العليمي يدعو من نيويورك لدعم التنمية في اليمن والضغط على الحوثيين

اتهم الجماعة المدعومة إيرانياً بسحق منجزات عقود من التنمية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في نيويورك وزير الخارجية الأميركي (رويترز)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في نيويورك وزير الخارجية الأميركي (رويترز)
TT

العليمي يدعو من نيويورك لدعم التنمية في اليمن والضغط على الحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في نيويورك وزير الخارجية الأميركي (رويترز)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في نيويورك وزير الخارجية الأميركي (رويترز)

اتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي الجماعة الحوثية بسحق منجزات عقود من التنمية في بلاده منذ انقلابها على التوافق الوطني، داعياً المجتمع الدولي لمزيد من الضغط على الجماعة لدفعها نحو مسار السلام.

وقال العليمي في مداخلة لقمة التنمية المستدامة على هامش اجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك إن الحرب التي أشعلتها «الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، قلبت الأولويات التنموية في اليمن رأساً على عقب، وتسببت في سحق الإنجازات والمكاسب الاقتصادية النسبية، وأعادت البلاد عقوداً إلى الوراء».

رئيس مجلس الحكم اليمني اتهم الحوثيين بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية بدعم إيراني (سبأ)

ودعا رئيس مجلس الحكم اليمني إلى مزيد من الضغط على الحوثيين لإنهاء تسييس الملفات الإنسانية، مؤكداً أن ذلك «لا يقل أهمية عن المساعدة الإغاثية ذاتها». وأوضح أن بلاده تتخلف عن ركب الوفاء بالتزامات التنمية تحت ضغط ظروف الحرب القاهرة، والأزمة الإنسانية العميقة التي «تستمر الميليشيات الحوثية في مفاقمتها للعام التاسع بدعم من النظام الإيراني».

وأضاف العليمي أن الحرب في بلاده قلبت الأولويات رأساً على عقب، لتصبح معها بعض الأجندة التنموية التي كانت ضرورية في الأوضاع الطبيعية، إلى هامش الاحتياجات الأساسية المتمثلة بالغذاء، والدواء، والماء، والكهرباء، خصوصاً في ظل توقف الصادرات النفطية منذ عام كامل جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير وخطوط الملاحة الدولية.

وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن «الحديث عن أجندة التنمية المستدامة التي تضمن المشاركة المجتمعية الواسعة في صناعة القرار، والإنتاج، وتوظيف التكنولوجيا لخلق فرص عمل، وتجويد الحياة، بات ضرباً من المستحيل في مناطق سيطرة الميليشيات الكثيفة السكان».

متهماً الجماعة الحوثية بمنع دخول اللقاحات المنقذة للحياة إلى مناطق سيطرتها، ما أدى إلى معاودة انتشار الأوبئة المميتة التي كان اليمن قد أعلن خلوه منها منذ نحو عقدين من الزمن.

تدمير المكتسبات

وعن انعكاسات الحرب التي أشعلها الحوثيون وتداعياتها الوخيمة على مختلف المجالات الخدمية والتنموية والإنسانية، قال العليمي: «منذ أيام عاد ملايين التلاميذ اليمنيين إلى المدارس في ظروف بالغة القسوة مع انهيار شبكة الحماية الحكومية اللازمة لتحسين أوضاع قطاع التعليم الذي تتسرب منه سنوياً أعداد هائلة من الفتيات والفتيان إلى شوارع المدن؛ بحثاً عن عمل مع توقف مصادر العيش الشحيحة في الأساس».

يسعى العليمي إلى حشد الدعم الأممي والدولي لبلاده (سبأ)

وأكد رئيس مجلس الحكم اليمني أن الحوثيين يغامرون بحاضر اليمن ومستقبله، بعد أن تسببوا في سحق الإنجازات والمكاسب الاقتصادية النسبية التي تحققت على مدى العقود الماضية، فضلاً عن جراحات عميقة في النسيج الاجتماعي، وتمزيق الهياكل المؤسسية للدولة.

