مأرب تستنفر أجهزة الأمن... وبن عزيز يشدد على الاستعداد القتالي

الحكومة تجدد مطالبة «أونمها» بالانتقال إلى المناطق المحررة

يصعد الحوثيون عسكرياً باتجاه مأرب بذريعة نصرة فلسطين (إ.ب.أ)
يصعد الحوثيون عسكرياً باتجاه مأرب بذريعة نصرة فلسطين (إ.ب.أ)
TT

مأرب تستنفر أجهزة الأمن... وبن عزيز يشدد على الاستعداد القتالي

يصعد الحوثيون عسكرياً باتجاه مأرب بذريعة نصرة فلسطين (إ.ب.أ)
يصعد الحوثيون عسكرياً باتجاه مأرب بذريعة نصرة فلسطين (إ.ب.أ)

جدّدت الحكومة اليمنية مطالبتها بعثة الأمم المتحدة في الحديدة (أونمها) بالانتقال إلى المناطق المحررة، وتشديد الرقابة خشية تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، بينما استنفرت محافظة مأرب أجهزة الأمن عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز، الذي شدد بدوره على رفع الجاهزية القتالية للجيش.

وكان مجهولون، يعتقد بأنهم على صلة بالجماعة الحوثية، حاولوا (الثلاثاء) الماضي اغتيال رئيس هيئة أركان الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، شرق مأرب، بتفجير سيارة مفخخة في أثناء مرور موكبه، قادماً من خارج البلاد.

عضو مجلس القيادة اليمني سلطان العرادة يرأس اجتماعاً لأجهزة الأمن في مأرب (سبأ)

وذكر الإعلام الرسمي أن عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، رأس اجتماعاً موسعاً للقيادات الأمنية في محافظة مأرب كُرِّس لمناقشة المستجدات الأمنية والعسكرية في المحافظة، واتخاذ القرارات المناسبة إزاءها.

وشدد عضو مجلس الحكم اليمني، الذي يشغل منصب محافظ مأرب في الوقت نفسه، على ضرورة مضاعفة الجهود وتعزيز التواصل والتنسيق بين الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية كافة، والعمل على رفع اليقظة الأمنية والجاهزية القتالية للتعامل مع المخاطر والتحديات كافة.

وحذّر العرادة ممّا وصفه بـ«مخططات ميليشيات الحوثي الإرهابية وخلاياها النائمة، ومحاولاتها المستميتة لزعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد السكينة العامة للمواطنين في كل المحافظات المحررة عموماً، وفي محافظة مأرب بشكل خاص».

وأثنى على «جهود الأجهزة والوحدات الأمنية كافة في محافظة مأرب، وما حققته من إنجازات أمنية كبيرة ونتائج ملموسة في حفظ الأمن والاستقرار، ومحاربة الجريمة المنظمة، ومكافحة التهريب في المحافظة طوال السنوات الماضية». وفق ما أورده الإعلام الرسمي.

وحضّ عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني جميع القيادات الأمنية على العمل بروح الفريق الواحد، وتأمين الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ الحقوق، وتفعيل آليات التعاون مع المواطنين؛ من أجل الحفاظ على الحالة الأمنية المستقرة بالمحافظة.

رفع الجاهزية العسكرية

مع رصد تصاعد الخروق الحوثية في جبهات محافظة مأرب وحشد مزيد من القوات، شدد رئيس هيئة أركان الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، على ضرورة الاستعداد القتالي ورفع اليقظة العسكرية، خلال اجتماعه بقادة الجيش.

رئيس الأركان اليمني يجتمع مع كبار القادة ويشدد على رفع الجاهزية القتالية (سبأ)

ونقل الإعلام الرسمي أن قادة الجيش قدموا تقارير ملخصة حول الموقف الميداني في مسرح العمليات، ومستوى جاهزية القوات والمقاتلين في ظل تصعيد جماعة الحوثي أعمالها العدائية في عدد من الجبهات.

وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية، أطلع الفريق بن عزيز القادة على نتائج زياراته الخارجية للسعودية، ولقاءاته مع القيادة العليا، وزياراته جبهات الحدود الشمالية للجمهورية اليمنية، وزيارته الولايات المتحدة الأميركية، التي قال إنها تأتي في إطار بحث سبل دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة.

