نجاة وزير الدفاع اليمني ومقتل ستة من مرافقيه بتفجير حوثي

البعثة الأممية ترعى اتفاقاً في الحديدة من سبع نقاط لتثبيت وقف النار

وزير الدفاع اليمني (وسط) متحدثاً مع قيادات عسكرية لدى زيارته التفقدية للجبهات في نهم شرق صنعاء أمس (الشرق الأوسط)
وزير الدفاع اليمني (وسط) متحدثاً مع قيادات عسكرية لدى زيارته التفقدية للجبهات في نهم شرق صنعاء أمس (الشرق الأوسط)
TT

نجاة وزير الدفاع اليمني ومقتل ستة من مرافقيه بتفجير حوثي

وزير الدفاع اليمني (وسط) متحدثاً مع قيادات عسكرية لدى زيارته التفقدية للجبهات في نهم شرق صنعاء أمس (الشرق الأوسط)
وزير الدفاع اليمني (وسط) متحدثاً مع قيادات عسكرية لدى زيارته التفقدية للجبهات في نهم شرق صنعاء أمس (الشرق الأوسط)

نجا وزير الدفاع اليمني الفريق محمد علي المقدشي من تفجيرات حوثية عن بعد استهدفت موكبه أمس (الأربعاء) غرب مدينة مأرب أثناء تفقده للخطوط الأمامية.
وبينما أدى أحد الانفجارات إلى مقتل ستة ضباط وجنود وإصابة آخرين من مرافقي الوزير كانوا على متن إحدى العربات، أوضح مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» حدوث ثلاثة انفجارات يرجح أنها لعبوات ناسفة زرعها عناصر الميليشيات الحوثية في وقت سابق وقاموا بتفجيرها عن بعد.
وبين المصدر أن العبوات زرعت في منطقة «المشجح» في مديرية صرواح، غرب محافظة مأرب حيث تدور معارك مستمرة بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية، التي تستميت دون جدوى لتحقيق أي تقدم في المنطقة. وقال إن القتلى هم النقيب أحمد جحزر والنقيب حمزة المقدشي، والملازم صلاح المقدشي، والملازم هيثم الجبني، والجندي عبد الكريم المقدشي والجندي عمر الجشوش.
وجاءت محاولة استهداف المقدشي في الوقت الذي اشتدت فيه حدة المواجهات غرب مأرب ومع تقدم قوات الجش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية في جبال هيلان، وبالتزامن مع تجدد القصف المدفعي المتبادل شمال شرقي مدينة تعز.
في السياق الميداني نفسه، كشفت مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة في محافظة الحديدة عن التوصل إلى اتفاق رعته البعثة الأممية يتكون من سبع نقاط بغرض التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار بين القوات المشتركة والميليشيات الحوثية بعد أن قامت الأخيرة بالتصعيد في أكثر من جبهة.
وفي تصريح نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) بعد الانفجار بساعات، قال المقدشي: «لا يمكن لأي عوائق أو تحديات أو استهدافات أن تثني اليمنيين عن المضي لاستعادة الوطن ودحر الميليشيا المتمردة والجماعات الإرهابية والتضحيات الغالية تهون في سبيل الوطن وكرامته ورفعته»، مؤكدا «استمرار المعركة الوطنية التي يخوضها الجيش الوطني حتى تحقيق كامل أهدافها وتحرير العاصمة صنعاء وكل الأراضي الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران».
وذكرت الوكالة أن التصريح جاء لدى تفقد الوزير جبهات القتال في نهم (شرق صنعاء) وهيلان والمشجح غرب مأرب، للاطّلاع على سير العمليات الميدانية والمواقع المحررة.
وشدّد المقدشي على «أهمية مُضاعفة الجهود المبذولة وتحمل المسؤوليات لتنفيذ المهام الموكلة للمضي قدماً في طريق الكفاح الوطني وصولاً لتحرير كامل تراب الوطن واستعادة أمنه واستقراره وبناء دولته ومستقبله الواعد».

