الحوثيون يفرجون عن مجموعة من المحتفلين بثورة «26 سبتمبر»

«مؤتمر صنعاء» يحدد شروط المشاركة في تغييرات الجماعة

تستغل الجماعة الحوثية المناسبات ذات الصبغة الطائفية للتحشيد والتجنيد (إ.ب.أ)
تستغل الجماعة الحوثية المناسبات ذات الصبغة الطائفية للتحشيد والتجنيد (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يفرجون عن مجموعة من المحتفلين بثورة «26 سبتمبر»

تستغل الجماعة الحوثية المناسبات ذات الصبغة الطائفية للتحشيد والتجنيد (إ.ب.أ)
تستغل الجماعة الحوثية المناسبات ذات الصبغة الطائفية للتحشيد والتجنيد (إ.ب.أ)

‏أفرج الحوثيون عن مجموعات صغيرة من المعتقلين على ذمة المشاركة في الاحتفالات الشعبية بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر» التي أطاحت بأسلافهم، وأغلبهم دون السن القانونية، فيما حدد جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء شروطه للقبول بتغيير الحكومة غير المعترف بها، والدخول مع الحوثيين في حكومة جديدة.

يأتي هذا فيما تعصف الخلافات بأجنحة الحوثيين حول من سيتمكن من الاستحواذ على أغلب المناصب وأهمها، حيث تتم المناقشات لإعادة تشكيل حكومة الانقلاب، والإطاحة بعدد من المسؤولين الكبار في المجلس الذي يحكم المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وجد الحوثيون أنفسهم في مواجهة شعبية غير مسبوقة (إكس)

مصادر محلية في صنعاء ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن أجهزة استخبارات الحوثيين أطلقت سراح العشرات من المعتقلين منهم دون خمسة عشر عاما بعد أن أخضعوا للاستجواب، وأخذت التزامات من أولياء أمورهم بعدم السماح لهم بالمشاركة لاحقا في أي مظاهرة أو فعاليات لا تتفق ونهج الجماعة، فيما لا يزال العشرات رهن الاعتقال والتحقيق، ويواجهون تهمة العمل ضمن مخطط للإطاحة بسلطة الجماعة.

استنفار غير مسبوق

وفق ما أفادت به المصادر فإن مخابرات الحوثيين وبعد الاستنفار الأمني غير المسبوق في صنعاء وإب والحديدة على خلفية الاحتفالات الضخمة بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة، وبغرض امتصاص النقمة الشعبية بدأت بالإفراج عن مجموعات صغيرة من المعتقلين الذين قدرت مصادر حقوقية أعدادهم بأكثر من ألف وخمسمائة معتقل أغلبهم في صنعاء.

وقالت المصادر إن الجماعة أطلقت سراح دفعة ثانية من المعتقلين وهم ما دون ثمانية عشر عاما مساء الأحد، وقطعت وعدا بإطلاق دفعات جديدة بعد التأكد من أنهم لم يكونوا على صلة بأطراف في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

اتهم الحوثيون رافعي العلم الوطني بالعمل ضمن مخطط لإسقاطهم (فيسبوك)

وذكر أحد المفرج عنهم أن عناصر مخابرات الحوثيين كانت قد اندست في أوساط المحتفلين بذكرى الثورة، وقامت بوضع علامات صغيرة باللون الأخضر على السيارات التي كان يستقلها المشاركون، كما قامت بتسجيل مقاطع مصورة للمحتفلين، وعادت في اليوم التالي واستحدثت نقاط تفتيش تولت مهمة إلقاء القبض على السيارات التي سبق أن وُضِع عليها نقاط باللون الأخضر، كما قامت أقسام الشرطة بتحليل الفيديوهات وتعقبت كل من ظهر فيها من سكان الأحياء الواقعة في نطاق تلك الأقسام.

تنديد بالانتهاكات

في سياق متصل بالحملة القمعية الحوثية، تواصل التنديد بحملة الاعتقالات التي طالت المحتفلين، وأكد العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي أن اعتداء مسلحي الحوثي على من يرفع علم الجمهورية اليمنية في مناطق سيطرتهم سابقة لا مثيل لها في التاريخ. ‏وتساءل كيف يتحول رفع مواطنين لعلم دولتهم لجريمة.