حراك دبلوماسي

وخلال وجود رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي في نيويورك، عقد الكثير من اللقاءات مع مسؤولين أمميين ودوليين، في سياق توضيح الأزمة في بلاده، والضغط على الحوثيين للجنوح نحو خيار السلام، وفق ما ذكرته المصادر الرسمية.

وأفادت المصادر بأن العليمي التقى ومعه عضو المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، واستعرض معه مستجدات الوضع اليمني، وجهود الوساطة الحميدة التي تقودها السعودية، وسلطنة عُمان، لتجديد الهدنة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وفي حين ثمّن العليمي التدخلات الإنسانية الأميركية لتخفيف معاناة بلاده التي فاقمتها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، التقى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة فلاديمير فورونكوف، وناقش معه تداعيات حرب الحوثيين على المستويات كافة.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن العليمي «وضع المسؤول الأممي في صورة التهديدات الإرهابية المتزايدة التي تغذيها الميليشيات الحوثية بالتخادم مع تنظيمي (القاعدة) و(داعش)».

جانب من اللقاء الأميركي - اليمني في نيويورك (رويترز)

وأشار العليمي إلى الدعم الأممي المطلوب لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وأجهزة إنفاذ القانون، وسلطات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز قدراتها في ردع التهديدات الأمنية بالتنسيق مع الحلفاء الإقليميين والشركاء الدوليين.

ووفق الوكالة، عرض رئيس مجلس القيادة اليمني «حقائق التخادم الصريح بين الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، بما في ذلك (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) الذي بات يدار من غرفة إقليمية مقرها إيران».

إلى ذلك، التقى العليمي المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا، وتطرق إلى الأوضاع الاقتصادية والإنسانية التي تشهدها بلاده في ظل ظروف الحرب التي أشعلها الحوثيون المدعومون من النظام الإيراني.

وطبقاً لما أورده الإعلام الرسمي اليمني، وضع العليمي المسؤولة الدولية في صورة التداعيات الإنسانية للهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وتطرق إلى الدعم الدولي المطلوب لاستمرار وفاء الحكومة في بلاده بالتزاماتها الحتمية.

وأعرب رئيس مجلس الحكم اليمني عن تقديره للتسهيلات التي يقدمها صندوق النقد الدولي للاستفادة من حقوق السحب الخاصة، وانفتاحه على العروض كافة لحشد الدعم العالمي إلى جانب الإصلاحات الحكومية، وإجراءات الحوكمة المنسقة مع الحلفاء الإقليميين، والدوليين. مشيرا إلى الدعم السعودي السخي للموازنة العامة للدولة اليمنية، ودوره الحاسم في استقرار الأوضاع الاقتصادية والخدمية.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: تعويض خسائر قناة السويس عبر تنويع خدماتها

عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
TT

مصر: تعويض خسائر قناة السويس عبر تنويع خدماتها

عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)

تتّجه قناة السويس المصرية إلى «تنويع مصادر دخلها»، عبر التوسع في تقديم الخدمات الملاحية والبحرية للسفن المارّة بالمجرى الملاحي، في محاولة لتعويض خسائرها الناتجة عن تراجع حركة السفن التجارية، بسبب توتّرات البحر الأحمر.

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، الاثنين، عن «استراتيجية لتحويل القناة إلى منصة إقليمية لتقديم الخدمات اللوجيستية»، في خطوة وصفها خبراء بالمهمة لتعويض التراجع في إيرادات القناة.

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غيَّرت بعض شركات الشحن العالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفنَ المارّة بالممرّ الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «بلاده فقدت ما بين 50 إلى 60 في المائة من دخل قناة السويس، بما قيمته أكثر من 6 مليارات دولار خلال 8 أشهر».

وتحدّث رئيس هيئة قناة السويس عن خطة لتوسيع خدمات القناة الملاحية والبحرية، خلال اجتماع مع وزير المالية المصري أحمد كجوك، الاثنين، لمناقشة موارد القناة المالية.

وقال ربيع إن «القناة تسعى لتنويع مصادر دخلها، وعدم الاقتصار على رسوم عبور السفن فقط»، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن «تحويل القناة لمنصة إقليمية لتقديم الخدمات اللوجيستية، وتعزيز التوجه الوطني لتوطين الصناعات البحرية، بتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص».

