البحسني لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تبذل جهوداً غير عادية لدعم السلام في اليمن

أكد تعيين مجلس القيادة وفداً للتفاوض مع الحوثيين

TT

البحسني لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تبذل جهوداً غير عادية لدعم السلام في اليمن

اللواء فرج سالمين البحسني نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني (تصوير: تركي العقيلي)
اللواء فرج سالمين البحسني نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني (تصوير: تركي العقيلي)

أكد اللواء فرج البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أن جهود تحقيق السلام التي تقودها السعودية وسلطنة عمان مستمرة على قدم وساق، مبيناً أن خريطة الطريق التي تتم مناقشتها حالياً تحظى بدعم إقليمي ودولي كبيرين.

وأوضح البحسني في حوار موسع مع «الشرق الأوسط»، أن أبرز ملامح خريطة الطريق وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين، وفتح المطارات والموانئ.

وكشف اللواء فرج عن أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني أقر أسماء وفده المفاوض الذي سيجتمع مع الحوثيين في أي محادثات قادمة، معبراً عن تفاؤله بتحقيق تقدم في عملية السلام الذي انتهجته الشرعية خدمة للشعب اليمني وليس ضعفاً، على حد تعبيره.

وشدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي على أن السعودية تبذل جهوداً غير عادية في سبيل الوصول إلى خريطة طريق لإحداث تقدم في عملية السلام في اليمن، مبيناً أن هنالك تنسيقاً عالياً مع الجانب السعودي في جميع الخطوات التي تدفع باتجاه تحقيق السلام في البلاد.

وتحدث اللواء فرج البحسني كذلك عن مكافحة التنظيمات الإرهابية في اليمن، والانتقادات الموجهة للحكومة، بالإضافة إلى القضية الجنوبية وسبل حلها، وغيرها من الملفات المهمة، فإلى تفاصيل الحوار.

اللواء فرج البحسني أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

تطورات السلام في اليمن

في رده على سؤال حول جهود السلام في اليمن وأين وصلت، أجاب البحسني بقوله: «مجلس القيادة الرئاسي اليمني منذ إنشائه أعلن أنه سيسعى إلى السلام، لكن السلام العادل والمبني على قرارات الأمم المتحدة، والقرارات الخليجية ذات الصلة، اليوم نرى القيادة السعودية تبذل جهوداً غير عادية في سبيل أن نسلك هذا الخط، وأن ينصاع الحوثي إلى كلمة السلام، لذلك المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تبذل جهوداً مضنية في سبيل الوصول إلى خريطة طريق لإحداث تقدم في عملية السلام».

ولفت نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى أن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر «أظهر مرونة كبيرة وبادر وخاطر وزار حتى الحوثيين في صنعاء، كل ذلك في سبيل أن تتقارب وجهات النظر». وتابع بقوله: «الآن المملكة قطعت شوطاً وأيضاً عُمان ساعدت في الكثير من الأمور».

وأفاد البحسني بأن «مجلس القيادة الرئاسي يواكب كل هذه التطورات بشأن السلام، معلناً عن إنشاء الوفد التفاوضي وتسمية أعضائه، كما سيتم من وقت لآخر تطعيمه بكوادر مهنية مختصة، ونحن جاهزون»، على حد تعبيره.

السلام ليس ضعفاً

في الوقت الذي عبر فيه عن تفاؤله بعملية السلام الحالية، حذر اللواء البحسني الحوثيين من أن انتهاج السلام ليس ضعفاً، وقال: «نحن متفائلون من إيماننا بأن عملية السلام لا بد منها، ومهما تعقدت المشاكل في الأخير المفاوضات تفضي إلى سلام، طالت الحرب لكن الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني، ويجب أن يعي الحوثيون أن انتهاجنا لعملية السلام ليس ضعفاً، إنما خدمة للشعب ومعاناته الكبيرة على مختلف المستويات، ولذلك المملكة والعالم سيساعدان في إنجاح هذه العملية».

وفي رده على سؤال حول رفض الحوثيين لقاء الشرعية بشكل مباشر، أجاب البحسني بقوله: «يرفضون إلى متى؟ نحن أصحاب القضية. رفضوا اليوم وغداً وفي النهاية عليهم الجلوس معنا، هذا أمر لا مفر منه، والجهود السعودية ستجعل ذلك ممكناً في القريب العاجل».