تستغل الجماعة الحوثية المناسبات ذات الصبغة الطائفية للتحشيد والتجنيد (إ.ب.أ)

بدوره طالب القيادي في «اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين» أحمد النبهاني بالحرية لكل المعتقلين على ذمة رفع العلم الوطني والاحتفال بالذكرى 61 لثورة «26 سبتمبر»، وقال إن الحوثيين ‏يجتهدون في «تبصيم» المعتقلين على ذمة رفع العلم الوطني باعترافات لا أساس لها من الصحة، وذلك للتغطية على مظلمة اعتقال الشباب دون وجه حق.

أما القيادي السابق فيما تسمى اللجنة الثورية للحوثيين، محمد المقالح، فقد انتقد استمرار اعتقال المحتفلين، وقال إنهم لم يقطعوا شجرة، ولم يكسروا زجاجاً، ولم يحرقوا دراجة، ولم يمزقوا علماً أو ينزعوا شعاراً، ولم يطالبوا بإسقاط أحد ولا بتأييد أحد، كل ما في الأمر أنهم رفعوا علم الجمهورية في ذكرى ثورتها وهتفوا بـ«الروح بالدم نفديك يا يمن»، وأكد أن «المدسوس هو من نزع العلم لا من رفعه».

شروط «مؤتمر صنعاء»

فيما قرر زعيم الحوثيين إقالة حكومته الانقلابية غير المعترف بها، وضعت اللجنة العامة لجناح حزب «المؤتمر الشعبي العام» في صنعاء شروطها للموافقة على تشكيل حكومة جديدة مع الحوثيين بدل الحكومة التي أقيلت منذ أيام، وقالت إنها ترحب بتشكيل حكومة كفاءات وطنية قائمة على الشراكة الوطنية.

وشدد قادة جناح الحزب في صنعاء، على أهمية أن تعطى للحكومات القادمة الصلاحيات كافة لأداء مهامها، وضرورة إزالة وإنهاء كل المعوقات والكوابح التي تقف أمام نجاحها في تأدية وتنفيذ المهام والمسؤوليات المنوطة بها؛ وفقا للدستور والقوانين النافذة، في إشارة واضحة إلى تفرد القيادي الحوثي أحمد حامد مدير مكتب مجلس الحكم الانقلابي بالسلطة.

‏فشلت كل محاولات الحوثيين لتجاوز جناح حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام المؤتمر الشعبي)

وأعاد جناح الحزب اليمني التمسك بما وصفه بـ«الثوابت الوطنية، وفي مقدمة ذلك النظام الجمهوري والشراكة الوطنية»، وطالب بوضعها في إطارها الوطني.

ووفق مصادر سياسية وثيقة الاطلاع في صنعاء، فإن الصراع داخل الأجنحة المكونة لجماعة الحوثيين تحول إلى أكبر عائق أمام إحراز تقدم في عملية السلام، وفي إحداث أي تغييرات في سلطة الانقلاب لامتصاص النقمة الشعبية على تفشي الفساد والعبث وزيادة الجبايات على السكان هناك، والتي ظهرت خلال الاحتفالات بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة والخروج الشعبي غير المسبوق.

وذكرت المصادر أن الخلاف بين أبرز جناحين في الجماعة ويقودهما أحمد حامد ومحمد الحوثي وصل أعلى مستوياته باعتراض الأخير على بقاء مهدي المشاط على رأس مجلس الحكم ومعه حامد مدير مكتبه الذي يعد الحاكم الفعلي لتلك المناطق.

كما يشتد الصراع بين الأجنحة الحوثية على من سيتولى المواقع المرتبطة بالأموال في حكومتهم الانقلابية المرتقبة، في حين ظل جناح حزب «المؤتمر الشعبي» حتى الآن خارج تلك المنافسة والنقاشات.


مقالات ذات صلة

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.