سجال الرواتب يتفاقم... الحوثيون يهددون رئيس «مؤتمر صنعاء» بمصير صالح

يختلق الانقلابيون في اليمن قضايا بعيدة عن الواقع لإلهاء السكان عن حقوقهم (إعلام حوثي)
يختلق الانقلابيون في اليمن قضايا بعيدة عن الواقع لإلهاء السكان عن حقوقهم (إعلام حوثي)
TT

سجال الرواتب يتفاقم... الحوثيون يهددون رئيس «مؤتمر صنعاء» بمصير صالح

يختلق الانقلابيون في اليمن قضايا بعيدة عن الواقع لإلهاء السكان عن حقوقهم (إعلام حوثي)
يختلق الانقلابيون في اليمن قضايا بعيدة عن الواقع لإلهاء السكان عن حقوقهم (إعلام حوثي)

عمّقت المطالبة بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين الخلاف مع شركاء الجماعة، خصوصاً قيادات حزب «المؤتمر الشعبي العام» الخاضعين في صنعاء، حيث تتهرب الجماعة من الاستجابة للمطالب، وتتكتم على أرقام الإيرادات التي تجنيها.

في هذا السياق هاجم رئيسُ مجلس الحكم الحوثي مهدي المشاط، رئيسَ حزب «المؤتمر الشعبي العام» (جناح صنعاء) القابع تحت سيطرة الجماعة صادق أمين أبو راس، على خلفية دعم القيادي المؤتمري المطاَلبة بالرواتب، ومعرفة مصير الموارد الضخمة التي تتحصلها الجماعة في مناطق سيطرتها.

تعتمد الجماعة الحوثية على إرهاب معارضيها وتهديدهم بالسجن والقتل (إ.ب.أ)

ووصل استياء الجماعة الحوثية من مساندة أبو راس مطالب الموظفين إلى التهديد بتصفيته على غرار ما فعلته بالرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2017، وفق ما جاء في تغريدة لأحد قادة الجماعة على منصة «إكس» (تويتر سابقاً).

ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالِبة بدفع الرواتب، وصف رئيس المجلس الانقلابي، في كلمة ألقاها في عمران، رئيس «مؤتمر صنعاء» ومَن معه من الأكاديميين وأساتذة الجامعات والمعلمين والموظفين الحكوميين المطالبين بالرواتب بـ«الحمقى» و«الغوغائيين»، متهماً إياهم بالتماهي مع مَن سمّاهم «الأعداء».

تهديد بالقتل

هجوم المشاط ضد أبو راس سبقه تهديد بالقتل، وصدر عن قيادي آخر اسمه نصر الدين عامر يعمل رئيساً للنسخة الحوثية من وكالة أنباء «سبأ»، ملمحاً إلى «كسر جمجمته» بالطريقة نفسها التي قتلت بها جماعته الرئيس اليمني ورئيس الحزب السابق الراحل علي عبد الله صالح أواخر عام 2017.

وأقرّ رئيس المجلس الانقلابي بأن دفع الرواتب يعد من مسؤوليتهم بوصفهم سلطة انقلابية، لكنه سرعان ما تنصل من ذلك، واصفاً مَن يطالبون الجماعة بدفع الرواتب بـ«المزايدين» و«المرتزقة» زاعماً أنهم يسعون إلى خدمة ما سمّاه «العدوان».

وفي حين زعم القيادي الحوثي عدم توفر الإمكانات المالية لدى جماعته لصرف رواتب الموظفين، أبدى ناشطون يمنيون تساؤلاتهم عن مصير المليارات التي تجنيها الجماعة من الضرائب، والجمارك، والاتصالات، والزكاة، والإتاوات، والجبايات، وغيرها والتي عادة ما تخصصها للمجهود الحربي، ولمصلحة الأتباع، ولإقامة الفعاليات التعبوية.

القيادي الحوثي مهدي المشاط خلال تجمع لأتباع الميليشيات في محافظة عمران (إعلام حوثي)

وعلى صعيد استمرار التجاهل الحوثي المتعمد لمعاناة ملايين الموظفين بمناطق سيطرتهم، قال رئيس المجلس الأعلى للانقلابيين، إن من أهم أولويات جماعته في الوقت الحالي ليس صرف الرواتب وإنما مواصلة القتال، ومواجهة من سماهم «الأعداء»، وتسخير كل الإمكانات لمصلحة المقاتلين.