خريطة طريق تحظى بدعم إقليمي ودولي

أشار نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بأن جماعة الحوثيين تتخذ سياسة ونهجاً غريباً، وهذا ما يتطلب أن «نكون حذرين في التعامل معهم في كل المراحل»، لافتاً إلى أن هناك «خريطة طريق الآن ندرسها والمملكة تدعمها، وأميركا وأوروبا والعالم كله يدعمها، وعندما نتفق عليها ستمضي الأمور إلى الأمام».

ومن أبرز ملامح خريطة الطريق، بحسب البحسني: وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين بكل سهولة، وفتح المطارات والموانئ.

ولفت اللواء فرج إلى أن «خريطة الطريق تتيح للمواطنين والشخصيات السياسية والقبلية والاجتماعية بأن يقولوا كلمتهم، وأن ينبذوا الحوثي وسياساته».

نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أثناء وصوله مقر «الشرق الأوسط» بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

تنسيق عال مع السعودية

وأكد نائب رئيس مجلس القيادة وجود تنسيق عال مع الجانب السعودي في جميع الجهود المتعلقة بالسلام في اليمن، مبيناً أن قيادة المملكة تبلغ مجلس القيادة الرئاسي اليمني بأي خطوات تتعلق بالدفع بعملية السلام في اليمن. وقال: «التنسيق السعودي على قدم وساق وعلى مستوى رائع جداً وحثيث، ويعد حافزاً أساسياً بالنسبة لدفعنا نحو عملية السلام».

وحدة مجلس القيادة الرئاسي

وعبّر اللواء فرج البحسني عن استغرابه للأنباء التي تتداول بشكل متكرر عن خلافات كبيرة بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، مبيناً أنها غير واقعية، وأن هنالك إجماعاً واتفاقاً كبيرين بين أعضاء المجلس في مختلف القضايا.

وفي الوقت الذي شدد فيه البحسني على «ألا مجال أبداً لضعف وحدة مجلس القيادة الرئاسي»، أكد أن «التباين في وجهات النظر لبعض القضايا أمر طبيعي».

وأضاف: «كل قرارات المجلس أخذت بصورة جماعية. صحيح هناك تباين في بعض القضايا وهذا أمر طبيعي، لكن في الأخير نجمع ونصوت على القرارات، يحدث نقاش كبير لكن في الأخير الحكمة بقيادة الرئيس (رشاد) العليمي تجعل من المجلس نموذجاً للقيادة في هذه المرحلة».

أداء الحكومة اليمنية

في رده على سؤال حول الانتقادات التي تعرضت لها الحكومة اليمنية خلال الفترة الماضية، قال نائب رئيس مجلس القيادة إن «الحكومة تعمل في ظروف جداً صعبة ومعقدة واستثنائية، وتخوض حرباً اقتصادية، وجهدها ينصب على توفير الإمكانيات والخدمات؛ من كهرباء ومياه وتعليم وصحة، وتوفير مرتبات الموظفين».

وتابع: «هذا جهد يحسب لها، لكن هناك هفوات، والشعب يريد أداء أفضل، لذلك نقيّم عمل الحكومة، وتَرِدنا تقارير لأدائها، وكان لدينا اجتماع قبل أيام، ناقشنا الأمر وأعطينا توجيهات لتلافي بعض الثغرات الموجودة في بعض الوزارات».

وفيما يتعلق بالمرتبات، أوضح البحسني أن «جماعة الحوثي تضع طروحات غير معقولة أو مقبولة في هذا الجانب»، لكن الجهود مستمرة للوصول إلى حلول لهذه المسألة، على حد وصفه.

حضرموت نموذج أمن واستقرار

وصف اللواء فرج البحسني الذي يتحدر من محافظة حضرموت وكان محافظها السابق، المحافظة بأنها نموذج للاستقرار والأمن، وقال: «حضرموت نموذج منذ عملية تحريرها في 2017 من تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، للاستقرار والأمن، وهذه التجربة نجحت في حضرموت ومستمرة، ولذلك يجب أن نطمئن على حضرموت جميعاً، ورئيس مجلس القيادة يثمن جهد السلطة المحلية في المحافظة الحالية والسابقة».

القضية الجنوبية

أكد اللواء فرج البحسني أن مجلس القيادة الرئاسي اتخذ قراراً بأن يدخل عملية السلام بموقف قوي وموحد إزاء العديد من القضايا الجوهرية، ومنها القضية الجنوبية، وقال: «مجلس القيادة اتخذ قراراً أن يدخل عملية السلام ولديه اتفاق مبادئ أساسية، نتفق ماذا نريد بالنسبة لحل القضية الجنوبية، وقضايا جوهرية أخرى».

