نتنياهو: سنوافق على اتفاق وقف إطلاق النار

مؤكداً أن إسرائيل سترد «بقوة على أي انتهاك» لـ«حزب الله»

TT

نتنياهو: سنوافق على اتفاق وقف إطلاق النار

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب متلفز للإعلان عن موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب متلفز للإعلان عن موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان (أ.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الثلاثاء)، أنه سيعرض اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان على مجلس الوزراء بكامل هيئته في وقت لاحق من مساء اليوم للموافقة عليه، مؤكداً أنه «سيرد بقوة على أي انتهاك» من جانب «حزب الله».

وأضاف نتنياهو في كلمة متلفزة: «سننفذ الاتفاق ونرد بقوة على أي انتهاك. وسنواصل العمل معا حتى النصر».

وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن مجلس الوزراء الأمني ​​وافق في وقت سابق على اتفاق وقف إطلاق النار.

وتابع نتنياهو: «نحتفظ بحرية العمل العسكري الكاملة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة. وإذا انتهك (حزب الله) الاتفاق أو حاول معاودة التسلح، فسوف نضربه بقوة».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التزامه بأمن سكان إسرائيل مع إمكانية أن تعود بلاده «في أي لحظة إلى القتال بشكل عنيف في لبنان».

وأضاف: «دمرنا قدرات (حزب الله) على إنتاج الصواريخ، وملتزمون باستكمال تدمير قدرات حركة (حماس)».

وأكد أن إسرائيل أعادت «حزب الله» سنوات للوراء، وتابع: «قتلنا (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله الذي هو محور المحور».

ولفت نتنياهو إلى أن هناك ثلاثة أسباب للسعي إلى وقف إطلاق النار، وهي التركيز على إيران، وتجديد إمدادات الأسلحة المستنفدة مع منح الجيش قسطاً من الراحة، وأخيرا عزل حركة «حماس».

وقال إن «حزب الله»، الذي تدعمه إيران والمتحالف مع «حماس»، أصبح أضعف كثيراً مما كان عليه في بداية الصراع.

وأضاف: «أعدناه عقوداً إلى الوراء وقضينا على كبار قادته، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه، وحيدنا آلاف المقاتلين، ومحونا البنية التحتية للإرهاب التي شيدها على مدى سنوات قرب حدودنا». وقال: «ضربنا أهدافا استراتيجية في أنحاء لبنان وزلزلنا بيروت حتى الأعماق».

وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع على المفاوضات الجارية لهدنة الأيام الـ60 بين لبنان وإسرائيل عن أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، موافق على الخطوات التي تتخذها إدارة الرئيس جو بايدن لإخراج مقاتلي «حزب الله» وأسلحتهم من منطقة عمليات القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق، على أن يترافق ذلك مع مفاوضات إضافية عبر الوسطاء الأميركيين.

وأفادت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» بأن «مباركة» ترمب لجهود بايدن حصلت خلال لقائهما في البيت الأبيض قبل أسبوعين.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي دخان ونيران يرتفعان للسماء عقب قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة (أ.ب) play-circle

مسؤول إسرائيلي يتهم «حماس» بـ«تقويض» مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

اتهم مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى حركة «حماس» الفلسطينية بتعطيل محاولات التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، عبر رفضها خطة لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جانب من الأضرار التي لحقت بـ«سجن إيفين» بعد غارات جوية إسرائيلية سابقة على طهران في 1 يوليو 2025 (إ.ب.أ)

إيران تؤكد هروب سجناء خلال القصف الإسرائيلي لـ«سجن إيفين»

أكدت السلطات الإيرانية، اليوم (السبت)، أن بعض السجناء فروا بعد الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على «سجن إيفين».

«الشرق الأوسط» (طهران)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الدمار الذي لحق بمبان في مدينة غزة (د.ب.أ) play-circle

محادثات الهدنة في غزة متعثرة عند مسألة انسحاب إسرائيل من القطاع

تصطدم مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بمسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع المدمر بفعل 21 شهراً من الحرب، على ما أفاد به مصدران فلسطينيان مطلعان.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما في واشنطن يوم 7 يوليو 2025 (أ.ب)

نتنياهو «لن ينتظر موافقة» ترمب لضرب إيران مجدداً

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في اجتماع خاص، أن بلاده ستضرب إيران إذا استأنفت برنامجها النووي.

إيلي يوسف (واشنطن)

الجيش الإسرائيلي يعارض «المدينة الإنسانية» لكنه لا يوقف الترحيل

حركة نزوح كثيفة من شمال قطاع غزة في نوفمبر 2023 (أ.ب)
حركة نزوح كثيفة من شمال قطاع غزة في نوفمبر 2023 (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعارض «المدينة الإنسانية» لكنه لا يوقف الترحيل

حركة نزوح كثيفة من شمال قطاع غزة في نوفمبر 2023 (أ.ب)
حركة نزوح كثيفة من شمال قطاع غزة في نوفمبر 2023 (أ.ب)

على الرغم من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعارض إقامة ما يسمى بـ«المدينة الإنسانية»، تقوم قواته التي تحتل معظم قطاع غزة بالتصعيد الحربي، وتنفيذ عمليات تبثّ الرعب في صفوف المواطنين، وتحملهم على الرحيل من الشمال إلى الجنوب نحو رفح.