ووصف المشاط الأصوات اليمنية المطالبة بالرواتب بـ«العميلة». متهماً إياها بإثارة «الفتن والمؤامرات، والعمل لمصلحة المخططات الأميركية» على حد زعمه.

تهرب من الحلول

المشاط وصف الحلول المطروحة من قبل أعضاء في برلمان صنعاء، غير الشرعي، بأنها «هرطقات»، وأعلن أن سبب عدم إفصاح جماعته عن حجم الموارد التي تجنيها هو الخوف من تسرب الأرقام إلى لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي.

وكان رئيس جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء، صادق أمين أبو راس، الخاضع للميليشيات الحوثية، شنّ هجوماً لاذعاً ضد حكومة الانقلاب غير المعترف بها، لجهة تقصيرها في أداء مهامها وعدم دفع الرواتب.

وقال أبو راس: «إن من حق الموظفين مطالبة حكومة الانقلاب بدفع الرواتب؛ كونها سلطة أمر واقع»، مقترحاً على الميليشيات تسليم شيكات آجلة لكل موظف محروم من راتبه بوصف ذلك التزاماً من قبلها حال توافر الأموال أن تصرف لهم مرتباتهم جميعها دون نقصان.

وطالب رئيس «مؤتمر صنعاء» حكومة الميليشيات بالشفافية، وتقديم شرح مفصل لليمنيين عن الموازنات والمبالغ المالية التي صرفت، وكيف تم صرفها، كاشفاً خلال كلمة ألقاها أخيراً في صنعاء بمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيس الحزب، عن عجز حكومة الانقلاب، غير المعترف بها، عن توفير أدنى الخدمات لليمنيين الذين يجدون صعوبة بالغة في الحصول على لقمة العيش.

يعيش ملايين اليمنيين منذ سنوات أزمة إنسانية حادة بسبب توقف الرواتب وانقطاع سبل العيش (إ.ب.أ)

وكشف أبو راس، الذي تولى زعامة جناح الحزب في صنعاء بمباركة الحوثيين عقب مقتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على يد الجماعة، عن عجز حكومة الانقلاب عن توفير أدنى الخدمات لليمنيين الذين يجدون صعوبة بالغة في الحصول على لقمة العيش.

وعلى الرغم من مشاركة قيادات «مؤتمرية» في مجلس حكم الانقلاب الحوثي وحكومته، فإن وجودهم في مناصبهم وجود ديكوري، حيث يتحكم قادة الجماعة بكل شاردة وواردة، ولا يُسمح لهذه القيادات باتخاذ أي قرار فعلي في المؤسسات والجهات المعينين فيها.

وكان زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه أقرّ بفساد جماعته، زاعماً أنه يعمل من أجل إحداث تغيير جذري، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه «مجرد محاولة لإسكات الأصوات المتزايدة المناهضة لفساد الميليشيات».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الإسرائيلي: يد إسرائيل «الطولى» ستصل لقادة الحوثيين

العالم العربي وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (لقطة من فيديو نشره على حسابه عبر منصة إكس)

وزير الدفاع الإسرائيلي: يد إسرائيل «الطولى» ستصل لقادة الحوثيين

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الخميس)، إن يد إسرائيل «الطولى» ستصل إلى قادة الحوثيين في اليمن. 

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يتطلّعون إلى إسناد دولي عاجل (سبأ)

«الرئاسي اليمني» يتطلّع إلى دعم دولي عاجل لإنقاذ الاقتصاد

أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الأربعاء، أنه يتطلّع إلى دعم دولي عاجل لتنفيذ خطة إنقاذ اقتصادي، مشدداً على أولوية تحسين الخدمات والموارد العامة والإصلاحات.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون أرغموا حتى المزارعين على الانخراط في التدريب على القتال (إعلام محلي)

الحوثيون ينفذون أوسع عملية تجنيد لطلاب المدارس الثانوية

نفّذ الحوثيون أوسع عملية لتجنيد طلاب المدارس، وهو ما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية بالمرحلة الثانوية، وتوسع هذه الحملة إلى أرياف محافظتي إب وتعز

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي قيادات حوثية تلتقي مع زعماء قبائل في الضالع اليمنية لتحشيد المقاتلين (إكس)

انقلابيو اليمن يفرضون تجنيد سكان القرى في 4 محافظات

ضغطت الجماعة الحوثية على زعماء القبائل في 4 محافظات يمنية لحشد مقاتلين جُدد إلى صفوفها تنفيذاً لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي تحت مزاعم الاستعداد لمحاربة أميركا

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي جانب من آثار استهداف واشنطن مقر وزارة دفاع الحوثيين في صنعاء (إعلام حوثي)

ضربة أميركية تستهدف مقر دفاع الحوثيين في صنعاء

أقرَّ الحوثيون بتلقي غارات وصفوها بـ«الأميركية البريطانية» على مقر وزارة دفاعهم في صنعاء، وهي ضربة قال الجيش الأميركي إنها استهدفت مركزاً للقيادة والسيطرة.