وأضاف: «نبحث وحدة رأي ومخرجاً لحل القضية الجنوبية، كل ذلك من أجل أن نسير متماسكين، ولئلا يأتي يوم ونختلف، ونتجنب هذا المنزلق، من جانب آخر على الحوثي أن يعلم أنه من دون حل القضية الجنوبية لن تنجح عملية السلام، والجميع يعرف ذلك».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أميركية وحاملة الطائرات «أيزنهاور»

المشرق العربي حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)

الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أميركية وحاملة الطائرات «أيزنهاور»

أعلن المتحدث العسكري للحوثيين باسم جماعة الحوثي اليمنية، اليوم (السبت)، أنها نفذت ست عمليات عسكرية استهدفت إحداها حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور مجدداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مدمرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين في أبريل الماضي (أ.ب)

غارات «أميركية - بريطانية» ضد 13 هدفاً للحوثيين باليمن

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الجمعة)، أن قواتها نفذت بالاشتراك مع قوات بريطانية غارات مشتركة ضد 13 هدفاً لجماعة الحوثي في اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي رغم اهتراء العملة في مناطق سيطرة الحوثيين فإنهم رفضوا تداول العملة الشرعية الصادرة من عدن (إ.ب.أ)

المركزي اليمني يوقف 6 بنوك ويسحب العملة القديمة خلال شهرين

قرر البنك المركزي اليمني وقف التعامل مع 6 بنوك لعدم نقل مقارها من صنعاء إلى عدن، كما قرر سحب الطبعة القديمة من العملة خلال شهرين.

علي ربيع (عدن)
الولايات المتحدة​ إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

الجيش الأميركي يعلن تدمير منصتي إطلاق صواريخ للحوثيون باليمن

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الخميس)، إن قواتها نجحت في تدمير منصتي إطلاق صواريخ في منطقة يسيطر عليها الحوثيون باليمن

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الأوقاف اليمني خلال توديع الحجاج في مطار عدن الدولي (سبأ)

وصول أولى رحلات الحجاج اليمنيين جواً لأداء مناسك الحج

تسيير الرحلات الجوية للحجاج اليمنيين يأتي تزامناً مع تعاون وتجاوب الأشقاء في المملكة العربية السعودية مع جهود وزارة الأوقاف.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الجيش الأميركي: إطلاق 5 مسيّرات حوثية وصاروخين دون أضرار

القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
TT

الجيش الأميركي: إطلاق 5 مسيّرات حوثية وصاروخين دون أضرار

القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)

أعلن الجيش الأميركي، السبت، إطلاق الجماعة الحوثية في اليمن 5 طائرات من دون طيار وصاروخين باليستيين لاستهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن دون الإبلاغ عن أي أضرار.

وتحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيين المدعومين من إيران أطلقوا في حوالي الساعة 1:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء) يوم 31 مايو (أيار)، طائرة من دون طيار من المناطق التي يسيطرون عليها إلى البحر الأحمر، حيث تحطمت في البحر دون الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن.

وبشكل منفصل، في اليوم نفسه بين الساعة 2:53 صباحاً و10:59 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أفاد الجيش الأميركي بأن قواته نجحت في تدمير طائرة من دون طيار فوق خليج عدن وثلاث أخرى فوق البحر الأحمر تم إطلاقها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأضاف البيان الأميركي أن الحوثيين أطلقوا في اليوم ذاته في حوالي الساعة 9:31 مساءً (بتوقيت صنعاء) صاروخين باليستيين مضادين للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها إلى خليج عدن، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الجمعة، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الأميركي الذي يقود عمليات التصدي الدفاعية لحماية السفن من الهجمات.

والخميس الماضي، كانت واشنطن ومعها لندن نفذتا 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرت الجماعة بمقتل 16 عنصراً وإصابة 42 آخرين في الضربات.

الحوثيون يزعمون أنهم يشنون هجماتهم البحرية نصرة للفلسطينيين في غزة (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي نحو 470 غارة، أدت في مجملها حتى الآن إلى مقتل 56 عنصراً، وجرح 77 آخرين، وفق ما أقرت به الجماعة.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وفي خطبته الأسبوعية، كان زعيم الجماعة ادّعى، الخميس، مهاجمة 129 سفينة منذ بداية الهجمات، وهدد باستمرار العمليات الهجومية «كماً وكيفاً» ضمن ما وصفها بـ«المرحلة الرابعة» من التصعيد.