- خسائر انقلابية في الجوف
وبالانتقال إلى الجوف (شمال شرقي اليمن) تواصلت المواجهات في الجبهات الغربية لمحافظة الجوف، وأكدت المصادر الرسمية للجيش اليمني أن الانقلابيين تكبدوا الخسائر البشرية والمادية خلال المعارك وجراء غارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت بضربات مركزة تجمعات وآليات قتالية تابعة للميليشيات في جبهة المحزمات جنوب غربي الجوف.
وفي حين أفشلت قوات الجيش الوطني محاولات تسلل مجاميع حوثية في جبهة المحزمات استمرت الميليشيات في قطع خطوط الاتصالات والإنترنت عن المناطق المحررة في محافظة الجوف، وذلك ضمن تصعيدها المستمر لعزل المحافظة كليا عن التواصل بالعالم الخارجي.
ونقل الموقع الرسمي للجيش الوطني اليمني (سبتمبر. نت) عن مساعد قائد المنطقة العسكرية السادسة العميد محمد بن راسيه، تأكيده أن «قوات الجيش مستمرة في مطاردتها للميليشيات الحوثية، في الجبال المحاذية لمحافظة صنعاء، وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على امتداد جبهات محافظة الجوف».
من جهته، قال قائد لواء القوات الخاصة العميد محمد الحجوري، إن «محافظة الجوف عصية على ميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، بفضل صمود أبطال القوات المسلحة، والتفاف أبنائها، حول المشروع الوطني ورفضهم للمشروع الإمامي».
وأكد الحجوري أن «مشاريع الميليشيات الحوثية الإمامية ستسقط تحت أقدام أبطال القوات المسلحة»، وأن «الهدف ليس تحرير نهم فقط، وإنما تحرير كل أجزاء البلاد من قبضة الميليشيات واستعادة مؤسسات الدولة».

