمني جديد في سجون الحوثيين، في حادثة هي الثالثة في أقل من 20 يوماً، بينما أكد نادي المعلمين والمعلمات تدهور صحة رئيس النادي، أبو زيد الكميم، المعتقل مع 3 من قادة النادي منذ شهر، بسبب مطالبتهم بصرف رواتب المعلمين الموقوفة منذ 7 أعوام.

تزامن ذلك مع قيام الجماعة الحوثية بوضع معلم في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) في السجن، لعجزه عن دفع إيجار الشقة التي يعيش فيها، بسبب استمرار قطع المرتبات.

وذكرت مصادر حقوقية أن الجندي في الجيش اليمني محمد وهبان الذي أُسر خلال المواجهات في جبهة ماس بمحافظة مأرب قبل 3 أعوام، وُجد جثة هامدة داخل زنزانته في السجن الحربي بصنعاء، وأن الحوثيين طلبوا من أسرته الحضور لتسلم جثته، قائلين إنه شنق نفسه، وهي رواية ترفضها الأسرة وزملاؤه.

وحسب المصادر، فإن الجندي وهبان وقع في الأسر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، وقام الحوثيون بعد ذلك بإحالته إلى محكمة عسكرية أصدرت بحقه حكماً بإعدامه رمياً بالرصاص. وظل في السجن الحربي طوال هذه الفترة، قبل أن تقوم إدارة السجن بوضعه في زنزانة انفرادية قبل الإعلان عن وفاته بيومين، ثم اتصلوا بجده لتسلّم جثته لأنه يتيم الأب.

تدهور صحة الكميم

وفاة الجندي في سجن الحوثيين أتت متزامنة مع تحذير اللجنة الإعلامية في نادي المعلمين والمعلمات من تدهور صحة رئيس النادي الذي اعتقل من منزله في صنعاء، منذ ما يزيد على شهر، بسبب تبني النادي الدعوة لصرف رواتب المعلمين المقطوعة منذ 7 أعوام، والدعوة للإضراب العام والشامل حتى تحقيق ذلك المطلب.

تدهور الحالة الصحية لرئيس نادي المعلمين في سجون الحوثيين (نادي المعلمين)

وطالبت اللجنة الإعلامية في بلاغ قصير بتصعيد المطالبة بالإفراج عن الكميم الذي يعاني من أمراض مزمنة، وقالت إن حالته الصحية تدهورت في السجن، وجددت التأكيد على تمسك قيادة النادي بالمطالبة بصرف رواتب المعلمين، وهو الموقف الذي بسببه قام الحوثيون باعتقال أمين عام النادي، ومسؤولي فروع محافظتي المحويت وريمة.

بدوره، وجه تجمع المعلمات والمعلمين رسالة إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن هانس غروندبرغ، ناشدوه فيها الضغط على أطراف الصراع لتسليم مرتبات المعلمين المقطوعة منذ ما يزيد على 7 سنوات، والذين باتوا في مناطق سيطرة الحوثيين يمتهنون كل الأعمال، ويكابدون أصناف المهانة، نتيجة سوء الأوضاع المعيشية.

واتهمت الرسالة سلطة الحوثيين بإهانة المعلمين وإنكار حقوقهم ومنعهم من التعبير عن مطالبهم، وطالبت كل القوى والمنظمات الحرة والفاعلة بمساندة المعلمين في تحركاتهم، لرفع الظلم عنهم والضغط من أجل تسليم رواتبهم المقطوعة.

اختطاف معلم وسجنه

في سياق متصل بالوضع البائس للمعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين، يواصل مكتب الأوقاف في محافظة إب الخاضعة للجماعة، سجن معلم منذ 3 أشهر، بعد عجزه عن دفع إيجار شقة يسكنها تعود ملكيتها لمكتب الأوقاف في مدينة إب؛ حيث مركز المحافظة.

وحسب مصادر محلية في المحافظة، فإن المعلم يعمل في مدرسة «الفاروق» بمديرية الظهار، ويعيش في منزل تعود ملكيته لمكتب الأوقاف في المحافظة الذي يمتلك عشرات من المباني؛ لكنها تؤجر في الغالب بمبالغ رمزية لشخصيات نافذة وقيادات من الحوثيين.

توزيع مستلزمات دراسية على تلامذة أيتام في محافظة مأرب اليمنية (إعلام حكومي)

وذكرت المصادر أن المعلم أودع السجن بموجب توجيه من شقيق القيادي الحوثي بندر العسل المعين مديراً لمكتب الأوقاف في المحافظة.

ومع التزام القيادات الحوثية ومكتب التربية والتعليم في المحافظة الصمت إزاء هذه الواقعة، وعجز أسرة المعلم عن فعل شيء، أكدت مصادر نقابية أنه في ظل انقطاع الرواتب يعاني عشرات الآلاف من المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين من أوضاع معيشية سيئة، جعلت كثيرين منهم يذهبون إلى العمل في مهن أخرى، حتى يتمكنوا من توفير متطلبات أُسرهم، في حين اضطر آخرون إلى إرسال أسرهم إلى الأرياف حتى يوفروا إيجار المساكن.

وفي محافظة عمران، ذكرت مصادر محلية أن القيادي الحوثي منصور الحمزي المعين مديراً لشرطة مديرية خمر، يواصل سجن عادل القمطي مسؤول إحدى حارات مركز المديرية، منذ أكثر من شهر، على أثر خلاف مالي بين شخصين في المديرية، تم التوافق على معالجته من قبل، وسلم القيادي الحوثي جزءاً من المبلغ؛ لكنه عاد وأنكر ذلك.

وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي بدلاً من أن يقوم بتنفيذ محضر التصالح قام بحبس مسؤول الحارة، مستغلاً نفوذه في المحافظة، إذ سبق للرجل أن اعتدى على أحد القضاة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يصعّدون هجماتهم ضد إسرائيل دون أضرار

العالم العربي مجسم وهمي لطائرة دون طيار من صنع الحوثيين (إ.ب.أ)

الحوثيون يصعّدون هجماتهم ضد إسرائيل دون أضرار

صعّدت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجماتها باتجاه إسرائيل في الذكرى الأولى لأحداث السابع من أكتوبر 2023 دون حدوث أي أضرار.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي نيران تشتعل في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر مؤخراً (رويترز)

«مركز إنساني» أسسه الحوثيون يشرف على «حرب السفن»

أظهر تحقيق من منظمة غير حكومية سويسرية أن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون قبالة سواحل اليمن يشرف عليها مركز لتنسيق العمليات الإنسانية أسسه الانقلابيون.

العالم العربي مسلحون حوثيون في صنعاء يرددون «الصرخة الخمينية» (أ.ف.ب)

تنديد يمني باستمرار اعتقال الحوثيين للمحتفلين بـ«26 سبتمبر»

جددت الحكومة اليمنية التنديد باستمرار الحوثيين في اعتقال الآلاف من المحتفلين بذكرى ثورة «26 سبتمبر» التي أطاحت أسلاف الجماعة الانقلابية عام 1962

علي ربيع (عدن)
شؤون إقليمية محاكاة طائرة بدون طيار خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل، في صنعاء، اليمن 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ «أرض-أرض» أُطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، إن صاروخ سطح-سطح أطلق من اليمن على وسط إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي 4.2 مليون يمني يقيمون في مناطق معرّضة لخطر «تدهور الأمن الغذائي الأسوأ»... (إ.ب.أ)

مساعدات أممية نقدية لـ1.43 مليون عائلة يمنية

ذكرت «منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف)» أن أكثر من 1.43 مليون أسرة تلقت مساعدات نقدية في إطار مشروع «الحوالات النقدية غير المشروطة».

وضاح الجليل (عدن)

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)
TT

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)

قال وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، الثلاثاء، إن «اتفاق الشراكة» بين بلاده والاتحاد الأوروبي «ينبغي أن يتجاوز منطق الربح الفوري، ليأخذ تصوراً استراتيجياً يبنى على التنمية المستدامة بأتم معانيها».

وأفاد عطاف، خلال كلمة له بالعاصمة بمناسبة ذكرى انضمام الجزائر إلى الأمم المتحدة 8 أكتوبر (تشرين الأول) 1962، بأن الجزائر «تسعى وتبذل جهوداً من أجل إقامة شراكة متوازنة ونافعة، في جوارها المتوسطي ومع الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص»، عادّاً الشراكة التي يريدها المسؤولون الجزائريون «يجب أن تمتثل تمام الامتثال لمبدأ توازن مصالح الطرفين، وتضع نُصب أولوياتها دعم جهود التنمية الاقتصادية في بلادنا، دون أي قيود ولا أي شروط ولا أي عوائق».

وأشار عطاف إلى ما ذكره الرئيس عبد المجيد تبون بهذا الخصوص، السبت الماضي، في أثناء مقابلة بثها التلفزيون العمومي، حينما تحدث عن «تطلع بلاده إلى مراجعة اتفاق الشراكة، الذي يجمعها مع الاتحاد الأوروبي، في جو من الثقة والسلاسة والتفاهم، لإحداث التوازن المطلوب في هذا الاتفاق ولتمكينه من مسايرة الواقع الاقتصادي الجديد لبلادنا، وتأهيله كأداة ناجعة لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة».

وأضاف عطاف: «في كل فضاءات الانتماء هذه وخارج هذه الفضاءات، ستواصل الدبلوماسية الجزائرية العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع الجزائر مع أشقائها وأصدقائها وشركائها، وضم جهودها معهم في سبيل رفع التحديات الكبرى التي ترمي بثقلها على المجموعة الدولية في المرحلة الراهنة».

وتابع: «إن هذه التحديات لها من الجسامة والخطورة والفداحة ما لا يحتمل التوجه نحو الانزواء أو الانطواء أو اللامبالاة. فالجميع متضرر ومطالب بالسعي للتغيير نحو الأفضل»، مشدداً على أن «الجزائر لن تكون إلا طرفاً فاعلاً في مسعى كهذا». وكانت المفوّضية الأوروبية أعلنت، في 14 يونيو (حزيران) الماضي، اعتراضها على قرارات بدأت الجزائر بتنفيذها عام 2021، تتعلق بتنظيم الواردات وتحفيز الإنتاج المحلي، شملت نظام تراخيص الاستيراد وحوافز لاستخدام المدخلات المحلية في قطاع السيارات، وتنظيم المشاركة الأجنبية في الشركات المستوردة.

ورأت المفوضية أن هذه الإجراءات «تقييدية» لصادراتها نحو الجزائر، وتخالف بنود «اتفاق الشراكة» الذي يجري العمل به منذ 19 سنة. ولوّحت باللجوء إلى التحكيم الدولي، الذي يتضمنه الاتفاق كآلية متاحة للطرفين في حال قدّر أحدهما أن شريكه أخلّ بتعهّداته التجارية. ويقول الجزائريون إن الإجراءات التي اتخذوها «تندرج في إطار خطة لتقليص فاتورة الواردات بهدف تنويع اقتصاد البلاد، وتقليل اعتماده على المحروقات وتعزيز التصنيع المحلي». ويتعاملون مع هذه القضية وفق منطق «سيادي»، لا يريدون للاتحاد الأوروبي أن يتدخل فيها.