وطبقاً للوكالة «شدد بن عزيز على أهمية الاحتفاظ باليقظة، والاستعداد العالي لمواجهة مختلف التطورات، والتعامل الحازم مع أي مؤامرات أو مخططات إرهابية وفوضوية، والتصدي لأي محاولات يائسة ترتكبها الميليشيا الحوثية التي نهجها الغدر والانتقام، ونكث العهود والمواثيق». على حد قوله.

وأكد رئيس أركان الجيش اليمني أن قواته ماضية في القيام بواجباتها الدستورية في استعادة الدولة، وخوض المعركة الوطنية الملقاة على عاتقها حتى تحقيق كامل الأهداف المنشودة وفرض خيارات السلام الحقيقي الدائم الذي يلبي تطلعات الشعب اليمني في استعادة دولته وحريته وكرامته، ويحقق استقرار وأمن اليمن والمنطقة.

تشديد الرقابة على الأسلحة

أفاد الإعلام الرسمي اليمني بأن رئيس الحكومة معين عبد الملك التقى، في العاصمة المؤقتة عدن، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة اللواء مايكل بيري.

رئيس الحكومة اليمنية مجتمعاً في عدن مع رئيس بعثة الحديدة الأممية (سبأ)

الإعلام الحكومي قال إن رئيس الوزراء اطلع من المسؤول الأممي، على نشاط البعثة والقضايا المتصلة بمهامها، ومسار مواءمة عملها وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وشدد على ضرورة الرقابة على ميناءي الصليف والحديدة، واتخاذ مواقف حازمة من عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين.

وفي حين أكد عبد الملك أهمية عمل البعثة الأممية على إسناد جهود الحكومة لنزع الألغام التي زرعتها الميليشيات بكثافة وعشوائية في الحديدة، جدّد مطالبة الحكومة للأمم المتحدة بنقل مقر بعثتها لدعم اتفاق الحديدة إلى المناطق المحررة، وعدم تركها رهينة لما وصفه بـ«الضغوط والابتزاز من ميليشيا الحوثي».


مقالات ذات صلة

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

العالم العربي امرأتان يمنيتان في محافظة تعز تنقلان العلف لتخزينه كغذاء للمواشي بعد انتهاء موسم الحصاد وبدء مواسم الجفاف (البنك الدولي)

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

بانتهاء موسم حصاد الحبوب الشحيح في اليمن، يواجه المزارعون خيارات صعبة في مواسم الجفاف لتأمين الغذاء وتربية المواشي مع قلة خبرتهم بالتعامل مع تغيرات المناخ

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات بصنعاء وغيرها من المدن الخاضعة للانقلاب

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الحكومة اليمنية التزمت بمحاربة الفساد واستعادة ثقة الداخل والمانحين (إعلام حكومي)

إحالة مسؤولَين يمنيَين إلى المحكمة بتهمة إهدار 180 مليون دولار

في خطوة أولى وغير مسبوقة للحكومة اليمنية، أحالت النيابة العامة مسؤولَين في مصافي عدن إلى محكمة الأموال العامة بتهمة إهدار 180 مليون دولار.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
TT

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون في سجون مخابرات الجماعة الحوثية، أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين، في طليعتهم قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي»، رغم انقضاء شهرين على إيداعهم السجن بتهمة التحضير للاحتفال بذكرى الثورة التي أطاحت أسلاف الجماعة.

وذكرت مصادر حقوقية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أفرجوا أخيراً عن خمسة فقط من المعتقلين في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، لكنها مستمرة في رفض إطلاق سراح وكيل وزارة الشباب والرياضة والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» أحمد العشاري وزميليه في الحزب أمين راجح وسعد الغليسي.

الحوثيون يرون قادة جناح «المؤتمر الشعبي» بصنعاء خصوماً لهم (إعلام محلي)

وقالت المصادر إن الجماعة تتهم المعتقلين بالتآمر مع الحكومة الشرعية لقيادة انتفاضة شعبية في مناطق سيطرتها تحت شعار الاحتفال بالذكرى السنوية لقيام «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في شمال اليمن عام 1962.

ووفق هذه المصادر، فإن الاتصالات التي أجراها جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين للمطالبة بالإفراج عن قياداته قوبلت بتعنت وتسويف.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة كبيرة من المعتقلين لا يُعرف مصيرهم، وأن كلّاً من فهد أحمد عيسى، وعمر أحمد منة، وأحمد البياض، وعبد الخالق المنجد، وحسين الخلقي لا يزالون رهن الاعتقال، إلى جانب الناشطة سحر الخولاني، والكاتبين سعد الحيمي، ومحمد دبوان المياحي، والناشط عبد الرحمن البيضاني، ورداد الحذيفي، وعبد الإله الياجوري، وغالب شيزر، وعبد الملك الثعيلي، ويوسف سند، وعبده الدويري، وغازي الروحاني.