- توافقات الساحل الغربي
في محافظة الحديدة أفاد المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة بأن «نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الألمانية دانييلا كروسلاك، زارت نقطة الارتباط الأولى (نقطة الخامري) والتقت بضباط الارتباط من طرف القوات المشتركة والميليشيات الحوثية لمناقشة آلية التهدئة التي لم تلتزم بها الميليشيات الحوثية منذ سريان الهدنة الأممية كما ناقشت معهم سرعة نشر مراقبين أمميين إلى جانب ضباط الارتباط للطرفين في النقاط الخمس».
وذكر المركز الإعلامي أنه «تم الاتفاق بين ممثلي ضباط الارتباط من الطرفين وبحضور نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة على سبع نقاط هي: وقف الأعمال العسكرية في جميع أنواعها بمديرية حيس، ووقف الاعتداءات على نقاط الرقابة وإبقاء نقاط الرقابة في نقاط التماس مسرحا لعمليات ضباط الارتباط فقط، واعتبار أي قصف صاروخي أو مدفعي من كلا الطرفين انتهاكا للهدنة ومؤشرا للتصعيد العسكري من قادة الطرف المعتدي».
وشملت النقاط الاتفاق على منع إطلاق النار ردا على أي تسلل أو تجمعات مشبوهة إلا بعد إبلاغ ضباط الارتباط في غرفة العمليات الثلاثية في سفينة الأمم المتحدة ومراعاة الوقت حتى إيصال البلاغ إلى مختلف الأطراف خلال مدة أقصاها 15 دقيقة، وفي حالة عدم التعاون والسيطرة يتم التعامل مع الهدف دون أي عذر للطرف المعتدي.
ونص الاتفاق - بحسب ما أورده المصدر - على منع أي تحليق للطيران بأنواعه وإيقاف الغارات الجوية، والالتزام بوقف إطلاق النار في كل جبهات ومديريات الحديدة ودعوة بعثة الأمم المتحدة لسرعة نشر مراقبين ضمن نقاط الرقابة الخمس إلى جانب ضباط ارتباط الطرفين.
في غضون ذلك، أكدت مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة مقتل وجرح عدد من عناصر الميليشيات في معارك شهدتها جبهة الدريهمي، جنوب مدينة الحديدة بالتزامن مع زيارة نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، الألمانية دانييلا كروسلاك، لنقطة الارتباط الأولى.
وأوضحت المصادر أن «القوات المشتركة تصدت، صباح الأربعاء، لهجومين على مواقع القوات شرق الدريهمي، ما أسفر عن مواجهات وقصف متبادل سقط على إثرها قتلى وجرح في صفوف الميليشيات، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إسقاط طائرة حوثية مسيرة ومفخخة في سماء الدريهمي». وكانت الميليشيات شنت مساء الثلاثاء هجوما على مواقع القوات المشتركة، بعد إسقاط الطائرة المفخخة الحوثية، وتكبدت الميليشيات الحوثية الخسائر البشرية والمادية بما فيها تدمير دبابة في منطقة الشجن شرق الدريهمي، بحسب ما أوردته المصادر نفسها.
وجاءت هذه التطورات غداة لقاء لقادة القوات المشتركة، ضم العميد طارق محمد صالح، قائد حراس الجمهورية قائد المقاومة الوطنية، وقادة ألوية العمالقة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، تم خلاله «مناقشة الجاهزية القتالية للقوات المشتركة، وخروقات الحوثيين واستمرارهم في زراعة العبوات الناسفة التي تقتل المدنيين».
وأوضح العميد صادق دويد عضو قيادة القوات المشتركة في تغريدة على «تويتر» أن الاجتماع ناقش، أيضا، ملف الأسرى ولقاء عمان، وأكد ضرورة خروج جميع الأسرى والمعتقلين بحسب اتفاق السويد.
على صعيد آخر، نفذ فريق الخبراء التابع لمشروع «مسام» السعودي لنزع الألغام في اليمن برئاسة الخبير الدولي زوبع الراوي زيارة تفقدية للفريق 21 العامل في منطقة يختل والفريق 25 العامل في منطقة الرمة بمديرية المخا، غرب تعز بالساحل الغربي.
وخلال الزيارة اطلع فريق الخبراء على سير العمل ومستوى الإنجاز الذي حققته فرق «مسام» في سبيل تأمين حياة المدنيين وتطبيع الحياة في تلك المناطق.
وبحسب الموقع الرسمي للمشروع، قال الخبير الدولي الدكتور زوبع الراوي، إن «زيارة خبراء مسام للفرق الهندسية هي زيارة تفقدية فاحصة للتأكد من مدى تطبيق النازعين للمعايير الدولية والتي تم تدريبهم عليها من قبل مشروع مسام».
وأشاد بـ«مستوى الإنجاز الذي حققته الفرق الهندسية والجهود الكبيرة التي بذلتها في مساعدة المدنيين وتمكينهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم وتأمين حياتهم من جميع مخلفات الحرب كالألغام وعبواتٍ ناسفة وقذائف غير منفجرة».
وفي ختام الزيارة كرّم الراوي ومعه مساعد مدير عام مشروع «مسام» قاسم الدوسري أعضاء الفريقين 21 و25 ومنحهم شهادات تخرج من دورات تخصصية في مجال الألغام.


مقالات ذات صلة

الحكومة اليمنية ترحب ببيان السعودية إزاء التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة

الخليج منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)

الحكومة اليمنية ترحب ببيان السعودية إزاء التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة

رحّبت الحكومة اليمنية بالبيان الصادر، الخميس، عن وزارة الخارجية السعودية، وما تضمّنه من موقف إزاء التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
الخليج السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

شددت الخارجية على أن «الجهود لا تزال متواصلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه»، معربة عن أمل المملكة في تغليب المصلحة العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج جانب من المشاركين في مشاورات مسقط بشأن المحتجزين والأسرى اليمنيين (إكس)

السعودية تُرحب بـ«اتفاق مسقط» لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن

رحبت السعودية بالاتفاق الذي وُقّع عليه في مسقط لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، وعدته خطوةً مهمةً تُسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج أسرى يلوِّحون بأيديهم لدى وصولهم إلى مطار صنعاء في عملية تبادل سابقة (أرشيفية- رويترز)

أطراف النزاع في اليمن يتفقون على تبادل 2900 محتجز

أكد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف النزاع في اليمن اختتمت، الثلاثاء، اجتماعاً استمر 11 يوماً في سلطنة عمان.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
العالم العربي الجماعة الحوثية أظهرت تحدياً لمختلف القوى الدولية رغم ما تعرضت له من هجمات (أ.ب)

عقوبات قاصرة... الحوثيون يُعيدون رسم خريطة التهديد

رغم تجديد العقوبات الدولية عليهم، يُعزز الحوثيون قدراتهم العسكرية ويحولون التهديد المحلي إلى خطر إقليمي على الملاحة والأمن الدوليين مع تحالفاتهم العابرة للحدود.

