نجاة رئيس الأركان اليمني من محاولة اغتيال شرق مأرب

أصيب 3 من مرافقيه... وأصابع الاتهام تشير إلى الحوثيين

بن عزيز خلال لقائه مع عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة (سبتمبر نت)
بن عزيز خلال لقائه مع عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة (سبتمبر نت)
TT

نجاة رئيس الأركان اليمني من محاولة اغتيال شرق مأرب

بن عزيز خلال لقائه مع عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة (سبتمبر نت)
بن عزيز خلال لقائه مع عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة (سبتمبر نت)

نجا رئيس هيئة أركان الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، الثلاثاء، من محاولة اغتيال شرق مأرب، وأصيب 3 من مرافقيه عندما انفجرت سيارة مفخخة استهدفت موكبه، وفق ما ذكرته مصادر عسكرية يمنية.

وبينما تشير أصابع الاتهام إلى الجماعة الحوثية، يرجح مراقبون أن خلية تابعة للجماعة هي المسؤولة عن تدبير العملية، إذ سبق للسلطات الأمنية في محافظة مأرب أن أوقفت الكثير من الخلايا خلال السنوات الماضية.

رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز (سبأ)

الحادثة التي جاءت في ظل التهدئة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 18 شهراً، رافقها تصعيد حوثي ميداني، حيث دفعت الجماعة بمجموعة كبيرة من عناصرها إلى جبهات مأرب، وشنت هجمات في جبهات تعز (جنوبي غرب).

وأكدت المصادر العسكرية اليمنية أن الفريق بن عزيز، كان عائداً إلى مدينة مأرب عندما استُهدف موكبه بسيارة مفخخة انفجرت على الطريق الدولية شرق المدينة، وهو ما أدى إلى إصابة 3 من مرافقيه.

وذكر الإعلام العسكري أن وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن محمد الداعري أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز للاطمئنان على سلامته إثر تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في أثناء عودته إلى مأرب.

وعبّر وزير الدفاع عن «إدانته بأشد العبارات هذا الحادث الجبان والمؤسف الذي استهدف رئيس الأركان خلال عودته إلى مأرب بعد زيارة خارجية، مشيداً بأدواره الوطنية والميدانية في الدفاع عن الوطن ومواجهة ميليشيات الإرهاب الحوثية»، وفق الموقع الرسمي للجيش اليمني.

استهداف موكب رئيس الأركان اليمني بتفجير سيارة مفخخة شرق مأرب (إكس)

وقال الفريق الداعري «إن محاولة الاغتيال الفاشلة والجبانة التي استهدفت رئيس الأركان هي محاولة لإثنائه عن مواقفه الوطنية، وقيادته الشجاعة لرئاسة الأركان، وصلابته في وجه ميليشيات الكهنوت الحوثية المدعومة إيرانياً».

ووجّه وزير الدفاع اليمني «بسرعة التحقيق في الحادثة، وكشف ملابساتها، وتتبُع الجناة، والقبض عليهم، ومضاعفة الجهود في حماية الطرقات، وردع كل من تسوِّل له نفسه المساس بالأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة».

وذكر الإعلام العسكري اليمني أن عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، التقى في مأرب رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، وناقش معه آخر المستجدات الميدانية والعسكرية.

واستمع العرادة من بن عزيز إلى تقريرٍ موجز عن نتائج جولته الخارجية إلى الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وما ناقشه مع نظرائه العسكريين في واشنطن والرياض.

كما اطلع العرادة من رئيس هيئة الأركان على نتائج زياراته الميدانية للوحدات العسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة والمحاور المرتبطة بها في جبهات الحدود الشمالية، وتفقده للمقاتلين في التشكيل البحري بالقوات البحرية في ميناء ميدي وجزر البحر الأحمر.

جانب من الانفجار الذي استهدف موكب رئيس الأركان اليمني (إكس)

ونقل الإعلام الرسمي عن العرادة تأكيده دعم مجلس القيادة الرئاسي للقوات المسلحة للارتقاء بمستوى جاهزيتها، وبما يمكنها من القيام بواجبها الوطني في الدفاع عن الثورة والجمهورية، وحماية المكتسبات الوطنية، والتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية، وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

وترفض الجماعة الحوثية حتى الآن مساعي السلام الأممية والإقليمية، وسط شكوك في نيتها إشعال المواجهات العسكرية مجدداً، خصوصاً مع حشودها باتجاه مأرب وتعز، وسعيها لاستغلال أحداث غزة لتفجير الأوضاع في البلاد.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.