مصر تضغط لـ«وقف النار» في غزة... وتدفق وفير للمساعدات

شكري طالب بتكاتف الجهود الدولية لإزالة «العوائق الإسرائيلية»

شكري يستقبل المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط (الخارجية المصرية)
شكري يستقبل المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط (الخارجية المصرية)
TT

مصر تضغط لـ«وقف النار» في غزة... وتدفق وفير للمساعدات

شكري يستقبل المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط (الخارجية المصرية)
شكري يستقبل المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط (الخارجية المصرية)

بينما كثفت مصر من اتصالاتها من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، بـ«تكاتف الجهود الدولية في هذه المرحلة لإزالة العوائق التي يضعها الجانب الإسرائيلي»، محذراً من «مخاطر جسيمة» تكتنف مسار توسيع القوات الإسرائيلية لعملياتها البرية في غزة.

وتجري القاهرة اتصالات مع كل الأطراف الإقليمية والدولية؛ من أجل إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خلال الأسبوع الحالي، بحسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية رسمية عن مصادر مسؤولة.

وأشارت المصادر، الأحد، إلى أن التحركات المصرية تستهدف «التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بغزة».

و(الأحد) دخلت كمية مساعدات إغاثية جديدة، تضم 10 شاحنات، من معبر «رفح» الحدودي إلى قطاع غزة، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من انهيار «النظام العام» في القطاع مع بطء دخول المساعدات الإنسانية.

تزامنت تلك التطورات، مع استقبال سامح شكري وزير الخارجية المصري، في القاهرة، الأحد، ديفيد ساترفيلد المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط. ووفق بيان للخارجية المصرية، فإن اللقاء شهد «نقاشاً مستفيضاً حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، وضرورة تكثيف آليات التنسيق بين جميع الأطراف من أجل ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستدام».

وشدد شكري على «ضرورة وجود تحرك دولي جاد ومنسق لإنفاذ هدنة إنسانية فورية، وتجنيب تعريض المدنيين للمزيد من ويلات هذا التصعيد تحت مبررات مغلوطة بمسميات حق الدفاع عن النفس أو مقاومة الإرهاب»، مؤكداً «أهمية تكاتف الجهود الدولية في هذه المرحلة لإزالة العوائق التي يضعها الجانب الإسرائيلي»، بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، وشدد الوزير المصري على أن «الوضع المأساوي الراهن في غزة يحتم أن تتحرك الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة لضمان النفاذ الآمن والكامل والمستدام للمساعدات الإغاثية لأهالي قطاع غزة».

وقال شكري إن «إنفاذ المساعدات هو ركن واحد من جهود التعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، ويتعين ألا يصاحبه توسيع في العمليات العسكرية البرية للقوات الإسرائيلية داخل القطاع»، محذراً من «التداعيات الجسيمة التي ستسفر عن الأمر على المستويين الإنساني والأمني، وتبعاته المحتملة على توسيع دائرة العنف وتهديد الأمن والسلم في المنطقة».

ونقل البيان المصري عن المبعوث الأميركي تقدير بلاده لـ«الدور المصري المهم في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتنسيق الثنائي القائم في هذا الصدد، وبالتعاون مع المنظمات الأممية»، مؤكداً «الحرص على استمرار العمل المشترك لضمان إنفاذ المساعدات بشكل مستدام وكامل خلال الفترة القادمة، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة».

وفي إطار التحركات السياسية أيضاً، استقبل شكري حاجة لحبيب وزيرة الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الاتحادية في بلجيكا، التي تزور مصر للتشاور والتنسيق بشأن سبل التعامل مع التصعيد العسكري في غزة، ومساعي تنسيق الجهود الدولية لاحتواء الأزمة.

شكري يستقبل وزيرة خارجية بلجيكا في القاهرة (الخارجية المصرية)

ووفق «الخارجية المصرية»، رحب شكري بدعم بلجيكا بالقرار العربي بالجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن «قرار بلجيكا هو القرار الصحيح؛ لأنه يعني دعم السلام وحقن الدماء وحماية المدنيين». وحذر شكري من «المخاطر الجسيمة التي تكتنف مسار توسيع القوات الإسرائيلية لعملياتها البرية في غزة»، مشدداً على «ضرورة وقف الحرب الدائرة، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين».