شروط الإفراج

تقول مصادر سياسية في صنعاء إن «التحالف الشكلي» الذي كان قائماً بين جناح «المؤتمر الشعبي» والحوثيين قد انتهى فعلياً مع تشكيل حكومة الانقلاب الأخيرة، حيث تم استبعاد كل المحسوبين على هذا الجناح، وسيطرة الحوثيين على كل المناصب.

وبالتالي، فإن الحزب لا يعول على ذلك في تأمين إطلاق سراح المعتقلين، والذين لا يُعرف حتى الآن ما نيات الحوثيين تجاههم، هل سيتم الاحتفاظ بهم لفترة إضافية في السجون أم محاكمتهم؟

أكدت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية استخدام الحوثيين التعذيب لانتزاع الاعترافات (إعلام حوثي)

ووفق إفادة بعض المعتقلين الذين أفرج الحوثيون عنهم، فقد تم استجوابهم بتهمة الانخراط في مخطط تآمري للإطاحة بحكم الجماعة في صنعاء بدعم وتمويل من الحكومة الشرعية.

وبعد جلسات من التحقيق والاستجواب وتفتيش الجوالات، ومراجعة منشورات المعتقلين في مواقع التواصل الاجتماعي، أفاد المعتقلون المفرج عنهم بأنه يتم الموافقة على إطلاق سراحهم، ولكن بعد التوقيع على تعهد بعدم العودة للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أو أي فعالية وطنية أخرى، وأن يظلوا رهن الاستعداد للحضور متى ما طُلب منهم ذلك إلى جهاز المخابرات الحوثي.

ولا تقتصر شروط الإفراج على ذلك، بل يُلزم المعتقلون بإحضار ضامن من الشخصيات الاجتماعية، ويكون ملزماً بإحضارهم متى طُلب منهم ذلك، ومنعهم من مغادرة منطقة سكنهم إلا بإذن مسبق، وعدم تغيير رقم جوالاتهم أو إغلاقها، وأن يظل تطبيق «الواتساب» يعمل كما كان عليه قبل اعتقالهم. كما يلحق بذلك تهديدات شفهية بإيذاء أطفالهم أو أقاربهم إذا غادروا إلى مناطق سيطرة الحكومة، أو عادوا للنشر ضد الجماعة.

تعذيب مروع

بالتزامن مع استمرار الحوثيين في اعتقال المئات من الناشطين، كشف النائب اليمني المعارض أحمد سيف حاشد، عما سماها «غرف التعذيب» في سجون مخابرات الجماعة.

وقال حاشد إن هناك مسلخاً للتعذيب اسمه «الورشة» في صنعاء، وتحديداً في مقر سجن «الأمن والمخابرات» (الأمن السياسي سابقاً)، وإن هذا المسلخ يقع في الدور الثالث، وموزع إلى عدة غرف، وكل غرفة تحتوي على وسائل تعذيب تصنع في نفوس الضحايا الخوف المريع والبشاعة التي لا تُنسى.

الناشطة اليمنية سحر الخولاني انتقدت فساد الحوثيين وطالبت بصرف رواتب الموظفين فتم اعتقالها (إعلام محلي)

ووفق ما أورده حاشد، الذي غادر مؤخراً مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، توجد في هذا المكان سلاسل ترفع الشخص إلى الأعلى وتعيده إلى الأسفل بواسطة زر تحكم، حيث يُعلَّق الضحية ويُثبَّت بالطريقة التي يريد المحققون رؤيته عليها.

وذكر أن البعض من الضحايا يُعلق من يديه لساعات طويلة، وبعضهم يُعلق من رجليه، وبعد ذلك يتم إنزاله وقد صار عاجزاً أو محمولاً في بطانية.

ووفق هذه الرواية، فإن هذا القسم يشمل وسائل تعذيب متنوعة تشمل الكراسي الكهربائية، والكماشات لنزع الأظافر، والكابلات، والسياط، والأسياخ الحديدية، والكلاب البوليسية، وكل ما لا يخطر على البال من وسائل صناعة الرعب والخوف والألم.