وتناهض قوى المعارضة مساعي الحكومة لإقامة تلك المدينة المزعومة، وتطلق عليها اسم «معسكر اعتقال»، على نمط معسكرات التركيز التي أقامها النازيون لليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

وبشكل يومي، تقريباً، يصدر الناطق بلسان الجيش تعليمات لغزيين أن يرحلوا جنوباً، وآخرها يوم الجمعة الماضي، حيث طالب سكان مدينة غزة بالمغادرة جنوباً. وفي الوقت نفسه، واصل العمليات التي تقتل في المتوسط 100 شخص يومياً، وتسبب في إصابة نحو 5 أضعافهم.

خرق فظّ للقانون الدولي

وقالت مصادر عسكرية مطلعة على الخطة إن ما يسمى بـ«المدينة الإنسانية» وضُعت في دوائر حكومية وعسكرية، بشكل واضح لتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لترحيل الفلسطينيين.

دبابات الجيش الإسرائيلي متمركزة والدخان يتصاعد بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في جنوب غزة مايو الماضي (أ.ب)

لكن في أعقاب ردود الفعل الدولية والعربية عليها، يخشى الجيش من تطبيقها، لأنها تنطوي على «خرق فظّ» للقانون الدولي، وتعزز الاتهامات الموجهة إليه في «محكمة العدل الدولية» في لاهاي بارتكاب جرائم حرب وعملية إبادة جماعية.

وتدور فكرة المدينة حول إنشاء معسكر ضخم يضم نحو 600 ألف إنسان يعيشون في خيام، ولا يُسمح لسكانها بالعودة منها إلى بيوتهم في شمال القطاع. وبدأت هذه الخطة تواجه انتقاداً حاداً في جهاز الأمن الإسرائيلي بدعوى أن الحديث يدور عن بداية حكم عسكري إسرائيلي، بينما جدّدت منظمات إنسانية التعبير عن أن الخطة تعبر عن طرد السكان من بيوتهم بالقوة.

رئيس أركان الجيش يتحفظ ولا يصرح

ولجأ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، الذي تفيد التقارير أنه يتحفظ على الخطة، إلى عدم مصارحة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يعدّ صاحب الفكرة، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يؤيدها. وقرّر زامير التركيز على انتقاد آليات وطريقة تنفيذها.

وبدلاً من أن يقول زامير إنها «جريمة حرب»، يركز على جوانب أخرى، منها «التكاليف المالية الباهظة والثمن العسكري الثقيل»، مؤكداً أنها «ستقتطع من قدرات الجيش على تحقيق مهامه في القطاع، وعلى رأسها القتال ضد (حماس) وإعادة المخطوفين».

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (رويترز)

وبحسب المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، نداف إيال، فإن الجيش «يتجاهل ثمنها (المدينة) السياسي، ويركز على أنها ستكلف الجيش مبالغ طائلة».

ويقول إيال إن «وزير المالية أقرّ مئات الملايين للخطة، كما أنه يسمح لنفسه بأن يخطط أن تعوض دول عربية، إسرائيل عندما تأخذ المسؤولية عن إعمار القطاع».

وينقل مراسل الصحيفة العبرية عن مسؤولين كبار في إسرائيل قولهم إن «تكلفة إقامة (المدينة الإنسانية) في منطقة رفح ستبلغ بين 10 و15 مليار شيكل (3 إلى 4.5 مليار دولار)، ستتحمل إسرائيل دفعها «على الأقل في المرحلة الأولى من عملية التنفيذ».

الدخان يتصاعد فوق قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي جباليا 28 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

وكشفت مصادر إعلامية في تل أبيب، الأحد، عن جلسة عقدت في نهاية الأسبوع الماضي في هذا الشأن بحضور سموتريتش، الذي أقرّ تخصيص ميزانيات أولية لتهيئة المنطقة.

وقد كشف موقع «واينت» الإخباري أن إسرائيل وافقت مبدئياً على السماح لدول بضخّ أموال وموارد لإعادة إعمار قطاع غزة، خلال فترة وقف إطلاق النار، وذلك في إطار مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى الجارية مع «حركة حماس»، على أمل أن تشمل هذه الأموال تكاليف «المدينة الإنسانية». وأضاف أن ما يعيق التقدم في هذا المجال هو إصرار دول إقليمية على رفض الالتزام بدعم الإعمار، قبل التزام إسرائيلي واضح بإنهاء الحرب.