واتفق الوزيران، بحسب البيان المصري، على «دفع جهود منسقة دولياً لاحتواء الأزمة، والحيلولة دون توسيع رقعتها في المنطقة، والعمل مع جميع الشركاء الدوليين من أجل إعادة الأمل في إحياء عملية السلام».

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حذرت من انتشار الفوضى في قطاع غزة بعد نهب مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها. وأفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان، الأحد، بأن «آلاف الأشخاص اقتحموا (السبت) عدة مستودعات ومراكز توزيع لـ(الأونروا) في وسط قطاع غزة وجنوبه»، عادّة أن «ذلك مؤشر مقلق بأن النظام العام بدأ ينهار».

كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، من أن الوضع في قطاع غزة «يزداد بؤساً ساعة بعد ساعة»، مبدياً أسفه لـ«تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية»، وداعياً مجدداً إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» وإلى «وقف هذا الكابوس». وأكد أن «عدد المدنيين الذين قُتلوا وجُرحوا غير مقبول إطلاقاً».


مقالات ذات صلة

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

الخليج السعودية تأمل في أن ينهي الاتفاق بشكل دائم الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة (رويترز) play-circle 00:55

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

رحبت السعودية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مثمنة الجهود التي بذلتها دولة قطر، ومصر، والولايات المتحدة بهذا الشأن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)

عندما قال ترمب لنتنياهو: أريدك رجلاً

الاتفاق الذي يتبلور حول الصفقة بين إسرائيل و«حماس» هو نفسه الذي كان مطروحاً ومقبولاً في شهر مايو (أيار) الماضي. فلماذا فشل في حينه، وها هو ينجح اليوم؟

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينية تنتحب يوم الثلاثاء بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية على دير البلح (أ.ف.ب) play-circle 01:49

تحليل إخباري 8 ملفات إشكالية خيمت على اتفاق غزة... ما هي؟ وكيف ستُحل؟

بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، تستعد إسرائيل و «حماس» لإعلان اتفاق مرتقب على وقف إطلاق النار في غزة، فما الملفات المهمة التي خيمت على المفاوضات؟ وكيف سيتم حلها؟

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية إسرائيلي يشارك باحتجاج قرب مكتب نتنياهو بالقدس للمطالبة بالعمل على تحرير الأسرى الثلاثاء (رويترز)

نتنياهو يستطيع تمرير«اتفاق غزة» ولو عارضه بن غفير وسموتريتش

تمرير صفقة اتفاق غزة سيكون سهلاً على بنيامين نتنياهو عبر حكومته، ولا توجد أخطار تهددها، بل سيكون لها تأييد شعبي واسع.

نظير مجلي (تل أبيب)

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)
أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)
أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)

أعلنت جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، الأربعاء، أنها نفذت عملية عسكرية مشتركة، استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وقطعاً بحرية تابعة لها شمال البحر الأحمر.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان: «إن العملية نفّذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر بصواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة خلال محاولة الحاملة الاعتداء على اليمن».

وزعم أن العملية «حققت أهدافها بنجاح. ويعد استهداف حاملة الطائرات (ترومان) هو السادس منذ قدومها إلى البحر الأحمر»، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وأكد المتحدث أنهم جاهزون لأي تصعيد أميركي - إسرائيلي، «ومستمرون في أداء الواجب تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم».

وأردف بالقول: «عملياتنا لن تتوقف إلا بوقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة».

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» في البحر الأدرياتيكي 2 فبراير 2022 (رويترز)

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، يواصل الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك «نصرة للشعب الفلسطيني في غزة».

وردّاً على تلك الهجمات التي ألحقت أضراراً بحركة التجارة العالمية في البحر الأحمر وخليج عدن، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، تنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين الذين استهدفوا في المقابل السفن التابعة للدولتين.