وضاح الجليل (عدن)

إجماع يمني واسع خلف الموقف السعودي لاحتواء التصعيد في الشرق

الحوثيون يتربصون بالحكومة اليمنية مستغلين الخلافات بين مكونات الشرعية (إ.ب.أ)
الحوثيون يتربصون بالحكومة اليمنية مستغلين الخلافات بين مكونات الشرعية (إ.ب.أ)
TT

إجماع يمني واسع خلف الموقف السعودي لاحتواء التصعيد في الشرق

الحوثيون يتربصون بالحكومة اليمنية مستغلين الخلافات بين مكونات الشرعية (إ.ب.أ)
الحوثيون يتربصون بالحكومة اليمنية مستغلين الخلافات بين مكونات الشرعية (إ.ب.أ)

اصطفت الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، إلى جانب الهيئات المجتمعية والقبلية في حضرموت، والمؤسسات الرسمية، خلف البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بشأن التطورات في محافظتي حضرموت والمهرة، في مشهد يعكس إجماعاً على أولوية التهدئة ورفض فرض الوقائع بالقوة، والتمسك بمسار الدولة والحل السياسي الشامل.

وقد رأت المكونات اليمنية أن البيان السعودي، بما تضمنه من دعوة واضحة لعودة قوات المجلس الانتقالي إلى ثكناتها السابقة والخروج من المحافظتين وفق ترتيبات منظمة وتحت إشراف التحالف، يعدّ مدخلاً أساسياً لمعالجة الأزمة ومنع انزلاقها نحو تعقيدات أعمق تمس السلم المجتمعي والمركز القانوني للجمهورية اليمنية.

في هذا السياق، رحب تكتل الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، الذي يضم طيفاً متنوعاً من القوى الوطنية، بالبيان السعودي، معتبراً أنه يمثل جوهر المعالجة المطلوبة في هذه المرحلة الحساسة.

وأكدت الأحزاب، في بيان، أن الموقف السعودي يعكس حرصاً واضحاً على احتواء التصعيد، ومنع أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة، لما لذلك من انعكاسات مباشرة على الأمن والاستقرار ووحدة الصف الوطني.

موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال حشد في عدن (إ.ب.أ)

وجددت الأحزاب اليمنية دعمها لجهود مجلس القيادة الرئاسي في إدارة الأزمة، داعية المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الاستجابة العاجلة لمقتضيات التهدئة وتغليب لغة الحكمة والعقل، وتهيئة المناخ لمعالجة القضية الجنوبية معالجة عادلة وشاملة ضمن الأطر المتوافق عليها ووفق مخرجات الحوار الوطني، واتفاق الرياض، وإعلان نقل السلطة.

كما حذرت من أن الممارسات الأحادية قد تضر بعدالة القضية الجنوبية نفسها، وتهدد مكتسباتها السياسية، وتدفع بها نحو مسارات إقليمية معقدة تعزلها عن محيطها وتقصيها عن أي تسويات مستقبلية.

وأشادت الأحزاب بالموقف السعودي الثابت من القضية الجنوبية بوصفها قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، مثمنة في الوقت ذاته التنسيق القائم بين السعودية والإمارات لاحتواء التوتر ودعم مسار الحل السياسي الشامل. وشددت على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض كاملاً ودون انتقائية، باعتباره الضامن الحقيقي لمنع تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلاً.

