«إنقاذ الطفولة»: عواقب كارثية لخفض المساعدات عن أطفال اليمن

بريطانيا خفضت مساعداتها بنسبة 86‎ %... والدنمارك 80‎ %

طفلات يمنيات يجلسن أثناء الطابور المدرسي (الأمم المتحدة)
طفلات يمنيات يجلسن أثناء الطابور المدرسي (الأمم المتحدة)
TT

«إنقاذ الطفولة»: عواقب كارثية لخفض المساعدات عن أطفال اليمن

طفلات يمنيات يجلسن أثناء الطابور المدرسي (الأمم المتحدة)
طفلات يمنيات يجلسن أثناء الطابور المدرسي (الأمم المتحدة)

حذرت منظمة «إنقاذ الطفولة» الدولية من «التأثير الكارثي لخفض المساعدات الإنسانية إلى اليمن». وذكرت أن هذه المساعدات انخفضت بنسبة 62 في المائة على مدى السنوات الخمس الأخيرة، وأن ذلك «يعرّض حياة ومستقبل الأشخاص الأكثر ضعفاً في البلاد للخطر، بمَن في ذلك 11 مليون طفل سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية هذا العام».

وفي بيان لمكتبها في اليمن، بيّنت المنظمة المعنية بحماية الأطفال أنه على الرغم من هذه الأوضاع، فإن تمويل «خطة الاستجابة الإنسانية» انخفض، وهي واحدة من أكبر حالات الطوارئ في العالم، من 3.64 مليار دولار أميركي في عام 2019 إلى 1.38 مليار دولار حتى الآن.

تم تأمين 7.5 % من التمويل لحماية الأطفال اليمنيين... و9.6 % اللازمة للتعليم (الأمم المتحدة)

وقالت المنظمة، وفقاً للتحليل السنوي الذي تجريه عن المساهمات في «خطة الاستجابة الإنسانية»، إن الالتزامات التي تعهدت بها الجهات المانحة في مؤتمر التبرعات الرفيع المستوى في فبراير (شباط) لم تصل إلا بالكاد إلى ثُلث متطلبات التمويل.

وعبّرت عن قلقها؛ لأن عدداً قليلاً من التعهدات والمساهمات الإضافية قد وصل، في حين أن بعض الجهات المانحة لم تقم بعد بتحويل التمويل الذي وعدت به. وقالت إن المملكة المتحدة خفّضت تمويلها لـ«خطة الاستجابة الإنسانية» بأكثر من 86 في المائة منذ عام 2019. كما قلصت الدنمارك تمويلها بما يقرب من 80 في المائة، في حين أن ألمانيا، التي لا تزال رابع أكبر جهة مانحة، تتخلف عن التزاماتها التمويلية بتقليص يزيد على 60 في المائة.

وبحسب المنظمة، فقد خفّضت الولايات المتحدة، التي تقدم ما يقرب من نصف إجمالي التمويل الإنساني لليمن، مساعداتها الإنسانية بنسبة 23 في المائة، نظراً للاحتياجات الماسة المتزايدة على مستوى العالم، وبيئة التمويل الأكثر تقييداً. كما خفّضت المفوضية الأوروبية تمويلها بنحو 22 في المائة. وفي الوقت نفسه، زادت دول أخرى مساهماتها، بما في ذلك كندا (15 في المائة)، وهولندا (46 في المائة)، وفرنسا (59 في المائة).

جفاف مالي مقلق

منظمة «إنقاذ الطفولة»، أعادت التذكير بأن تأثير هذا «الجفاف» المالي سيكون فورياً ومثيراً للقلق العميق، لأن قطاعات الأطفال في اليمن هي الأقل تمويلاً حتى هذا الوقت من عام 2023، حيث تم تأمين 7.5 في المائة فقط من التمويل اللازم لحماية الطفل، و9.6 في المائة اللازمة للتعليم، ونبهت إلى أنه وبعيداً عن الأرقام، فإن تأثير التخفيضات واضح وبعيد المدى.