علي ربيع (عدن)

الرئيس المصري ونظيره الإندونيسي يدعوان لإنهاء «الاحتلال الإسرائيلي» للجولان

الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري ونظيره الإندونيسي يدعوان لإنهاء «الاحتلال الإسرائيلي» للجولان

الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الأربعاء، إسرائيل إلى إنهاء احتلالها لهضبة «الجولان» السورية، معربين عن إدانتهما لأي محاولات للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها، خاصة العدوان الإسرائيلي على الجولان، الذي «يمثل انتهاكاً لاتفاق فك الاشتباك عام 1974»، ولقرارات الأمم المتحدة المتعددة.

واستقبل السيسي، سوبيانتو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر، لحضور اجتماع الدول الثماني النامية، الخميس. واتفق الرئيسان، بحسب بيان مشترك، صدر عقب محادثات رسمية بين الزعيمين في القاهرة، على أن الحل الوحيد المستدام للوضع في سوريا يأتي من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، تعطي الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السوري، وتضمن سيادة ووحدة أراضي سوريا.

السيسي وسوبيانتو في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات الرسمية (الرئاسة المصرية)

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، استعرض الرئيسان سبل دعم الجهود للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان النفاذ الآمن والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وأعرب الرئيس الإندونيسي عن تقديره لدور مصر الرائد في تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأكد التزام بلاده بالعمل مع مصر في هذا الشأن.

وأدان الزعيمان تهجير الفلسطينيين من أرضهم، معربين عن رفضهما للممارسات الإسرائيلية التي ترمي لتحقيق هذا الهدف، سواء التهجير من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، كما أدانا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والعنف الذي يمارسه المستوطنون وهدم بيوت الفلسطينيين والاقتحامات العسكرية في المدن الفلسطينية، والممارسات التي تهدد الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في مدينة القدس.

وأكد الرئيسان ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الرابع من يونيو (حزيران) 1967 ووقف جميع الإجراءات أحادية الجانب والالتزام بقواعد القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرارات 242 و252 و267 و446 و2334، لا سيما أن «الممارسات أحادية الجانب لخلق واقع جديد على الأرض - فضلاً عن كونها انتهاكاً لالتزامات إسرائيل الدولية - تقوض حل الدولتين، الذي لا يزال تعتبره الدول المحبة للسلام الحل الوحيد لإنهاء الصراع».

واتفق الزعيمان على حتمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الأراضي وقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني، رحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ودعوا إسرائيل إلى الالتزام بالاتفاق. وأكد الزعيمان أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)، وتمكين نشر الجيش اللبناني وفرض سيطرته على جميع أنحاء البلاد بما فيها جنوب لبنان، كما أكدا على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أعاد الرئيسان التأكيد على التزامهما بتعميق التعاون الثنائي في مجالات عديدة بما فيها التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلم الإقليمي. ورحب الرئيسان باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين في نوفمبر 2023.

جلسة مباحثات موسعة (الرئاسة المصرية)

وأعرب البلدان عن تطلعهما لعقد اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين في القاهرة عام 2025 والانتهاء من التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات الجاري التفاوض بشأنها سعياً لوضع إطار فعال لدفع سبل التعاون بين البلدين.

وكان الرئيسان عقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة، وفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية، الذي ذكر، في بيان نشرته الرئاسة بصفحتها على «فيسبوك»، أن الرئيس المصري أكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، مشيداً بتطلعات مصر نحو تعزيز الشراكة الثنائية مع إندونيسيا في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق السياسي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.

كما أوضح المتحدث أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، حيث أعرب الرئيس الإندونيسي عن شكره لمصر، قيادة وشعباً، على الفرص التعليمية التي أتيحت للطلاب الإندونيسيين على مدار السنوات الماضية في الجامعات المصرية، وبالأخص جامعة الأزهر الشريف، وما لذلك من أثر إيجابي على المجتمع الإندونيسي ومساهمته في نشر الفكر الإسلامي الوسطي.