من جهته رحب الحزب الاشتراكي اليمني بالبيان السعودي، معتبراً أنه يعكس حرصاً صادقاً على أمن واستقرار اليمن، ويؤكد أن معالجة الأوضاع يجب أن تتم حصرياً عبر مؤسسات الدولة وبالتنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي والتحالف.

وأكد الحزب أهمية ضبط النفس وتغليب المصلحة العامة بوصفهما مدخلاً ضرورياً لتهيئة الأجواء أمام حلول سياسية مستدامة، مجدداً التأكيد على أن القضية الجنوبية لا يمكن حلها إلا عبر حوار وطني جامع ضمن تسوية شاملة.

مواقف مجتمعية وقبلية

على الصعيد المجتمعي، عبّر حلف قبائل حضرموت عن ترحيبه الكبير بالبيان السعودي، مشيداً بما تضمنه من مواقف وصفها بالمسؤولة والأخوية، ومؤكداً أن المملكة كانت ولا تزال سنداً للشعب اليمني في مختلف المراحل. وأشاد الحلف بالجهود المتواصلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، والخروج العاجل والسلس للقوات التابعة للمجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة.

كما اعتبرت قيادة العصبة الحضرمية البيان السعودي، إلى جانب موقف السلطة المحلية في حضرموت، خريطة طريق لا غنى عنها لحماية المحافظة من الانزلاق نحو الفوضى، وشددت على ضرورة الخروج الفوري وغير المشروط لجميع القوات غير المحلية، محذرة من أي التفاف على هذا المطلب الذي اعتبرته تعبيراً صريحاً عن إرادة الحضارم.

تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الأحادية في حضرموت والمهرة قوبلت برفض يمني واسع (إ.ب.أ)

بدوره، أعلن مجلس حضرموت الوطني تأييده الكامل للبيان السعودي، معتبراً إياه موقفاً مسؤولاً يهدف إلى حماية مصالح أبناء حضرموت والمهرة ومنع أي تصعيد عسكري غير منسق.

وأكد المجلس أن أي تحركات عسكرية خارج الأطر المؤسسية تمثل تجاوزاً للإجماع الوطني، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني، مشدداً على أهمية احترام صلاحيات السلطة المحلية وتسليم المعسكرات وفق ترتيبات منظمة وتحت إشراف التحالف.

أما مجلس الشورى اليمني، فرحب بالبيان السعودي بوصفه موقفاً واضحاً من التصرفات الأحادية التي أقدم عليها المجلس الانتقالي دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع التحالف.

وعدّ المجلس أن هذه التحركات تمثل خرقاً لاتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة، وإضعافاً لوحدة الصف الوطني، ومساساً بالمركز القانوني للدولة اليمنية.

ودعا مجلس الشورى المجلس الانتقالي إلى سرعة الاستجابة لنداء التهدئة والخروج من المحافظتين، حفاظاً على مصلحة أبناء الجنوب واليمن عموماً، وتوجيه الجهود والطاقات نحو مواجهة الخطر الحقيقي المتمثل في الانقلاب الحوثي.


مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
TT

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)

توالت المواقف العربية والخليجية والإسلامية المرحِّبة بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، في تأكيد سياسي ودبلوماسي واسع على أولوية خفض التصعيد، ورفض الإجراءات الأحادية، والدعوة إلى العودة للمسار السياسي والحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته، ويصون السلم المجتمعي في واحدة من أكثر المراحل حساسية في مسار الأزمة اليمنية.

وجاءت هذه المواقف بعد أن حددت السعودية بوضوح مسار التهدئة في المحافظات الشرقية، مؤكدة دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ووصفت التحركات العسكرية التي شهدتها حضرموت والمهرة بأنها تمت بشكل أحادي ودون تنسيق مع القيادة السياسية الشرعية أو قيادة التحالف، ما أدى إلى تصعيد غير مبرر أضر بمصالح اليمنيين وبجهود السلام.

وأكد البيان السعودي أن معالجة القضية الجنوبية لا يمكن أن تتم عبر فرض الأمر الواقع بالقوة، بل من خلال الحل السياسي الشامل، والحوار الجامع، مع كشفه عن إرسال فريق عسكري سعودي–إماراتي مشترك لوضع ترتيبات تضمن عودة القوات إلى مواقعها السابقة، وتسليم المعسكرات لقوات «درع الوطن» والسلطات المحلية، تحت إشراف قوات التحالف.