قطاعات الأطفال في اليمن هي الأقل تمويلاً حتى هذا الوقت (الأمم المتحدة)

ووفقاً لما أوردته «إنقاذ الطفولة» فإن الأطفال في اليمن يتعرضون لخطر نقص المتخصصين الاجتماعيين والمساحات الآمنة والدعم النفسي والاجتماعي، كما وصل نظام التعليم إلى نقطة الانهيار، وهو ما يتجلى في نقص الموارد، وتدهور المرافق، وارتفاع معدل التسرب، خصوصاً بين الفتيات، مشيرة إلى أن هؤلاء سيحظون بمستقبل مشرق إذا أُتيحت الموارد.

وقالت راما هانسراغ، المدير القطري لمنظمة «إنقاذ الطفولة» في اليمن، «لقد وفّر سخاء المانحين لليمن شريان حياة بالغ الأهمية للأطفال وأسرهم. وبينما نقدر بشدة سنوات الدعم الذي تم تقديمه، فإن الوقت الآن ليس المناسب للنظر بعيداً عن اليمن. فنحن على وشك ترك جيل كامل خلفنا». وأضافت: «هذه ليست مجرد أرقام. هؤلاء هم الأطفال الذين لديهم أحلام وتطلعات والحق في حياة آمنة ومرضية».

عواقب كارثية

المديرة القُطرية لمنظمة «إنقاذ الطفولة» حذرت من أنه «إذا استمرت الأموال في التدهور، خصوصاً من المانحين الرئيسيين، فإن العواقب ستكون كارثية لا رجعة عنها».

ودعت بشكل عاجل إلى زيادات فورية ومرنة في التمويل، خصوصاً في القطاعات الرئيسية التي تعاني من نقص التمويل، لمنع سنوات التقدم في اليمن من التراجع. كما دعت إلى الإفراج المبكر والمستدام عن هذه الأموال من أجل تقديم الخدمات دون انقطاع.

بعض الجهات المانحة لم تقم بتحويل التمويل الذي وعدت به لليمن (الأمم المتحدة)

ومنذ بداية عملها في اليمن عام 1963، تلتزم منظمة «إنقاذ الطفولة» بتحسين حياة الأطفال والأسر من خلال مجموعة من البرامج متعددة القطاعات، بما في ذلك حماية الطفل، والتعليم، والرعاية الصحية، والأمن الغذائي، والمياه، والصرف الصحي، والنظافة الصحية، ومن خلال العمليات التي تمتد إلى 9 محافظات من أصل 23 محافظة يمنية، كما أنها واحدة من أكثر المنظمات غير الحكومية الدولية انتشاراً في البلاد بهدف تمكين المجتمعات الضعيفة من بناء مستقبل أكثر أماناً.


مقالات ذات صلة

ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

العالم العربي مقاتلة من طراز «إف 22 في منطقة القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

نفذ الجيش الأميركي ضربات ضد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أغسطس (آب) في سياق السعي للحد من قدرتها على مهاجمة السفن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

​اليمن يسجل أعلى المعدلات في تدني استهلاك الغذاء

سجل اليمن أعلى معدلات تدني استهلاك الغذاء إذ ارتفعت نسبة الحرمان الشديد إلى 79 ‎% في مناطق سيطرة الحوثيين وفق بيانات أممية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة جامعة ذمار اليمنية (إكس)

اعتداءات على الأكاديميين اليمنيين في ذمار ونهب للأراضي

استقال أعضاء عمادة وهيئة التدريس في كلية العلوم التطبيقية بجامعة ذمار اليمنية بشكل جماعي بعد اعتداء نجل قيادي حوثي في الجامعة على أحد المدرسين.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي قتلى ومفقودون إثر انجراف منازلهم بسبب السيول غرب محافظة ذمار اليمنية (إكس)

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

لقي 28 يمنياً حتفهم جراء سيول ضربت غرب محافظة ذمار الخاضعة للحوثيين، كما أدى انفجار صهريج غاز في مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، إلى مقتل 3 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)

ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)
حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)
TT

ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)
حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)

نفذ الجيش الأميركي عدداً من الضربات الاستباقية الدفاعية ضد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أغسطس (آب) في سياق السعي للحد من قدرتها على مهاجمة السفن، فيما تبنت الجماعة مهاجمة إحدى السفن في خليج عدن دون أية أضرار.

وتشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي الجماعة أنها تحاول منع ملاحة السفن ذات الصلة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية بأنها دمرت في 31 أغسطس طائرة دون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، وزورقاً مسيّراً في المناطق التي يسيطرون عليها من اليمن.

وفي اليومين السابقين، أفادت القيادة المركزية بأنها دمرت 3 طائرات من دون طيار ونظاماً صاروخياً في منطقة تسيطر عليها الجماعة الحوثية، وقالت إن هذه الأنظمة تبين أنها تشكل تهديداً واضحاً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه قد جرى اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت واشطن قد أطلقت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمته «تحالف حارس الازدهار» لمواجهة التهديد الحوثي للملاحة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

وتلقت الجماعة الحوثية أكثر من 600 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات ضد السفن.

هجوم دون أضرار

في أحدث الهجمات الحوثية تبنت الجماعة الحوثية مساء السبت مهاجمة السفينة «جروتون» في خليج عدن، وقالت إنه الاستهداف الثاني للسفينة بعد هجوم في الثالث من أغسطس الماضي.

وفي حين زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إصابة السفينة إصابة مباشرة، ذكرت تقارير غربية أن قبطان السفينة أبلغ عن سقوط صاروخين بالقرب من مقدمتها ومؤخرتها دون أضرار.

الجماعة الحوثية سمحت بقطر الناقلة «سونيون» بعد ضوء أخضر إيراني (إ.ب.أ)

من جهته، ذكر «مركز المعلومات البحرية المشتركة» التابع لقوات بحرية متعددة الجنسيات تضمّ الولايات المتحدة ودولاً أوروبية ومقره البحرين، أن السفينة «جروتون» استُهدفت بصاروخين باليستيين على مسافة 130 ميلاً بحرياً شرق عدن.

وأضاف أن الصاروخ الأول سقط على مسافة 50 متراً من مقدّم السفينة، والثاني سقط على مسافة 50 متراً من مؤخرتها، وأن السفينة واصلت مسارها، ولم تلحق بها أضرار.

وكان أحدث هجوم مؤثر ضد السفن قد نفذته الجماعة في البحر الأحمر في 21 أغسطس الماضي ضد ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عبر سلسلة هجمات؛ ما أدى إلى توقُّف محركها وجنوحها قبل أن يجري إخلاء طاقمها بواسطة سفينة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية «أسبيدس».

وبعد إخلاء الطاقم، اقتحم المسلحون الحوثيون الناقلة، وقاموا بتفخيخ سطحها وتفجيرها ما أدى إلى اشتعال الحرائق على متنها، وسط مخاوف من انفجارها، أو تسرب حمولتها من النفط البالغة مليون برميل.

مقاتلة من طراز «إف 22 في منطقة القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

ومع سماح الجماعة بقطر السفينة إثر تلقيها ضوءاً أخضر من إيران، قال وزير خارجية حكومتها الانقلابية غير المعترف بها جمال عامر في تغريدة على منصة «إكس» إنه من المنتظر وصول قاطرات، الأحد، للبدء في سحب الناقلة «سونيون».

يشار إلى أن الجماعة تبنت مهاجمة نحو 182 سفينة منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر الماضي، وأدّت الهجمات إلى إصابة نحو 32 سفينة، غرقت منها اثنتان، البريطانية، «روبيمار» واليونانية «توتور»، كما قرصنت السفينة «غالاكسي ليدر»، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.