مجلس التعاون الخليجي يؤكد على الشراكة الاستراتيجية مع اليمن

خلال زيارة رسمية للأمين العام إلى عدن للمرة الأولى منذ نحو 8 سنوات

رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال استقباله الخميس أمين عام مجلس التعاون الخليجي والوفد المرافق له في عدن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال استقباله الخميس أمين عام مجلس التعاون الخليجي والوفد المرافق له في عدن (سبأ)
TT

مجلس التعاون الخليجي يؤكد على الشراكة الاستراتيجية مع اليمن

رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال استقباله الخميس أمين عام مجلس التعاون الخليجي والوفد المرافق له في عدن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال استقباله الخميس أمين عام مجلس التعاون الخليجي والوفد المرافق له في عدن (سبأ)

في زيارة هي الأولى منذ نحو ثماني سنوات، استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، الخميس، جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في العاصمة المؤقتة عدن يوم الخميس، وبحث معه الشراكة الاستراتيجية بين المجلس واليمن.

ووضع العليمي، خلال لقائه البديوي والوفد المرافق له بقصر المعاشيق الرئاسي، في صورة التطورات اليمنية، والمستجدات المتعلقة بجهود الوساطة التي تقودها المملكة العربية السعودية لتجديد الهدنة والبناء عليها لإطلاق عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات اليمنيين في السلام والاستقرار والتنمية.

كما تحدث رئيس مجلس القيادة عن خروقات وانتهاكات المليشيات الحوثية، وتخادمها الصريح مع المنظمات الإرهابية، والضغوط الإقليمية والدولية المطلوبة لإنهاء المعاناة الإنسانية التي طال أمدها، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).

وأعرب الدكتور العليمي باسمه وأعضاء المجلس والحكومة عن عظيم شكره وتقديره لموقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمانة العامة إلى جانب الشعب اليمني، وشرعيته الدستورية، في مختلف المراحل، وصولاً إلى دوره الفاعل في مواجهة المخاطر التي تهدد الكيان اليمني، وهويته، واقتصاده الوطني عقب انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

وأشاد العليمي بدعم مجلس التعاون لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة الشرعية، وكافة الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار في البلاد بموجب مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2216. من جانبه، أكد جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، على الموقف الثابت للمجلس في دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام الشامل في اليمن؛ استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض.

ونوّه البديوي بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان بما يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله، مؤكداً دعم دول مجلس التعاون لمجلس القيادة الرئاسي لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

وشدد أمين عام مجلس التعاون على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين المجلس والجمهورية اليمنية في المجالات كافة.

وكانت آخر زيارة لأمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن، قام بها الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين السابق، ووزير الخارجية البحريني الحالي، إلى مدينة عدن جنوبي البلاد في فبراير (شباط) 2015.

وجاءت زيارة الزياني في ذلك الوقت بعد أيام قليلة من تمكّن الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي من الوصول إلى مدينة عدن قادماً من صنعاء، كاسراً إقامة جبرية فرضتها عليه الميليشيات الحوثية التي سيطرت على العاصمة بقوة السلاح في سبتمبر (أيلول) 2014.

وركزت زيارة الزياني على تقديم تأكيدات خليجية، بمواصلة دعم الشعب اليمني، وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي في ذلك الوقت، ورفض الانقلاب الذي قادته جماعة الحوثي وسيطرتها على مؤسسات الدولة اليمنية.

وأكدت دول الخليج العربية دعمها الكامل لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي، والكيانات المساندة للمجلس لتمكينه من ممارسة مهامه في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، كما دعت الحوثيين للاستجابة إلى الدعوة التي وجهها مجلس القيادة الرئاسي، للبدء في التفاوض تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن وحدته وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يجبرون التجار والباعة والطلاب على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

​جبايات حوثية لصالح «حزب الله» وسط تفاقم التدهور المعيشي

تواصل الجماعة الحوثية فرض الجبايات والتبرعات الإجبارية لصالح «حزب الله» اللبناني وسط توقعات أممية بارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات غذائية إلى 12 مليوناً

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مجسم طائرة بدون طيار خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل نظمتها الجماعة الحوثية في صنعاء منذ شهرين (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعترض باليستياً حوثياً

عاودت الجماعة الحوثية هجماتها الصاروخية ضد إسرائيل بصاروخ فرط صوتي بالتزامن مع استهدافها سفينة تجارية جديدة ووعيد باستمرار هذه الهجمات.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تفجير مجموعة من الألغام التي تم نزعها خلال الأيام الماضية في تعز (مسام)

«مسام» ينتزع 840 لغماً في اليمن

يواصل مشروع «مسام» تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وفي موازاة ذلك يقدم مركز الملك سلمان للإغاثة أنواعاً مختلفة من الدعم الإنساني في البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي القيادات الحوثية القادمة من محافظة صعدة متهمة بمفاقمة الانفلات الأمني في إب ونهب أراضيها (إعلام حوثي)

تمييز حوثي مناطقي يحكم التعاطي مع أهالي إب اليمنية

يشتكي سكان إب اليمنية من تمييز حوثي مناطقي ضدهم، ويظهر ذلك من خلال تمييع قضايا القتل التي يرتكبها مسلحون حوثيون ضد أبناء المحافظة.

محمد ناصر (تعز)

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».