ليندركينغ يرفض تهديدات الحوثيين ويدعو لدعم حوار يمني

تيم ليندركينغ (الشرق الأوسط)
تيم ليندركينغ (الشرق الأوسط)
TT

ليندركينغ يرفض تهديدات الحوثيين ويدعو لدعم حوار يمني

تيم ليندركينغ (الشرق الأوسط)
تيم ليندركينغ (الشرق الأوسط)

رفض المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ التهديدات الحوثية بالعودة إلى التصعيد العسكري واستهداف دول الجوار ومنشآتها الحيوية، وفي مقدمتها السعودية، إلى جانب التهديدات الشديدة باستهداف قوات البحرية الأميركية، ودعا إلى دعم المساعي للوصول إلى وقف الحرب والدخول في حوار يمني.

وفي تصريحاته لقناة «العربية» قال المبعوث الأميركي إن «هذا وقت الحوار، وليس وقت تهديد أي طرف لأطراف أخرى»، مطالبا الانقلابيين الحوثيين بالابتعاد عن استخدام «لغة التهديد»، مشيراً إلى أنه ورغم التطورات الإيجابية الحاصلة، فإن اليمنيين لم يلمسوا مزايا الهدنة، وعلى المجتمع الدولي دعم أي حوار يمني يمني.

ويرى الدكتور هشام الغنام المشرف العام على مركز البحوث الأمنية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن المشكلة الفعلية تكمن في رفض الانقلابيين الحوثيين الدخول في حوار مع الفرقاء اليمنيين لوضع مسار متفق عليه لمرحلة انتقالية تنهي الصراع في اليمن، بينما لا ترى المملكة العربية السعودية تباينا بين موقفها وموقف الإدارة الأميركية في مسألة إنهاء الحرب اليمنية.

وأوضح الغنام في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية في ذلك تدعم جهود لينديركينغ، وتتفق معه على أن عائدات النفط يجب أن تعود لليمنيين عبر صيغة متفق عليها بينهم، وهي تشجع دول المنطقة على مساعدة الأطراف اليمنية للحوار فيما بينهم لإنهاء الاقتتال.

وأكد ليندركينغ في المقابلة ذاتها أن زيارته إلى المنطقة تهدف إلى المشاركة في طرح أولويات نزع فتيل الصراع في اليمن، بحسب ما قررته إدارة الرئيس الأميركي بايدن، وأن هناك تغييرات إيجابية حدثت خلال أكثر من عام من الهدنة، مشيراً إلى التقدم المحرز في سبيل إنهاء أزمة الناقلة صافر، وأنه هناك إجراءات ينبغي اتخاذها للوصول إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى صيغة للحوار، وهو ما سيكون محور لقاءاته مع الحكومة اليمنية وحكومات دول التحالف.

المبعوث الأميركي خلال مشاركته في إحدى المناسبات البحثية عن اليمن في السويد (الشرق الأوسط)

وذكر المبعوث أن عمليات الاستفزاز ستكون خارج إطار تطلعات الشعب اليمني الذي كان يرى وجود فرصة أساسية للوصول إلى قرار لوقف إطلاق النار، وأن على الجميع، وفي مقدمتهم بلاده، التركيز من أجل الوصول إليه.

وانتقد استمرار احتجاز الانقلابيين الحوثيين للمختطفين من العاملين في السفارة الأميركية في صنعاء، وأنه لا مبرر للتعامل معهم بهذه الطريقة التي تزيد من حالة التوتر، مطالبا بالإفراح عنهم دون شروط.

تمسك حوثي بالتصعيد 

عاود الحوثيون خلال الأيام الأخيرة إطلاق التهديدات بالتصعيد العسكري وتنفيذ هجمات عدائية على دول الجوار، وفي مقدمتها السعودية في إصرار على رفض جهودها في الوساطة برفقة سلطنة عمان لإحلال السلام في اليمن.

ولوّح زعيم الانقلابيين الحوثيين عبدالملك الحوثي باستهداف السعودية مجدداً فيما قال إنه سيكون رداً حازماً لعدم التجاوب مع مطالب جماعته بتمكينها من عائدات الحكومة اليمنية من تصدير النفط والغاز، إلى جانب إحداث تغيرات إيجابية في المفاوضات المتوقفة، التي يقصد بها تقديم التنازلات لصالح الانقلابيين.

استمرار الوساطة السعودية 

تأتي هذه التهديدات لتعطيل التحركات العمانية لإعادة إحياء ملف المفاوضات واستمرار وساطتها برفقة السعودية لإحلال السلام في اليمن، حيث تتسبب الشروط الحوثية في تعثر الوساطات الإقليمية والدولية، وإيقاف مساعي السلام وعدم استمرار المفاوضات، ومن تلك الشروط؛ تمكين الانقلابيين من غالبية إيرادات النفط والغاز، ورفض فتح الطرقات وإنهاء حصار تعز.

وسبق لمجلس القيادة الرئاسي اليمني أن أبلغ الوسطاء الدوليين بعدم جدية الحوثيين لإنهاء الأزمة، ورفضهم جهود الوساطة السعودية لتمديد الهدنة والبدء في مفاوضات سلام حقيقية.

وكان مشروع بيانات الصراع المسلح أعلن في مايو (أيار) الماضي انخفاض العنف السياسي في اليمن بنسبة 30 في المائة، ووصوله إلى أدنى مستوى له منذ بداية الحرب، بالتزامن مع زيارة الفريقين السعودي والعماني، بقيادة السفير السعودي محمد آل جابر، العاصمة اليمنية، صنعاء، ضمن مفاوضات لإحلال السلام.

وبين المشروع أن تلك الزيارة أعقبتها بوادر انفراج تمثلت في إتمام أكبر عملية تبادل للمحتجزين بين طرفي الصراع، فيما كانت المفاوضات تركز على إعادة فتح الموانئ والمطارات اليمنية، ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون، والمحادثات المباشرة بينهم وبين الحكومة، والانتقال السياسي لمدة عامين.


مقالات ذات صلة

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

العالم العربي امرأتان يمنيتان في محافظة تعز تنقلان العلف لتخزينه كغذاء للمواشي بعد انتهاء موسم الحصاد وبدء مواسم الجفاف (البنك الدولي)

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

بانتهاء موسم حصاد الحبوب الشحيح في اليمن، يواجه المزارعون خيارات صعبة في مواسم الجفاف لتأمين الغذاء وتربية المواشي مع قلة خبرتهم بالتعامل مع تغيرات المناخ

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات بصنعاء وغيرها من المدن الخاضعة للانقلاب

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الحكومة اليمنية التزمت بمحاربة الفساد واستعادة ثقة الداخل والمانحين (إعلام حكومي)

إحالة مسؤولَين يمنيَين إلى المحكمة بتهمة إهدار 180 مليون دولار

في خطوة أولى وغير مسبوقة للحكومة اليمنية، أحالت النيابة العامة مسؤولَين في مصافي عدن إلى محكمة الأموال العامة بتهمة إهدار 180 مليون دولار.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».