وأوضح ربيع أن «قناة السويس حقّقَت تقدماً في دعم شركاتها العاملة بمجال خدمات صيانة وإصلاح السفن، وتقديم الخدمات البحرية»، وأشار إلى شركات حديثة للهيئة، منها «شركة تنمية الموانئ، وأخرى مختصة بصناعة اليخوت البحرية».

الفريق أسامة ربيع يبحث مع وزير المالية المصري استراتيجية تنمية إيرادات القناة (هيئة قناة السويس)

وبحسب رئيس هيئة قناة السويس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تراجعت أعداد السفن المارّة من 25887 سفينة خلال العام المالي الماضي (2022 - 2023)، إلى 20148 سفينة خلال العام المالي الحالي (2023 - 2024).

وباعتقاد مستشار النقل البحري المصري أحمد الشامي، فإن تنويع خدمات قناة السويس الملاحية «سيجذب شركات الشحن العالمية للعبور من القناة مرة أخرى»، مشيراً إلى أن «القناة بدأت في تحديث خدماتها بالمشاركة مع شركات عالمية في هذا المجال، ما سيُسهم في زيادة الموارد».

وأشاد الشامي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، باستمرار إدارة القناة في مخطط التطوير، وتنفيذ أعمال الازدواج الكامل للمجرى الملاحي، مشيراً إلى أن ذلك «يعزّز قدراتها في استيعاب كبرى الناقلات العالمية».

وشهدت قناة السويس، الجمعة الماضي، مرور الحوض العائم «دورادو» القادم من سنغافورة إلى تركيا، كأكبر وحدة عائمة تعبر القناة في تاريخها، حسب إفادة من القناة.

ودعا مستشار النقل البحري المصري إلى توسيع قناة السويس لشراكاتها الملاحية مع دول الجوار، وقال: «يمكن التوسع في خدمات القناة، بالتعاون عبر وسائط متعدّدة تشمل دولاً أخرى في المنطقة العربية، وفي منطقة الشرق الأوسط، مثل قبرص واليونان»، مشيراً إلى أن «التكامل مع هذه الدول سيُسهم في زيادة موارد الملاحة بقناة السويس، وأيضاً الموانئ البحرية المصرية».

وفي سبتمبر الماضي، بحث رئيس هيئة قناة السويس مع رئيس الهيئة العامة للنقل السعودي، رميح بن محمد رميح، «تعزيز التعاون في مجال تقديم الخدمات اللوجيستية والسياحة البحرية»، مشيراً إلى أن «القناة اتخذت إجراءات للتعامل بمرونة مع تحديات الملاحة في البحر الأحمر، منها استحداث حزمة جديدة من الخدمات الملاحية لم تكن تُقدَّم من قبل، كخدمات القَطْر والإنقاذ وصيانة وإصلاح السفن، ومكافحة التلوث والانسكاب البترولي، وخدمات الإسعاف البحري، وغيرها».

وبمنظور الخبير الاقتصادي المصري، وليد جاب الله، فإن «قناة السويس تمر بمرحلة صمود، في ضوء تأثرها بالأوضاع الإقليمية»، وقال إن «إدارة القناة تبحث عن بدائل لمواردها غير رسوم عبور السفن، من أجل تجاوز تلك المرحلة، عن طريق تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في الخدمات التي تقدّمها».

وعدّ جاب الله، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «توسّع القناة في تنوّع مصادر دخلها، هدف قائم منذ فترة وتسعى لتحقيقه، من خلال مشروع المنطقة الاقتصادية، لاستثمار موانئ وأراضي المنطقة»، مشيراً إلى أن «نجاح تلك الإجراءات مرهون بزيادة أعداد السفن العابرة للقناة»، وتوقّع في نفس الوقت انفراجة في أزمة حركة الملاحة البحرية بالبحر الأحمر، العام المقبل، مع تولّي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مهامه رسمياً، وتنفيذ تعهّده بإنهاء التصعيد والصراعات العالمية، ومنها التوتر في البحر الأحمر.