دعم خليجي وإسلامي

أعربت مملكة البحرين عن دعمها الكامل للجهود التي تقودها السعودية والإمارات لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، داعية جميع القوى والمكونات اليمنية إلى التهدئة وعدم التصعيد، واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار.

كما أكدت رابطة العالم الإسلامي تضامنها التام مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضائه والحكومة اليمنية، مثمنة الجهود الجليلة التي بذلتها السعودية والتحالف العربي لمساندة الشعب اليمني، واحتواء التحركات العسكرية التي وصفتها بالخطرة على وحدة الصف الوطني، والخارجة عن إطار القيادة السياسية الشرعية.

ورحبت الرابطة بالبيان السعودي، معتبرة مضامينه دعوة صادقة لتجنيب اليمنيين تداعيات التصعيد، ودعت المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سرعة الاستجابة لنداء الحكمة والوحدة، وتغليب لغة الحوار في معالجة مختلف القضايا، بما في ذلك القضية الجنوبية العادلة، حفاظاً على السلم والأمن المجتمعي.

من جانبها، شددت دولة الكويت على أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية لخفض التصعيد، وتهيئة بيئة سياسية بناءة تقوم على الحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته ويلبي تطلعات شعبه نحو مستقبل آمن ومستقر، مؤكدة دعمها للجهود التي تقودها السعودية والإمارات لدفع العملية السياسية نحو حل شامل ومستدام.

إجماع عربي ودولي

على المستوى العربي، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التأكيد على الموقف العربي الموحد الداعم لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، محذراً من أن التطورات في حضرموت والمهرة من شأنها تعقيد الأزمة اليمنية والإضرار بوحدة التراب الوطني.

ودعا أبو الغيط، الأطراف اليمنية، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى خفض التصعيد وتغليب المصلحة العليا للشعب اليمني، مشدداً على أن القضية الجنوبية ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، ويتعين معالجتها ضمن حوار سياسي شامل يفضي إلى تسوية مستدامة تعالج جذور الأزمة.

كما أكدت قطر دعمها الكامل للجهود التي تعزز السلم والأمن المجتمعي في اليمن، مشددة على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف اليمنية لتجنب التصعيد، وحل القضايا العالقة عبر الحوار والوسائل السلمية، بما يحفظ وحدة اليمن وسلامة أراضيه، ومثمّنة في الوقت نفسه الجهود التي تقودها السعودية والإمارات لدفع مسار التهدئة.

بدورها، جددت مصر موقفها الثابت الداعم للشرعية اليمنية، وحرصها على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، مؤكدة أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وصون مقدرات الشعب اليمني، بما يسهم في استعادة الاستقرار، ويضمن أمن الملاحة في البحر الأحمر وأمن المنطقة ككل.

قوات تُدير نقطة تفتيش أمنية في مدينة عدن خلال مسيرة تُطالب باستقلال جنوب اليمن (إ.ب.أ)

وفي السياق ذاته، أعربت عُمان عن متابعتها باهتمام للتطورات في حضرموت والمهرة، مثمنة الجهود التي تبذلها السعودية للتوصل إلى حلول سلمية، وداعية إلى تجنب التصعيد والعودة إلى المسار السياسي، وحوار شامل يضم مختلف أطياف الشعب اليمني.

كما رحبت الإمارات بالجهود الأخوية التي تقودها السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، مؤكدة التزامها بدعم كل ما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية، بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة وازدهارها.


رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف رشوان في تصريحات لقناة تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أن نتنياهو يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد.

وتابع أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، ويحاول جذب انتباه ترمب إلى قضايا أخرى، بعيداً عن القطاع، لكنه أشار إلى أن الشواهد كلها تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وحذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية من أن نتنياهو يريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار في غزة أدواراً لا تتعلق بها.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال اجتماعهما المرتقب قبل نهاية العام الحالي.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.